أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك















المزيد.....

المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 11:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أكاد أجزم حينما أقول: المذبحة الأخيرة على الأبواب.
فالحكمة الإعلامية الوحيدة التي تعلمتها من التجربة الكرديّة تقول: إذا تجشأ السيد محمود عثمان إعلاميا (عذرا لسوء التعبير), فإن القيادة الكرديّة الحاكمة التهمت وجبة قومية دسمة, تمس جانبا خطيرا من نسيج المجتمع العراقي, وأنها في طور إشهار تنفيذها.
ومن لا يصدق ما أقوله عليه العودة الى المحطّات التالية: الفيدرالية العجيبة , فيدرالية الطرف الواحد! والترقيعات النصيّة المشوهة المسماة بالدستور, وقانون الإقليم النفطي القومي من طرف واحد. وأخيرا مناقشات المادة 140.
في المحطّات السالفة جميعها , قبل حسمها, قام البارزاني بالتهديد, أعقبه الطالباني بالتسوية, وبينهما انبرى عثمان, باعتباره غير مسؤول عن أخطائه الإعلامية, لأنه "مستقل" و"مخربط" كما يدّعون , بإشعال فتيل الأزمة.
سيقول قائل: لكن محمود عثمان لم يصرح عن كركوك, بل صرح عن حزب العمال, واعتبر المساس به خطا أحمر, كما كان المساس بالفيدرالية والنفط والدستور خطوطا حمرا من قبل.
هل حقا أن حزب العمال الكردي التركي خط أحمر, خط عراقي أحمر؟ لماذا؟
حينما أقول لماذا لا أسأل عن صحة نضال هذه الحزب أو عدم صحته, عن شرعيته أو عدم شرعيته, عن كونه إرهابيا أم ديموقراطيا. لا, السؤال يتعلق بعراقيته. ما صلتنا, كعراقيين , بحزب مسلح يعمل على أراضينا ووطننا ممزق الأوصال, ملطخ بالدم, تطوقه المفخخات من الداخل والخارج؟
ربما سيعجل البعض متسائلا: ألم تقم القوات الكردية الحاكمة بأبشع مجزرة ضد هذا الحزب, حينما طوقتهم القوات التركية في زمن النظام الديكتاتوري, وتولى البيشمركة مهمة ذبحهم؟
نعم فعلوا ذلك, سيجيبهم مجيب, ولكنهم يريدون الاحتفاظ بهم الآن كورقة دعم عسكري في حال حدوث صدام مسلح مع قوى غير كردية داخلية أو خارجية.
ولكن: ألا تكفيهم قوات البيشمركة, التي يقدرون عددها بأكثر من مئة الف مقاتل؟
ربما هم ورقة ضغط سياسي كذلك, وليس ضغطا عسكريا فحسب, حالهم كحال مجاهدي خلق لدى بعض القوى الطائفية والعرقية. فكما هو معروف للجميع يقوم كل طرف سياسي بالضغط على الآخر بما لديه من أوراق داخلية: الإجتثاث, الدستور, الفيدرالية, النفط, المادة 140. ومجاهدو خلق وحزب العمال وغيرهما جزء من أدوات الضغط السياسي. بهذا يحقق كل فريق توازناته على ضوء ما يملكه من أدوات ضغط ممكنة, أما الضاغط الأكبر فهو مدير العملية السياسية الأول, الذي يملك مفاتيح الضغط جميعها: الإحتلال.
هذا التفسير صحيح الى حد بعيد, فالأطراف السياسية النهمة لا يهمها مصير الوطن, بل يهمها مقدار ما يمكن أن تحصل عليه من فوائد آنية وبعيدة المدى, من طريق الضغط على الأطراف المنافسة والشريكة, بما لا يخل بالتوازن العام المحدد من قبل الحاكم الأميركي المشرف على جهاز الضغط الإجمالي, العالي.
قبل يومين فسّر السيد إياد علاوي تهديد البارزاني بقيام حرب أهليّة إذا لم تحل مشكلة كركوك سريعا, على طريقة البيع بالضغط, قائلا: إن كلام البارزاني صحيح وهو لا يهدد أحدا( شعور عراقي عجيب!) وإنما يصف حالة. ما لم يقله علاوي هو: من سيقوم بهذه الحرب, إذا تأخر تأجيل تنفيذ المادة 140؟ أهم العرب أم التركمان أم الآشوريون؟ من؟ الجواب على هذا السؤال يبّين لنا حجم وطنية علاوي وكمية الضغط التي يريد إرسالها الى خصمه الراهن : المالكي. فهنا لا يوجد عراق ولا عراقيون. هنا يوجد بيع سافر, واغتيال علني كافر لوطن.
وهذا يثبت على نحو جليّ أن المجتمع العراقي الراهن ينقسم الى جبهتين متناحرتين, جبهة السياسيين من كل الأحزاب بدون استثناء يصحبهم قطاع واسع من المثقفين والكتاب والإعلاميين واللصوص والمجرمين من جهة, والمواطن العراقي المغلوب على أمره من جهة ثانية, وفق شعار: يا مجرمي العالم اتحدوا للانتقام من الشعب.
نعود الى السيد عثمان وخطه الأحمر: حزب العمال الكردي؟ لماذا يجري الاحتفاظ بهذا التنظيم المسلح رغم التهديد العسكري التركي؟ ما أهميته للعراق كوطن وشعب؟ ما أهميته للكرد كعراقيين؟ لماذا تخلى السياسيون العراقيون عن آخر قطرة من قطرات الضمير الوطني في سرقاتهم ومحاصصاتهم وتعطشهم الدموي للسلطة, لكنهم يتشبثون بقطرات عجيبة غريبة من نقاوة الأخلاق اسمها "مجاهدي خلق" وحزب العمال واعتبروهما خطا أحمر أخلاقيا وسياسيا ووطنيا؟ لماذا صحوة الضمير والأخلاق هذه, في القضايا التي لا تمس العراق تحديدا؟ وكيف نجعل من همّ أجنبي, ثانوي, خطا أحمر وطنيا؟
الجواب على هذا السؤال هو الآتي: كما يحتفظ البعض بمجاهدي خلق ( تغضّ أميركا الطرف عن "إرهابيته", وتغضّ الفئات الشوفينة العربية الطرف عن فارسيته وصفويته ومجوسيتهّ, ويغضّ لبراليو المهجر الطرف عن طابعه العسكري ) لغرض مغازلة المحتلين, قائلين لهم: إنهم يملكون هدفا مشتركا, قد يغدو في المستقبل القريب, احتمالا ممكنا في الحرب القادمه, لو أن قرار مد الحرب الى إيران قد اتخذ.
كيف يتهم سياسيّونا الانتقاميون الدول المجاورة بتسريب الإرهاب وهم يحتفظون بميليشيات أجنبيّة مسلحة على أراضينا؟ ما المنطق الذي يحكم هذه المعادلة الجنونيّة؟
لماذا لم نجد كاتبا "ديموقراطيا" واحدا من مؤيدي الاحتلال يكتب عن حزب العمال وعن مجاهدي خلق كمنظمات تؤثر سلبا في مسيرة العراق الجديد, عراقهم المحرر وليس عراقنا؟
لكن محمود عثمان , كمستقل, يفعل ذلك, ولكن للتدليل على ما هو عكس ذلك تماما, للتأكيد على أن حزب العمال التركي هو أحد مفاتيح الأمان الحافظة لمسيرة العملية السياسية في العراق الجديد و"اتفاقاتها" السريّة!
"خربطات" عثمان "غير المسؤولة" هي الحقيقة السافرة, بل أكاد أجزم فأقول هي الحقيقة الوحيدة, الخالية من الرتوش, في عراق اليوم.
إن حزب العمال الكردي هو نقطة الصدام القاتلة, التي يسعى بواسطتها, ومن خلالها, القادة المنتقمون الى استفزاز تركيا, من أجل جرّها جرّا الى عمل عسكري, يحقق الأوهام التالية:
أولا: تخديش علاقة تركيا بحليفها الأميركي لصالح القيادات الكردية الحاكمة. ثانيا: تصعيد قوة الجيش التركي في ظل حكومة إسلامية, مما يعزز أكثر الفرقة بين السياسيين الأتراك الحاكمين والحليف الأميركي, وثالثا والأهم: استخدام ورقة الهجوم التركي لغرض بسط السيطرة عسكريا على كركوك وسهل نينوى في ظل استنفار عسكري عام, باسم مواجهة الغزو الأجنبي, يصحبه تطهير عرقي للتركمان والعرب والآشوريين بحجة الخيانة والتعاون الخفي والعلني مع المحتلين الأتراك.
تلك هي خطة عشّاق الحروب وقادة الميليشيات المسلّحة, وتلك هي أحلامهم وأوهامهم.
نعم, إن حزب العمال الكردي التركي خط أحمر, ولكن ليس للعراقيين, إنه خط أحمر لصناع الحرب العرقيّة القادمة.
حينما يصرّح السيد محمود عثمان, فهو لا يكذب ولا يتحامق, بل يفعل ما اتفق القادة "غير المسؤولين" ضميريا على قوله, ولكنهم هذه المرة يتّفقون على ممارسة ضغطهم الأخير, الممهد لاندلاع الحريق الأكبر والأخير: مذبحة كركوك.
معركة كركوك هي آخر الاستحقاقات العنفية, الانتقاميّة, المميتة, التي يشنها السياسيون العراقيون ضد الشعب العراقي.
عودوا الى عقولكم! فهذا الوطن, أيها الأخوة, وطننا جميعا.
جدوا "مسؤولين" أقل "خربطة" ودموية يعبرون عن أحلامكم القاتلة أو الشافية.
وتوضأوا بالخير, قبل إشعال الحريق الأخير!



