أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - الإعلام السوري : تشجيع الإرهاب وإباحة دماء العراقيين ؟!














المزيد.....

الإعلام السوري : تشجيع الإرهاب وإباحة دماء العراقيين ؟!


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 757 - 2004 / 2 / 27 - 10:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 عندما سقطت أصنام البعث في بغداد، ظل العراقيون لأسابيع طويلة يفتشون عن أبواب بعض السجون الخفية، كي يخرجوا ما تبقى من ضحايا ( الوحدة والحرية والاشتراكية )، ثم سرعان ما انتشرت أخبار المقابر الجماعية لتتكشف المأساة العراقية فصلاً بعد آخر، بموازاة انكشاف الفضائح الواحدة تلو الأخرى، وكان من بينها قضية الدعم المشبوه الذي ظل يقدمه النظام السوري لمثيله في بغداد، ليتبين لاحقاً بأن هناك تواطؤاً وعمولات وتجارة أسلحة وحقائق أُريد طمسها، ليس أقلها قضية المليارات الثلاثة المودعة من قبل زمرة صدام في بنوك دمشق .. الخ
وفي خضم كل ذلك اهتزت قواعد أصنام دمشق وانكشف رعب المسؤولين فيها، خوفاً من الفضائح التي لها أول وليس لها آخر، فنظام دمشق لا يختلف عن نظام صدام، الأقنعة القومية والأباطيل السياسية والجرائم والأجهزة والمقابر الجماعية وأقبية التعذيب والفقر والتدهور الإنساني ، هي ذاتها في كلا النظامين وفي كلا البلدين المنكوبين بهذا الحزب المشبوه التاريخ والمظلم الوقائع.
خلال أحداث 1979 التي أوشك فيها ( الأخوان المسلمين ) على إسقاط النظام السوري، وبغض النظر عن موقفنا من ( الأخوان ) فهم جزء من الشعب السوري الذي أراد حزب البعث خنقه منذ انقلاب آذار 1963 وبعد الحركة الترقيعية في 1970 ، ولا يوجد أي تبرير يحرم على الأحزاب السورية بمختلف اتجاهاتها، أن تقاوم نظام الطغيان هذا، وبغض النظر عما إذا كانت لدينا ملاحظات على هذا الاتجاه أو ذاك، فمن حق الشعوب أن تدافع عن نفسها.
ولأن الأزمة في 1979 لم تكن سهلة ولا هينة، فقد فضح الرجل الثاني في النظام آنذاك حقيقة حزب البعث والدور المشبوه الذي أنيط به في تحطيم أهم بلدين في المنطقة سوريا والعراق.  الرجل الثاني وقتها، وبعد أن اتهم المخابرات الأمريكية في الوقوف وراء تلك الأحداث، قال : نحن لا نعرف ما الذي تريده أميركا منا أكثر مما فعلنا !! لقد صفينا لهم الحركة الشيوعية في المنطقة، فماذا يريدون أكثر من هذا ؟!
هذه هي المهمة المشبوهة التي نفذها البعثيون في سوريا والعراق، تدمير روح المجتمع من خلال تدمير التنوع السياسي والثقافي في كلا البلدين، ما أدى إلى تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتخريب القيم الإنسانية، فهل هناك خدمة لمخططات الصهيونية والإمبريالية أكبر من هذه ؟! هل هناك مهمة مشينة أكثر ظلماً وظلاماً من هذه ؟!
هذه هي الخلفية المعتمة التي تفسر استمرار إعلام النظام السوري في تشجيع الإرهاب في العراق من خلال استمرار الحديث القومي الحماسي المفتعل عن ما يسمونه ب ( المقاومة العراقية ) التي ترتكب المجازر تلو المجازر بحق الأبرياء من العراقيين، هذه المجازر المشينة جعلت معظم الفضائيات العربية تتخلى عن استخدام تعبير ( المقاومة العراقية ) أما خجلاً من دماء الضحايا أو شعوراً منها بالمسؤولية، لأن تشجيع هذا الإرهاب في العراق يعني تبريراً له في السعودية والمغرب وحيثما حدث ويحدث، لأن الجهات المشبوهة التي تقف وراءه هي ذاتـها هنا وهناك، أما الإعلام السوري فهو لا يكتفي بـهذا الموقف المشين بل يذهب إلى إباحة دماء العراقيين الأبرياء من خلال عبارات مثل : ( وقد قُتل العشرات من المتحالفين مع الاحتلال ) !! والمتحالفون مع الاحتلال هم باعة السجائر على الأرصفة والعمال وعابرو السبيل والمتطوعون لأجهزة الشرطة والجيش من العراقيين الشرفاء الذين يساهمون في إعادة بناء الدولة التي تركها ( فتى البعث ) و ( البطل القومي ) حجراً على حجر ؟!
فإلى أي درك يريد هذا الإعلام البعثي أن يصل أكثر مما هو فيه ؟! أم أنها إحدى علامات السقوط السياسي القريب، لأن السقوط المدوي للبعث في العراق هو نصف سقوط لسلطة المخابرات في دمشق الحزينة، والأيام القادمة حبلى بما هو أكثر .



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر عودة الملكية إلى العراق !!
- أخي منذر مصري لماذا تقوّلني ما لم أقل ؟!
- مجتمع الارتزاق الثقافي العربي !!
- يعيش العراق .. يعيش العراق - قصائد
- رسالة إلى منذر مصري : هل بوسعك أن تعود معنا إلى العراق ؟!
- من اجل أن لا يتحول رفض القرار 137 إلى هجوم على مجلس الحكم !!
- جمال عبد الناصر بصفته ظاهرة ثقافية مصدَّرة من الماضي !!
- الديمقراطية بصفتها مقولة مـملّة
- أزمة الثقافة السياسية ومشروع تكوين الأمة العراقية
- تـحتَ مطرٍ خفيف
- المرأة في أروقة الدولة العربية !!
- المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين
- طبيعة السلطة وتأثيرات النسق الثقافي – الاجتماعي
- في تحولات الثقافة الإنسانية : العودة إلى الغابة !
- العالم موضوع فرجة والإنسان كائن متفرج !!
- الضحية تشتاق إلى جلادها، حمزة الحسن نموذجاً
- ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم
- قصيدة حب
- القناع المقدس والعنف الرسمي !!
- إلى موفق محايدين : شيوعيو ( مجلس الحكم ) أنبل بالتأكيد من قو ...


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس
- إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن وسط احتجاجات على مشاركتها بسبب ا ...
- ?? مباشر: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن -الكر ...
- نتنياهو ينتقد بايدن وواشنطن تقترح -بدائل- لاجتياح رفح
- تشاد تعلن فوز محمد إدريس ديبي بالرئاسة ومنافسه: الانتخابات س ...
- ما مخاطر الذكاء الاصطناعي بين الأيدي الخاطئة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم عبد - الإعلام السوري : تشجيع الإرهاب وإباحة دماء العراقيين ؟!