أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلام عبود - نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. مذاق الشر، مملكة مام فخري















المزيد.....



نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. مذاق الشر، مملكة مام فخري


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:11
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الجزء الثاني
2/5
مذاق الشر: مملكة مام فخري

في المرتبة الثانية من سلم الايجابيات- بعد ضخامة مهرجان المدى- تأتي أجواء المهرجان. زوّار العتبات الكردية المقدّسة أسهبوا في وصف تغريد البلابل، والسهول السندسيّة، وأصوات خرير الشلالات، وجمال صوت "الفجر" وهو يغنّي أنشودة "العيد" فوق الروابي الحرّة، السعيدة. " أقيم المهرجان وسط أجواء من البهجة في مناخ سادته المودة والألفة والاستمتاع الباذخ بجمال الطبيعة حيث جالت أبصار المدعوين على مد النظر في هذه المناظر الخلابة "
هكذا جاء في وصف دعوة حضور الوفود الى عرين الطالباني.
"وردة تتفتح" و" زفّة عرسان" بعضٌ من النعوت العديدة التي وصفت أجواء المهرجان. بيد أن أبلغها كان الوصف الجامع المانع لـ "ابداعات" فخري الزواجية: "لمّة فرح".
تعبير "لمّة فرح" يعود تاريخيا الى زمن أقدم من نهارات المدى، الى زمن كالح آخر، زمن الحرب العراقية الإيرانية، التي وُصفت من قبل أحد الكتاب العرب بـ " مبتدأ الفرح". هذا التعبير المنافق، الكاذب، التعبوي والدعائي عاد مجددا، بقوة الإرث الثقافي والعقلي، وبفعل تنافس سلالات القتلة، عاد ليطفو فجأة على سطح نهارات ومهرجانات المدى. ففي كلمة المثقفين العرب، التي ألقاها أحد "مُجنّدي" وزارة الدفاع الأميركية، المكلف بالتنسيق بين الروابط الإعلامية العربية (هذه مهنته، عليه مسؤولية احترامها، وأرجو أن لا يخجل منها ولا يجعلها قذفا أو شتما تُعاقب عليه قوانينُ الرقابة!)، المثقف العراقي بالتبني ( حمل اسمه الرقم 94 في قائمة عنوانها "مئة وخمسة مثقف عراقي يهنئون بوش وبلير...") قام بإطلاق تعابير البشارة الجديدة قائلا: " العراق العظيم شهد منذ فجر التاسع من نيسان المجيد 2003 اول فجر للحرية، واولى الخطوات على طريق الديمقراطية.. هذه الحرية وهذه الديمقراطية، التي يدفع العراق يوميا، ومنذ اربع سنوات مضت، ثمنا باهظا لها من دماء ابنائه الزكية ... للحرية (!) باب بكل يد مضرجة يدق.. وها هي بغداد تدق ابواب الحرية كل يوم، ليس بيد مضرجة واحدة، ولكن بملايين الايدي العاشقة للحرية والديمقراطية." ( ديمقراطيو المارينز يخشون حتى اللغة. خلع مبشرو الحرية كلمة "الحمراء" من نص شوقي، كما خلعوا ماضيهم. ومن سخريات الثقافة والقدر أن النص، الذي كُتب في نكبة دمشق ذماً للمستعمرين، تحول الى مديح يمجّد مستعمري وناكبي بغداد!)
وأضاف النابلسي " ها نحن المثقفين العرب والكرد (يعتبر البعض ُ أنّ التركمان والآشوريين والكلدان أكرادٌ فيدراليون!).. نجتمع اليوم في اربيل الكرد والعرب (شوفينية الأكثرية!!) على السواء، لا لنحتفل فقط بمهرجان المدى الثقافي الخامس.. هذا المهرجان الذي يضم اليوم صفوة المثقفين الكرد والعرب (!!!) كما ضمهم في السنوات الماضية.. ولكن لنحتفل ايضاً بعيد الحرية في العراق كله، وعيد فجر الديمقراطية في العراق كله."
