أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيون..(3)














المزيد.....

منفيون..(3)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 05:36
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
منفيون من جنة الشيطان (3)
فصل الذات

هناك
في منتصف الليل
إذا سمعت صوت الصحون
فلا تحسبنّي جائعاً
وانما
انتحر
على الطريقة الملكية!
عملاً بوصية أبي قراط
فميتة التخمة
أفضل من ميتة الجوع
الآن..
علينا أن نبكي
بما فيه الكفاية
طالما لدينا الوقت والمقدرة
فلن يبكينا أحد من بعدنا
بلداننا عاهرات
وحاكماتنا عوانس
متقرنات في أزقة عصبة الأمم
وفي الدستور الأميركي
مجرد محميات مصونة..
عن الخير والشرّ
فلماذا تخدعنا ياحمورابي
بصورتك التي تصافح الشمس
ومن يومها
لم نرَ غير العبودية
ونير المذلة..
أعطيتَ المرأة حقوقها
والمستأجرَ كرامته
وتركتنا في الجحيم
كيف تكون للمرأة حقوق
وزوجها في الحرب..
وتكون للمستأجر حقوق
وهو في الجيش الشعبي
وتتحدث عن المساواة
فتساوينا في الذلة..
.. أكثر من حكم الربّ
كان حكمك علينا
وأقسى من لعنة السماء
دامت عشرة آلاف سنة
وما تزال يدك ممدودة نحو الشمس
لتحرقنا أكثر وأكثر
في أتون النار
أعد لا ئحة قوانينك
هذه حيث أتت..
وتراجع عن وعودك
بالأمن والسلام..
واقطع من حيث بدأ
تاريخاً لم تعثر به أقدامنا
أقول لك..
تعبنا من علف الكلمات
وتجشؤ الوعود
نريد لغة بلا كلمات
وعهداً بلا وعود
وحياة بلا أكاذيب
عالم بلا استغلال
وموت بلا خرافات
ماذا استفدت حتى الآن
أكثر من جبسك
في صالونات المتاحف
وتقاطعات الشوارع
مثل موديل عاهر
معروض للفرجة
وشعبك..
تتناهبه العفاريت
لن نرسل نساءنا إلى معابدك
وسوف نمسحك من ذاكرة أطفالنا
وسوف نسكر ونسكر
حتى ننسى عهدك المليء بالكذب
يا حمورابي يا ملك بابل
الذي بلبل كل شيء
فوق رؤوسنا
سنضرب على وجوهنا في البرية
ونأكل التراب والشيح
وننام في المغاور والوديان
ونشرب مياه الأمطار
وندفع حياتنا لقمة سائغة
إلى أي حيوان جائع
أفضل من تهلكة حكمك
وترهات حكمتك
وأنت يا إنليل
أيها الإله العجوز المتكاسل
إعمل بجدية أكثر..
لتوسيع مملكة فناءك
بعد أن عجزت مؤخرة الحروب
وكوارث الأمراض والمجاعة
عن القيام بواجباتها
مستفيداً هذه المرة
من خدمات الهايتك الحديثة
لقد مللنا من حياتنا
وقرفنا من جنة الأرض
لعلّنا نجد لديك
شيئاً أفضل من حدائق الملوك
قرفنا يا إنليل
لم نعلم أن حياتنا هذه مسروقة
من جاكتة لص
يطالبنا بها الآخرون
لمخالفتها أنظمة السير
التهمة التي تلاحقنا
بموجبها المحاكم
وتطاردنا الشرطة
ويقتصّنا الحكام..
في البيت.. في المعمل..
في المدينة.. في الجامع..
بين أهلنا أو الغرباء
في البلدان القريبة أو الغريبة
خطى رجل الأمن تدقّ في مسامعنا
قنابل الأميركان تبحث عنا
وسموم بني إسرائيل
وخرافات العجم
سوف أبكي
ما أمكنني ذلك
فلن..
يبكي عليّ أحد
لن يكون لي
أخوة أو إمرأة أو أطفال
وجنازتي
سوف يسحقها الخنازير
حمسين سنة صار عمري
حاولت أن أكون شريفاً ومخلصاً
تعلّمت لأخدم بلدي وشعبي
قبلت أن أجوع وأعرى وأتشرّد
لكي تبقى كلمتي نظيفة
وأكون لائقاً لوطن شريف.!
أول من باعني هو وطني
جنة الشيطان….
وأول من تنكر لي هم أهلي
أصبحت غريباً عن قومي
وغريباً عن كل العالم..
أنا اليوم
غريب حتى عن نفسي
وسحنة وجهي تهمة
ولون شعري وعيوني جريمة
ونزاهتي علامة على تخلف عرقي
البنادق والكلمات والعيون تترصدني..
وحدي أنا الكذبة..
التي ليس لها مكان على الأرض!!…
* * *



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منفيون..(2)
- منفيّون..(1)
- الشاعر والعالم/ راهنية الشعر العراقي
- هادي العلوي و عصرنة (المشاعية)-
- الشخص الثالث في الملحمة
- رسالة إلى اليوم التاسع والعشرين من يونيو
- رسالة إلى أبي
- الذي يأتي من بعدي
- حكاية إسمها -شادي-
- الغائب
- رسالة إلى مؤيد سامي
- آشتي تخرج من الحمام
- (ما أسهلَ الكُرْهَ..!)
- رسالة إلى علي هجام
- الزمن نقطة والانسان دائرة..
- تلك الرائحة..
- قبل أن تبرد!
- رباعيات
- مثلَ عُودٍ يَحترقُ..
- شجرة اصطناعية


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيون..(3)