أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - باب التجيك منه الريح.....سده واستريح















المزيد.....

باب التجيك منه الريح.....سده واستريح


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مثل عراقي قديم أثبتت الحياة صحته في كثير من المواقف التي يمر بها الإنسان في حياته . أما ألأيام الأخيرة التي مرت على وطننا الذي أُبتلي بكل ما هو سيئ في هذه الدنيا ، وكأنه خُلق لهذه المآسي ، فقد أثبتت صحة هذا المثل مرة أخرى بشكل ينطبق معه شكلاُ ومضموناً من خلال تعرض الوطن إلى عواصف ترابية هوجاء عطلت الحياة الطبيعية في كثير من المواقع التي حلت بها بالإضافة إلى ما خلفته وما ستخلفه من آثار صحية على كثير من المواطنين الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي .

هذه المشكلة التي عانى ويعاني منها وطننا اليوم وسيظل يعاني منها دوماً على مدى الدهور لها علاقة كبيرة بالخصائص البيئية والجغرافية والمناخية للعراق ووقوعه ضمن منطقة جغرافية تتعرض إلى مثل هذه التقلبات الجوية . إلا انه ليس من الصعوبة تغيير هذا القدر ، إذا ما توفرت المساعي الصادقة حقاً لتغييره. لقد تطور العلم وإمكانياته التكنولوجية في هذا العصر إلى الحد الذي جعل هذه المشكلة ،التي عانت منها كثير من الشعوب سابقاً وتخلصت منها الآن، مشكلة يسيرة الحل ، خاصة في وطننا الذي تتوفر فيه جميع الإمكانيات لحلها.

السبب العلمي لمثل هذه العواصف الترابية ، كما يفهمه المختصون ، هو إختلال مناطق الضغط الجوي الذي يدفع بالرياح إلى التحرك بشدة نحو مناطق الضغط الواطئ . وذا كان إتجاه الرياح يسيرعبر مناطق صحراوية او ترابية فإنه سيحمل معه الكثير من هذه المكونات إلى المناطق التي يكتسحها . ولحل هذه المشكلة يمكن نظرياً التفكير بطريقتين . الطريقة الأولى هي مكافحة التصحر بشكل عام والطريقة الثانية هي اللجوء إلى الحل الذي يُركز على هذه المشكلة بالذات من خلال إنشاء مصدات الرياح . إن مشكلة مكافحة التصحر مشكلة عالمية تشغل بال كثير من الدول والشعوب التي لا تستطيع التغلب عليها بمفردها لكثير من الأسباب التي لا مجال لتناولها الآن ضمن هذا الموضوع الذي نرغب ان نركز فيه على إنشاء مصدات الرياح كحل لمواجهة العواصف الرملية التي يتعرض لها وطننا بين الحين والحين ، وهذا الحل هو الأسرع والأكثر عملية مقارنة بالحل الأول .

لقد كان مشروع الحزام ألأخضر حول مدينة بغداد مطروحاً منذ خمسينات القرن الماضي . إلا ان الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد لم تفكر بإنجاز هذا المشروع ، رغم توفر الكادر العلمي لإنجازه حتى في ذلك الوقت ، إذ لم تشكل المعطيات التقنية أي سبب يحول دون تحقيقه . إن السبب الأساسي لعدم تنفيذ مشروع كهذا هو عدم توفر النية الصادقة والعزيمة المخلصة لإنجاز مشروع حيوي ومهم كهذا . لذلك كانت التبريرات تتجه دوماً نحو التكاليف ألإقتصادية الباهضة التي لا يمكن توفيرها لهذا الغرض . ولو أستعرضنا البذخ المالي الغير مسؤول الذي مارسته الحكومات المختلفة سواءً بتوجهها نحو التسليح أو نحو المشاريع الفاشلة أو بسبب الصرف العشوائي الذي إرتبط بتبذير المال العام بشكل كبير جداً ، لأدركنا سبب هذه الحجة الواهية التي تجعل من مشروع كهذا ليس بالأهمية التي يستحقها فعلاً .