إنه "فجر الحرية" و" عيد الديموقراطية" "المضرّج بالدمّ!". لكن النابلسي ( الوجه الآخر للزرقاوي) لا يقول لنا دم من هذا؟ لا يقول لنا لماذا يتوجب علينا نحن، نحن فقط، أن ندفع ضرائب الدم نيابة عن الآخرين؟ ولماذا يدقّ القتلة جميعهم على جماجمنا بمعاول الدّم؟ من منح مبشّري رسالات الدّم هذا الحق الأزلي في احتكار ونهب دمائنا وتحاصصها؟
لا يهم هذا! نحن في" عيد الحرية" و" فجر الحرية" وهذا هدف غال. ولكن كيف يمكننا أن نكون في "لمّة فرح" تاريخية، عظيمة الضخامة، لم يشهد لها العراق مثيلا، ونحن ندفع كل يوم وكل دقيقة "ثمنا باهظا لها من دماء ابنائه الزكية"؟ كيف يستقيم هذا مع ذلك؟ كيف يستقيم عاطفيا ولا أقول سياسيا؟ أليست هذه التعابير المنافقة هي المعادل التاريخي لتعابير "عرس سيحان" و" عروس مندلي" و" أعياد النصر" و "مبتدأ الفرح" الصداميّة؟ (كتّاب التعبئة يتذكرون ذلك جيدا) هكذا لخّص البعضُ وقائع المهرجان، وقد صدقوا في ذلك. فقد كانت أجواء المرح والفرح والرومانسية السياسية هي القاسم المشترك لمجريات أعمال المهرجان، عدا منغصات بسيطة، عابرة مرّت مرور الكرام، كإشارة عباس بيضون الى حرب أهلية كادت أن تقترب لكنها وّلت هاربة، وغيرها من الإشارات الحزينة، التي كادت أن تجعل من بيضون أحد "أيتام صدام" وأحد "أعداء العراق الجديد"، لولا عبارات "العراق الكردي" و" الأرض الحرة"، التي زرعت حسن النيّة في نفوس المضيفين، وجعلت المدى تخصه بلقب "الكاتب والشاعر الكبير".
على الرغم من تلك المنغصات العابرة كان الفرح حقيقة أساسيّة من حقائق المهرجان. كان المهرجان يؤسس للغبطة، كما قال أحد المبتهجين، وهو صادق تماما أيضا.
ومن يكره الفرح سوى أعداء "العيراق"!؟
عراق المهرجانات السلطوية مأساة بشرية بيدين متعاديتن: أولاهما مضرجة بالدم، وثانيتهما مضرجة بالأحزان. كانت سقوف المهرجان مضاءة بأنوار الحرية الملونة! نعم، هذا صحيح تماما، بيد أن سماء بغداد كانت تمطر بارودا ودما. كانت ضحكات الفرح تتردد مجلجلة في أروقة الفنادق، بينما كانت صرخات الأرامل والثكالى، والأطفال اليتامى، تتعالى في الدرابين وفي المقابر, وعلى أبواب ثلاجات حفظ الموتى، وعلى منابت النخل. كانت أنخاب "عيد الحرية" تُقرع، بينما كانت أحذية المحتلين تدوس بوقاحة كنوز التاريخ الثقافي العراقي. كانت قوات "ألفا" تنبش آخر أسرار بابل، وقوات فيلق المارينز في قاعدة كركوك تحرث فسيفساء التاريخ الأسطوري بدباباتها. كان المحتلفون يتباهون بغبطتهم، بينما كان السياسيّون "الزقاقيّون" يتبارون على نهب الثروة علنا. كان الشعراء مهمومين بتحرير نصوصهم من التفعيلة، لإلقائها على مسامع المحتفلين في بقعة خُلعت من واجهاتها الحكومية آخرُ بقايا اللغة العربية، بينما كان القتلة مهمومين بتحرير رؤوس الضحايا من أبدانها لإقائها في مزابل العراق الجديد، العراق المُحرّر من هويته. كان هناك من يؤرخ لتاريخ البنطلون، كواحدة من عجائب الطفولة الثقافية العراقية السبع، غافلا أن يؤرخ لتاريخ البنطلون الزيتوني، متناسيا وجود بنطلون الحرس القومي، وبنطلون القائد وعريف القادسية، وبنطلونات مرتزقة الماء الأسود ((black water والمارينز. كان هناك من يحرر شهادات الفرح والأعياد الثقافية، وفي أروقة السياسيين تُمهر بالدم قوانين نهب الوطن وفقرات تقسيمة وتمزيقه عرقيّا وطائفيّا. كانت هناك لمّة فرح حقيقي وأعياد في قاعات المهرجان، وفي أزقة الوطن كانت لمّة أحزان ودماء وعويل. أيهما كان الوطن؟ هاتان الصورتان ليستا نصّا خياليّا أو نصّا أسطوريا قادما من العالم السفلي. من يعود الى أسبوع المدى ويقارن مشاعر الفرح المهرجاني بالأخبار التي أذاعتها صحف العالم كله عن أهلنا، بما فيها صحف النظام والمحتلين، يجد أن العراق كان عراقين. كان العراق عالمين متخاصمين، عالمين لا ينتسب أحدهما الى الآخر. فصام عقلي ونفسي وروحي وثقافي مرعب: عراق مسجى على الأرض، مثقوب الرأس، عارٍ، بلا كفن؛ وعراق آخر، تصدح في سمائه نايات الفرح السحرية، هو عراق المهرجانيين، أو لمّة الفرح العرقيّ وأعياده.
ما أشبه الليلة بالبارحة!
"كان المثقفون يلغون هنا بالثقافة ومسائلها والناس في غير واد". هكذا لخّص عباس بيضون المشهد العراقي الحزين، واصفا أحزان عبد الستار ناصر وهو ينقل للمهرجانيين نبأ اختطاف ابن الشاعر خزعل الماجدي. حدث ذلك ذات مهرجان، في لحظة صدق سابقة، لحسها قائلوها وناقلوها وسامعوها، فلم تتكرر، على الرغم من أن الوطن بأكمله بات مختطفاً. (السفير"3/5/2006)
سيقول قائل من أنصار الفرح، مستخفّاً بأحزاننا: وهل تريدون من مثقفي بلادنا أن يجلسوا للندب واللطم لأن في " وطن الحضارات"، الذي تتحدثون عنه، مليون أرملة وخمسة ملايين يتيم؟ أتريدون أن نغرق في الكآبة لأن أربعة ملايين نكرة تركوا بيوتهم وأرضهم ويمموا شطر المجهول؟ أتريدون أن نغرق في التعاسة لأن الصحف المعادية تتحدث زورا وبهتانا عن سقوط عشرات الآلاف من صبايا هذا الشعب بين مخالب عصابات الجنس الرخيص في بلاد الله الواسعة؟ أتريدون أن نكتئب لأن حفنة محدودة جدا من السياسيين التافهين ينهبون ثروات وقوت الشعب علنا؟ أهذا ما تريدونه؟ ما هذا البلاء الثقافي!
حقا, إنه البلاء الثقافي! بلاء خرافي رأيناه مطبوعا على رُقُم الملاحم السومرية والبابلية في صورة ثيران مقدسة وثيران متوحشة ورجال عقارب، رأيناه من قبل حينما انفتحت دهاليز العالم السفلي لتبتلع الخير والجمال والمحبة، وحينما نهض الأموات، بأمر من الآلهة الحاكمة، وراحوا ياكلون خبز الأحياء. إنه البلاء الثقافي ذاته. أحدنا هو البلاء الثقافي. لمّة الفرح في وطن الدم أو لمّة الأحزان في بغداد المحتلة، الجريحة، الباكية. أحدنا عديم الضمير، مستهتر بالقيم والأعراف المهنية والأخلاقية والسلوكية والعقلية. إنه البلاء المستوطن ذاته يعاد إنتاجه. البلاء القديم عينه تتم إعادة خلقه على يد المثقف المستهتر ذاته. إنه الاستكلاب الثقافي المطلق.
كان صدام يقيم أفراحه على الجبهات. حتى المربد أضحى جبهة للحرب، وليس موقعا للتثاقف، في تقدبر النظام وأدبائه. كان صدام يدفع الحرب الى الخارج، الى الحدود، لكي يتسنى له السيطرة بيسر على حرب الداخل. وكان المثقف يُرغم، طوعا أو طمعا أو إخلاصا، على الرحيل الى جبهة الحرب، لكي "يقتنص" ويسجل لحظة الفرح العراقي سلطويا، ماسحا بها الصورة الكئيبة للمسلخ البشري، للوطن الكئيب المزروع في قلوب وعيون الشعب. كان الشِعر يرتحل الى الجبهات، تحرسه الراجمات، وتلعنه الأمهات المكلومات.
أما اليوم فإن رئيس مؤسسة المدى يقوم برحلة الفرح المعاكسة. رحلة الربيع. يأخذ أبناء الجبهة المحاربة الى واحة السلام, نموذج العراق المصغّر، لكي يتذوق الشعراء والكتاب طعم الفرح المرّ، الفرح العصيّ، المستحيل.
إنها الرحلة ذاتها، رحلة تزوير المشاعر، رحلة الفصام بين الشارع والثقافة، رحلة تغييب العقل وشراء الذمم الرخيصة. إنها ثقافة الخراب.
