أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - راسم عبيدات - أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرسميين ...اعتدال ...اعتلال ...















المزيد.....

أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرسميين ...اعتدال ...اعتلال ...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما يحدث في أمريكيا اللاتينية من تحد واضح لأكبر قوة في العالم ،ورفض شروطها واملاءاتها وسياساتها،يثبت أن أمريكيا ليست قدراً مطلقاً فوق رؤوس الشعوب،وليست المالك والمتصرف بشؤونها وخياراتها وتحالفاتها،وطبعاً هذا رهن بطبيعة القيادة السياسية للبلد،ومدى ثوريتها والتصاقها وتعبيرها عن هموم وتطلعات شعبها،وبهذا يتحدد الموقف منها جماهيرياً،فإما أن تستميت هذه الجماهير وتقدم أرواحها فداءاً وأجسادها درعاً لحماية هذه القيادة،وهذا ما لمسناه عندما حاولت قوى الكمبرادور والبرجوازية الرأسمالية الإطاحة بالحكومة الثورية في فنزويلا،بقيادة الثائر ألأممي الكبير "هوغو تشافيز"،حيث هبت القوى والجماهير الشعبية،والتي يعبر عن مصالحها وطموحاتها للدفاع،عن نظامهم الثوري،وتمكنوا من سحق قوى التمرد والانقلاب المدعوم من أمريكيا،واستعادوا زمام الأمور،وأعادوا حكومتهم الثورية والشرعية إلى سدة الحكم،وهذه القيادة الثورية الفنزويلية شكلت نموذجاً وقوة مثل لباقي شعوب أمريكيا اللاتينية،والتي رأت أنه من أجل تنمية وإصلاح جدي حقيقيين،فلا بد من تحطيم قلاع البرجوازية والقوى الرجعية،ورفض خطط ومشاريع المؤسسات الدولية من صندوق وبنك دوليين والمسطي عليهما أمريكياً،وهذا ما بادرت إليه البرازيل والأرجنتين،والتي أقدمت قيادتها الجديدة من قوى اليسار،إلى خطط إصلاح جدية وتنمية اقتصادية حقيقية،بعيدة عن هيمنة أمريكيا وسطوة البنك وصندوق النقد الدوليين،وتوالت انتصارات القوى الثورية والديمقراطية واليسارية في أمريكيا اللاتينية،كما حدث في بوليفيا والبيرو وغيرها.
وقبل أن نتطرق إلى ما أقدمت عليه حكومة بوليفيا من طرد للسفير الأمريكي بسبب تدخله في الشؤون الداخلية لبوليفيا،وتشجيع القوى الرجعية والمرتزقة للتآمر والانقلاب على الحكومة البوليفية الشرعية،ودفع البلاد لأتون الحرب الأهلية،فلا بد لنا من القول أن القائد"هوغو تشافيز" الرئيس الفنزويلي،لم يقف إلى جانب قضايا شعبه وأبناء قارته،بل ناصر وساند كل قوى المقاومة والممانعة دولياً وإقليميا وعربياً،فهو من اخترق الحصار المفروض على القيادة العراقية الراحلة،إبان الحصار الأمريكي على العراق،وهو من طرد سفيري أمريكي وإسرائيل في أكثر من مناسبة،وبسبب عدوانهما وحصارهما للشعبين اللبناني والفلسطيني،وهو الذي هدد بوقف وقطع شحنات النفط الفنزويلية عن أمريكيا في حالة عدوانها على إيران، وبالتالي من الطبيعي جداً،أن يعلن انحيازه ووقوفه إلى جانب الحكومة البوليفية في خطوتها بطرد السفير الأمريكي من بوليفيا،لدوره في التدخل في الشأن الداخلي البوليفي،وأعلن طرد السفير الأمريكي من فنزويلا،ولحقت فنزويلا هندوراس برفض قبول أوراق اعتماد السفير الأمريكي الجديد،احتجاجا على دور السفير الأمريكي في بوليفيا,
وبوليفيا ودول أمريكيا اللاتينية التي ساندتها في الخطوة،ليست بحجم الدول العربية،لا سكاناً ولا ثروات ولا خيرات،ولا دبابات ولا طائرات ولا أسلحة متطورة مكدسة في المخازن بمليارات الدولارات، بل ما يجعلها تتفوق على كل هذا الكم العربي الفاقد الوزن والقيمة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً،هو ثورية قياداتها وامتلاكها الإرادة في أن تقول لا دفاعاً عن كرامتها وعزتها وهويتها،وأن تتعامل مع أمريكيا القوة الأولى على مستوى العالم بلغة التحدي،لغة الاستجداء والإذلال والاملاءات والشروط المذلة والمهينة.
