أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين الهلالي - مزهرية كلكامش















المزيد.....

مزهرية كلكامش


حسين الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 01:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جذورالفن السومري
ان الذين قالوا عن الفن السومري بأنه فن يعاني من عقدة الطفولة والبدائية وعدم الإدراك للمنظور والنسب العامة هم واهمون
لأن الفن السومري في تلك الفترة التي ُتأ له البطل وتختا رمن هوالأ قوى لحماية ممتلكات الأ فراد والمعبد والدولة، وهو فن تعبدي تعبيري بالدرجة الأولى يقتنص الحوادث التي ترضي الحاكم والمعبد ويبرزها بشكل درامي تصاعدي نحو الهدف الذي جاء من اجله الشكل ويوضح المعلومة، ويخلد الملوك الأ قوياء الحامين أسوار المدينة وحيواناتها من أعدائها الرئيسيين (الحيوانات المفترسة والثيران الوحشية ) ، وهذه الأ عمال يودونها الكتاب والفنانون والنساخون الذين يعملون داخل المعبد لصالح التقديس ولصالح الحاكم المتأله0
وفي زمن الملك ككامش (2650ق0م) بّرز الكتاب والفنانون هذا البطل فقد خلده الكتاب في الملحمة الأسطورية الرائعة(ملحمة كلكامش) كما خلده النحاتون في الأختام الأسطوانية وفي مزهريته الدينية المشهورة التي وجدت بأسمه، إن هذه المزهرية الدينية على درجة عالية من التعبيرعن موضوعها الدفاعي عن الماشية والدواجن وهي رمز يمثل حماية الملك للمدينة وأهلها وممتلكاتها من الأ عداء من بشر وحيوانات مفترسة فها هو يبسط ذراعه على الثور ويطوق رقبته المستهدفة من قبل الأ سود ونرى الد واجن قد صعدت فوق ظهر الثور وحوله ودخلت في دائرة حماية ككامش الأ شعث الرأس الأ سطوري القوي ،وقد برّز النحات ملامح وجهه والعتبير الحي ولحيته الكثة ويبدو انه عار ٍ لا يعيقه شيء في نزاله مع الأسود وانه أهلاً للحماية 0
هذا التكوين من النحت الناتئ الذي يحدد هذه المهمة الخاصة للبطل ككامش ، وهناك مهام عسكرية أخرى وأخرى تعاونية في حادثة الحرب
بين سلالة كيش في زمن ملكها(أكا) وسلالة الوركاء في زمن ملكها ككامش حوالي (2650ق0م) قد حول أنظار الناس من السلطة الدينية إلى السلطة السياسية التي أدارت هذه الأزمة وانتهت بالصلح مع (اكا)وفك الحصار عن مدينة الوركاء
0
ومهما يكن فقد اصبح كلكامش في نظر شعبه والأ قوام التالية بطلاً اسطورياً جمع بين السياسة إلى جانب القوة0
ويقول 0د0 فوزي رشيد :- ((ان قدرة ككامش السياسية واستعداده لقيادة المحاربين ضد مدينة كيش قد أنقذ مدينة الوركاء ولفت انتباهها وانتباه بقية السلالات الأخرى إلى حاجتهم الفعلية إلى الرجل السياسي والعسكري أكثر من حاجتهم إلى رجل الدين والى طقوسه0
ولهذا السبب بدأ الحكم في جميع السلالات العراقية القديمة يتحول تدريجياُ من الزعامة الدينية إلى الزعامة الدنيوية
( السياسة والدين في العراق القديم ص14)0000))
ولكن لم يكن في كل الفترات التي تلت ذلك إغفال للسلطة الدينية فكان الحاكم السياسي يجمع مابين السلطة الدينية والسلطة السياسية0
ا ننا نجد كل الدلائل التي تؤكد دور البطل وتظهر قوته في المنحوتان الناتئة وألأ ختام الأسطوانية وهي دليل خالد في حياة الطبل الأ سطوري ككامش حيث تنقل لنا صراعه مع الأ سود الضارية المنتشرة في سهول الوركاء والسهول السومرية الأخرى وقد امتدت صناعة الأختام من العصر السومري إلي العصرالأكدي حيث وصلت إلى أوج عظمتها وعندما يستذكرون كلكامش وصديقه انكيدو يتناولونهم في كثير من المواضيع الأسطورية والواقعية وتظهر لنا ملحمة كلكامش انهما بطلان لا يقهران اذا اشتبكا مع الحيوانات المفترسة وترينا الأختام التي تناولت البطل كلكامش والتي ظهرت في العهد الأ كدي انه إذا اشتبك مع الحيوان الوحشية كالأسد
فأنه يستطيع ليّ ظهره اوخلع أحد اطرافه، وقدجسد الفنان المسكة القاتلة
التي شلت كل حركته وابطلت مفعول قوته أو مزقه أشلاء مثل ما يحدث مع جاموس وحشي وطأه بقدمه ومسك قرنه تمهيداً لتمزيقه0
اما تفصيل الجسد فجعتله الفنان يشبه أجساد الرياضيين لعنايته بتفاصيل عضلات اليدين والرجلين والتصميم والقوة الظاهرة على تقاطيع وجهه
هي كلها من خصائص النحت الأكدي الذي نمى باتجاه الواقعية الواضحة والمتجانسة مع الفن السومري وهذا برز في النقش على الأختام الأسطوانية 0
((والغاية من تناول هذه المواضيع هوالتعبيرعن المفاهيم العقائدية واللاهوتية التي ُتعالج من قبل )) (اندري باور- سومر وفنونها وحضارتها ص240 )0
لقد استثمر الأ كديون ملحمة كلكامش في كل فنونهم وآدابهم بالرغم من موضوع الملحمة كفاح لم يعط ثماره لبطل يسعى للحصول على حياة ازلية
وقدتنا ولت القصائد الأ كدية هذا الموضوع وجعلته موضوعاً رئيسياً لكثير من ملاحمهم وقصائدهم الدينية
ولوان الملحمة ترينا أن كلكامش لم يحصل في كفاحه على الحياة الأزلية وفقد الأمل في ذلك الاان الأكديين أصروا على تناول الموضوع الملحمي وعمقه في التاريخ وفتح أفقا للحياة والموت وكيف يتصرفون إزاء هذا الموضوع واختصرعلىالملوك والمخلصين لهم وحجّبه عن الآخرين
وبالأخير يخضع الجميع إلى دورة الحياة ان شاء وا أم أبوا 0
من هنا تصبح ملحمة كلكامش ونهايته غير ا لسعيدة تتكرر في كل الأدوار كرمز للأ نسان وكفاحه في الحياة 0
ان كثرة هذه الأختام الأسطوانية وتطورها ووصولها إلى درجة عالية من التطور لن يثني الأكديين عن نحت ناتئ في هذه الحقبة الزمنية التي حكم بها الأكديون، لكن نجد ان المصادر التاريخية التي نستقي منها هذا النحت الناتئ قليلة ،أضف إلى ذلك عدم عثور الأثريون على العاصمة اكد لتفتح لنا خزائنها لمعرفة كثير من المعلومات المعرفية في الفن الأكدي
ولكن نرجع ونقول ان الأختام الأسطوانية التي ظهرت في العهد الأ كدي خير دليل على قوة هذا الفن وواقعيته الأ خاذة وقوة تعبيره وثراء مواضيعه 0
والأختام الأسطوانية التي تمثل البطل العاري والرجل الثور بوصفهما
حماة وهما يقترنان في الغالب بشخصية كلكا مش وأنكيدو في الملحمة الشهيرة0
يقول ستين لويد(( ولم تثبت صحة هذه العلا قة في الواقع كماان البطل يظل مجهولاً بينما لايمكن ربط الأنسان بالثور الا ربطاً واهياً بشكل
(الفون) الوارد في الميثولو جيا المتأ خرة 0
والواقع ان من العبث التعرف إلى جميع الصور الموجودة في الأ ختام هذه الا بالرجوع إلى الأدلة الأدبية القليلة المتو فرة، اذ ان عدداً كبيراً منها يبدو محض وسائل ابتكرت (على الورق) لملء الفراغ ولم تكن اكثر من مجرد نزوة من نزوا ت الخيال عند صانع الأ ختام)) (فن الشرق الأ دنى القديم ص108 )
ولكن المنحوتان والتماثيل المدون عليها اسم الحاكم او الملك نحتت بدراية منه أضفى عليها صفة القدسية وخصصت للمعبد كقطعة مقدسة لذلك فأن المزهرية المقدسة هي اكثر يقيناً بأنها تمثل المواضيع التي نالت رضى واستحسان الملك 0
ومزهرية كلكامش هي تقع تحت طاولة هذا الموضوع المقدس والذي يعنينا في هذه المزهريات المنحوتان الناتئة و تكوينات موضوعاتها
سواءً جاءت بشكل رمزي أو موضوع قصصي كي يعطي معناً للتقد يس 0