مشاعر الفرح والعيد الجماعي منحت بعض الحزبيين دفعة مبالغا فيها من الخيال. حينما عاد الشاعر الحزبي من مهرجان المدى الى بغداد اكتشف أمرا عجيبا لم يره أحد من قبل قط، ولن يراه أحد البتة. اكتشف "حاجبا" اصطدم وصُدم به الجميع، "حاجبا" بكى تحت ظلاله القاتمة الآباء والأمهات والأطفال، لكنّ أحدا لم يره كما رآه الشاعر العائد من "لمّة الفرح" و "عيد الحرية". حينما عاد الشاعر الفرِح الحرّ وجد أن جدران الفصل العنصري، التي أقامها الاحتلال في قلب بغداد، والتي يتوهمها "أعداء العراق الجديد" سجنا، أضحت أقواسا للنصر. لم تعد اسمنتا، ولم تعد حجرا، ولم تعد حاجزا صخريا أسود يمزق القلوب والمشاعر والأجساد، أو سكيّنا تقطع أوصال الطوائف والأعراق والأزمان، بل غدت مسرحا من صنع الخيال: لمّة فرح اسمنتي. جدار الفصل العنصري أضحى في عيون شاعر المحاصصة والاحتلال عيدا وملعبا للطفولة البغدادية الحالمة، لمّة عذريّة، وعنوانا للعراق الحر السعيد:
"صبية وفتى (من ساعتين) وهما يمرقان جيئة ورواحا - جو من المرح والعذوبة يلف مدار سيرهما - مستمتعان فوق المتعة للحاجب الإسمنتي المانع لفضول الشارع بعرباته وسواقها وركابها - إنهما يحسبان الكونكريت قـَمرية و(يريانه) بلون وطعم ورائحة العنب.
قبل اسدال الستار
الصبية والفتى, شاعران وإن لم يتقفيا؛؛
ومن ليس مثلهما فغاوون, عُمي إلا من العيونْ."
بهذا العقل الأعمى والمريض، يكتب شاعر التعبئة الجديدة عن جدران الفصل العنصري، راسما لمّة فرح على شفاه القوات "الحليفة"، صانعا من الكونكريت الروحي "قمرية بلون ورائحة العنب"، ومن تقطيع أوصال المدينة الجريحة وتمزيق شوارع الروح جوا "من المرح والعذوبة". حينما نقرأ هذه النص تنقضّ على الذاكرة الوطنية، مثل كابوس أسود، صورةُ الطفل العراقي في قصائد شعراء المحارق. ذلك المخلوق البشع، الذي يتغزل ببنادق القنّاصة، وبوسامة العرفاء وفحولتهم.
ما أشبة بؤس اليوم بقبح البارحة!!
وما أشبه نصوص الفرح هذه بموكب الفرح الذي سيره الطاغية هشام بن عبد الملك الى المدينة، بعد مقتل وحزّ رأس الشهيد زيد بن علي وإحراق جسده: " حُمل الرأس في موكب مهيب لبس أفراده أجمل ثياب الزينة وحملوا الطبول.. علت أصوات الطبول وامتلأت الأجواء ضجيجاً وخرج أهل المدينة يتلمسون الخبر.. وعلى بُعد ظهر موكب عظيم عليه ملامح الزينة والسرور.. تلمع ثيابهم الفضفاضة وعمائمهم المذهبة. كان الجميع يتساءلون هل هو عرس أم ماذا؟! ولكن لم يجب أحد على هذا السؤال. وما إن اقترب الموكب حتى انفجر طفل صغير في السابعة من عمره بالبكاء في أوساط الجموع المحتشدة، وجعل ينادي ويجري باحثاً عن أمه : أماه.. أماه.. إنه رأس أبي!"
لكأني بهم يحتفلون برأس العراق مرفوعا على رماح قادة الميليشيات والتكفيريين وجنود الاحتلال ومرتزقة الماء الأسود!
تقول المصادر التاريخية كلها إن الشعراء والخطباء ظلوا لبضعة أيام يتبارون في مدح صنيع هشام، في الموقع الذي رُفع فيه رأس الإمام الشهيد.
إنه العمى ذاته يعاد تناسله. الثقافة المقبورة ذاتها يعاد بعثها، ثقافة القاتل الموهوب، شاعر التعبئة الحزبيّة.
بعد بضعة أشهر سيقول لنا هذا الشاعر المسعور أنه كان مرغما على كتابة ذلك النص لأن أحد عملاء الاحتلال البغيض كان يصوب مسدسا الى رأسه، ويهدده بقطع رقاب أبنائه ورميها في المزابل إذا لم يكتب قصيدته الكونكريتية. بعد بضعة أشهر، وهو يلقي قصيدته الجديدة في حضرة حاكم جديد، سيسوّق الشاعر الكونكريتي نفسه كضحية، تطالب بتعويض شرعي. سيغدو ضحية من ضحايا مرحلة الاحتلال، ولكن بأثر رجعي. أما نحن- اليتامى جميعا- فربما نغدو "أيتام" الاحتلال في قصائده القادمة!