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قميص بغداد!
- الثقافة بين الإرهاب وديموقراطية الاحتلال
- زورق الأزل! من أساطير عرب الأهوار في جنوب العراق
- شهداء للبيع! البحث عن رفات الشهيد كاظم طوفان
- من أوراق مثقف عراقي من سلالة اليانكي
- حنين الى زمن أغبر! رد على نقد ثقافة العنف المنشور في صحيفة ا ...
- مشكلة كركوك أم مشكلة الحرب على العراق؟
- الجنس بين الرقيب الداخلي والرقيب الرسمي
- من زعم أن العراقيين لا ينتحرون؟ - دعوة رسمية لحضور حفلة انتح ...
- اجتثاثا البعث بين الحقيقة والوهم
- هل التربة العراقية صالحة لإنبات ثقافة مقاومة العنف؟
- اغتصاب الزوجات وانعكاسه في النص الأدبي
- هل العراقيون مؤهلون لخلق حركة ثقافية معادية للعنف؟
- تناقضات سياسة الاحتلال الأميركي المستعصية في العراق
- جواز سفر عيراقي, ولكن لغير العراقيين!
- هل كان الرصافي طائفيا؟
- نيران خفيّة: ما لم تقله جوليانا سيغرينا
- لقد سقط صدام, ولكن باتجاه السماء
- مقدمة لدراسة الشخصية العراقية
- جيش الوشاة.. شعراء السيد القائد.. شعراء السيد العريف


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام عبود - المذبحة الأخيرة على الأبواب: معركة كركوك