أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - هل هي ثقافة محاكم التفتيش...؟!














المزيد.....

هل هي ثقافة محاكم التفتيش...؟!


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما نقل عن الدائرة الإعلامية في مجلس النواب العراقي حول الجلسة التي تم فيها استجواب النائب مثال الآلوسي أصابنا بالدهشة... إذ لم نر أي برلمان في الدول الديمقراطية وأغلب اعضائه يطلقون الشعارات والأهازيج والتصفيق في وقت يتم فيه إستجواب نائب ... كان رئيس البرلمان محمود المشهداني يناشد أعضاء البرلمان الذي يترأسه كي يصمتوا ويمنحوا الفرصة للنائب مثال الآلوسي كي يدلي برأيه ويشرح مبررات زيارته لإسرائيل لحضور مؤتمر مكافحة الإرهاب لكن دون جدوى ... حاول الآلوسي جاهداً شرح أسباب وحيثيات الزيارة وما حدث في المؤتمر لكن (الهوسات) لم تدع له مجالاً وساد الهرج والمرج قاعة البرلمان وكانت بعض النائبات يصورن بأجهزة الموبايل ما يجري دون ان يركزن على ما يجري (نقلت الدائرة الإعلامية تلك اللقطات لنائبات يصورن بالموبايل) ...لقد تابعنا ما تم نقله وبثه عبر بعض الفضائيات العراقية ...لكننا شعرنا اننا أمام جلسة محاكمة وليست جلسة برلمان ولا ندري هل هو برلمان ويمثل السلطة التشريعية أم السلطة القضائية ...؟!
السادة الذين كانت لهم كلمات وهي عبارة عن بيانات وشعارات تعودنا عليها تحولوا الى قضاة والبعض الآخر الصامت كانت شرارة الغضب تنطلق من عيونهم وهم ينظرون الى النائب مثال الآلوسي والذي اضطر اضطراراً وفي جو مشحون الى الدفاع عن وجهة نظره وزيارته لإسرائيل أيضاً بتشنج واضح وانفعالية شديدة .
لست بصدد الدفاع عن السيد مثال ولا عن زيارته لإسرائيل بقدر ما اني بصدد التحدث بواقعية وموضوعية بعيداً عن لغة الشعارات القديمة التي لطالما سمعناها من القادة التاريخيين (عبدالناصر- الأسد-صدام حسين ....) والذين رحلوا ولم يقدروا على رمي إسرائيل في البحر ولا إستعادة الجولان ولا حرق إسرائيل ولاحتى مساعدة الفلسطينيين في حل قضيتهم ...لقد كانت عبارات (العدو الصهيوني) تتردد في كلمات السادة الذين ألقوا كلماتهم الى درجة اننا شعرنا وكأن العراق يعد العدة من جديد لخوض حرب مع اسرائيل- في حين يمد العالم العربي من مشرقه الى مغربه افضل العلاقات مع اسرائيل وتتفاوض سوريا مع اسرائيل منذ اشهر حول السلام- نحن الذين انهكتنا الحروب ومزقتنا وجوعتنا وشردتنا وانهزمنا في كل حروبنا ابتداءً من حرب 1948 مروراً بحرب حزيران فقادسية صدام فأم المعارك فالحواسم التي لم تحسم الا الهزيمة لبلدنا ولا ندري الى متى سيظل شعب العراق ينوب عن الآخرين لخوض المعارك ضد العالم بأسره دفاعاً عن مجد الأمة كما سمعنا وخدعنا ( بضم الخاء وكسر الدال) من قبل نظام الطاغية البائد...؟!
قياساً على الآراء التي ردت على السيد مثال الآلوسي في البرلمان فان هناك تساؤلاً يطرح نفسه وهو ألا يجدر بالعراق برلمانا وحكومة وشعباً أن يقاطعوا كل الدول الصديقة لاسرائيل والتي تتفاوض معها أيضاً وعلى رأسها السلطة الفلسطينية فمصر فالأردن ( التي نمن عليها بأسعار تخفيضية لبراميل النفط) فالمغرب فقطر وسوريا التي تتوسط حالياً كي تتفاوض مع إسرائيل وكذلك تركيا ... ثم هل نسي الأخوة والأخوات في مجلس النواب إننا على اعتاب التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية (الأميريكية العراقية) وأميريكا هي الصديقة الودودة لإسرائيل وهي التي تحميها ...! فأي تناقض هذا الذي يحدث وأية ازدواجية وأي كيل بمكيالين وبأي منطق يتم التعامل هكذا مع السيد مثال الآلوسي ...؟! كيف يزور السيد طارق الهاشمي وهو نائب لرئيس الجمهورية أنقرة ويتباحث معها وكيف يفعل ذلك النائب عباس البياتي في حين أن تركيا ( التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الإسلامي) ترتبط بإتفاقية استراتيجية عسكرية استخباراتية مع إسرائيل ...؟!