لكنّ استئناس الكونكريت والاحتلال والعبودبة والرؤوس المقطوعة لم يصبح بعد مزاجا شاملا يسري على الشيوعيين السلطويين أجمع. فالى جوار شاعر الكونكريت يجلس على سطح السفينة الغارقة ذاتها شيوعي آخر، أقلّ ميلا الى الكونكريت وأقلّ ائتلافا مع الأسلاك الشائكة. شيوعي لم يزل يرى أسرار البيت البغداديّ بعين وضمير وذائقة مغايرة، ويرى الحاجز الكونكريتي كابوسا يدمّر وداعة الحياة وجمالها وأمنها. طوال قرون، ظل الشيوعيون، ينعتون هذا الخيال الوجل، الرقيق، بالهروب من الواقع. لكنه ما عاد اليوم كما كان، ما عاد هروبا من واقع واحد. ففي وطن محتل من الداخل والخارج يغدو الهروب مزدوجا: هروباً من سجن الواقع الى الخيال, وهروباً من سجن الذات الحزبيّة الى جنة الحلم: " قبل أن تمضي في سبيلك، أن تتجول طويلاً في شوارع لويفن الصغيرة... وتذهب حتى نهاياتها لتتأكد أن لا حواجز كونكريتية هناك، ولا أسلاك شائكة، ولا نقاط تفتيش ولا حرس متأهبين لإطلاق النار... أن تخرج حين تشاء، لتتمشى أو تلعب أو تقصد دار السينما،ألا ترى الدم في الشوارع.... ولا بقايا جثث محروقة وسيارات محطمة، ولا ندوب الحروب الصغيرة على واجهات العمارات السكنية...ألا يطاردك شبح الخوف مما هو مرئي أو غير مرئي، وتختبئ من رصاصة طائشة فتبتعد عن النافذة، وتهجر الحديقة والشرفة. ألا تحلم بإطلاق آخر رصاصة، وانفجار آخر عبوة ناسفة، وغياب آخر انتحاري! أن تجلس عند المساء في غرفتك الهادئة، وتستمع إلى الموسيقى التي تحب. سوف لا يزعجك ضجيج طائرات مروحية دانية... حينها سندرك سرّ بغداد دون صورة أو خبر..."
ليس من اليسير تجميل البشاعة حتى في الخيال. إن بشاعة الواقع تتمرد على إرادة الحزب والحرب.
لا خوف على الشيوعي المتماهي مع سلطة الحزب، فهو قادر دائما على التغني بالحبال أو بالكونكريت وبكل ما يتيحه التآلف مع الواقع الشرّير. لكن المأزق القاتل هو مأزق الشاعر المتماهي مع ذاته الخيّرة. هنا يتحتم على الشاعر أن يحقق هروبين: هروباً من الواقع المادي، يجرده من ماركسيته التي يفتخر بها، وهروباً من سلطة الحزب، من هويته التنظيمية، التي تعتقل روحه وجسده.
سبب هذا التمرد أو الانشقاق يعود تاريخيا الى أن الشيوعية في العراق كانت منذ ولادتها شيوعيتين. هناك شيوعيتان على الصعد كافة: الفلسفية والسياسية والتنظيمية والعاطفية والفنية. شيوعية الواقع وشيوعية اليوتوبيا، شيوعية الحزب وشيوعية الشارع، شيوعية الكادر الحزبي وشيوعية التربية الشعبية، شيوعية تحاصص السلطة وشيوعية حكم الجماهير، شيوعية الحبال والدم وشيوعية الوطن الحر السعيد، شيوعية الشاعر الكونكريتي وشيوعية الشاعر الحالم بوطن خيالي، شبوعية مملكة فخري كريم وشيوعية الكادر الفلاحي "فعل ضمد". في العراق لا يستطيع أحد، مهما كان، احتكار الشيوعية ووضعها في أقفاص حزبية صدئة اسمها "الحكم الوطني" أو "الاتحاد الاشتراكي" أو الجبهة الوطنية" أو "مجلس الحكم". إن الشيوعية كالعراق، على الرغم من انكساراتها الدائمة، عصيّة, متمردة وملهمة.
