أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الاستقالة من الكتابة ...؟؟















المزيد.....

الاستقالة من الكتابة ...؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 06:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما تشعر أن الكلمة غير قادرة على فرض التحول في مجتمع،تربي على التلقين والمسلمات والحتميات والجبرية والقدرية ويعطل الاجتهاد،ويلغي دور العقل،ولا يقيم وزناً للفكر والرأي،بل للشخوص والأسماء وانتماءاتها الدينية،فأنت مدعو جيداً للتفكير بالاستقالة،فهذا مجتمعاً أضحى كالمصاب بالمرض الخبيث والذي لا أمل بالشفاء منه،فالمجتمع الذي لا يتعدى فيه تأثير الكاتب أو الأديب مساحة عدد قرائه، لماذا يستمر في الكتابة ولمن يكتب،وعلى من يقرأ مزاميره؟؟،على أمة قيل عنها أنها أمة اقرأ وهي لا تجيد القراءة ،على أمة تتحكم فيها "المافيات" وأشباه الكتاب والمثقفين في كل شيء،فأنت تصاب أحياناً بالتقزز والغثيان.عندما تشعر أن مقالة قضيت في العمل بها أكثر من ساعتين،وسيتحكم في نشرها محرر أو رئيس تحرير،ليس علاقة بالثقافة أو القدرة على التقييم،اللهم أن سياسة صاحب الجريدة،تقوم على التعاقد مع عدد من الأسماء،وما دونهم لا مجال للنشر له،وحتى لو كان لديه من القدرات والإبداعات ما يفوق هذه الأسماء اللامعة والملمعة الكثير الكثير،والمأساة أيضاً أن تكون الكتابة حسب الأسماء والشخوص،وليس ما هو مكتوب،فهذا سياسي تافه لا علاقة له بالفكر ولا بالثقافة، يجب أن كتب شطحة أو طلاسم أو "خلط شعبان في رمضان"،أن تكون مقالته على صدر الجريدة أو صفحة مقالاتها الرئيسية،وفي المقابل نجتر صباح مساء أحاديث وشعارات ممجوجة عن فتح المجال وإعطاء الفرص للكتاب والأدباء الجدد،وفي الواقع ما يسمى بحيتان الفكر والثقافة والأدب والذين يخشون على مصالحهم وامتيازاتهم ومواقعهم،يعملون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة،حتى لا يكون هؤلاء الصاعدين بدائل لهم أو يشكلون خطر عليهم، ولهذا ترى في مجتمعنا فقراً مدقعاً في كل شيء في السياسة،في الفكر،في الثقافة،في الأدب،في العلوم وغيرها،وغناء فاحش في الشعارات والبيانات والخطابات والجناس والطباق والسجع والفتاوي على مختلف مسمياتها والتي غالباً ما تتمحور حول المرأة وجسدها وعورتها،تشارك في الانتخابات أو لا تشارك؟،تتقلد المناصب والوزارات أم لا؟، تقود سيارة أو طائرة أم لا ؟تتزوج من ذمي أم لا؟ تعمل في بنك أو جريدة أو مدرسة أم لا؟وليت الأمر وقفاً عند هذا الحد،بل نتفنن في إصدار الفتاوي التي تجعلنا نلتهم جسدها،كما نلتهم الثريد والمناسف،فتاوي إباحة رضاعة الكبير وفتاوي الزواج من طفلة،وإباحة أشكال زواج كثيرة ومتعددة وقولبتها وفق الدين والشريعة،من زواج المتعة والمسيار والكيف والونس والسفر،حتى لا نقول والإعياذ بالله، أننا ندعو إلى تشريع وترخيص الدعارة.
محظور عليك في الكتابة أن تخرج عن النص أو السطر،فهناك من هم متخصصين في شن الحرب عليك من المراجع الدينية بمختلف مسمياتها،أو الكثير من الكوابح والقيود الاجتماعية،فأنت على سبيل المثال إذا قلت أن العشائرية والقبلية هي شر وبلاء لا بد من استئصاله،إذا ما أردت أن تبني مجتمع مدني،فأنت ستتعرض إلى هجوم شرس من قبل شيوخ العشائر والقبائل،والذين سيكتبون لك المجلدات عن دور العشائرية وأهميتها في المجتمع وايجابياتها" وخصوصاً في "الطوش والفزعات"أو إذا ما دعوت إلى تغرب المرأة من أجل التعليم،فأنت إنسان اباحي وغير مؤمن،رغم أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية،وما تظهر عليه من ورع وتقوى وتدين،يعاكس ويناقض ما يجري في الخفاء،حيث الأمراض الاجتماعية تنخر هذه المجتمعات من القمة وحتى القاع،بل وما يجري في داخلها على هذا الصعيد ، لا تعرفه أي من المجتمعات الغربية حتى الأكثر اباحية منها.
