أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وداد فاخر - تضاد المكونات العراقية














المزيد.....

تضاد المكونات العراقية


وداد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن الأمة يتطلب وضع أسس وقواعد للتعامل بين مكوناتها لكي يكون هناك توازن بين جميع المكونات دون أن تستأثر قوى وتجمعات من تلك المكونات بثقل اكبر في عملية إعادة تشكيل مكونات الأمة التي كانت متواجدة على أرض الواقع .
وبلاد الرافدين نموذجا لهذا التشكيل النسيجي الجميل الذي تعايشت على أرضه عدة قوميات واديان وطوائف مختلفة منذ بدء الخليقة لحد الآن ، ولم يشكل التنوع الاثني والديني أو الطائفي أية عقبة أمام المواطنين العراقيين الذين كانوا ولا زالوا يشكلون مجموع تلك الأمة .
وكنتيجة حتمية لعملية التغيير السياسي الكبيرة التي حدثت على ارض الرافدين بسقوط اعتى دكتاتورية عرفها العصر الحديث في الشرق الأوسط يوم التاسع من نيسان 2003 فقد طافت على سطح المجتمع العراقي عدة إشكالات ومعوقات أبرزت العديد من الخفايا الدفينة التي كانت مترسبة في أعماق نفوس وعقول البعض ممن يفكر بالاستحواذ على السلطة والقوة والمال والهيمنة على حساب المكونات الأخرى . وابرز تلك الترسبات التي ظهرت على السطح محاولة البعض من القوى القومية السياسية الكردية إضعاف الحكومة الاتحادية على حساب فرض وبسط وتمدد سلطتها على أجزاء عديدة من المدن والمراكز العراقية باسم المكون القومي أو الإقليمي ، والتجاوز على ثروات العراقيين من نفط وغاز باسم الفيدرالية ، وضرب أوامر الحكومة الاتحادية عرض الحائط بشكل استفزازي وغريب من قبل محافظين ورؤساء دوائر لاقضية ونواح ، وهو خطأ سياسي فاحش وقعت فيه القوى القومية الكردية ، وهي حالة متشابهة لما حدث في ثورة أيلول العام 1961 زمن جمهورية 14 تموز 1958 والخلاف الغير مدروس بين قيادة الثورة الكردية بقيادة المرحوم الملا مصطفى بارزاني وقيادة ثورة 14 تموز بقيادة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم والذي ساهم بقوة بإسقاط ثورة 14 تموز في يوم 8 شباط 1963 الأسود خاصة بعد تحالف قيادة الثورة الكردية مع القوى العروبية التي كانت ضمن الخط المناوئ لجمهورية 14 تموز في ذلك الوقت من بعثيين وقوميين ، وهي حقيقة يجب أن لا نخاف من التحدث بها في صوت عال ولكي لا تتكرر المآسي السابقة التي جاءت كنتيجة حتمية لسقوط التيار الوطني التقدمي وصعود التيار العروبي البعثي الذي أذاق العراقيين الآمرين .
وإعادة تشكيل امة مثل الأمة العراقية يجب أن يكون مجال بحث وتمحيص ونكران ذات وتقديم الوطني على المحلي ، والعام على الخاص . فقد حاولت القوى التي هيمنت عن طريق المحاصصة القومية والطائفية التهام الكعكعة العراقية عن طريق ( التوافق السياسي ) وليس عن الطريق الديمقراطي الصحيح ومن خلال إفساح المجال لقوى الديمقراطية من مثقفين وأكاديميين وعلماء عراقيين للمشاركة في العملية السياسية الدائرة في الوطن العراقي بواسطة تطبيق مبدأ بريمر في المحاصصة السياسية وغمط حق المكونات الأخرى وخاصة المكونات العراقية التاريخية القليلة العدد . حيث ساهمت قوى أساسية داخل العملية السياسية الحالية في محاولة شق صفوف تلك المكونات الصغيرة وسحب البعض منها نحوها لكسبها كأصوات انتخابية ، وهو ما حصل فعلا للعديد من المكونات الأصلية للشعب العراقي ومن قبل معظم المكونات السياسية الكبيرة ( عرب وكرد وسنة وشيعة ) واكبر دليل على ذلك ما حصل من غمط لحقوق الأكراد الفيلية الذين ذهبت أصواتهم هباء اثر مغريات انتخابية من قبل طرفين سياسيين رئيسيين ( كرد وشيعة ) .
وما حصل من تجاوز متعمد بإسقاط المادة 50 من قانون انتخابات المحافظات يدل دلالة واضحة على وجود نيات مسبقة للهيمنة على كل مراكز القرار أن كان ضمن الحكومة الاتحادية أو داخل مجالس المحافظات التي جرت سابقا انتخاباتها الصورية الشبه مزورة وأفرزت في جميع المحافظات العراقية قوى حزبية تابعة لهذا الطرف السياسي أو ذاك وكانت نتيجة تلك المجالس ما رأينا ما يعاني منه المواطنون العراقيون من انعدام الخدمات الصحية والبلدية والاجتماعية بسبب وجود مليارات الدولارات بأيد غير امينه وغير كفوءة علميا وإداريا .
ولا ندري لماذا تفكر بعض القوى السياسية الحديثة العهد بالعمل السياسي بان حقوق المواطنين يجب أن تكون عبارة عن ( هبة ) من أولي الأمر لـ ( الرعية ) مثلهم مثل أي عهد دكتاتوري سابق ، وهو ما حصل من اعتصامات وتظاهرات شعبية لإلغاء تلك المادة من القانون أو إبطال تلك ، وهي قمة المأساة بالنسبة لشعب شعر لفترة قصيرة جدا بانسام الحرية بعيد سقوط الفاشية بوقت قصير جدا ثم تتالت المآسي والأحداث من إرهابية وتسلطية وغيرها .
بهذا يتوجب أن يتم إفساح المجال للتيار الديمقراطي من كتاب ومثقفين وعلماء وأكاديميين بان يلعبوا دورهم الحقيقي في العراق الجديد ، وان تحل المنافسات في العمل من اجل الجماهير لا ان يسود مبدأ التضاد بين المكونات العراقية والذي سبب الفشل الذي نراه طافيا على السطح السياسي العراقي منتظرين أن يعي الجميع إن للمواطنين العراقيين حقوقهم المكتسبة من خلال المواطنة الحقة ، وليست من خلال المطالبات أو رفع الشعارات وطرح الأمنيات ، أو الحديث عن الهبات .


