أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - صادق إطيمش - الشباب والإرهاب















المزيد.....

الشباب والإرهاب


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كان ألإستماع إلى حديث السيد مرتضى الذي دار على البالتوك في غرفة ينابيع العراق ، غرفة الأنصار الشيوعيين العراقيين ، عن الشبيبة العراقية في محافطات الفرات الأوسط مُفرحاً ومؤلماً في نفس الوقت . لقد كان ألإستماع إلى ألسيد مرتضى وهو مليئ بالأمل والثقة بقدرة الشباب على خلق ما يعتبره البعض مستحيل الوجود تحت الظروف القاسية التي يمر بها وطننا وشعبنا اليوم ، ينشر الفرحة في القلوب التي اعتراها الحزن لتكرار المآسي اليومية في حياة أهلنا حتى إعتبرها البعض وكأنها أصبحت من الظواهر الطبيعية المعتادة في حياتهم اليومية . ولكن الشباب لا يستكين لمثل هذا الواقع المر ولا يخضع لما يأتي به ، كما عبر عن ذلك المتحدث بإسم شباب الفرات ألأوسط الذين أثبتوا العكس حينما ألووا عنق هذا الواقع المؤلم وسيروه صوب الوجهة التي يريدها شباب اليوم ، نحو الغد المليئ بالأمل والمدفوع بعزيمة الثقة بالنفس وبالطاقات الخلاقة التي تكتنزها عقول الشابات والشبان العراقيين . لم تمنعهم قلة ألإمكانيات المادية ولا الجو المشحون بشعوذات الإسلام السياسي ولا الديماغوغية الدعائية المتخلفة التي تملأ الشوارع والساحات ولا نزع زيتوني ألأمس وارتداء أسود اليوم ولا كل ما يشبه ذلك من المعوقات التي تقف امام كل عمل هادف وتوجيه تقدمي إنساني يرقى بالإنسان العراقي ، وخاصة الشباب ، إلى مصاف حياة الشعوب المتمدنه في القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية . إن نشاطات الشباب الديمقراطي العراقي التي يشهدها وطننا اليوم في كثير من المحافظات ما هي إلا صرخات التحدي التي يطلقها هؤلاء الشابات والشبان الذين يرفضون هيمنة افكار القرون القبل الوسطى المتخلفة في كل شيئ بدءً من نظرتها إلى الحياة العامة البسيطة مروراً بابسط متطلبات هذه الحياة في التعليم والثقافة والمأكل والمشرب والملبس وانتهاءً بما يرجوه إنسان اليوم من تحقيق أسس الحياة التي تصون كرامة الإنسان وتتجلى فيها إنسانيته في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي أصبحت اليوم عاجزة حتى عن مجاراة البشرية في تصوراتها لحياة المستقبل ، ناهيك عن محاكاتها في حياتها الواقعية التي تحياها اليوم فعلاً . إنه فعلاً ألأمل الضاحك بالوجوه العازمة على مواصلة المسيرة مع عالم اليوم من خلال المسرحية والندوة الثقافية وصقل المواهب الفنية وتنمية الإبداعات الأدبية والعلمية والتوجه للإستفادة من الثورة المعلوماتية حتى بابسط أشكالها وخلق العلاقات ألإجتماعية المبنية على إحترام الآخر كإنسان أولاً وأخيراً دون النظر إلى دينه أو قوميته أو جنسه. هذا ألأمل الذي يتجدد يومياً لدى شابات وشبان هم في حالة التأهب دوماً للإستجابة لنداء وطننا واستغاثة أهلنا بعد ان تكالبت عليهما قوى الإرهاب والتخلف والمحاصصات الطائفية والتعصب القومي المقيت ، إذ لم يتحقق ما كان يترقبه الكل من زوال مثل هذه الظواهر الإجتماعية المتخلفة بعد إنهيار البعثفاشية التي أثقلت كاهل الشعب والوطن بهذه وغيرها من مظاهر التخلف لأربعة عقود من الزمن . إن من يستمع إلى حديث كالحديث الذي أتحفنا به السيد مرتضى عن نشاطات