أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - عن الأجيال الشعرية وقضايا أخرى














المزيد.....

عن الأجيال الشعرية وقضايا أخرى


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 04:19
المحور: الادب والفن
    



البحور العربية لا يمكن أن تتهاوى او تُزال بجرَّة قلمٍ من أناسٍ لا يدركون أسرارَها العميقة تماماً ولا يفقهون بالتالي أسرار اللغة العربية , والمبدع الحقيقي هو مَن يكتب للتأريخ .
وأودُّ أن أوضِّحَ أمراً أراه مهمَّاً وعلى صلةٍ بهذا الموضوع ألا وهو مصطلح الأجيال فما يُقلقُ الكثيرَ من شعراء اليوم او المحسوبين على الشعر ليس الإبداعَ وإنما كيفية العثور على سبيلٍ للإنتساب الى الشعراء الرُوّاد وكأنها تميمةٌ تحفظ حامليها من مخاطر السقوط في مهاوي النسيان ومن هنا كان الإقتتال المُخْجِل بين العديد من القبائل وظهرتْ بشكلٍ لافت ٍ للنظر ( أنطولوجيات ) كثيرة للشعر العراقي والعربي تدعوك الى التهكُّم من شدَّة تباينها بل وتناقضها وإلصاقِ أشباحٍ لا تملك حتى أُولى مستلزمات الكتابة الشعرية كالإحاطة بالعروض والتمكُّن من اللغة والنحو وقبل هذا وبعدهِ تنمُّ عن انعدام الموهبة , والأكثر إستغراباً أنّ العديد من واضعي هذه الأنطولوجيات هم ليسوا بشعراءَ أصلاً ومع هذا تطلُّ عليك أسماؤهم من داخل هذه الإضمامة الجهنمية وتُتَرجَم نماذجُ من) أشعارهم ) الى اللغات الأخرى بل وبعضهم يكتبون بلُغاتٍ أجنبيةٍ ما يظنونه شعراً بينما هم لا يعرفون كتابة الشعر بلغتهم الأُمّ !
فأية إساءةٍ تُقدَّم الى الشعر العربي ووجههِ الناصع حينما تُقدَّمُ هذه التفاهة الى القاريء الأجنبي من خلال حشدٍ من الإمَّعات باعتبارها خلاصةً للشعر العربي الحديث .
إنَّ الشاعر الحقيقي يرفض أن ( يُبَوَّب ( أضِفْ الى ذلك أنَّ هؤلاء منذ البدء كانت لهم منابرهم الصحفية المقتصرة على مجموعة لا تتبدَّل ولا تتحوَّل إلاّ بقدر ما يتطلَّبه المزاج .
وعودةً الى مصطلح الأجيال أقول :
في الميثولوجيا الشعبية هناك حكايةٌ او حادثة طريفة تُنسَب الى فرعون وبعضهم ينسبها الى الإسكندر الكبير , تقول الحكاية أنّ فرعون على جبروتهِ قتَلَتْهُ بعوضةٌ او ذبابة إذْ أنها دخلتْ أذنَهُ فَحُشِرَتْ هناك فلم يستطع هو ولا أطبّاؤه ولا سَحَرَتُهُ إخراجَها فكان طنينُها المتواصل في رأسهِ يمنعهُ من الإستقرار في مكانٍ واحدٍ وفي الختام طلَبَ من أتباعهِ أنْ يستمروا في الضرب على رأسهِ بقبضاتهم وأحياناً بالعصيِّ وغيرها ففي تلك الحالة فقط كان يحسُّ بالهدوء والراحة !
ولكنْ رغم ذلك لم ينفعهُ هذا العلاج طويلاً فمات , والقاتل ذُبابة !
وواضحٌ أنَّ في هذه الحكاية دعوة الى عدم الإغترار والتعالي ولكني وجدتُ فيها مغزىً آخر إذْ أنَّ البحث غير المنقطع عن ) شُرْكةٍ ( مع أصحاب الحداثة الأوائل كانَ وما يزالُ يطنُّ في آذانِ العديدين من الذين جاءوا مباشرة بعد جيل السياب فأمامي كتابان يتحدَّثان
عن الدور) الريادي ) لمؤِّلِفَي الكتابيَن ناهيكَ عن مقالاتهما السابقة في بعض المجلات وشبكة الإنترنيت وبما أنهما وجدا أنَّ حُجَجَهُما ليست كافية فقد بدأت هجماتهما على السياب واتهامهما قصائدَهُ بالركاكة والسذاجة والثرثرة ! الخ ...
وبعيداً عن قيمة قصائد هذا الشاعر من الوجهة الفنية و) الفكرية ) ولكن ماذا يريدون أن يقولوا لنا بمحاولتهم النيَلَ من هذا الشاعر او إدِّعائِهم مشاركتَهُ الريادة ؟