والمتتبع للشأن العربي يلمس مدى حالة الذل والهوان،التي وصلها النظام الرسمي العربي،والتي وصلت حداً يثير الشفقة والتقزز والغثيان في نفس الوقت، فأي من قادة وزعماء الأمة العربية،لا يجرؤ على رفض شروط واملاءات وطلبات السفير الأمريكي في بلده وليس طرده،فالسفير الأمريكي في الكثير من الدول العربية،هو الحاكم الفعلي،يتدخل في الشأن الداخلي بكل تفاصيله،تعيين الحكومات والوزراء،ويحدد شكل العلاقات والتحالفات،وسياسة الدولة بكل تفاصيلها،والشيء المضحك المبكي أن تجد دولة مثل فنزيلا،تطرد السفير الأمريكي احتجاجاً على ما ترتكبه أمريكيا من مجازر وحصار بحق الشعوب العربية،وبعض الدول العربية تعتبر بقاء السفير الإسرائيلي على أراضيها خدمة للقضية الفلسطينية والقضايا العربية،والأسوأ من ذلك أن تصبح وزيرة الخارجية الأمريكية"كونداليزا رايس" الأمر الناهي في الشأن العربي الرسمي،فهي التي تقول لهم متى يجتمعون ومع من يجتمعون،ومع من يقيموا علاقات ولا يقيمون،ومن يدعمون ويساندون ومن لا يساندون،بل أن"رايس"وصلت بها الوقاحة بأن أوعزت إلى رئيس عربي وهو على متن طائرته متوجهاً للقمة العربية الأخيرة في دمشق، بالنزول من الطائرة وعدم حضور القمة،ونفس الأمر فعلت مع قادة عرب آخرون.
إن هذه القيادات العربية الفاقدة للإرادة،والمتخلية عن خيار المقاومة،بل والمتآمرة على ذبحه،والراهنة خياراتها وقراراتها السياسية للإدارة الأمريكية والمخصية عسكرياً،والتي تفصلها الكثير من المساحات عن جماهيريها ولا تعبر عن إرادتها وأمانيها وهمومها وتطلعاتها،يجعل الجماهير،لا تذرف الدموع ولا تأسف على رحيلها،فالجماهير تشعر أن هذه القيادات،هي سبب بؤسها وشقائها وفقرها وقمعها وإذلالها،وتتعامل معها بلغة القطيع،وتريدها فقط كجوقة من المطبلين والمزمرين والمسبحين بحمدها.
إن ما يحدث في أمريكيا اللاتينية،وما تقوم به دولا صغيرة سكاناً وثروات وإمكانيات،من رفض وتحدي للسياسة والشروط الأمريكية،دفاعاً عن عزتها وكرامتها واستقلاليتها،يثبت أهمية الدور الذي تضطلع به القيادة،وبأن قيادة ثورية وإرادة مقاومة والتصاق بهموم الجماهير وتعبير عن همومها،كفيل بتحقيق النصر والحرية.
ونحن لمسنا ذلك بشكل حي أثناء الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/ 2006،حيث استطاع بضعة ألاف من مقاتلي حزب الله مسلحين بإرادة قوية وقيادة ثورية مؤمنة ومنحازة لخيار النضال والمقاومة،أن تحقق نصراً على رابع قوة عسكرية في العالم،ولنا في التجربة البوليفية دروس وعبر،بأن نغادر حالة الذل والهوان،وأن نمتلك إرادة صلبة وقوية وعلاقة عميقة ومتينة مع الجماهير،تمكننا من أن نتحدى أمريكيا ونواجه سياساتها وشروطها ونقول لها مليون لا.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين -إسترينا طرطمان- و-يتسحاق فالد- ....!!
- رسائل الى الأسرى في السجون ...!!!
- بيت ريما .....مجدي الريماوي ......بلعين ........أشرف أبو رحم ...
- العقيد القذافي من ثورة الفاتح/ الى التغزل -برايس- ....!!!
- قمة دمشق الرباعية/ خلفيات وتطورات ....!!!
- اليوم سمير القنطار وغداً.....!!!
- ثقافة تمزيق فرش الباصات/ وتكسير الأثاث المدرسي/ وكتابة الشعا ...
- يا عرب ...ويا مسلمين ... القدس في خطر ...الأقصى في خطر..
- العرب وكسر الحصار
- الحوار الوطني الفلسطيني والزحف السلحفائي
- في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ...
- في القدس / على أعتاب الشهر الفضيل / جدران ...كاميرات ... أسل ...
- يرحل قائد....ويسجن آخر/ وتبقى الجبهة والوطن
- في القدس / على أعتاب العام الدراسي الجديد / طلاب بلا مدارس و ...
- بين اتفاق - الرف- وتداعيات حرب تموز ...
- بلعين مرة ....أخرى
- عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!
- هل اطلاق سراح نواب ووزراء حماس/ مقدمة لانجاز صفقة التبادل بي ...
- لقاء عباس - -أولمرت- في الوفت الضائع !!
- برسم حسن النوايا الاسرائيلية / الافراج عن خمسة أسرى فلسطينيي ...


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - راسم عبيدات - أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرسميين ...اعتدال ...اعتلال ...