أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - الوهابية .. وتأصيلها لمسائل التكفير والقتل















المزيد.....

الوهابية .. وتأصيلها لمسائل التكفير والقتل


عبدالحكيم الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تم الاتفاق بين الإمام ابن عبدالوهاب واالأمير بن سعود حول قيام دولة الشراكة بينهما ،في إطار الشرطين المذكورين في ديباجة الاتفاق من طرف ابن سعود ؛الأول:أن لا يرتحل عنهم وأن لا يستبدل بهم غيرهم.والثاني:ان لا يمانع الشيخ في أن يأخذ الحاكم وقت الثمار ما اعتاد على أخذه من أهل الدرعية!! وافق الإمام ابن عبدالوهاب على الشرطين بقوله ،أما عن الشرط الأول:ابسط يدك أبايعك..الدم بالدم،والهدم بالهدم.أما عن الشرط الثاني فقال له: لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها!

وبهذا الاتفاق بين رجل السيف ورجل القلم ، أو الحلف بين الأمير والإمام ، قامت دولة آل سعود بمشاركة آل الشيخ،وهي بهذا الاتفاق يمكن لنا تصنيف جهود ابن عبدالوهاب ضمن الحركات السياسية الدينية بدون إضفاء القداسة عليها وعلى أقوال وأفعال مؤسيسها ، كذلك بدون تحقيرها وتحقير جهودها في الدعوة إلى التوحيد . ولعل قراءة بنود الاتفاق بروية يكن مدخلا مناسبا لتحليل قضية التكفير والقتل في الفكر الوهابي ، فقد جاء في ديباجة الاتفاق ..ابسط يدك .. أبايعك ..الدم الدم .. الهدم الهدم .. يفتح لك الفتوحات .. فيعوضك من الغنائم . نحاول تحليل هذه الكلمات عبر نقاط ثلاثة ،النقطة الأولى:بيئة الاتفاق.النقطة الثانية:اعتماد ابن عبدالوهاب على فكر ابن تيمية.النقطة الثالثة: تأصيل مسائل تكفير وقتل المناؤين لهذا الأتفاق ..الدم الدم !!

النقطة الأولى: بيئة الاتفاق:

تم الاتفاق بين الشيخ ابن عبدالوهاب المطرود من منطقته(الاحساء)والتي غادرها مضطرا إلى منطقة العيينة ، حيث رجم فيها امرأة جاءته معترفة بذلك،فكتب أمير الأحساء إلى أمير العيينة رسالة يأمره فيها بقتل ابن عبدالوهاب،كذلك كتب علماء المنطقة إلى أمير العيينة يشككونه في دعوته ، فالح أمير العيينة على ابن عبدالوهاب أن يخرج إلى حيث أراد ، فخرج الشيخ من العيينة وتوجه إلى الدرعية مقر إمارة آل سعود !!

وقد تم الألتقاء بين ابن عبدالوهاب ؛الباحث عن سلطة تأويه وقوة تحميه ، مع ابن سعود الباحث كذلك عن قوة شرعية تعضد سلطانه،وتثبت حكمه ،وتجرم الخارج عليه، وتمكنه من تجييش الرعية لمحاربة خصوم سلطاته في المنطقة...وقد كان!! حيث قال الأمير:أبشر ببلاد خير من بلادك،وابشر بالعز والمنعة.فقال الشيخ:وأنا أبشرك بالعز والتمكين،وهذه كلمة لا إله إلا الله،من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد . ثم اشترط الأمير على الشيخ شرطين :1-أن لا يرتحل عنهم وأن لا يستبدل بهم غيرهم. 2-أن لا يمانع الشيخ في أن يأخذ الحاكم وقت الثمار ما عتاد على أخذه من أهل الدرعية . فأجاء جواب الشيخ : أبسط يدك ابايعك .. الدم بالدم ، والهدم بالهدم .... لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها !! علما بأن ذلك كان قبل بداية دعوته ونشرها في ربوع البلاد !!

لأجل هذا لم يكن عسيرا على ابن عبدالوهاب،بعد أن اعتبر ابن تيمية ولاية المتغلب،وشرعية الانتظام في صفوفه،والقتال تحت رايته،وسحق مخالفيه ؛ أمر جائز شرعا وعقلا وعرفا ، لأنه الواقي من بعبع(الفتنة)وقد قيل(سلطان ظلوم خير من فتنة تدوم)!!ولهذا قال ابناء الشيخ ابن عبدالوهاب:(وصارت ولاية المتغلب ثابتة كما إليه أشرنا، ووقع اتفاق من ينتسب إلى العلم لديكم على هذا ...فلا جرم قد صار العمل على هذا والاتفاق.ثم توفى الله سعودا واضطرب أمر الناس ...واختار أهل الحل والعقد من حمولة آل سعود ، ومن عندهم ومن يليهم ، نصب عبدالرحمن بن فيصل،وذلك صريح في عدم الالتفات منهم إلى ولاية غير آل سعود)بل والتبراء من كل الولايات الأخرى(.. ونبرأ إلى الله من موالاة الشريف ، وأهل نجران جميعا)!!

قد لا نفتقر إلى إيراد الأدلة التي تشير إلى إمكانية هذه الرؤية عند الفكر الوهابي مادامت مصنفات ابن تيمية المعتمدة لدى الفكر الوهابي طافحة بإجماعات ونماذج تؤصل هذه الرؤية في جانبيها الديني والسياسي.ولعله ليس من المناسب استرجاع تلك المفردات والاجماعات التي تم ذكرها في مقالات سابقة،وأعود إلى الاتفاق الذي تم بين ابن عبدالوهاب وابن سعود،وسوف أضرب عن شرح مفردات الاتفاق صفحا لآن المقال لا يحتمل التفصيل .واترك القاري اللبيب في ضوء العلاقة الجدلية بين الدال والمدلول أن يتدبر ويكشف عن شبكة العلاقات بين مفردات الاتفاق في أجوائها المكانية والزمانية ...الدم الدم .. الهدم الهدم ..فتوحات .. وغنائم . دم من ؟ وغنائم من ؟!