المصادر

1- الفن في العراق القديم / تأ ليف انطون مورتكات /ترجمة وتعليق عيسى سلمان وسليم طه التكريتي
2- سومر فنونها وحضارتها / تأ ليف اندري باور / ترجمة وتعليق
عيسى سلمان وسليم طه التكريتي
3- فن الشرق الأ دنى القديم / تأ ليف ستين لويد /ترجمة محمد درويش
4- السياسية والدين في العراق القديم/ الدكتور فوزي رشيد
5- الأمير كوديا / الدكتور فوزي رشيد
6- الأساطير السومرية / تأليف صموئل نوح كريمر /ترجمة داود عبد القادر



#حسين_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث لوحات من المشهد العراقي/ للفنان حسين الهلالي
- من يسمع صوتي
- نص مسرحية اوركاجينا
- اصالة تراثنا الغنائي /داخل حسن مثالا
- الزعيم عبد الكريم قاسم/وامنجز الأبداعي للفن التشكيلي
- ايمان ادهم/واستلهام التراث الأسلامي
- خيول فائق حسن اليتيمة
- خاد الجادر/ الطائر المهاجر وصاحب الرؤيا التعبيرية الغنائية
- الحسين ثائرا والحسين شهيدا
- اورحكاية الزمن الخالدة
- اور حكاية الزمن الخالدة
- جذورالفن السومري /القسم الرابع /النحت بين شرعية الريادة والأ ...
- جذور الفن السومري / تماثيل كوديا تحتل مكانتها بين فنون العال ...
- شاكر حسن ال سعيد / احد رواد الحركة التشكيلية والمنظر لها
- جذور الفن السومري /الملكة (بو- آبي ) (شبعاد )/وفنانو والأدوا ...
- خيول فائق حسن اليتيمة
- مقهى عزران البدري / ظاهرة الأدب في الناصرية
- فتشها المخبرون
- خالد الجادر الطائر المهاجر وصاحب التعبير الغنائي
- جذورالفن السومري


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين الهلالي - مزهرية كلكامش