سيظن البعض أن نقد المهرجان يهدف الى حثّ من حضروا على الكتابة ضد الأسوار الكونكريتية والطائرات المحلّقة فوق البيوت والجماجم مجهولة الهوية، أو الكتابة عن المحتوى الثقافي والتاريخي للدستور الجديد، وعن قوانين نهب العراق وسبل توظيف وترشيد الثروة الوطنية، وربما يطالبهم النقد والنقاد بإقامة جرد ثقافي للمكتبات ومواقع الآثار والجامعات، ومسح عدد الطلاب ومراقبة المناهج وأوضاع التعليم العام والجامعي والمهني، وتقييم أوضاع السينما والمسرح والفنون وعمل الفضائيات ومواقع وواقع الإعلام والنشر، ودراسة تأثير الاحتلال على الواقع الثقافي، وسبل ردم الهوة بين الداخل والخارج، وأثر التغيير السياسي الراهن على بنية المثقف عامة، وعلى بنية المثقف البعثي المتأمرك والبعثي المتردد والبعثي المؤمن بعبادة الصنم، وأسباب ضمور الوطنية العراقية في الثقافة، وأسباب خفوت صوت المثقف الديموقراطي المستقل، وأسباب تمزق الشخصية والهوية الوطنية، وأسباب غياب البرامج الوطنية الخاصة بالبطالة والرعاية الاجتماعية والأسرية، بما فيها مشاكل الزواج والتقاعد وحقوق المرأة، ودراسة سبل تحقيق مصالحة ثقافية وطنية تاريخية، أو دراسة بنية النظام السياسي في المدن الدول الكردية، ودور الميليشيات العرقية في نهب وتدمير مراكز الثقافة والإحصاء العراقية، أو دراسة واقع الاستكلاب العرقي، وواقع المرأة الكردية، وأسباب " الاشاعات الملفقة " التي تروجها الهيئات الأميركية للدفاع عن حقوق النساء، التي تشيع أن 2220 امرأة قتلن او اقدمن على الانتحار حرقا خلال ثلاث سنوات من 2003-2006 وبمعدل خمس حالات يومية، أو أسباب الهجرات الجماعية من جنة كردستان وغيرها من " الترهات " التي يتداولها المنحرفون من أعداء العراق الجديد، و "المنبوذون" من أعداء الحزب.
وقد يظن البعض أن نقد المهرجان يحثّ أو يضع على عاتق جمع هائل يقدر بثمانمئة وخمسين مثقفا من مختلف التخصصات مهام الإجابة عن تلك الأسئلة الثقافية " المُغرضة " . هذا ظن خاطئ تماما. فمثل هذا النقد لا يثق بجدوى منتج ثقافي لا يُكتب طوعا بإرادة مستقلة، ولا يثق بمنتج ثقافي يصنعه أو يرعاه لص، أو قاتل، أو مزور. لأنّ الثقافة الحرة نتاج للوعي الحر والإرادة الحرة، المتسامية.
ولكن، ألا يحق للعراقي، غير الفرح بمصيره الراهن، العراقي الذي لا يحتمل قلبه المريض رؤية "لمّة فرح" تقام في مأتم، أو رؤية عيد للحرية تحت سماء تمزقها الطائرات المغيرة، أن يفعل ذلك؟ لماذا لا يحق له ذلك؟ ألا يحق لنا القول: لكم أفراحكم ولنا أحزاننا. هل تمعنون عنّا ممارسة " همنّا وغمنّا"، الذي هو إرثنا التاريخي الوحيد الذي خلّفه لنا سياسيّون حمقى وحكام قتلة؟ لماذا يغدو المرء مطاردا مهنيا وثقافيا وقضائيا حالما يقوم بنقل وقائع الحرب الدائرة على الجبهة الثانية، المقابلة لجبهة لمّة الفرح هذه؟ لماذا؟
هذا السؤال أثير حرفيا في زمن الصنم الأكبر. وها هو التاريخ يعود مجددا، بالمرارة ذاتها، فيعيد ترديده في زمن الفوضى الروحية الخلاقة والتحرير والأصنام الصغيرة البشعة. ما الذي تغيّر؟ إنه العقل الثقافي ذاته يتناسل بحيوية وصلافة وجنون. أحقا أن مشكلة أزمة الحكم وأزمة الضمير الملازمة لها تقع على عاتق صدام أو بريمر؟ أم أن المشكلة تكمن في ضمائرنا نحن؟ إن المشكلة تكمن في أمر واحد: الى أي عراق ننتسب؟ أإلى عراق الجبهات؟ عراق الديكتاتورية والطائفية والعرقية والإرهاب والاحتلال؟ أم الى عراق أمهاتنا ومياهنا وثرواتنا وتاريخنا وأطفالنا وأعمارنا وقبور موتانا ومستقبل أبنائنا؟
هناك عراقان: عراق للمحتلين واللصوص والقتلة، وعراق لنا. فأي العراقين عراقك؟ هذا هو السؤال.