بل وأكثر من هذا أنهم حينما اكتشفوا أنَّ السياب ونازك وغيرهما باتوا حقيقة تأريخية حُدِّدتْ أبعادُها عمدوا الى مصطلح الأجيال فصرنا نسمع بشعراء ستينيين وآخرين سبعينيين وغيرهم ثمانيين وهكذا , بينما واقعُ الحال يقول : إنَّ هذه التسميات وهمية وبائسة قد تنفع مَن يريد أنْ يطَّلع على الراهن الشعري اليوم أمّا من حيث قيمتها المستقبلية فلا أعتقد أنَّ أحداً بعد الف عامٍ – هذا إذا بقينا على قيد الحياة فعلاً كشعبٍ عربيٍّ ودولٍ لها ملامحُ محدَّدةٌ على خارطة العالم السياسية والحضارية – أقول : لا أعتقدُ , مهما تخيَّلتُ أنَّ أحداً سيجلس بعد الف عامٍ ويقول : أحبُّ أن أقرأ لشاعرٍ ستّيني او سبعيني !
ولكننا نرى أنَّ جيلنا الحالي عاش ويعيش مرحلة انتقالية حاسمة في تأريخ التطور البشري وعلى الكثير من الصُّعَد العلمي منها والسياسي والثقافي بمعناه العام , ومن المفاصل ذات الأهمية او الدلالة التأريخية في هذه المرحلة مثلاً انهيار الإتحاد السوفيتي السابق والسيطرة على العالم اليكترونياً وغيرهما وأمّا عراقياً ونوعاً ما عربياً وإقليمياً فظهور نظام صدّام وحروبهِ الداخليةِ والخارجية ومن ثمّ شَنقهِ لاحقاً , كلُّ هذه الأحداث وسواها جاءتْ مؤطَّرةً زمنيّاً بدخول العالم قرناً جديداً بل وأكثر من هذا انتقالهُ من الفيِّةٍ الى أخرى ,
وعليه فالعالَم اذا أراد أن يُخلِّدَ عظماءَهُ من هذا العصر أدباءَ وعلماءَ ومفكِّرين - والعظماء قلائلُ دائماً - فقد يقول عن أحدهم : هذا عالِم مخضرم وهذا شاعر مخضرم وهكذا ولا يقول : سبعيني او ثمانيني !
وبناءاً على هذا , أين تقف حكاية الأجيال الشعرية اليوم ؟ إنها بلا ريبٍ خداعٌ
لذا فمِن المُستحسَن التخلُّصُ من هذا الطنين فالطِّبابةُ قد تطوَّرتْ كثيراً في عصرنا هذا بحيث لا يصعب عليها إخراج هذه الذبابة بمهارةٍ وبالتالي لا يحتاج مَن دخلَتْ أذنَهُ الى الضرب بالعصيّ !
ومن مظاهر هذا الطنين أيضاً أنّ الجيل الستيني ينظر بغطرسة الى الجيل السبعيني ونفس الأمر مع السبعيني في نظره الى الجيل الثمانيني !
والآن وقد أصبحتْ تقنية الإنترنيت في متناول الكثير من البشر وأصبح المؤلِّف مؤلِّفاً وناشراً في ذات الوقت , عليّ أن أنوِّه الى أنَّ الإمكانات الكبيرة التي يقدِّمها الإنترنيت
هي من جانبٍ ثانٍ نقمةٌ على الكثيرين من مُحَرِّري المجلات المطبوعة التي تُعنى بالشعر والأدب والتي بعضها لا يزال يصدر وإلاّ فكيف بإمكانهم التلاعبُ بأعصاب الكاتب بعد اليوم ؟

----------------
كولونيا
[email protected]



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليَّ بكِ !
- الهوية وخدودُ الأجنبية !
- شذاها الحار كالتنّور !
- أهوارٌ على الدانوب !
- دعوة الى مالك الحزين !
- شهرةُ الكاتب بوصفِها فضيحةً لا مجداً !
- نيسان ام نسيان !؟
- رأسُ الفتنةِ انا !
- والهواءُ عُشُّ السُّنونو !
- مهرجاناتٌ سِريّة ! - وخطوط ٌذات صلة -
- حقائق صغيرة كحِذاء طفل
- أستميحك ورداً
- بُرج البُراق
- أحزانٌ لونية
- النهرُ الأوَّل قبل الميلاد
- مِن خمريات العامري
- ....... ومَع الحُبارى
- نَصان قصيران
- طائرٌ يسبقُهُ جناحاه
- أضلع الطريق


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - عن الأجيال الشعرية وقضايا أخرى