أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - قراءة في آية ..














المزيد.....

قراءة في آية ..


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم
* وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * صدق الله العظيم

من إعجاز خلق الله الخفاء والظهور .. المادة والروح .. الحس والمعنى .. ومن إعجاز العقل إدراك هذا المتقابلات من خلال قواه الممكنة وأيضا القوى قيد الخلق والتمكين .. استوقفتني هذه الآية حيث تكشف عن مدخلين رئيسيين .. مدخل الحس ومدخل الغيب .. فقد الحق الله ذكره في بداية الآية بمن يؤمن بالآخرة وللآخرة معنى الغياب والغيب .. ثم تدارك قوله بذكر من دونه واستشعار الاستبشار والفرحة أو الغبطة أو الأمل .. في هذا النص أو هذه الآية يتحلل لنا أبعاد الشخصية .. وأيضاً أبعاد النفس البشرية بما لها من طيات ومبنيات ومباني .. وقد فرق القول بين المؤمن وبين غيره ليس في نتيجة الذكر فقط .. وإنما في طبيعة الشعور ومستوى إدراكه من حسي إلى لا حسي .. وبما أن الله غير حسي الوجود .. أو غير عيني الوجود ومن ثم إدراك يصبح قيد فعله هو .. تأكيدا لما قاله في كتابه في آيات أخرى أن الله يهدي من يشاء ..أو أن الله يهدي من يريد .. الإرادة والطلب من قبل العبد لهو ضرورة يتحقق بها فعل الهداية .. إذا شاء الله أيضاً .. أي أن فعل الهادية فعلا جدليا بين العبد والله أو بين الله والعبد .. أقول بالعكسية هذه لأن الله قد يريد للعبد هذا الهداية فهديه لطلبه .. ومن ثم يسمى مرادا في علم النص الصوفي .. أما من طلب الهداية فهو مريد .. ومن ثم يمنحه الله قدر اجتهاده وحصيلته لفعله .. اما المراد فهو قيد فعل الرحمن .. وإذا لنا أن نعود إلى الآية السابقة ترى أنها تكاد تخرجنا عن طبيعة الإملاء والنفوذ .. إلى ساحة الحصر وهو حصر ذهني وإرادوي أيضاً.. فالآية مغلقة على ذاتها لا تقبل القسمة إلى أو تقبل التفريع عن / من .. لتخرجنا من قلق النفس والحيرة إلى أرضية أو قاعدة للضبط النفسي والذهني .. فترسم للقلب أحكامه ووجهته ومن ثم تترك المساحة للقارئ أو العبد أن يتحقق طبيعة ومستوى حضور الله لديه .. كما أن هذه الآية ليست خاصة بالذكر فقط لمجرد الذكر وإنما تأخذنا لمسائل البر وأيضا مسائل الاستعانة والتوكل .. يقول الله في كتابه : آلا بذكر الله تطمئن القلوب .. هذا الإطمئنان هو من مرتبة من مراتب الذكر أو نتيجة له بعد أن يطبع على القلب حضورا غالباً .. فالمؤمن يتذكر بعد الذكر غفلته فيستقيم به الطريق نحو الإطمئنان .. ومن ثم لهذه الآية شروحات تقام على مستوى ذكر القلب وفرحته بذكر الله او بذكر غير الله .. وأيضاً على مستوى العون وطبيعة هذه الاستعانة بالله ومدى الثقة فيها وبه .. ولو منا من راقب كيفية تقلبات نفسه ومدى استجابته أو عدمها ليعرف ما تشير إليه هذه الآية الكريمة .. وعندما قال الله في هذا الآية بالذات مسألة الآخرة .. فهي مسألة مهمة وعماد الإيمان وعلى أساسها يقام صرح النفس البشرية .. ابتداءً من نزول آدم على الأرض وقسم الشيطان لله بأن يغوينهم أجمعين .. وقسم الرحمن في المقابل إلا عبادي المخلصين .. ترجئ هذه الأقوال وهذه الآيات فعل الخيرات والمسرات أو عكسها لليوم الآخر .. وتبقى الحياة مجرد ساحة للتجريب والاختبار .. وأيضا من جهة أخرى نجد أن كلمة الآخرة واختيارها دون غيرها .. لهو اختيار يضفي على الآية بعدا غيبيا أشمل وأعمق .. بمعنى أو الله لو اختار لفظة الجلالة محلها مثلا .. لربما كان هذا حقيقي ولكن لا مبدل لكلماته أبدا .. وقال بالآخرة حتى يكون الإنسان فاعلا لفعله على بينة بمعنى أنه ليس قصراً أو قهراً لذكر الله والشعور به .. إنما الاستبشار بذكر الله دون غيره ماهو إلا نتيجة لوجل القلوب التي تؤمن بالله وباليوم الآخر .. وليس الإيمان باليوم الآخر سوى إيمان بالله والإنسان بنفسه .. بأنه يصنع حقيقة إيمانه ووضعه وكيفيته ومدى عمقه .. فالله هو العزيز بقدر ترائيه لنا في آياته وإعجازه بقدر الشعور به يحتاج إلى جهاد واجتهاد .. وما يعجزني ما يدار في مسائل الإيمان من تسطيح وتفريغ لمعناه الحقيقي .. وتبقى طقوس مفرغة من مضامينها .. ويبقى الإنسان منا يجهل ذاته ويجهل الله .. ولربما الصعوبة تكمن في غيب الله أو تغييبه وحضور المحسوسات التي أخذت تغلب على تفردنا وإنسانيتنا الروحية .. كل منا يعترف بوجود الله ويقيم صلاته ونسكه .. ولكنه قد لا يتمكن الاستبشار من قلبه كذر غيره ممن نحب أو نرغب .. حتى عند الضيق .. قد نسر ونسعد بذكر أحبائنا ونلجأ إليهم ونفرح لمشاركتهم لنا ونغبط لمساعدتهم .. ولكن لو ذكر الله وحده قد يشعر الفرد منا بغربة أو خوف أو قلق .. ليهرب من محاولة توحده مع هذا الذكر .. لاجئا إلى ملتجأ لا يغني من شيء .. هذه الآية تفتح ابواب السؤال كما تغلق أبواب الظلمة والاستعماء .. باب السؤال فيما إذا ذكر الله وتكشف مدى غلبة النفس على الروح وشقوتها .. ولنا في الختام أن نصنع الدعاء بكثير من الرجاء .. ربنا لا تجعلنا ممن يستشبرون بذكر من هو دونك يارب العالمين .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميكانيكا وميوزيكا
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (4 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (3 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول في ( لعلك ) قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- إرادة المختلف والمتحول غي ديوان ( لعلك) للشاعر الفلسطيني الش ...
- كريمة الدعاء ..
- تمرد ..
- قراءة نقدية لنموذج إنساني مغاير - تجليات تراتبية في رحلة الس ...
- الولد ..
- المطر ..
- دراية ..


المزيد.....




- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل فؤاد عبيد - قراءة في آية ..