أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق إطيمش - أصحوة أم كبوة....؟















المزيد.....

أصحوة أم كبوة....؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما تعودناه من القناة الفضائية المُروجة للإرهاب وإعلام الإرهابيين ، قناة الجزيرة ، هو ذلك الإصرار اللامحدود على الدفاع عن البعثفاشية ونظامها المنهار بالعراق سواءً كان ذلك اثناء وجود النظام أو حتى بعد سقوطه المشين. لقد تجلى هذا الإنحياز ، وبشكل خاص ، لشخص قائد النظام الجرذ المقبور مراراً وتكراراً في المرحلة التي بذل فيها مختلف ممثلو المعارضة للنظام البعثفاشي آنذاك اعطاء الأعراب ومصادر إعلامهم المسموعة والمقروءة والمرئية صورة ولو مبسطة عن الجرائم التي يرتكبها هذا النظام وقائده الدكتاتور المقيت وحزبه الفاشي بحق الشعب العراقي من خلال الإعدامات والمجازر الجماعية والملاحقات والسجون والتغييب والإنتهاكات والإعتداءات الخلقية على العوائل وكل ما يمكن ان يتصوره المرء من وسائل القمع والإبادة الفردية والجماعية ، إضافة إلى سلسلة الحروب الداخلية والخارجية التي اوصلت العراق ، ذلك البلد العريق الحضارة والغني بكل شيئ ، إلى آخر مرحلة من مراحل التخلف الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والفكري , وذلك حسب الدراسات التي قامت بها في كل هذه الشؤون منظمات دولية محايدة . لم يرغب القائمون على قناة الجزيرة حتى سماع مثل هذه الحقائق التي عاشها العراقيون تحت حكم البعث والتي كانوا يصورونها وكأنها مفبركة من المعارضة العراقية آنذاك . وربما نستطيع ان نتفهم بعض الشيئ عدم تصديقهم مثل هذه الجرائم البشعة التي مارسها البعثيون في العراق ، وذلك لسبب بسيط جداً إلا وهو ان جرائماً كهذه لا يمكن ان يقوم بها انسان او حزب سوي يمتلك ولو مثقال ذرة من الخُلق والإنسانية ، ناهيك عن المبادئ السياسية التي كانت ترددها ابواق البعثفاشية السوداء . وعند ذاك يمكن ان يلجأ المرء إلى السكوت على الأقل إن لم يستطع ان يقف ضد هذه الإنتهاكات ، وذلك اضعف الإيمان كما يقال . إلا ان هذا التفهم سيتوقف تماماً حينما يتبارى مثل هؤلاء الإعلاميون في قناة الجزيرة الى الدفاع عن المخططين والمنفذين لهذه الجرائم بحق الشعب العراقي بالدرجة الأولى وبحق بعض شعوب المنطقة بالدرجة الثانية . وقد لاحظ العراقيون جميعاً كيف وقفت قناة الجزيرة مع الإرهاب والإرهابيين بعد سقوط البعثفاشية وكيف سعت وبكل نشاط إلى الثأر من الشعب العراقي من خلال ترويج الدعاية للإرهاب تحت شعارات " مقاومة الإحتلال " ولم يعملوا شيئاً تجاه مصدر الإحتلال الذي يقبعون هم تحت حمايته من قبل اكبر قاعدة عسكرية امريكية في قطر مركز قناة الجزيرة هذه . لقد ساهمت هذه القناة وبتخطيط ودراية بقتل الآلاف من اهلنا من قبل المنظمات الإرهابية التي ظلت قناة الجزيرة المطبلة لها في مختلف المحافل التي تتحرك فيها . وحتى بعد إعدام الطاغية شاهد العالم اجمع كيف إتشحت هذه القناة بالسواد لأيام عدة بعد تنفيذ حكم الشعب العادل بمثلهم الأعلى ، بمجرم العصرالجرذ المقبور .
