أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما - وواقعية - الكيتكات -















المزيد.....

قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما - وواقعية - الكيتكات -


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 02:56
المحور: الادب والفن
    



بين البداية والنهاية .. يحتلنا ظلال الضوء الخافت نوعيا ً .. ومساحات من الحوار المفتوح على صدى الذوات تخرج من طوق القيد إلى مشاكلة فنية / حوارية تمنح النص عمقاً يتأرجح كينونته مع ظلال الإضاءة .. وزوايا التصوير .. وعندما نستدرك ضبابية الملامح .. وابتعاد العدسة بينها وبين البطل .. يكون هناك مجالا لشعور المتفرج وكأنه أصبح مشاركاً لتلك المسافة ما بين العدسة والبطل .. إنه يحاكيه هو .. يبثه الشجن والحوار .. من هنا لنا أن نقف في موازاة هذه المنطقة .. لنرى أقرب عمقاً لمفاعيل الحركة والحوار في مستوى أقرب ما يكون للبطل منه للكاميرا .. على أن نكون مشاركين حدث استيعاب الإضاءة لأنها عاكس / مرآة الكشف .. إلى جانب احتواء الكادر وكأننا أبطال في الفيلم .. نشارك صنع الحقيقة وأيضا نشارك قيام الموقف الدرامي .. على أن نكون في هذه المشاركة وكأننا الضمير الصوتي والفعلي للبطل .. وأيضا فاعل النص .. ونمتد حيث تأخذنا الصورة .. بأبعد ما تكون خارج الكادر .. نحن الآن هناك .. أو لربما نتابع صياغة سيناريو الحوار .. بوعي المحايد / المنفعل في آن .. لنستمع صدى العبارات والمدى الصوتي للبطل/ الأبطال , إلى جانب كادر الانفعال في تحوير الطاقة الشعورية إلى طاقة معرفية تنتقل بنا إلى أن نصدق موقف البطل .. في الأفلام التي اقترحتها .. كان الطفل في الفيلم الأول وكأنه " اللابطل " من فرط تلقائيته وكأنه في موقف حياتي حقيقي .. فصدى الملامح لديه كان يتفوق على الكلام بمراحل , إلى جانب تلقائيته في الحركات وردود الفعل .. وكان محمود عبد العزيز في الكيتكات .. أبلغ ما تكون الصورة .. كان أكثر بصرا من ناظره .. كان يأخذنا دون عنف أو فرض .. إلى ما خلف عينيه .. إن تشكيل الدراما الحركية .. والانفعالية .. تبلغ بنا حد التماهي .. مع موقف البطل أو الممثل .. ولكننا دوما في انتظار ما سوف يقوله البطل دون اهتمام مباشر بالممثلين الآخرين .. هو فقط يحمل مسؤولية توصيل صدى المعنى .. في حركاته واختيارها والبصمة التي يمسج فيها هذه الحركات .. البطل هو ما نحن نبدأ في التماهي حد الغفلة معه .. ليس لنقلده .. إنما لنسمعه أكثر فأكثر .. لنعلم ما يعلمه .. وما سوف يعلمه ويقوله في السياق الدرامي داخل الفيلم .. هكذا الولد في " باحب السيما" .. هو البطل الفعلي رغم بطل الكادر الخلفي للسياق الدرامي في الفيلم وهو محمود حميدة إلى جانبه ليلى علوي .. إنه تعالى على طفولته الصغيرة ليدمجنا في طفولة واعية .. طفولة مشاغبة تكشف بقدر مشاغبتها .. تحركت الأبطال في دائرة رغبات البطل/ الطفل الصغير .. ليحمل مسؤولية توصيل صدى المواقف من خلاله هو .. فأخذتنا حالة من التقوقع لأن البطل ولدا صغيرا .. كان صدى الانفعال يترك مسافة للولد يقول .. ولكن في الكيتكات .. نستشعر الالتحام مع بطل الفيلم ليتحول بنا طموحه إلى طموح حاضر يترفع بنا إلى مستوى تجاوز/ تناسي العاهة .. لنصدق أكثر حركة المعاناة رغم سلبياته .. إلا التعاطف معه من خلال ما كان يقدمه من ذكاء جميل .. فذكائه الاجتماعي / الفردي كان يحملنا على احترامه والاندماج مع بكائه وضحكه .. بينما الولد في " باحب السيما" كان خبيثاً أي نوعية الذكار لديه كانت تتخذ صفة الخبث أكثر منها ذكاء فطرياً كما و نستشعر هذا الخبث في بعض المواقف والتصرفات .. حتى تبات الألوان لا غاية منها .. تتحول وجداناتنا من تعاطف إلى نقمة .. كتلك التي نواجه بها أطفالنا أو أولادنا .. ولكن