في كل الدول والمجتمعات الحديثة والتي تحترم نفسها،يحظى الكتاب والمثقفون برعاية واهتمام دولهم وحكوماتهم وأحزابهم ومؤسساتهم،حتى يستمروا في الإنتاج والإبداع،إلا في وطننا العربي،فمن هو من غير كتاب النظام والسلطان،عدا الملاحقة والمضايقات والسجون والنفي والقتل وعدم النشر،فهو في الكثير من الأحيان غير قادر على تأمين قوت يومه،بل وأصدقكم القول أنه في قضية مفصلية وجوهرية،مثل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي،لم أترك لا مؤسسة تعنى بالأسرى أو غيرها ،من أجل نشر كتاب حول أوضاع هؤلاء الأسرى ومأساتهم وظروف اعتقالهم في السجون الإسرائيلية،وأبدى استعداده لتبني هذا العمل على الرغم من أهميته وقيمته،والمفارقة العجيبة الغربية هنا،أن كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،تتغنى وتتمسح بالأسرى والنضال من أجل إطلاق سراحهم،ولكن في الواقع العملي،نسمع طحناً ولا نرى طحيناً،وأصدقكم القول لو أن الكتاب كان حول فضائح الفنانة الراحلة سوزان تميم،أو حول مغامرات بعض فنانات العري،لوجدت عشرات المؤسسات ومئات الشخوص،من الذين يتبنون هذا العمل ويمولون نشره وتوزيعه وبيعه،وربما تسابقت العديد من الفضائيات العربية لبث الدعايات له،والترويج لأهميته وقيمته.
عندما يصبح كل التنويريين والمبدعين العرب،غير قادرين على إحداث نقلة نوعية في المجتمعات العربية،والتي تشهد انسحاباً وتراجعاً كبيراً نحو المزيد من الانغلاق والتقوقع على الذات،وكذلك عندما لا تقيم مجتمعاتنا وزناً للفكر والرأي ،بل للشخص والأسماء والانتماء الديني،تصبح الاستقالة من الكتابة شر لا بد منه،لأن الكتابة تصبح نوعاً من اللهو والترف والمشاغبة.
فمئات بل آلاف المقالات والبيانات والمبادرات كتبت ونشرت،حول مخاطر الانقسام السياسي والجغرافي على الشعب الفلسطيني،ولكن كل ذلك لم يغير في الواقع شيئاً،بل أطراف الانقسام لم تتورع عن كيل الاتهامات للكثير من الذين كتبوا بدافع الحرص والمسؤولية،ولسان حالهم يقول من ليس معنا فهو ضدنا.
ومثال آخر هو أن الدعوات إلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية،لم تتوقف من السبعينات وحتى اللحظة الراهنة،وهذه الدعوات لم تغير في الواقع شيئاً، بل بقيت في إطار الشعارات والتمنيات،وأصدقكم القول أنه لو توفي أو استقال جميع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،لستمر البعض في التأكيد على شرعيتها وقانونيتها،وهذا الحال ينطبق على كل المجتمعات العربية،وان كان لبنان في مرحلة من المراحل استثناءا.
ففي كل دول العالم المتقدمة والحديثة الصحافة هي السلطة الرابعة،تقيم الدنيا وتقعدها،وتتطرق لأدق القضايا وأخطرها حتى لو طالت رأس النظام،إلا عندنا نحن العرب،لا يجوز القدح والتشهير بالمقامات العليا،أي من ينتقد هذه الأنظمة حتى غمزا أو ولمزاً،فهو يعرف مصيره،ولو كان ما يكتبه حقائق دامغة وموثقة.
ومن هنا تصبح الكتابة ضرباً من اللهو أو المتعة أو المشاغبة،فهي بلا قيمة في مجتمعات لا تقرأ أو تقيم وزناً للكتاب والمثقفين.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟
- الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟
- هل يرفع-الفيتو-الأمريكي عن الحوار الوطني الفلسطيني ..؟؟
- لهذه الأسباب يجب الاصرار على اطلاق سراح أسرى الداخل ..؟؟
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ عام من الخسارات الثقيلة ..؟؟
- زعرندات وعربدات المستوطنين ليست أعمال غوغائية فقط،بل تعبير ع ...
- المحامية الأمريكية -شارلوت كييتس- ومحاكمة سعدات ..!!
- حول ظاهرة التحرش الجنسي العلني / بالنساء في المجتمعات العربي ...
- لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...
- أولمرت - بوش/ نهايات مأساوية....!!!
- هل هناك مجال للعودة للحرب الباردة ؟؟
- رغم الصخب والتسريبات الاعلامية/ لا اتفاق في الوقت المستقطع
- الفلسطينيون ولعبة المتاهات.....!!!!
- أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرس ...
- بين -إسترينا طرطمان- و-يتسحاق فالد- ....!!
- رسائل الى الأسرى في السجون ...!!!


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الاستقالة من الكتابة ...؟؟