كل هذه الصور لا تزال عالقة بافكار العراقيين ولا يمكن ان تُنسى او ينهال عليها تراب الزمن مهما طال . كما لا يمكن ان تعمل قناة الجزيرة على التهاون معها او ملافاة نتائجها باتباع اسلوب المرواغة والخداع ومحاولة التكفير عن جرائم كهذه باستحداث برامج تستضيف فيها بعض البعثفاشيين القدامى الذين عملوا مع جرذهم الأكبر على تخطيط وتنفيذ هذه الجرائم بحق الشعب العراقي ، وربما هرب البعض منهم بعد ان شعر في الوقت المناسب بقرب إنهاء خدماته ألإجرامية التي يترتب عليها إنهاء حياته وحياة عائلته واقرباءه ، حسب النظرية التي كان نظام الديكتاتورية المقبور يقوم عليها. قناة الجزيرة هذه تستضيف هذه الأيام بعض شخوص النظام الإجرامي وخدمة قائده ليشرحوا للملأ ما عايشوه من الجرائم التي أُرتكبت امامهم او التي ساهموا هم بارتكابها ، وليظهر مقدم البرنامج وكأنه لم يكن يسمع بذلك من قبل ، لا بل ويتلبس وجه الخداع حينما يسمع ببشاعة هذه الجرائم ،وكأنه يريد أن يعطي الإنطباع للمشاهدين بانه يحوقل من هول ما يسمعه . وهذا ما حدث في المقابلة التي اجراها مقدم البرامج المعروف في قناة الجزيرة احمد منصور مع حامد الجبوري رئيس مكتب رئاسة الجمهورية للخارجية والثقافة والإعلام في دولة البعثفاشية، كما جاء ذلك على الشاشة تحت اسمه ، والذي تبوأ مراكز حساسة في وزارة خارجية هذه الدولة . كان احمد منصور يوجه الأسئلة إلى ضيفه البعثي حامد الجبوري مستفسراً عن شخصية الجرذ المقبور وكيف كان يأمر بارتكاب الجرائم ضد اعضاء حزبه ، ضد العاملين معه في مؤسسات السلطة ، ضد القادة العسكريين الغير مرغوب بهم ، وحامد الجبوري يشرح كل ذلك بلغة العالم الخبير بكل التفاصيل ، التي يحاول مضيفه احمد منصور ان يجعلها ترتسم كعلامات تعجب على ملامح وجهه الذي لم يستطع الذقن الخفيف الذي يغطيه ان يخفي كذبه ونفاقه ومراوغته هذه ، وكأن هذه الجرائم غريبة على مسامعه التي جعلها صماء امام اصوات المعارضة العراقية آنذاك . وحامد الجبوري يسترسل في وصف جرائم قائده ويجيب على اسئلة مضيفه التي تحرجه احياناً ، خاصة حينما يتعلق السؤال بالدور الذي قام به الجبوري نفسه في خدمة هذا النظام وخدمة سيده قائد هذا النظام الذي إعترف الجبوري بانه المخطط والمنفذ لكل هذه الجرائم مهما صغر او كبر حجمها . كان حامد الجبوري يحاول التهرب من بعض الإجابات التي تتعلق مثلاً باعدامات البعثيين ، التي يعترف بها وبحدوثها وتدبيرها من قبل رأس النظام ، إلا ان المسكين " لا يتذكر" تفاصيلها تماماً . وحامد الجبوري يتكلم ايضاً عن حياة الرعب التي كان يعيشها قادة البعثفاشية انفسهم والتي تبلورت من خلال ما كان قائدهم يطلعهم عليه من افلام الفيديو في " حفلات " إغتصاب نساء أو بنات بعض رفاقهم او بعض قادة الجيش ليشير لهم بمواجهتهم نفس هذا المصير إن غضب عليهم سيدهم هذا يوماً ما . ويذكر البعثي حامد الجبوري امام المضيف المسكين الذي اراد ان يعطي المشاهد انطباعاً وكأن عيونه قد امتلأت بالدموع ، دموع التماسيح ، من هول هذه الفضائح ، يذكر الجبوري انه بعد ان دعاه سيده لمشاهدة فلم إغتصاب زوجة احد قادة الجيش الكبار ، تيقن ان الدور ربما قد يصله يوماً ما ، فقرر ان لا ينام دون ان تكون " الكلاشنكوف " الى جانبه ليعملها" مجزرة" كما قال ، اذا ما وصلت ألأمور في بيته الى تلك المشاهد التي رآها في افلام الفيديو لدى سيده . الكلاشنكوف هذا السلاح الذي كان يحمله البعثيون في شوارع المدن العراقية يقتلون به الناس كيفما يشاؤون ، اصبحوا في " جمهورية الرعب " التي وصفها احدهم بذلك بعد ان استيقظ ضميره قبل السقوط بفترة طويلة ، هذا السلاح اصبح يستخدمه بعض البعثيين للدفاع عن انفسهم وعن شرف عوائلهم من هجمات ازلام رئيسهم . هؤلاء البعثيون الذين لم يكن بمقدور احد منهم ، مهما بلغت مرتبته الحزبية ومهما كبُرموقعه الرسمي ، ان يقف بمواجهتهم لأنهم يأتمرون بامر المجرم الأكبر الذي لا منازع له في الجريمة . لقد تكررت عبارة " الشعب يتجسس