أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - اصالة تراثنا الغنائي /داخل حسن مثالا















المزيد.....

اصالة تراثنا الغنائي /داخل حسن مثالا


حسين الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 09:50
المحور: الادب والفن
    



ان كان ماتحدثنا عنه من مدارس الغناء في مدينة الشطرة وسوق الشيوخ وروادالغناء كان موروثآ
غنائيا كبيرا اتكأ عليه داخل حسن وانطلق منه ، هذا الموروث الذي امتاز بالخلق والابداع قدمته التجمعات في مدا رسها الغنائية ؛وجاء من المعانات والتفكير العميق بكل مااحاط بالانسان في الجنوب
من كوارث طبيعية وممارسات خاطئة من قبل العهود الماضية والتي سادت المجتمع انذاك فأبتداءآ من الحس بالعسف الاجتماعي والقهر والظلم السائد في العهد العثماني الى الآحتلال الانكليزي
والسيطرة الاقطاعية وما رافق تلك الحقية من ظلم وقهر اجتماعي وتقاتل بين القبائل ، برز هذا الموروث
الغنائي الكبير وهو موروث اجتماعي جاء على شكل أهات مطولة وبحة مكبوته وعدم رضا مبطن واحتجاج على الحق دامي يصل حد التمزق .
كل هذا شاهده داخل حسن وسمعه من افواه الرواد الذين سبقوه وتعامل معه بذكاء ومراقبه شديدة لهؤلاء المغنين وقد طبقه ضمن مراحل مر بها ولس كما ادعى الغير متعمقين بدراسة اصالة تراثنا الغنائي مع ان هذا الغناء ساقته الفطره …!! كيف؟! وأين ؟ ولماذا ؟
هذا ما لايجيبون عنه بشكل مقنع وواضح ..
وكان مؤسسو الغناء ورواده يضعون ميزان وخصائص ويجرون تدريبات على الصوت والاداء والاسلوب وبعد اجتياز المغني هذه الاختيارات يمكن ان يسمح له بالغناء في مجالسهم الخاصة
وفي الاعياد والمناسبات مثل الاعراس والختان ومن حق الجمهور ان يرفضه او يقبله وقد جاءت (البحة)
من الخصائص والميزات التي تهتم بها هذه المدارس وخاصه المدرسه الغنائيه في ريف الشطرة
(التكسيرات ) في الصوت النقي والقوي ، (والبحة ) مهمه عندهم اذ تشكل في صوت المغني الحنان
والشجن والجذب وخاصة عند النساء لآنها تعبر عن الحزن المستديم عندهن وخاصة في الريف وتتكرر
هذه البحة في بعض اصواتهن في النواح والبكاء على فقد عزيز عليهن او فراق الاهل او في غربتهن
وممارسة الاضطهاد عليهن من قبل الرجل ويتم ذلك عندما يختلين مع انفسهن قرب صديقتهن (الرحى)
التي تكون محببة لهن خاصة في الهزيع من الليل كان هذا في الماضي ، وكثير من المغنين سمعوا هذه المرأة
والبعض ذهب الى اكثر من ذلك حيث سلك طريقتها في الغناء مثل رائد الغناء والشاعر مطشر شليج
(أبو عنيدة ) وداخل حسن سمع تلك النساء أيضآ وسمع البحةعندهن وعلى العموم أصبحت (البحه)
شيئآ مفضل عند محبي الغناء ورواده كما قلنا . وضمن رخامة صوت داخل حسن استخدمها وحلت
بشكل طبيعي واصبح يؤديها دون عناء في المفاصل الادائيه التي يجدها تؤثر في المستمع لآنها جزء من
تكوين صوته، اما المساحة الصوتية الكبيرة في صوت داخل حسن ساعدته على المرونة الكاملة في
التصرف في النغم او الطو ر دون ان توقعه في النشاز والقصور عن ا تممام النغم او المفردة الشعرية
التي يعتني باخراجها غنائيآ ويقدمها بنغمة جميلة تترجم احساس الشاعر واحساس المستمع معآ .
هذا ما حصل عليه داخل حسن من كل مدارس الغناء في الشطره ومجالسها الغنائية ومن عموم الغناء
في الجنوب … وخاصه استاذه محبوب الذي رافقه في رحلته الطويلة وهناك عادات وتقاليد ورثها
ساعدته في ارتقاء قمة الغناء .. منها التمسك بزيه الشعبي الكامل الذي ورثه من المغنين الاوائل الذين
يغنون بكامل قيافتهم خاصة وضع العقال والكوفية وكان الكثير لا يبدي حركات زائده اثناء غنائه
مما تضيف للمغني وقارا واحتراما وهي من تقاليد الجلسات الخاصة الغنائية .
وهناك (مسك المسبحة ) التي تقضي التقاليد باعطائها الى المغني تكريما له وأيذانآ ببدء وصلته الغنائية
فيبدأ المغني بتقليب المسببحة بين يديه ويقول بعض المغنين انها تساعد على تصعيد الهم الغنائي الداخلي
والارتكاز عليها في اداء الغناء جملة جملة وهي حالة نفسية عند بعض المغنين ولكن أصبحت تقليدآ
فلكلوريآ وجميلآ وخاصة عند داخل حسن والذي باتت تميزه عن الاخرين .
لقد مر داخل حسن خلال مسيرته الفنية بمراحل عديدة وبيانات اثرت في حياته وكونت منه مطربآ لا
يجارى واميرا للطرب الى اخر ايامه وهذه البيئات هي :
البييئة الاول :بيئة رعي الابقار لأهله وهو ابن الثامنة ، لقد تأثر داخل حسن بهذه البيئة الريفية مثل زميله
حضيري ابو عزيز ، لقدسمع الطور الشطراوي الجديد من جماعة المدرسة الغنائية الريفيه في الشطرة عندما
انتشر في القرى المحيطة بهذه القرية التي ولد فيها الطور الشطراوي ومن هذه القرى القرية التي يسكنها
داخل حسن (قرية دار الشط ) من قرى مدينة الشطرة سمع اداء الرعاة لهذا الطور وسمع المسافرين الراجلين والسائرين من القرية ألى المدينة وبالعكس وهم يغنون هذا الغناء لقطع المسافات الطويلة وطرد السأم خلال السير وهذه البيئة مكنا طبيعيا مفتوحا لتدريب أي شاب يمتلك صوت ويريد ان يجرب صوته وحضه في الغناء وكم مره كان داخل حسن يستوقف المغنين ليسألهم عن هذا الغناء .
ان هذه البيئة نستطيع ان نسميها مرحلة التدريب والاستعداد على تدريب الصوت والسيطرة عليه .
المرحلة الثانية : البيئه التي اخذ يتردد عليها داخل حسن وعمره اثنتا عشر سنه وهي القرية المجاورة
الشطرة قرية (السادة العبد الصاحب) والتي كان يسكنها محبوب العبد واخوه نيتي كانت هذه القرية
تعج بالغناء ليل ونهار بواسطة محبوب وكان داخل يحضر هذا الغناء وكذلك حضيري ابو عزيز قاصدا
أليها من قرية الصراخب القرية لها وعندما بلغ داخل حسن سن الرشد اخذ يرا فق محبوب الى
مدينة الشطرة ويراقبه مراقبة دقيقة عندما يغني في الحفلات وكيف يؤدي الغناء بدءا من تحرير الطور
الى الذروة ثم التسليم ولاحظ تأثير محبوب في كل جمله غنائية وكيف كان يعطي لكل بيت أبوذية صورة
خاصة تخاطب عقل الجمهور ووجدانه بذلك كان يترجم احاسيس الجمهور ويكسبه الى جانبه والى قائل البيت ولاحظ صوت محبوب القوي الذي يسطر به على اسماع المتفرجين ويوصله بكل دقه وعذوبة وسهوله اليهم ، واطلع على السكتات التي كان يفعلها محبوب وأخيرا اطلع على البستة وكيف يؤديها بلحن جميل يدغدغ المشاعر ويؤجج حماس المتفرجين كل هذا كان داخل حسن يستلهمه بوعي كامل .
المرحلة الثالثة : بيئة اصلاح السفن في الشطرة والمدن الاخرى هذه البيئة من اخصب البيئات التي مر بها داخل حسن وابرزته كمغني تعرف عليه الجمهور لقد كان يعمل في اصلاح السفن في الشطرة وصديقه المغني المشهور في هذا الجو قرب النهر كان داخل وكاطع يعملان داخل الخيمةالتي وضعها على الزورق
ولا تسمع منهما الا التناوب في الغناء وكم مرة تجمع المار قريبا منهما لسماع هذا الغناء الساحر الجميل
الذي تتخلله البستات الجميلة والتي تتوافق مع ضربات مطرقة (الكلفات) وكان لتجمع النساء على ضفاف النهر (بحجة) غسل الاواني وجلب الماء ،له حيز كبير في احتفالية العمل هذه .. لكلا الرجلين بحة
صوته تجمل غنائه وتزيده عذوبة ..لقد استمر في أصلاح السفن في الناصرية وفي سوق الشيوخ وفي القلعة
والرفاعي ثم يعود الى مدينته الشطرة الام واستدام هذا الوفاق الى اواخر العشرينات بعدها ودع داخل
صديقه كاطع ال مغني لينخرط في سلك الشرطة سنة 1927لكن كاطع بقى عشقه الى الزورق صميمآ
واصبح الزورق جزء منه عندما تحوله من اصلاح السفن الى نقل المسافرين بزورقه من الشطرة الى الدواية
عن طريق (الهور) الذي كان يغمر هذه المنطقة انذاك .
المرحلة الرابعة : الانطلاق نحو المجد والتربع على عرش الغناء الريفي كمطرب رائد كبير يمتلك اسلوب في الغناء متفردا واصبح مدرسه لكل البذين يريدون معرفة الاصالة والغناء الريفي على اصولة الصحيحة لقد
مهدت له الاحتفالات التي كان يغني فيها مع حضري ابو عزيز والتي تقيمها مديرية الشرطة مهدت الطريق للصعود .. فها هي شركات التسجيل تهرع أليه لتسجيل اغانية فنجد شركة نعيم في عام 1934
سجلت له عدد من الاسطوانات ، وعند افتتاح دار ألاذعه العراقيه في عام 1936 نراه يسارع ويدخل دار الاذاعه وخصصت له الاذاعه يوما عدد من الاسطوانات شركة (سودا ) للاسطوانات وشركة (كولمبيا ) عام 1945 وشركة (جقمامجي) عام 1956وقد بلغ رصيده من الاغاني (137 ) .
داخل حسن وام كلثوم : التقى داخل مع كوكب الشرق في حلب اثناء تسجيل الاسطوانات و اعجبت
بصوته كثيرا ودعته الى القاهرة ليغني هناك ومن صفاته انه سريع البديهية قال لها ( يا ست الله
ايخليج انه في بغداد كو امدرج لهجتي بالله تريديني اغني بالقاهرة اشلون ادبره وياهم ) فضحكت
ام كلثوم وقدمت له هدية عبارة عن قطعة الملابس الى زوجته العلوية ومعها شال احتفظت به
الى ان توفيت . وفي عام 1948 يشارك داخل حسن في التظاهره التي تندد بتقسيم فلسطين ويرفعه
الجمهور ليغني اغنيته المشهوره ( انا العربي تعرفوني ) وعلى اثر ذلك فصل من دار الاذاعة وبعد ثلاثة
اشهر يتوسط له محبو غنائه ويخرج من السجن ويعاد الى دار الاذاعه وفي عام 1978 يحال الى التقاعد
ويرجع الى الناصرية التي تحوله اليها من الشطرة لكنه بقى علما من اعلام الغناء العراقي الاصيل في العراق
وفي الاقطار العربية الذي اصبح بها سفير الاغنية العراقية في عام 1902 كانت ولادته في قرى مدينة
الشطره وفي عام 1985 ودع الدنيا بعد اخر لقاء له وجها لوجه مع ابناء مدينة الناصرية ووفاء له قمت
بكتابة الفيلم التسجيلي (الطائر الذي حلق عاليا) من اخراج عبد الجبار الصغير هذا الفلم الذي يتحدث
عن حياته وبعد ذلك كتبت مسلسل كاملا من خمسة عشر حلقه عن حياتة ايضآ سوف يرى النور
ان شاء الله قريبا .



#حسين_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم عبد الكريم قاسم/وامنجز الأبداعي للفن التشكيلي
- ايمان ادهم/واستلهام التراث الأسلامي
- خيول فائق حسن اليتيمة
- خاد الجادر/ الطائر المهاجر وصاحب الرؤيا التعبيرية الغنائية
- الحسين ثائرا والحسين شهيدا
- اورحكاية الزمن الخالدة
- اور حكاية الزمن الخالدة
- جذورالفن السومري /القسم الرابع /النحت بين شرعية الريادة والأ ...
- جذور الفن السومري / تماثيل كوديا تحتل مكانتها بين فنون العال ...
- شاكر حسن ال سعيد / احد رواد الحركة التشكيلية والمنظر لها
- جذور الفن السومري /الملكة (بو- آبي ) (شبعاد )/وفنانو والأدوا ...
- خيول فائق حسن اليتيمة
- مقهى عزران البدري / ظاهرة الأدب في الناصرية
- فتشها المخبرون
- خالد الجادر الطائر المهاجر وصاحب التعبير الغنائي
- جذورالفن السومري


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهلالي - اصالة تراثنا الغنائي /داخل حسن مثالا