أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - قمة دمشق الرباعية/ خلفيات وتطورات ....!!!















المزيد.....

قمة دمشق الرباعية/ خلفيات وتطورات ....!!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 04:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لعل انعقاد قمة دمشق الرباعية بأطرافها
الأربعة(فرنسا،تركيا،سوريا وقطر)،شكل الحدث الأهم والأبرز في منطقة الشرق الأوسط،وأثبت وبما لا يضع مجالاً للشك أن سوريا لاعب إقليمي رئيسي في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية،وسوريا المصنفة أمريكيا كإحدى دول محور الشر،والتي سعت بكل الطرق والوسائل من حصار ومقاطعة وسن قوانين وتشريعات وإصدار قرارات دولية لعزلها وتهميش دورها،أثبتت دبلوماسيتها بقيادة رئيسها الشاب بشار الأسد قدرة غير عادية على الصمود،وكسر هذه العزلة،ولعل النجاح الأبرز والذي يسجل لسوريا في هذا الجانب والمجال،هي الجهد السوري- القطري الذي نجح في توقيع اتفاق الدوحة بين الأطراف اللبنانية،وحل مشكلة الاستعصاء اللبناني من خلال انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية،والمسألة لم تقف عند هذا الحد،بل استطاعت سوريا أن توجه اهانة قوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية،عندما دخلت مع إسرائيل بوساطة تركية محادثات سلام غير مباشرة،حول الانسحاب من هضبة الجولان،في وقت كانت فيه أمريكيا تحظر على إسرائيل الدخول في محادثات مع سوريا حول ذلك،دون أن تتخلى سوريا عن تحالفها الاستراتيجي مع إيران،وتفك علاقاتها وتحالفاتها مع قوى المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين،ومن الهام جداً قوله أن من النجاحات الهامة لهذه القمة،أنها أعادت فتح خط العلاقات السورية -التركية والذي كان مغلقاً لفترة طويلة،بسبب القضية الكردية والتي طالما كانت مصدر قلق وصراع للبلدين،كما أنها أعادت ترميم العلاقات الفرنسية - السورية،والتي شهدت توترات وتداعيات خطيرة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،ومن ثم العدوان الإسرائيلي في تموز/ 2006 على لبنان،ولكن نجاح الوساطة السورية - القطرية في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني،شكل حافزاً لفرنسا لإعادة علاقاتها مع سوريا.
من الواضح جداً أن هناك بوادر أفول لنظام القطبية الواحدة،والتي بدأنا نلحظ بوادره هذه عقب تصاعد الفشل الأمريكي في العراق،وما تحققه المقاومة العراقية من نجاحات وانتصارات،والتي حاولت أمريكيا التعويض عنها،بشن حرب على قوى المقاومة والممانعة العربية،وبناء ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير،هذا الشرق الأوسط الذي عهدت أمريكيا إلى إسرائيل بشن حرب بالوكالة عنها على لبنان تموز/2006،ولكن صمود حزب الله وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر،أجهض ولادة هذا الشرق الأوسط،وهذا ترافق أيضاً مع صمود فلسطيني أمام الحصار الظالم الذي فرضته أمريكيا وإسرائيل على شعبنا الفلسطيني من بدايات عام/ 2006 ،وجاءت التطورات اللاحقة لكي تؤكد،بأن هناك تسارع نحو انهيار نظام القطبية الواحدة،من خلال الضربة القوية التي وجهتها روسيا لأمريكا في الحرب الجورجية - الروسية،والتي كانت تستهدف أمريكيا من خلالها حصار روسيا،وتشكيل تهديد جدي لأمنها ومصالحها في عقر دارها،ناهيك عن أن جورجيا لو نجحت الخطة الأمريكية ،لتم استخدامها كقاعدة لشن عدوان أمريكي- إسرائيلي على إيران،وهذا الفشل الأمريكي هناك وما أعقبه من زيارة للرئيس السوري إلى روسيا وعقد اتفاقيات معها،واستعداد روسي لتزويد سوري بأسلحة دفاعية وغيرها،وخاصة بعد انكشاف الدور الإسرائيلي التخريبي في جورجيا،كل ذلك يدفعنا للقول بأن هناك العديد من التبدلات والتغيرات قد تحث على المستوى الإقليمي والدولي،وخصوصاً وهو يثبت يومياً أن أمريكيا والتي تحاول الرهان على ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي،هو رهان خاسر،وهذا المعسكر يزداد تآكلاً حضوراً وجماهيرية ودورا،وبالمقابل بتعزز دور وحضور قوى الممانعة والمعارضة والمقاومة العربية.
فالانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل، وتشكيل مظلة سياسية لحماية ممارساتها وخروجها عن القانون الدولي، يجعل من غير الممكن إيجاد حلول لبؤر الصراع في المنطقة، وفق الرؤيا والمنظور الأمريكي.