على الشعب " في هذه المقابلة . هذه النتيجة التي توصل اليها المتحدثون في هذا اللقاء والتي قالها الجبوري عن قناعة ، بالنظر لما عايشه هو شخصياُ من خلال ذلك ، قالها أيضاً وكأنها حصيلة حاصل لنظام كهذا كان هو من القياديين المساهمين في صنعه وتبنيه والسير به والمحافظة عليه والدفاع عنه . حامد الجبوري هذا البعثي الكبير آنذاك ،حيث ان ارتباطه بالقيادة القطرية البعثفاشية ، كما قال هو , وإن تهرب من الإجابة على كثير من الأسئلة التي قد تقود إلى فضح مشاركته في بعض هذه الجرائم التي مارسها البعثيون ، خاصة الكبار منهم ، وعمليات إعدام "الرفاق للرفاق" اصبحت معروفة للجميع حتى قبل سقوط النظام ، إلا انه لم يستطع إنكار انه قام بتسليم مرتضى الحديثي وحديثي آخر استدعاهم الجبوري نفسه ، بامر من سيده ، الى مكتبه بحجة مشاهدتهم لفلم فيديو حول جلسة الإرهاب في قاعة الخلد . وقصة هذه الجلسة المغلقة لقيادات البعث والتي أُقتيد فيها عشرات القياديين البعثيين ، تحت اجواء إرهابية سوداء ، إلى الإعدام الفوري دون اية محاكمة لهم ، اصبحت اليوم قصة معروفة للقاصي والداني وتشير الى واحدة من الجرائم الكثيرة لحزب البعث الفاشي وقادته الأوباش . واثناء مشاهدة الفلم جاءه ألأمر من سيده على شكل مشاورة خافتة في اذنه من قبل احد أزلام الجرذ ، إلا انها كانت صريحة وتنص على سحب مرتضى الحديثي وصاحبه الى المكتب الخاص لحامد الجبوري لإعتقالهما . ولم يتوان الجبوري عن تنفيذ الأمر وسحب الإثنين من قاعة مشاهدة الفيديو إلى مكتبه لينقض عليهم أزلام النظام ويأخذونهما . وحينما سأله مضيفه احمد منصور ...إلى اين اخذوهما ؟ فاجاب الجبوري وكأن الأمر طبيعي جداً ...إلى الإعدام !!!! هكذا بكل برودة دم يسلم من يسميهم " رفاقه " إلى جلاديهم من " رفاقه " الآخرين .
لقد جرى الحديث في هذه المقابلة حول احداث كثيرة كان جميعها منصباً على إظهار الطاغية المجرم من خلال عرض بعض ، او الجزء اليسير من جرائمه التي اقترفها بحق الشعب العراقي لأربعة عقود من الزمن . والغريب في ألأمر ان أحمد منصور، مقدم البرنامج في قناة الجزيرة كان يؤكد في كل سؤال عن مسؤولية جرذ العوجة المقبور عن كل هذه الجرائم صغيرها وكبيرها . فهل هذه ورقة لعب اخرى تحاول بها الجزيرة التلاعب بافكار الناس والقفز على افكارهم ، كعادتها في كل هذه السنين التي مارست بها بث سمومها ودعاياتها للإرهاب والإرهابيين ، لتظهر بها بمظهر مَن يحاول إستغفار ما تجاهله من جرائم البعثفاشية بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة عامة....؟ أم انها كبوة عابرة تريد قناة ألإرهاب ان تحقق بها مكسباً إعلامياً جديداً يتناسب وفبركاتها التي تمارسها على عقول الناس منذ سنين ...؟



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....3/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....2/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل....1/3
- هوس التكفير في عقول أعداء التفكير
- ألقصف التركي لقرى جبل قنديل له ما يبرره....!!!!!
- سعي الرأسمالية لعولمة العمل بعد عولمة رأس المال
- لقد أهنتَ الشهداء قبل ألأحياء....يا سيادة الرئيس
- لماذا إمتنع السيد ألسيستاني عن ألإفتاء في هذا ألأمر.....؟
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...
- يا وليد الربيع.....نشكوا إليك غيبة ربيعنا
- شهاب التميمي......مناضل حتى النفس ألأخير
- الجامعة العربية والغزو التركي للعراق
- هكذا تكلم روبرت كيتس وزير الدفاع ألأمريكي
- أبا نزار....يا صاحب القلب الطيب...وداعآ
- إلى التضامن ألأممي مع الموقع ألإعلامي الحر - روج تي في -
- ألأنظمة العربية يؤرقها كابوس ألإعلام الحر
- من فمك أدينك يا أوردغان
- جرائم الثامن من شباط تلاحق البعثفاشية وأعوانها
- هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد ال ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صادق إطيمش - أصحوة أم كبوة....؟