أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - دراما للتخدير و دراما للتحرير














المزيد.....

دراما للتخدير و دراما للتحرير


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


من خلال متابعتي للدراما العربية و العالمية و إعلام الدول الإسلامية و العربية و ما أشاهده من دراما غربية و أمريكية على وجه الخصوص، وجدت أن الإعلام هو خير مثال و انعكاس لعقلية الشعوب و منطقها و أسلوب عيشها، فمسلسلات "باب الحارة" بأجزائها الثلاث و المسلسلات المصرية مثل "الدالي" و "حدائق الشيطان – الذي عرض في رمضان الماضي" و غيرها، و أفلام محمد سعد – الممثل المصري المشهور – كلها تعكس دورا حكوميا خفيا يقف وراء تشويه الأعمال الفنية، ففي هذه المسلسلات تتركز الفكرة حول نظريات المؤامرة التي يديرها "المحتلون"!! و "عملاء الاستعمار"!! و أن البلاد العربية و الإسلامية تتعرض للغزو العسكري و الثقافي و من خلال هذه الدراما تتكرر عبارات شتم اليهود و الأمريكان و الفرنسيين، و بدلا من أن يستوحي المشاهد العربي و المسلم فكرة واقعية و يشاهد هذه الأعمال بعين الناقد، نجد مجتمعاتنا تنبهر بالقبضايات و الشخصيات المتجهمة و العنفية و تعجب بالمجرم الذي تاب في اللحظة الأخيرة – كما جسد ذلك الممثل جمال سليمان في مسلسل حدائق الشيطان و أحمد ماهر في دور أبو جعفر المنصور في مسلسل أبو حنيفة - من حياته بعد أن أدرك أنه ميت لا محالة، كل هذا يؤكد فشل مجتمعاتنا و سذاجة العقلية الغالبة و هشاشة القيم بل و زيفها.
في المقابل نجد الدراما الأمريكية و مسلسلات "كوسبي"، "أكوردينغ تو جيم"، "جورج لوبيز"، "ماي نام إز إيرل" و "ذا كوج"، هذا عدا الأفلام، نجد كلها تحمل حكايات اجتماعية إنسانية هادفة إلى كشف المضمون الإنساني و علاقات المجتمع و كيفية معالجة مشاكله، و إضافة إلى روعة الأفكار التي تتضمنها الدراما الأمريكية و ما تتضمنه من نزعة إنسانية، فهي ذات حرفية عالية و تخلق لدى المشاهد حسا من الاستنتاجات المنطقية و تعدد وجوه الحقيقة و أن على الإنسان أن يتحاشى الحكم المتسرع على الأشياء و الواقع، هذا كله نتيجة طبيعية للديمقراطية و التعددية الحزبية و الفكرية و الاجتماعية، فالمجتمعات الغربية تتنافس سلميا عبر شرعية "حرية التعبير" لكن مجتمعاتنا المفلسة تتنافس عبر ثقافة "المقاومة" و العنف و نظريات المؤامرة و تصفية الخصوم.
إن الأنظمة التي تروج لهذا النوع من الدراما التي تضيف إلى عقد المجتمع مزيدا من الفايروسات و الجراثيم، هي في حقيقتها أنظمة تعاني عقدة شعور بالنقص تعكس حقيقة كونهم ناقصين فعلا و لكنهم يسيطرون على زمام الأمور، و في هذه المجتمعات الشرقية المتخلفة يبدو لنا الله ذاته – كما يصوره الوعاظ المتاجرون بالدين – مالكا لشرعيته فقط عبر قوته، و ليس لأنه جميل و يحب الجمال، فالواعظ و الملا و رجل الدين يحب أن يشبّه الله بمالك رزقه (السيد الرئيس القائد أو جلالة الملك) أو العكس، أي أن ينعت الزعيم بصفات الله، من هنا نجد أن الأزهر مثلا و من خلال توجيهه الدراما الدينية يقوم بتشويه حقائق تاريخية بحيث تحيل تاريخ الإسلام إلى شيء مناف للواقع التاريخي، فنجد أن أحد المشركين و هو يدخل على النبي نجده مشركا قبيح الوجه ساخطا و ذا حاجبين ضخمين و ما أن يخرج من خيمة النبي حتى نراه شخصا جميلا مبتسما و مبشرا بالخير، و لو كان هذا متعلقا بشخصية أو مشهد لكان هذا نوعا من الإخبار بأن الإسلام دين تسامح، لكنهم يصورونه و كأنه "سحر" لا أكثر و رغم أن النبي يقول: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام" و هو ما ينفي ما سبق، فلم يكن كل ما في الجاهلية قبيحا و لا كان كله شرا و لم يستطع الإسلام قطعا أن يقضي على كثير من صفات السوء التي طبعت مجتمعاتنا و نحن متمسكون بها لحد الآن كعبادة الحكام و العرف القبلي.
تستعين أمم العالم بالفن من تمثيل سينمائي و تلفزيوني و مسرحي لتستلهم شخصيتها و عقلها و حقوقها و حريتها، أما الدراما و الفن عندنا فهو علكة للحكام نحن نمضغها و نعتلكها و نصدق بها و ما فيها من مخدر ينومنا و يمنعنا من الرؤية.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء


المزيد.....




- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - دراما للتخدير و دراما للتحرير