ومهما يكن من مستوى إدراك القاري لكشف شبكة علاقات مصطلحات هذا الاتفاق الديني السياسي فإن مصنفات الحركة الوهابية تضعنا أمام روابط واضحة لتلك المفردات بين الدال والمدلول، وتمييز مفاهيم مقاصدها.فقد سئل أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب:من لم تشمله دائرة إمامتكم،ويتسم بسمة دولتكم،هل داره دار كفر وحرب على العموم ؟ فأجابوا :... وأما من بلغته دعوتنا إلى توحيد الله ، والعمل بفرائض الله،وأبى أن يدخل في ذلك،واقام على الشرك بالله،وترك فرائض الإسلام،فهذا نكفره ونقاتله ، ونشن عليه الغارة ، بل بداره ؛ وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا ، بل الذي نتحقق ونعتقده:أن أهل اليمن ،وتهامة ،والحرمين ، والشام ، والعراق ، قد بلغتهم دعوتنا .

ولم تكن هذه فتوى عابرة بل أصل أصيل،فهذا حمد بن عتيق أحد كبار علماء الحركة ينكر على من لم يأخذ من أموال أهل الأحساء،حيث قال: بلغني وساءني،وعسى أن يكون كذبا وهو:أنك تنكر على من اشترى من أموال أهل الأحساء التي تؤخذ منهم قهرا،فإن كان صدقا فلا أدري ما عرض لك، والذي عندنا أنه لا ينكر مثل هذا،إلا من يعتقد معتقد أهل الضلال ، القائلين أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر... وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون،أن البلد إذا ظهر فيها الشرك،وأعلنت فيها المحرمات،وعطلت فيها معالم الدين،أنها تكون بلاد كفر ، تغنم أموال أهلها ، وتستباح دماؤهم ... !!

وليس أهل حائل بمنأى عن مقتضيات هذا الاتفاق السياسديني ،فقال:وجب قتالهم على جميع المسلمين ، لخروجهم عن الطاعة ، حتى يلتزموا ما أمرهم به الإمام من طاعة الله تعالى !!

ومن المعلوم أن أهل اليمن،وتهامة،والحرمين،والشام،والعراق،والأحساء،وحائل فيهم من العلماء ..والعباد ..والعوام .. فهل يجوز فيهم الدم الدم .. والفتوحات ... والغنائم .. وتغنم أموالهم ، وتستباح دماؤهم ؟!! ألا يبرر هذا ذلك التساؤل المشروع حول حقيقة فكر الحركة الوهابية ، هل هو فكر تجديد أم فكر تقليدي حنبلي ؟ وهل هي حركة دينية أم سياسية وظفت الديني ؟ ولماذا أضفي ثوب القداسة على علمائها ومصنفاتها ؟

لأجل ذلك لم يبق أمام المسلم العاقل ، كي ينجو من الاغتيال العقلي إلا أن يوطن نفسه دوما على نزع ثوب القداسة على البشر ومصنفاتهم وافكارهم ، ويلتزم الأدب والاحترام معهم عند قراءة تجاربهم وأفكارهم على اساس أنها إنتاج بشري تدخل في إنتاجه عوامل عدة ؛ سياسية وعرفية ومذهبية ينبغي مراعاتها .

يتبع



#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية حركة سياسية وظفت الديني
- ابن عبدالوهاب ..ونشره للفكر التكفيري
- ابن تيمية ... والتنظير السياسي
- ابن تيمية .. وتشييده للعقل التكفيري
- العقل السلفي... من التفكير إلى التكفير
- ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (4)
- إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا... وإشكالية الفهم
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (3)
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (2)
- الأسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (1)
- المرأة والازدراء المركب (5)
- المرأة والازدراء المركب 4
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (3)
- المرأة والازدراء المركب (3)
- المرأة والازدراء المركب(2)
- تطور العقل وتدرج الشرع (2)
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
- المرأة والازدراء المركب (1-5)
- الإمام الشافعي راح ضحية ضربة قاتلة من مالكي !!


المزيد.....




- الشيخ عكرمة صبري يدعو للاكتفاء بالشعائر الدينية في عيد الأضح ...
- من الذكاء الاصطناعي لأخلاقيات الحروب.. المنظومة المعرفية للخ ...
- الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: الأمة الإسلامية بحاجة ل ...
- الرئيس المصري في المدينة المنورة لأداء الصلاة بالمسجد النبوي ...
- المقاومة الإسلامية تهاجم بالصواريخ والمسيّرات قواعد الاحتلال ...
- -اللاجئ الأول في مصر السيد المسيح والشعب المصري مش نقي-.. حد ...
- باقري: على الدول الإسلامية استخدام إمكانياتها لوقف جرائم الا ...
- مناسك الحج والتكبيرات مباشر.. تردد قناة لبيك اللهم لبيك 2024 ...
- باقري يؤكد ضرورة اتخاذ البلدان الاسلامية اجراء فعليا لوقف جر ...
- فيديو.. المقاومة الإسلامية تستهدف المقر المُستَحدث للفرقة 14 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - الوهابية .. وتأصيلها لمسائل التكفير والقتل