قبل أشهر صافح رئيس الجمهورية مام جلال في مؤتمر الإشتراكية الدولية إيهود باراك فملأوا الدنيا ضجيجاً وكانت هناك دعوة أو دعوتين وعلى استحياء لإستجواب الطالباني في البرلمان (بالطبع لم يستطيعوا استجوابه)، فالى متى تبقى الخيانة والعمالة تهمة جاهزة يلصقها البعض بالبعض وهم يعلمون علم اليقين ان تلكما الكلمتين كلمتا حق يراد بهما باطل...؟!
شعرنا من خلال تلك الجلسة التي استجوبت النائب مثال الآلوسي وكأننا نشاهد جلسة محكمة جنائية كبرى في ظل أحكام عرفية وان الرجل يستحق أقصى العقوبات، فمتى سنتحلى بروح ديمقراطية وثقافة برلمانية تعد اولى آليات الممارسة الديمقراطية ومتى سيكون بمقدور أعضاء هذا البرلمان والذي سبقه والذي سيليه هجر ثقافة الصراخ والتصفيق .
ألا يقول القادة الجدد (اننا في عراق ديمقراطي ) فأين هي الديمقراطية وكيف لديمقراطية كهذه رفع الحصانة عن نائب ومنعه من حضور جلسات البرلمان ومنعه من السفر خارج العراق ... اليست هذه الإجراءات منافية للدستور ...؟! لم نزل في بداية الطريق، والديمقراطية ليست عبارة عن نستلة سريعة الذوبان وحلوة على اللسان، بل هي كثيرا ما تكون مرة و تسبب عسر هضم الى أن يتعود المرء عليها ...نحن بحاجة الى جيل جديد قادم حتى تترسخ الثقافة الديمقراطية...!

بيت القصيد وما أريد قوله هو انه كان من الأفضل منح الفرصة للنائب مثال الآلوسي لبيان وجهة نظره بشكل وافٍ من خلال تبني آليات ديمقراطية قانونية بعيداً عن التشنج والعاطفة والتسرع في إتخاذ القرارات.



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجهزة الإعلام الكردية الرسمية غياب المهنية في ظل ميزانيات خي ...
- تحالفا ت الأمس ...خلافات اليوم ...إملاءات اقليمية ام منافسات ...
- وعاظ السلاطين.. مداحون، كذابون، منافقون
- -انما اهلكت الأمم التي قبلكم انهم اذا سرق فيهم القوي تركوه و ...
- كركوك.. قراءة هادئة
- ركلات السيد وكيل وزارة الثقافة الأستاذ جابر الجابري في فضائي ...
- مام جلال ...إسرائيل ... والثوريون
- المنسحبون من الحكومة ... العائدون للحكومة...؟ المواطن خارج ح ...
- الإتفاقية الأميريكية العراقية بين الوطنية واللاوطنية
- صناعة الطغاة مهنة شعوب الشرق..!
- خارجيتنا وتمثيلنا الديبلوماسي وأحزابنا ...!
- خراب يعم البلد ... والبناء محض شعار والفساد سيد الموقف!
- الإعلام المستقل ووجه الدولة
- فوبيا القضية الكردية
- وأخيرا تنحى الرئيس الشاب فيدل كاسترو...!
- -سنستدرجهم من حيث لايعلمون- القلم آية 44
- - إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها -
- معضلة الفساد...مقترح لالغاء هيئة النزاهة وخفض رواتب المسؤولي ...
- الإخفاقات البرلمانية ... البطاقة التموينية ... الميزانية الا ...
- اجتثاث البعث ...!قانون المساءلة والعدالة ...!وإختلال التوازن ...


المزيد.....




- احتفالا بعيد النصر..السفارة الروسية تغرس أشجار الزيتون في ال ...
- عون استقبل رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الذي قدم خل ...
- مسؤول أميركي أمام -العدل الدولية-: حياد -أونروا- يثير مخاوف ...
- الإمارات تعلن إحباط محاولة تمرير أسلحة للجيش السوداني والأخي ...
- إيران تعدم جاسوسا يعمل لمصلحة -الموساد- الإسرائيلي
- مقتل 14 خنقا في حريق فندق بمدينة كولكاتا الهندية
- توقيف قاصر للاشتباه في قتله 3 أشخاص بالسويد
- إجلاء سكان وإغلاق طرق إثر اندلاع حرائق قرب القدس
- الكويت تلغي المادة 182…نحو تشريع لا يغسل الجريمة بالزواج
- ترمب يستثني الأردن من خفض المنح الأميركية الخارجية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - هل هي ثقافة محاكم التفتيش...؟!