ومن هنا جاءت قمة دمشق الرباعية والتي حضرتها دولة كبرى(فرنسا)،ودولة شرق متوسطية وقوة إقليمية كبرى(سوريا)،ودولة أدنوية كبرى(تركيا)،ودولة ذات أهمية إستراتيجية،ودورها الدبلوماسي الكبير،لجهة روابطها وتحالفاتها وعلاقاتها الأمريكية (قطر)،لكي تناقش الكثير من الملفات الهامة والجوهرية،والتي أهمها ملف التطورات في الشرق الأوسط،وملف التعاون الشرق أوسطي،وملف المحادثات السورية- الإسرائيلية،وملف تطورات الوضع في لبنان،ففرنسا ما تريده من سوريا،هو ضمان مصالحها في لبنان،والضغط على إيران فيما يخص مسألة امتلاك السلاح النووي وإيجاد حل دبلوماسي لذلك،يمنع حصول كارثة،قد تنجم من أي عدوان إسرائيلي على إيران،وما يعقب ذلك من تداعيات وتطورات غاية في الخطورة،وهي تريد تعاوناً سورياً يضمن لها مصالحها على مستوى منطقة الشرق الأوسط والخليج،وسوريا تريد من تركيا وفرنسا لعب دور فاعل في العملية السلمية،يقوم على انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان،وبما يشكل مقدمة لإنهاء ملف الصراع العربي- الإسرائيلي (لبنان وفلسطين)،ومن خلال منظور يختلف عن المنظور الأمريكي،وقطر التي لعبت دوراً في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني،مرشحة هي الأخرى لحل مشكلة الاستعصاء الفلسطيني- الفلسطيني،وكذلك الدخول على خط صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل(تسليم رسالة من والد الجندي الإسرائيلي المأسور)"جلعاد شاليط" إلى قيادة حماس،وخصوصاً أن الدور المصري يراوح مكانه،وتتعالى الأصوات باستبداله بقناة أخرى أكثر جدية وفاعلية،ناهيك عن طموح قطري في دمج إيران ضمن منظومة دول المنطقة وأمن الخليج،وحل الشوائب المعيقة لذلك،الجزر الامارتية الثلاثة المحتلة من قبل إيران ،وتركيا تطمح من ذلك بشكل قوي إلى إزالة الاعتراضات الأوروبية عليها للانضمام للسوق الأوروبية المشتركة،وتعزيز علاقاتها مع سوريا،بما يساعد على تقوية علاقاتها التجارية والاقتصادية مع العراق،وكذلك قد تساهم سوريا بعلاقاتها الطيبة مع أطراف الأزمة القبرصية،في إيجاد حل لتك المشكلة،والتي تشكل أحد العوائق الهامة أمام تركيا للانضمام للسوق الأوروبية المشتركة.
واضح جداً أن الدبلوماسية السورية بقيادة بشار الأسد،قد نجحت بامتياز في كسر الحلقة الأمريكية بعزل سوريا،وكذلك الدور السوري الإقليمي بتعزز حضوراً ووجوداً،وهذا يجعل الضغوط والقيود الأمريكية على سوريا،ليست ذات جدوى أو قيمة،والتطورات والمتغيرات اللاحقة،تشير إلى تغيرات وتبدلات في السياسة الدولية،لجهة إنهاء احتكار أمريكيا للقطبية الواحدة،والعملية السلمية في المنطقة،والتي لكي تضمن شرق أوسط مستقر،تحتاج لرعاية دولية أخرى،فيها قدر من التوازن،ولعل ما صدر عن البرلمان الأوروبي،من دعوة لإسرائيل بإطلاق سراح القائد البرغوثي وأعضاء التشريعي الفلسطيني واحترام القانون الدولي،والتلميحات بتغير مبعوث الرباعية للشرق الأوسط المنحاز لإسرائيل"توني بلير"،يمهد لمثل هذه التبدلات والتغيرات.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم سمير القنطار وغداً.....!!!
- ثقافة تمزيق فرش الباصات/ وتكسير الأثاث المدرسي/ وكتابة الشعا ...
- يا عرب ...ويا مسلمين ... القدس في خطر ...الأقصى في خطر..
- العرب وكسر الحصار
- الحوار الوطني الفلسطيني والزحف السلحفائي
- في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ...
- في القدس / على أعتاب الشهر الفضيل / جدران ...كاميرات ... أسل ...
- يرحل قائد....ويسجن آخر/ وتبقى الجبهة والوطن
- في القدس / على أعتاب العام الدراسي الجديد / طلاب بلا مدارس و ...
- بين اتفاق - الرف- وتداعيات حرب تموز ...
- بلعين مرة ....أخرى
- عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!
- هل اطلاق سراح نواب ووزراء حماس/ مقدمة لانجاز صفقة التبادل بي ...
- لقاء عباس - -أولمرت- في الوفت الضائع !!
- برسم حسن النوايا الاسرائيلية / الافراج عن خمسة أسرى فلسطينيي ...
- مفارقة / ما بين-أولمرت- والزعامات العربية !!
- تصفيات....اغتيالات.....هدم.....اعتقالات فلسطينية واسرائيلية
- بين سعدات والبرغوثي
- حزب نور وتيار مهند
- أمريكيا ليس لها أعداء دائمين/ فهل يتعظ المعتدلون العرب؟؟؟


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - راسم عبيدات - قمة دمشق الرباعية/ خلفيات وتطورات ....!!!