شابات وشبان محافظات الفرات ألأوسط لا يستطيع إلا أن ينقاد إلى السؤال عن كيفية دعم هذه النشاطات والأخذ بيدها لتستمر وتتقدم بالرغم من ألإمكانيات القليلة جداً في كافة المجالات وخاصة المالية منها . هذا بالإصافة إلى ما تتعرض له منظمات المجتمع المدني الأخرى وليست منظمات الشبيبة نفسها فقط ، أي تلك المنظمات التي لا ترقص على طبول القامة والزنجيل واللطم التي أصبح تجار الإسلام السياسي يتبوأون مراكز الجاه والثروة بسببها والذي إعتبرتها أكثر المراجع الدينية الحقة أباطيل لا علاقة للدين والمذهب بها (راجع ما كتبناه حول ذلك تحت الرابط : htp://www.al-nnas.com/ARTICLE/Satemsh/22huse.htm
أما ما يؤلم حقاُ في حديث ألسيد مرتضى فهو ذلك الجزء الذي يتطرق فيه إلى المشاكل الكثيرة التي تتعرض لها
منظمات المجتمع المدني ذات التوجهات الديمقراطية والتقدمية كالمضايقات الرسمية والإرهاب الفكري من قبل بعض مؤسسات الدولة ومن تجار الإسلام السياسي الذين لا يروق لهم وجود فكر متحرر لا متحجر وتوجيه تربوي علمي حديث لا ملائيات تتكرر يومياً تُحول الإنسان إلى ببغاء لا حول له ولا قوة ، إلا تلك التي يمنحها له هؤلاء بخزعبلاتهم التي بدت تتكشف لكل من يبتعد عن هذا الفكر الظلامي ولو قليلاً جداً . لقد تجلت المضايقات الرسمية على أبشع صورها في منع محافظ إحدى محافظات الفرات ألأوسط منظمة مدنية اجنبية تتبرع ببناء مقر لمنظمات المجتمع المدني في محافظته ، في حين تُغرِق الدولة تجمعات رجعية، تلبس ثوب الطائفية صراحة، بأموال الشعب العراقي التي تستحق منظمات المجتمع المدني جزءً كبيراً منها ، لأن هذه المنظمات تمثل شريحة إجتماعية كبيرة وتسعى لبناء جيل عراقي ديمقراطي تقدمي يواكب ركب الحضارة العالمية . ولكن هذا ألأمر بالذات هو الذي أزعج هذا المحافظ ،على ما يبدو ، إذ أن وجود مثل هذا الجيل سوف لا يتيح المجال لوجود محافظ كهذا في المستقبل . كما وتواجه منظمات المجتمع المدني الديمقراطية التقدمية ، ومن ضمنها منظمات الشبيبة الديمقراطية العراقية ، إرهاباً فكرياً من القوى الظلامية المتخلفة التي تردد بمناسبة وبدونها إطروحات الجهلة باتهام هذه المنظمات بالكفر حينما ترفع شعار الدولة الديمقراطية العلمانية ،وهذه القوى الظلامية الجاهلة لا تعي من مصطلح العلمانية شيئاً ، ناهيك عن محتواه . وتمارس القوى الظلامية إرهابها الفكري على الناس حينما تجعل من الإشتراك أو عدم ألإشتراك بالمناسبات التي يسمونها دينية ، وما هي إلا تجارية بحتة ، البوصلة التي يتعين على اساسها لديهم توجه هذا الشخص أو ذاك ، ذكراً كان أم أنثى ، شاباً أم شيخاً ، دون أن يعيروا أي إهتمام لحرية الدين والتد يُن ألتي أقرها إسلام السماء لا إسلام الفقهاء . وتمارس القوى الظلامية إرهابها الفكري حينما تُحول الجامعات إلى جوامع وحينما يصبح النشيد الوطني لطمية ،والزي المدرسي جبة وعمامة ومداس للرجال وكفن أسود للنساء ، وسِمة المواطنة الصالحة ﭽوية على الﮕصة . ويمارس الفكر الظلامي إرهابه الفكري وخاصة على الشباب ذكوراً وأناثاً حينما يضع لهم مواصفات الملبس والمأكل وحتى نوعية العمل الذي يرغبون ممارسته لشق طريق حياتهم . واستناداً إلى هذا الفكر الظلامي المتحجر الذي تنشره قوى الإسلام السياسي الطائفية يجري التعامل مع منظمات المجتمع المدني ذات الفكر التحرري والتوجه التقدمي .
