أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سلام عبود - رسالة شخصية الى نائبة عراقية: صفية الوفية!














المزيد.....

رسالة شخصية الى نائبة عراقية: صفية الوفية!


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 06:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تقول" النائبة" في الكونغرس العراقي، و"المستقلة" إلا من دعم القوات الأمريكية والحكام الكرد وفلول الحرس القديم، صفية السهيل: إنها تمتلك الشجاعة الكافية لأن تقول "نعم" للاتفاقية مع الاحتلال.
لنختبر شجاعة صفية الوفية. لنختبر شجاعتها لغويا وسياسيا وعاطفيا ووطنيا.
الشجاعة في اللغة هي أن نتحلى بالجرأة على اتخاذ موقف ما في ظروف ليست في صالح الذات صاحبة الموقف.
وأنا أسألك يا سيدة صفية: كيف تكونين شجاعة وأنت تسندين ظهرك الى صدور ربع مليون جندي محتل، مزودين بأحدث وأعتى آلات الحرب الجهنمية؟
لنتأمل البعد العاطفي. أنت تحاولين أن تظهري بمظهر المرأة القوية، وربما المسترجلة، التي تتميز على الرجال بشجاعتها الشخصية، النابعة من قوة موقفها. ولكن هل نسيت أنك شجاعة ليس في مواجهة عدو مسلح؟ أنت تستخدمين شجاعتك العسكرية هذه في مواجهة أكثر من مليون أرملة عراقية وأكثر من خمسة ملايين يتيم عراقي ملّوا وشبعوا حتى التخمة من شجاعة القتلة والظلمة وقادة الجند وجالبي المحتلين، زهقوا من الشجاعة الخبيثة المسلّطة على رقابهم باسم طاغية أرعن أو سياسي جبان يستمد استرجاله من قانون القوة.
لنأت الى المعنى الوطني والسياسي. أنت هنا حالك كحال الحكّام الأكراد، الذين يبررون ضرورة الاتفاقية بعدم " جاهزية" الجيش العراقي. لكنهم في الوقت نفسه يعارضون تسليحه، ويقاتلون ضد بسط سيطرته على أرض العراق، ويتفننون في أساليب إقلاق حدوده وسيادته باستجلاب مقاتيلن أجانب الى أرضه وحمايتهم وتنشيطهم عسكريا، ويمنعون على الجيش التقاط أنفاسه من طريق تحريك وتنويع عناصر الصراع الداخلية، بضرب المكونات الاجتماعية ببعضها ضربا فنيا متقنا ومرتبا ترتيبا حاذقا. إذن، كيف ومتى سيجهز الجيش العراقي؟
السيدة صفية لا تختلف في موقفها عن الحكام الكرد إلا في أمر واحد، هو أنهم يستخدمون شجاعتهم تلك لتحقيق مصالح عرقية، أما صفية فتستخدمها لإذلال أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وإدماء قلوبهن، مسنودة بقوات الاحتلال وعصابات المتعاقدين.
السيدة صفية وفية حقا لشجاعتها، لكن شجاعتها تشوبها الشوائب السياسية والأخلاقية المكدرة. بيد أنها، والحق يقال، ستكون شجاعة، صافية الشجاعة، لو أنها أعلنت جهارا أنها تعتبر نفسها عضوا في الكونغرس الأمريكي وليست عضوا البرلمان العراقي، ولو أنها أعلنت جهارا أنها ممثل رسمي لكوندوليزا رايس وليست ممثلا لملايين الأرامل واليتامى، ولو أنها كشفت عن حقيقتها كناطق رسمي باسم دولة أجنبية، وليست مواطنا جرى قبوله على أنه عضو في أسرة كبيرة أتعبتها الحروب والقنابل والاستبداد، أسرة مسالمة لا هدف لها سوى الحصول على فسحة من الأمل وفسحة ضئيلة من العيش الرضي.
أيتها السيدة صفية الوفية، إنك شجاعة ووفية حقا، لكن شجاعتك مدعومة بالدبابات، ووفاءك موجه ضد مصالح شعبك، لأنك تعتقدين انه شعب مهان وجريح وكسير، يمكن لك ولغيرك استعراض شجاعاته الدموية على رأسه متى أراد. ولكن، هل ستجرئين على هذا أيضا بعد رحيل المحتل؟ وإذا رحل المحتل الراهن، هل ستأتين لنا بمحتل آخر، لكي تستعيدي شجاعتك مرة أخرى، وتثبتي له وفاءك؟
ما أريد أن أذكركِ به هو أمر واحد ينساه الجميع: إن الخطاة والطغاة نسّاؤون دائما، نسّاؤون الى حد أنهم يضيفون بسلوكهم الشائن والمستهتر مزيدا من مشاعر الحقد والانتقام على أنفسهم، الى الحد الذي تتضاءل فيه مشاعر الرحمة والتسامح في قلوب المظلومين. وهذا ما أسميه إعادة إنتاج دورة الشر المغلقة.
الشجاعة هي أن نقول لا في وجه من قالوا نعم، يا صفية.
والوفاء هو أن نكون أمناء على مصالح شعبنا.
أنت تدركين أن المعركة الراهنة ليست معركة وطنية، وليست معركة من أجل الاستقلال أو عدم الاستقلال.
المعركة، باختصار تام، معركة من أجل استمرار بعض عناصرالكتلة الحاكمة في قيادة السلطة أو تغييرهم بعناصر جديدة، أي معركة "تكسير عظام" على حساب الوطن.
إن مأزق المالكي ليس مأزقا وطنيا، بل هو أزمة قيادة سلطة، مرهونة بعامل خارجي، بالاحتلال. الاتفاق مع بوش سيبقيه على رأس الحكومة، ولكن لفترة محدودة، حتى مجيء خصمه أوباما. أمّا رفض الاتفاق سيرضي أوباما، ولكن سيغضب بوش، الذي يريد تحقيق انتصار فوري بأي ثمن.
القضية إذن هي قضية وقت. وقت للمالكي لكي يربح استمرارا في الحكم لحقبة طويلة قادمة، ووقت لخصوم المالكي، الذين يريدون إبعاده من طريق وضعه في مواجهة بوش.
الموضوع يا صفية يتعلق بزمن قدره بضعة أسابيع لا أكثر ولا أقل. ومن يربح هذه الأسابيع يربح السلطة. هذه هي المسألة التي تخفونها عن شعبكم، وأنا أشك شكا مطلقا أنكم تنتسبون الى هذا الشعب، في مشاعركم ومصالحكم. لأنكم تلعبون بالنار وتولغون في دماء الشعب باحترافِ وشهيةِ القتلة المأجورين.
الشجاعة يا صفية هي الوفاء للشعب وقول الحقيقة المتعلقة بمصيره ومستقبله، لا الاتكاء على صدور الجند المحتلين والارتماء تحت بساطيلهم.
الشجاعة هي أن تضعي رأسك على كتف الشعب، الشعب الطيب، المغدور، الذي قبلك عضوا فيه.
سيزول الاحتلال، لكن الشجاعة لا تزول!
سيزول التمزق الداخلي، لكن الوفاء للوطن لا يزول!
ماذا ستفعلين بشجاعتك الاستقوائية الكاذبة حينما لا يكون خلف ظهرك وطن أو محتل؟



