أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري














المزيد.....

ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري


عبدالحكيم الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 06:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري

الإمام أحمد بن حنبل الشيباني(ت241هـ)علم من أعلام المذاهب السنية ، وإليه ينسب المذهب الحنبلي ،ولا خلاف في عده أحد أقطاب علماء الحديث في عصره ، ولكن الخلاف في عده من الفقهاء . والواقع أن فقهه أكثر ما يبنى على الحديث ، فإذا وجد حديثا صحيحا لم يلتفت إلى غيره ، وإذا وجد حديثا مرسلا أو ضعيفا رجحه على القياس ، لذلك فهو يتمسك بظاهر الكتاب والسنة ، ويرى أن القول بالرأي والتعليل والمقاصد ؛ تشريع عقلي ، والدين إلهي !! ولهذا رفض بشدة استعمال العقل(الرأي والتعليل) إلا إذا ورد نص بتحريم أو تحليل وُبين فيه علته ، فحينئذ يجوز أن نشرك في الحكم الأشياء التي لم ينص عليها ولكن تتحد في العلة ، أما إذا لم ينص على العلة ، فليس للمجتهد أن يقول بها من عنده ثم يقيس عليها ، فإن الله تعالى يقول:(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)ولم يقل إلى الرأي والقياس والتعليل!!

والواضح أن الحديث في عصر الإمام أحمد وهو المحدث كان في حاجة إلى تأسيس مشروعيته بوصفه مصدرا يساوي القرآن في الحقل الدلالي والتشريعي ، حيث ثمة من يرى أن في القرآن كفاية وغنية عن أحاديث وسنن يصعب التعرف علي مدى صدقها ونسبتها ، وأن دلالة الكتاب حاكمة على المرويات ، وكان هؤلاء فيما يبدو يعتمدون على آيات ومرويات تؤكد موقفهم ، وبالاضافة إلى مواقف بعض الصحابة من مرويات لم يأخذوا بها لتعارضها مع دلالة بعض نصوص القرآن .

وبهذا المنهج الحنبلي الظاهري تأسس عقل -في الحاضر والماضي-لا يفرق بين الحقل الدلالي القرآني ودلالة السنة ، ولا يمايز في مراتب الإحتجاج بينهما ، ولا يفرق بين السنة والحديث ، ولا بين ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من(تشريعي-وقياديي-وجبلي)، لذا لاذ حامل هذا المنهج إلى طرح فكرة (العصمة) ليزيل مثل هذه الاعتراضات التي كان يطرحها خصوم الوقوف على الظاهر ، ومحاكمة الأحداث بالحديث ، ولا يخفى أن فكرة العصمة تدور على رفع البشرية عن رسول الله وإضفاء ثوب الإلهية عليه صلى الله عليه وسلم ،متجاهلة قوله تعالى(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إليّ)،(قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )!!

ومع تجدد قضايا الواقع وتشابك مسائله إحتاج هذا العقل إلى تغطية تلك المستجدات بمرويات منها الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ، وهنا برز عامل آخر حاول الاستفادة القصوى من هذا المنهج وتوظيفه لخوض معارك ضارية ضد خصومه ، وهذا العامل كان النظام السياسي السائد آنذاك الذي كان في حاجة ماسة إلى شرعية دينية تقف أمام مناؤيه من ذوي العلم والتنظيم ، حيث تم اللقاء والتفاهم حول قيام حلف بين(الأمراء والعلماء)ضد من يرى أن في القرآن كفاية وغنية عن أحاديث وسنن يصعب التعرف علي مدى صدقها ونسبتها ، وأن دلالة الكتاب حاكمة على المرويات ، ومن يرى منازعة الأمر أهله !! ( ونرى الدعاء لأئمة المسلمين ... وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة ، وندين بإنكار الخروج بالسيف ، وترك القتال في الفتنة)!!

وعلى أساس هذا الحلف صار هذا العقل يوقع عن السلاطين بصحة كبت خصومهم من ذوي العقل والتأويل والتعليل ، والنقد والتمييز ، بل تجاوزت تداعيات هذا الحلف إلى التوقيع عن رب العالمين ... إعلام الموقعين عن رب العالمين !!

وبذلك تمهد السبيل إلى إنتشار هذا المنهج بصورة سريعة ، كذلك بالغ اتباعه في إضفاء القداسة على شخصية مؤسسه الأول حين قال فيه صاحب طبقات الحنابلة:(من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر).وزعموا أن الإمام أحمد به يعرف المسلم من الزنديق(أنظر:مناقب أحمد)!! كل ذلك انعكس سلبا على البنية المعرفية عند المتلقي على المستوى الاجتماعي والسياسي ، إذ سوف تحمله هذه البنية المعرفية إلى الوقوع تحت سيطرة العجيب والمفارق ، ومثالية السلف ، ما تجعله يقوم بإيلاء السلف قيمة العلم الذي اشتغلوا به ، بحيث يضطر معه إلى قبول منهج النقل ونبذ العقل ، بل وشل قدرته على استعمال العقل ، والتفكير ، والنقد ، والتمييز ، ومن ثم إغلاق باب الاجتهاد والجهاد ، وفتح باب التبديع وقبول الملك العضوض !!

__________
تأمل الفتوى الأخيرة للشيخ صالح لحيدان أحد مشايخ الحنابلة في السعودية،والتي بثتها قناة العربية يوم 11/9/2008، حيث جاء في هذه الفتوى المتخلفة الامر بقتل ملاك الفضائيات العربية !!






#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (4)
- إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا... وإشكالية الفهم
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (3)
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (2)
- الأسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (1)
- المرأة والازدراء المركب (5)
- المرأة والازدراء المركب 4
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (3)
- المرأة والازدراء المركب (3)
- المرأة والازدراء المركب(2)
- تطور العقل وتدرج الشرع (2)
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
- المرأة والازدراء المركب (1-5)
- الإمام الشافعي راح ضحية ضربة قاتلة من مالكي !!
- الإمام الشافعي وحقيقة شعاره رأي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خ ...
- الإمام الشافعي ومشروعه الأصولي
- الإمام الشافعي ...وتوظيف النسب في السياسديني.
- الإمام الشافعي...وقيمة حرية الرأي !!
- هل الملائكة تلعن المرأة من أجل شهوة الرجل؟!!
- الإمام مالك...وقيمة حرية الرأي!! (2)


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري