أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نزار عبد الاخوة التميمي - على هامش الذكريات














المزيد.....

على هامش الذكريات


نزار عبد الاخوة التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:09
المحور: سيرة ذاتية
    


اخذت الكتاب وبدأت اقرأ صفحاته واستوقفتني ذكريات جميلة وحزينة في نفس الوقت اخذتني بعيداَ عن عالمي الرتيب والممل وذهبت الى والدي ( رحمه الله) عندما كان يجلس معنا في كل يوم خميس من كل اسبوع ويقرأ علينا من كتبه ومؤلفاته ومن بقية الكتب الفلسفية والعلمية والاجتماعية التي يمتلكها ويبدأ النقاش بفحوى احدى هذه الكتب لساعات متأخرة من الليل وننهل من منهله الطيب والغزير الكثير من المعلومات القيمة التي جعلتنا نجلس مع المثقفين ونتحدث معهم بلغة مشتركة وواعية وجعلتنا نميز بين الصواب والخطأ وبين الجيد والردئ, هكذا كان والدي يثقفنا ويحرص علينا في ان نواكب التغيرات السريعة في الحياة ويقتل الملل لدينا, اما الآن فقد ذهب والدي الى دار حقه كما يقال ولكن ذهب وهو في قمة عطاءه ذهب ونحن لازلنا كأولاد وكبلد بأمس الحاجة اليه ذهب ليترك لنا مكتبة وكتب من تأليفه تصلح لان تربي اجيال واجيال.
كان رجل طيب القلب دمث الاخلاق يحترمه المسؤول والبسيط في مجتمعه ينتقد السلطان ويدافع عن المظلومين, لايريد ان يكون مسؤولاَ كبيرا وهو اهل لذلك لكي لا يشعر في يوم من الايام بتقصير اتجاه شعبه وبلده.
اعتُقل والدي عدة مرات كان آخرها في يوم الخميس الموافق 4/2/1993 حيث كان مسؤول عن تنظيم سري (تجمع سياسي ديمقراطي ليبرالي علماني) فقدنا اخبار والدي لمدة ستة اشهر حيث كان تحت اقبية المخابرات المظلمة ولكنه كان شجاعا وجريئا بوجه الجلاد ومبدئيا مدافعا عن قضيته واتذكر عندما سألته بعد ان خرج من السجن في يوم 27/3/1995 عندما كان في الزنزانة هل دعوت ربك لكي يخرجك من محنتك بامس الحاجة لعائلتك وكذلك الحال بالنسبة لعائلتك اجابني قائلا ( ان الشيء الوحيد الذي يخرجني من زنزانتي هو افادتي اما المحقق وقناعة القاضي بهذه الافادة فاذا كان مقتنعا بها اخرجني واذا لم يقتنع بالافادة اطلق حكمه عليّ بالاعدام او اي حكم آخر ولايستطيع الله ان ينقذني من محنتي هذه) ثم سألته مرة ثانية هل ستعود الى العمل السياسي بعد ان ذقت الويل من تعذيب المخابرات والسجن لمدة سنتين وشهر قال لي (لا ارغب في العمل السياسي في الوقت الراهن واتفرغ لعائلتي الجميلة ولعملي لان العمل السياسي هو غباء في ظل حكم الدكتاتور صدام) ثم سألته وبعد ان ينتهي نظام البعث هل ستعود الى العمل السياسي رد عليّ (بالطبع ٍساعاود العمل لاني ولدت في مجتمع وتربيت على ايدي اعظم السياسيين) قلت له ومن هم هؤلاء السياسيين, ابتسم بفخر وجاوبني (عندما سجُنت في عام 1963 وكان عمري آنذاك 17 سنة وكنت اصغر سجين سياسي في ذلك الوقت وكان معي في السجن (مظفر النواب و محمد حديد وابراهيم كبة والفريد سمعان) وغيرهم من العمالقة فهذه هي المدرسة التي ربتني على السياسة وعلى المبدئية), كانت محادثتي هذه مع والدي رحمه الله في عام 1996, ثم عدت بسؤالي ماهو النظام او الحكم الذي هو اسوء من نظام البعث او صدام اجابني وعلى وجهه نظرة قلق معينة وتأوه لم افهمها في حينها قائلا (ان النظام الذي هو اسوء من هذا الحكم هو النظام الديني اي ان يأتوا رجال الدين ويحكموا بلدنا عندها سيتم تقسيم البلد طائفياَ وسيكون العلمانيون تحت وطأة هؤلاء الجلادين ويستغلون الدين لتحقيق مآربهم واهدافهم التي ستطيح بالبلد وتجعله من البلدان المتخلفة وتجعل شعبه يعاني من الخلافات الشخصية لرجال الدين وللحكام, ثم سكت قليلا وقال لي في هذه الحال اذا لاسامح الله واتوا رجال الدين ليحكموا هذا البلد عندها افكر بترك البلد واهجره) وفعلا كان تنبؤ والدي بالحكم وترك البلد في عام 2006 الى احدى البلدان الاوربية ليعاني هول الغربة التعيسة ويقاسي آلام الفراق والبعد عن العائلة والوطن وعن الاصدقاء والاحبة ليفارق الحياة وحيدا مع حاسوبه الوحيد الذي يقرأ يوميا عن طريقه في الانترنت وينشر مقالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية, رحل عن الحياة في عز عطاءه ونشاطاته رحل ولم يودع عائلته ووطنه الذين كانا ينتظرانه رحل في يوم (عيد الحب) يوم 14/2/2008


نزار عبد الاخوة التميمي





#نزار_عبد_الاخوة_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى متى هذه المهازل ؟؟
- من قصائد الاستاذ الراحل عبد الاخوة التميمي قصيدة ( الممنوعات ...
- من قصائد الاستاذ الراحل عبد الاخوة التميمي قصيدة ( حوار بين ...
- من قصائد الراحل عبد الاخوة التميمي .. قصيدة ( يا رفيجة درب )
- من قصائد الراحل عبد الاخوة التميمي
- ارامل في زمن الديمقراطية


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نزار عبد الاخوة التميمي - على هامش الذكريات