واليوم ونحن نتغنى بالعراق الجديد الذي يحكمه أبناؤه ، حسب المصادر الرسمية التي تسمي طبيعة حكمها ، فإننا نأمل أن يخصص بعض ما يُسرق من واردات النفط ، حيث أعلنت كثير من الإحصائيات العالمية ان حجم سرقة واردات البترول العراقي تُعد بالملياردات . أو بعض ما يُصرف على كثير من مؤسسات الدولة التي لا (تحل ولا تربط ) . أو مكافحة الفساد الإداري والرشاوي التي أصبحت السمة الملازمة في التعيينات والإيفادات وإنجاز المعاملات وكثير من الواوات الأخرى . ولا نريد الإسهاب بتعداد " فضائل " المحاصصات الطائفية التي يمارسها حكام اليوم على مختلف أزياءهم وانتماءاتهم وطوائفهم ، بل نقول لو تجري إلتفاتة بسيطة إلى إحياء مشروع الحزام الأخضر حول بغداد ومصدات الرياح في المناطق الأخرى من الوطن التي تتعرض إلى مثل هذه الكوارث البيئية التي أصبحت في متناول العلم الحديث وتخضع لسيطرته ، لو يتم ذلك فعلاً في هذا العهد ليحقق فعلاً ما عجز الآخرون عن تحقيقه لأصبح العهد الذي يُشار له على مر التاريخ والذي يؤكد قولة الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري :

لآت بما لم تستطعه الأوائل ........

توجد في وطننا الكثير الكثير من الطاقات الفنية التي تستطيع إنجاز مشروعي الحزام الأخضر حول بغداد ومصدات الرياح في مناطق أخرى من الوطن، وبدون الإعتماد على أية مساعدات خارجية. المهم في الأمر هو توفر النية الصادقة وتخصيص المبالغ اللازمة . فخطط التنفيذ الفنية يستطيع وضعها المهندسون الزراعيون العراقيون وكل ذوي الإختصاص البيئي والزراعي . والنباتات التي ستستعمل في تنفيذ هذين المشروعين يمكن إنتاجها محلياً سواءً في المشاتل المتوفرة حالياً أو في مشاتل خاصة تُنشأ لهذ الغرض أساساً , وهذا ليس بالأمر العسير نهائياً . والأيدي العاملة التي سنتفذ ذلك متوفرة في العراق بشكل يفوق الحاجة ، إذ لا يترتب على ذلك وجود قوى عاملة فنية ، بل مراقبة فنية لتوجيه العمل اليدوي الذي يتعلق بزراعة النباتات وطرق العناية بها بعد الزراعة . وإذا ما تم الإتزام الجدي بتنفيذ هذه المشاريع ومن ثم الإستمرار برعايتها فإن التكاليف ستنخفض بمرور الزمن وتصبح القدرة على حماية بغداد والمناطق التي ستُنشأ عليها مصدات الرياح لا تُقدر بثمن ، هذا بالإضافة إلى إمكانية إستخدام المناطق المحمية من الرياح لتوسيع المناطق الزراعية وتحسين نوعية وكمية الإنتاج الزراعي .

إن إنجاز هذا المشروع سيكون مردوده للوطن عموماً . وليدرك القائمون على امور البلاد والعباد اليوم أن الرياح العاتية القادمة ، لا سامح الله ، هي أذكى منهم كثيراً ، إذ انها ليست طائفية في إختيارها ، وليست مذهبية في تدميرها ، وليست عشائرية في عصفها ، وليست قومية في وقوعها ، فهي لا تفرق بين الأخضر واليابس . فهل تستوعب عقول السيدات والسادة الحاكمين مدى الأضرار التي ستسببها مثل هذه الكوارث على مدى الأجيال وعلى كافة المستويات ...؟ إن الخيار متروك لكم سيداتي وسادتي إن اردتم دخول التاريخ من هذا الباب الوطني أو لا .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والإرهاب
- دور المثقف العراقي في مواجهة الطائفية
- مهرجان نادي الرافدين الثقافي في برلين
- اهازيج الشارع العراقي اليوم
- يا اهل العراق....هل انتم مؤمنون حقاً...؟ فالمؤمن لا يُلدغ من ...
- دروس تموز
- مدينة الثورة ....الإنجاز المسروق
- القضية الكوردية وإشكالات المسيرة 2/2
- القضية الكوردية وإشكالات المسيرة 1/2
- أصحوة أم كبوة....؟
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....3/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....2/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل....1/3
- هوس التكفير في عقول أعداء التفكير
- ألقصف التركي لقرى جبل قنديل له ما يبرره....!!!!!
- سعي الرأسمالية لعولمة العمل بعد عولمة رأس المال
- لقد أهنتَ الشهداء قبل ألأحياء....يا سيادة الرئيس
- لماذا إمتنع السيد ألسيستاني عن ألإفتاء في هذا ألأمر.....؟
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - باب التجيك منه الريح.....سده واستريح