أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الإتفاقية الأمنية العراقية الأميريكية بين مصالح الأحزاب الحاكمة ومستقبل الشعب العراقي














المزيد.....

الإتفاقية الأمنية العراقية الأميريكية بين مصالح الأحزاب الحاكمة ومستقبل الشعب العراقي


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد كل التجارب القاسية التي مر بها العراق وبعد ثبوت عقم الشعارات والخطاب السياسي العقائدي المؤدلج عبر تاريخ الدولة العراقية الحديثة سيكون من الصعب جداً التحقق من مصداقية الخطاب السياسي الحالي لكل الأطراف سواء الحاكمة أو المعارضة ، فللشعب العراقي حضور دائم في هذا الخطاب بتفرعاته الدينية والقومية والليبرالية كمادة للمزايدة السياسية في حين هو الغائب الدائم عن حصته من المكاسب التي تتحقق وهو الوحيد الذي يدفع ضريبة التغييرات التي حصلت والتي ستحصل .ويخرج في نهاية كل السيناريوهات هو الخاسر الأكبر، وقد يكون من الخطأ أيضاً أن نعتقد تمام الإعتقاد بأن السلطة التشريعية المتمثلة بمجلس النواب تمثل وبنسبة100 % الشعب العراقي نظراً لنهج المحاصصة والقائمة المغلقة التي أوصلت أعضاء البرلمان الى البرلمان بالإضافة الى الفجوة الخطيرة بين الشعب وبين أعضاء مجلس النواب الذين يفترض ان يكونوا ممثلي الشعب لا ممثلي مصالح أحزابهم، فشتان بين من يعيش في بحبوحة ولا يرى شوارع عاصمته ولا يعاني من إنقطاع الكهرباء والمياه ولا يصاب بالكوليرا ولا تغرق داره بمياه الأمطار نتيجة كارثة المجاري في بغداد العاصمة وباقي مدن العراق ويحظى بامتيازات امبراطورية ، وبين من يحدث له كل ما ذكرناه ، ولا عجب في ذلك فنحن لانعيش في عصر غاندي ومحال أن نرى من يمثل معاناة المواطن ويجسد مآسيه ، فالسلطة والمال مغرية تعمى القلوب قبل الأبصار.

لا يتعلق موضوع التوقيع على الإتفاقية لا من قريب ولا من بعيد بالخيانة والعمالة ، فان كان هناك من يرفض التوقيع وهو في السلطة عليه أن يكون واقعياً ويقر بأن وصوله للسلطة جاء تمخضاً للتغيير الذي أحدثته أميريكا في العراق فهي التي أسقطت نظام صدام وكل الأطراف التي تشارك في السلطة حالياً كانت معارضة ومدعومة أميريكياً من خلال قانون تحرير العراق وهي التي إجتمعت قبل سقوط النظام في مؤتمر لندن الذي رعته أميريكا التي مثلها زلماي خليل زاد وهناك تم الترتيب لكل الأمور ومنها المحاصصة، لذا سيكون من السيئ جداً إستخدام مصطلح الخيانة والعمالة ، وسيكون من المفيد بل سيكون من دواعي السرور إستخدام مصطلح مصلحة العراق ومستقبل أجياله من قبل كل الأطراف التي خلقت لها الإتفاقية صداعاً شديداً.أما من كان خارج السلطة ويرفع شعارات كبيرة فأعتقد ان الشعب العراقي مل الشعارات فليس بمقدور صاحب المعدة الخاوية ان يكون كثير التصديق بالشعارات...!

بواقعية وبموضوعية وحيادية ومهنية سياسية عالية وبروح وطنية نابعة من الحرص على مستقبل ومصلحة البلد يفترض بسياسيي العراق وقادته التعامل مع هذه المحنة التي يمرون بها ، فواقع الأمر يقول ان العراق ضعيف ومدمر بل أرض يباب وليس بمقدوره الدفاع عن نفسه ولا يستطيع اتقاء شر جيرانه وهو بحاجة الى النهوض والاعمار وهذا بحد ذاته عمل مرهق وصعب وبحاجة الى جهود جبارة وارادة وطنية واخلاص وصدق ونزاهة ، فهل بمقدور العراق فعل ذلك لوحده ؟
ستكون سذاجة سياسية وقصر نظر وتخبطاً كبيراً ان أجاب أحد ب (نعم) ، وان أجاب بـ (نعم) فليزودنا بآليات تحقيق كل ذلك مع توفر عنصر المصداقية بالطبع .إذ
لايمكن بناء البلد واعادة اعماره وانقاذ اهله من المحنة التي يعيشها من خلال الشعارات الفضفاضة والعواطف الجياشة والخطابات النارية التي أطالت بنا الضياع .
نأمل أن تكون مصلحة الشعب العراقي حاضرة قبل كل شيء في معمعة النقاشات والخلافات الحالية حول الإتفاقية العراقية الأميريكية ، كما سيكون من الضروري جداً التعامل مع الموضوع كموضوع عراقي بحت بعيداً عن تدخلات جيراننا المفرطة ، وان اثبت لنا قادتنا في الحكم وممثلونا في البرلمان ان الاتفاقية لا تخدم العراق ومصالح ومستقبل شعبه فليرفضوها .

* قال الدكتور برهم صالح ان 20% من ميزانية العراق تصرف في مجال تحقيق الأمن ولا ندري كم من الميزانية مخصصة لحل مشكلة المجاري في بغداد التي تغرق شوارعها وبيوتها هذه الأيام مع زخات المطر الأولى؟!



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الهويات حاضرة في العراق باستثناء الهوية العراقية
- الدولة والمجتمع ... جدلية العلاقة ... التجربة العراقية بعد ا ...
- دولة رئيس الوزراء يدعو المنظمات الانسانية لمساعدة أيتام العر ...
- هل هي ثقافة محاكم التفتيش...؟!
- أجهزة الإعلام الكردية الرسمية غياب المهنية في ظل ميزانيات خي ...
- تحالفا ت الأمس ...خلافات اليوم ...إملاءات اقليمية ام منافسات ...
- وعاظ السلاطين.. مداحون، كذابون، منافقون
- -انما اهلكت الأمم التي قبلكم انهم اذا سرق فيهم القوي تركوه و ...
- كركوك.. قراءة هادئة
- ركلات السيد وكيل وزارة الثقافة الأستاذ جابر الجابري في فضائي ...
- مام جلال ...إسرائيل ... والثوريون
- المنسحبون من الحكومة ... العائدون للحكومة...؟ المواطن خارج ح ...
- الإتفاقية الأميريكية العراقية بين الوطنية واللاوطنية
- صناعة الطغاة مهنة شعوب الشرق..!
- خارجيتنا وتمثيلنا الديبلوماسي وأحزابنا ...!
- خراب يعم البلد ... والبناء محض شعار والفساد سيد الموقف!
- الإعلام المستقل ووجه الدولة
- فوبيا القضية الكردية
- وأخيرا تنحى الرئيس الشاب فيدل كاسترو...!
- -سنستدرجهم من حيث لايعلمون- القلم آية 44


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الإتفاقية الأمنية العراقية الأميريكية بين مصالح الأحزاب الحاكمة ومستقبل الشعب العراقي