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شخصية الى السيد هوشيار زيباري: العقل زينة
- جنايات علي الدباغ الجسيمة ( رسالة شخصية الى الناطق الرسمي با ...
- الكرد الفيلية: عراقيون رغم أنف العرقيين جميعا!
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال- الجزء الثالث
- البيان الشيوعي لمرحلة الاحتلال - الجزء الثاني
- موت الماركسية أو ورطة النصر.... الحلقة الأولى: موت الاشتراكي ...
- اللجنة الإعلامية للحزب الشيوعي العراقي تدعو الى محاكمة كاتب ...
- الشيوعي ما قبل الأخير (كامل شياع كما أراه)
- أسرار أزمة كركوك: المقدمات، الدوافع، النتائج
- المادة 24، الانتقال من التحاصص الدستوري الى سياسة كسر العظم
- الجوانب الخفيّة في الاتفاقيّة الأميركيّة العراقيّة
- من نوري السعيد الى نوري التعيس
- صولات الدم العراقية
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الديموقراطيّة للاحت ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. تعبئة وتعميم الشر: ...
- نقد المثقف الشيوعي.. فخري كريم نموذجاً.. الشيوعية السحريّة أ ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...
- نقد المثقف الشيوعي..فوضى اللغة والبواعث النفسية للعنف الثقاف ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سلام عبود - رسالة شخصية الى نائبة عراقية: صفية الوفية!