آخر المطاف : قد يتقبل الكثيرون النصح ، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه .

بابليليوس سيرس


* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة الزنج

http://www.alsaymar.org






#وداد_فاخر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين موقف الحكومة الفاعل من الاعتداء على الإخوة المسيحيين في ...
- أين السر في تفجيرات الكرادة المتكررة ؟!
- معارك البرلمان العراقي الدونكيشوتية الخاسرة
- عوض العبدان بين المطرقة والسندان
- - قادسية - مجلس النواب وزيارة الآلوسي واستشراء وباء الكوليرا
- البصرة والعراق عامة بحاجة ل( صولات فرسان حقيقية ) وليس ل ( ص ...
- العراق الرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة على أي رقم
- شهادة كامل شياع دليل على حقد القوى المعادية للثقافة والمثقفي ...
- انقلاب - ِوِلدْ العم - في موريتانيا
- كركوك الغاية والهدف النبيل لا سياسة لي الاذرع
- عذب رضابك
- يجب عند تغيير اسماء الشوارع والساحات والاحياء ببغداد استبدال ...
- كل تموز وانتم بخير يافقراء العراقيين من اقصى شمال الوطن حتى ...
- لافتات قرمزيه على ساحة الوطن
- تلكَ روحي فخذيها
- صالح المطلك البعثو - امريكي المتسربل بلباس المعارضة للعراق ا ...
- هذيان صوفي .. الشطحة الصوفية الأولى بعد الألف
- طارق عزيز الكلداني الذي تلفع بعباءة العروبة
- ِصنْ اهلك الغر الكرام
- موجة كتاب الانترنيت والتجني على الناس والتاريخ .. تشويه ماضي ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وداد فاخر - تضاد المكونات العراقية