تحاصص الشر
لنخرج من الجزئيات والتفاصيل الهامشية الى ما هو جوهري. إن غموض مصادر التمويل ( يدّعي فخري أنه حصل عليها من محسن نافذ مجهول وبعض المتصدقين!!) وغموض عناصر القوة الداخلية المحركة للفعل السياسي والثقافي ( يدّعي فخري أنه حصل على أسرار كوبونات النفط من قبل شبح مجهول سرقها من مكتب بريمر!!!)، وغموض الأهداف الحقيقية بعيدة المدى ( يدّعي فخري أنه استلهمها من رسل الحرية والديموقراطية السريين) هي جوهر النشاط الثقافي السياسي لمؤسسة المدى.
لذلك كله يسود في قلب هذا النشاط تناقض داخلي عميق، تمّ كشفه من خلال مقارنات شكلية، طريفة وبسيطة وحسّيّة، مأخوذة من أمثلة ونصوص وأفكار ومرافاعات أصحاب قضية المدى أنفسهم، باعتبارها آخر المعارك الثقافية الكبرى، بعد معركة التحرير. إن إماطة اللثام عن التناقض الذي يطبع سلوك صاحب مؤسسة المدى تكشف لنا أن هذا النهج الثقافي يتكون من دعاية واسعة، مبهرجة، تسعى الى جذب الاهتمام بكبرها وقعقعاتها العالية، يرافقها ميل معاكس تماما، يتناقض في سلوكه ووسائله وأشكال ظهوره مع الميل السابق: حيّز سريّ، وهامش للفعل المريب، محاط بالغموض. سعيان وميلان لا يتناغمان أو يتطابقان. يستطيع المرء مقارنة هذا الأمر بملفات كوبونات النفط: لماذا يحتفظ فخري بهذه الملفات؟ من منحه إياها؟ وهل تنطلي على أحد حكاية اختطافها من مكتب المغفل الأميركي بريمر؟ ولماذا يتم التستر على بعض أسمائها؟ ولماذا استخدمت أصلا وهي مجرد لعبة تافهة؟ ما الفرق بين كوبون نفط ودولار؟ ولماذا يكون الدولار أشرف وأطهر من كوبون النفط؟ أيهما أقوى في شراء الذمم: كوبون نفط مجهول القيمة، أم الدولار الأخصر؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها على رئيس مؤسسة المدى. أسئلة لها شفرتان جارحتان من شفرات شخصية رئيس مؤسسة المدى: الأسرار المغلقة والدعاية الفاضحة. لماذا هاجمت القوات الأميركية والعراقية مكاتب فخري كريم؟ أليس هو حليف الطرف الأول ومريد الطرف الثاني؟ ما هي في تقدير فخري نفسه أسباب هذا الاعتداء المستنكر، الذي وقع على حليف ترتعد من اسمه أبدان أعداء العراق الجديد وعقولهم؟
لنتأمل بعض مشاهد لمّة الفرح البغدادي، كما تصفها المدى نفسها، بعد بضعة أسابيع من قيام مهرجان عيد الحرية: "قامت ثلة من القوات الأمريكية بعملية دهم شرسة بتاريخ 4/10/2007 لمبنى مؤسسة المدى نفسه، وكسرت أقفال أقسامها المختلفة وتفتيشها دون أن يكون هناك أي مسوغ قانوني يسمح لهم بمثل هذا التجاوز الفظ." كما قامت "باستباحة مبنى مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في بغداد، واستيلائها على مجموعة من الوثائق والكتب والكراريس من أرشيفها"، ويختتم ناقلو المشهد وصفهم بهذه الكلمات الوطنية: "ان السكوت على مثل هذا " العمل " سيكون فاتحة لاعمال استباحة سافرة اخرى ضد اية مؤسسة اعلامية او ثقافية او مجتمع مدني في العراق ".
"سيكون" و"فاتحة"!؟ خمس سنوات من الإذلال والنهب والتدمير البربري ولم تزل المدى في سورتي "سيكون" و"الفاتحة"؟!