رغم هذا .. كان صدى النوايا الداخلية له تجبرنا على الانتظار .. انتظار النهاية .. ومعرفة انجاز هذا الولد وبقية الأبطال معه .. وكما أن ظلال الإضاءة لها فعلها وهيمنتها على تقديم المعنى البعيد وتحريك المشاعر .. هناك أيضا ظلال الحوار وامتداد الصدى فيه ومنه .. حيث هالات التعبير أو الإحساس أو التأثير .. تبقى خارج إمكان تحملنا أو تحكمنا في آن .. بمعنى أن يكون خارج إمكان تحملنا بأنها تحرك فينا شيئاً ما .. يتسمع داخلنا صوتاً ما .. يحاول أن ينجز نبرته ليتضح بعد ذلك .. ومن ناحية أخرى خارج إمكان تحكمنا .. بأنه لا يمكننا أن نلوى ذراعه أو نمنعه من التأثير فينا .. وهو ما أريد توصيله بعيدا عن النقد الفني التقليدي .. بجميل وقبيح ..أو قوي وضعيف .. بقدر ما أطلب من المتفرج .. محاولة استماع صدى الألوان والأصوات والحركات وكأنه يحاول الاستماع لأكثر ما هو يستقبله بحاسة البصر فقط ..
في فلسفة الطبيعة كانت رغم مادية المادة .. إلا أن ما تعلمناه هو أن للعلم فلسفة أيضاً .. وليس بالفن ببعيد عن أن يكون له فلسفة خاصة به .. يقوى ويرتفع بها .. ويرتقى مستوى الدمج والإندماج .. يمنحه الصدى الفاعل والحقيقي .. والمفاعيل الخاصة به التي تعطيه طاقات توصيل جديرة بالاهتمام .. مثل النص المبدع كتابة بعيدا عن صاحبه .. لا يختلف الأمر هنا عن هناك .. باختلاف في الحركة المرئية والحركة الموصوفة بالكلمات .. ففي القصة والرواية .. نستشعر بالبطل وهو يتحرك ويقول ويحب ويكره .. وعندما يأكل أو يستطعم أويتذوق .. نشعر بالمذاق .. ونشعر به وهو يتلذذ رائحة ما .. نشعر بها وكأنها في أنوفنا .. هي صدى اللون الحكائي .. هنا على مستوى الفيلم أو الصورة .. البطل يحاكينا لغتنا .. تعبيراتنا .. يمشي في شوارعنا .. ويعاشر أهلنا .. يرتدي نفس موديلاتنا .. وأيضا .. يغني .. ويبكي .. ينقلنا ذات العوالم وذات الإحساس .. يأسرنا بجديد الثوب الحكائي والدرامي .. على أنه من جهة أخرى نشعر من هذا التماهي سقوطنا ووقوعنا في دائرة تملك البطل .. وكأنه يستلبنا إرادة التفكير بقدر ما يمنحنا إرادة العلم للمعرفة .. نحن في متاهة التماهي أو الاندماج نفوق من غيبوبة الإحساس إلى غيبوبة مغايرة .. نتغيب في مصلحة يقررها مسبقاً البطل / الفيلم .. يندمج داخلنا حضوراً وغياباً فاعلين .. غيابنا وحضور البطل , وحضورنا وغياب البطل فينا .. في الفعل الدرامي يختلف عنه الموقف في واقعية روائية حكائية .. رغم أن الفيلمين قد اتخذا صفة الراوي البعيد والقريب .. إلا أنه في " باحب السيما " لربما تخصيص الشريحة عموم الفيلم الديانة المسيحية كان له من الحس الدرامي بأكثر منه واقعية مكتملة تضم شرائح أعم منها .. إنما في فيلم الكيتكات .. انفتاح المعنى / الحوار على شموله بلا تخصيص محدد كان أكثر منه استقطابا لصدى المعاني وانتقالها إلى مستوى أكثر خصوصية على المستوى الدرامي الحياتي للبطل .. من هنا يتحرك المتفرج قاب قوسين أو أدنى من حصار مفتوح على ما يقدمه الفيلم من صناديق سوداء تخص الأبطال / الشخصيات بأكثر منها للأبطال / الممثلين وما الصناديق السوداء سوى سرائر وخلجات وشواهد داخلية تعلن سريتها وعلنها وما نحن سوى شواهد رؤية ومريدي للحقيقة التي تشير إلى حقائقنا ..




#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك-قصائد نثرية للشاعر الفلسطين ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- بوح فلسطينية ..
- نذور ..
- غربة .. روح
- رقص على الثلج ..
- حجر .. قدسي
- قراءة في آية ..
- ميكانيكا وميوزيكا
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (4 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (3 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما - وواقعية - الكيتكات -