ألا يدخل احتلال الأوطان وتخريبها ودكّ المدن ونهب كنوزها الثقافية ضمن قائمة الاستباحات السافرة؟
لقد قرأ المثقفون بيانات "فاتحة" تستنكر سرقة "كراريس" فخري، لكنهم لم يقرأوا كلمة واحدة مفيدة تحل هذا اللغز العلني: أفخري أب روحي وثقافي لـ "فجر الحرية"، الذي بشر به النابلسي، أم هو عدو للعراق الجديد وللقوات المحررة؟
هذه التناقضات هي المحتوى المميز لسياسة مؤسسة المدى الحاليّة وتاريخها السابق كله. وهي تناقضات تطابق تماما جوهر المرحلة التاريخية الراهنة من مراحل تعقّد وتطور المشروع الانفصالي العرقي، الذي يقوم على سلسلة لانهائية من التناقضات المماثلة: الحرص على أمن العراق و"استضافة" حزب العمال التركي المسلح. البيشمركة قوة وطنية عند الحديث عن المرتبات والتخصيصات المالية والفرهود والتمدد العرقي ولكنها قوة متفرجة "نائمة" عند الحديث عن حماية الجزء الشمالي من حدود وأراضي العراق (الجديد!) وصيانته من التدخل الأجنبي التركي الحكومي والمعارض معا. التشبث بالخلافات الصغيرة المصطنعة كرفض العلم العراقي، ثم القبول بعلم بلا نجوم، وكأن الإضافة الصداميّة هي النجوم الثلاث وليس عبارة "الله أكبر"؛ الحديث عن المشاركة في بناء العراق الموحد، ثم الترويج والاحتفاظ بفقرات سياسية تؤكد مبدأ الانفصال؛ العودة للنزعة العراقية عند كل أزمة خارجية، ثم ابتلاع العراق- أرضا وهوية وثروة - بصلف وتخطيط جهنمي خال من الرأفة والمسؤولية الأخلاقية؛ إدانة نائب رئيس جهاز الاستخبارات بجرائم الأنفال، وتبرئة رئيس الجهاز؛ إتهام مجرمين صغار بجرائم "حلبجة"، ثم تعيين قائد جهاز مخابرات صدام مستشارا أمنيّا للرئيس ضد إرادة سكان "حلبجة" المخنوقة! إن تناقضات حفلات الزواج الثقافية المجانيّة هذه مجرد استغلال مفضوح، دعائي، يستثمر صعوبات المجتمع، وأموال الشعب ودماءه، لغرض تحقيق أهداف تتعارض مع مصالح الشعب العراقي. وهنا يمكن أيَّ مراقب محايد أن يمد سلسلة الأمثلة التي تؤكد ذلك التناقض الى ما لا نهاية: تحرير واحتلال، حرية وسجون جماهيرية، مكافحة إرهاب واحتضان إرهاب، عنف متعدد الأشكال وسلام اجتماعي، فوضى خلاقة وفرض للقانون، تفكيك دولة وبناء مجتمع، دعوة للعصريه والتحديث وعشائرية، خدمات اجتماعية دعائية كاذبة فاشلة ونهب علني محموم وناجح، فساد مطلق في رحم محاصصة لصوصية مصانة قانونيا وديموقراطية سياسية شاذة (أحد أهم مبادئ الديموقرطية الغربية يقول: إن العدو الأكبر للمجتمع الديموقرطي هو الفساد المالي والإداري)، جنة مزدهرة وهجرات خارجية مزدهرة، إعادة حق قومي واغتصاب حقوق قومية، حرية تعبير ومطاردة للفكر النقدي (تم تسجيل أكثر من ست محاكمات ضد صحافيين أكراد وعرب وأجانب أقامتها القيادات الكردية، حكم في إحداها على الصحفي الكردي كمال سيد قادر بثلاثين عاما!) الى آخر السلسلة المرعبة من التناقضات.
إن نشاطات مؤسسة المدى صورة ثقافية مصغرة ومموهة لنشاطات القوى المعادية لوحدة الشعوب العراقية وثقافتها وتاريخها.



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. ...
- نقد المثقف الشيوعي ..مخيلة العنف، من النفسي الى السياسي وبال ...
- نقد المثقف الشيوعي..فوضى اللغة والبواعث النفسية للعنف الثقاف ...
- نقد المثقف الشيوعي.. من ديالكتيك ماركس الى جدلية رامسفيلد
- نقد المثقف الشيوعي
- محاكمة الأدب الفاشي عالميا
- إنهم يصرعون الله بالضربة القاضية
- تحالف الحكّام الشيعة والكرد: شراكة وطنيّة أم زواج متعة؟
- عراقي في لوس انجلس .. الحلم الأميركي والكابوس العراقي
- المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك
- قميص بغداد!
- الثقافة بين الإرهاب وديموقراطية الاحتلال
- زورق الأزل! من أساطير عرب الأهوار في جنوب العراق
- شهداء للبيع! البحث عن رفات الشهيد كاظم طوفان
- من أوراق مثقف عراقي من سلالة اليانكي
- حنين الى زمن أغبر! رد على نقد ثقافة العنف المنشور في صحيفة ا ...
- مشكلة كركوك أم مشكلة الحرب على العراق؟
- الجنس بين الرقيب الداخلي والرقيب الرسمي
- من زعم أن العراقيين لا ينتحرون؟ - دعوة رسمية لحضور حفلة انتح ...
- اجتثاثا البعث بين الحقيقة والوهم


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلام عبود - نقد المثقف الشيوعي.. قيادة (طريق الشعب): فخري كريم نموذجاً.. مذاق الشر، مملكة مام فخري