مشكلتان أساسيتان إذن تواجه منظمات المجتمع المدني عامة في وطننا فبالإضافة إلى المشاكل العامة التي يواجهها الشعب بأكمله والمتعلقة بالأمن والخدمات والبطالة والهجرة والتهجير وانتشار الطائفية والعشائرية والمناطقية وما يرتبط بها من تكريس الجهل وتوجيه التعليم على هذه الأسس المقيتة والكثير الكثير من المعاناة اليومية المختلفة ،تعاني منظمات المجتمع المدني ،ومنظمات الشبيبة واحدة منها ، من قلة ألإمكانيات على كافة المستويات وقلة الناصر والمعين إضافة إلى تعرضها للإرهاب الفكري الذي تمارسه أحزاب ألإسلام السياسي ، وما ألأمثلة البسيطة التي تطرقنا إليها أعلاه إلا جزءً بسيطاُ من آلاف من ألأمثلة المشابهة . فما العمل إذن ......؟

لإسناد ومتابعة وتطوير عمل منظمات المجتمع المدني ذات التوجهات الديمقراطية التقدمية داخل الوطن لابد من العمل على التواصل مع هذه المنظمات بشكل مباشر ويومي من قبل المنظمات العراقية المشابهة خارج الوطن ، وهي كثيرة جداً . ولأجل تحقيق هذا التواصل الذي ستكون من أولى مهاماته إسناد ودعم منظمات المجتمع المدني الديمقراطية التقدمية في كل نشاطاتها داخل الوطن من خلال الدعم المالي والمعلوماتي وتبادل الخبرات وتحقيق التواصل المباشر مع المنظمات العالمية المشابهة وكشف العراقيل التي توضع أمامها سواءً من قبل ممثلي الدولة أو من القوى الرجعية المتسلطة على بعض مؤسسات الدولة ،وذلك بفضح هذه الممارسات عالمياً ، والتصدي للإرهاب الفكري الذي يواجه القوى التقدمية العاملة على الساحة العراقية والذي تنشره قوى الظلام التي تجعل من الفكر كفراً ومن المسيرة مع الركب العالمي المتحرر إنتهاكاً للقيم والتراث . لتحقيق كل ذلك وأمور أخرى كثيرة لا مناص من وجود مركز للتنسيق بين الداخل والخارج . مركز يسعى لجعل الإمكانيات المتوفرة لدى المنظمات الديمقراطية العراقية خارج الوطن ، وهي بالتأكيد أفضل من تلك التي تمتلكها مثل هذه المنظمات داخل الوطن ، في متناول منظمات المجتمع المدني هذه داخل الوطن . إذ يمكن لمركز كهذا مثلاً أن يخطط لإيجاد حلقة وصل بين المهرجانات الثقافية العراقية التي تُعقد سنوياً خارج الوطن وبين المنظمات الديمقراطية التقدمية داخل الوطن . أو السعي لإيجاد علاقات مباشرة مع المنظمات العالمية التي يعمل معها كثير من العراقيين والتي بإمكانها تقديم العون إلى منظماتنا داخل الوطن . أو العمل على تبني صندوق يعمل على تجهيز منظمات الداخل بالأجهزة والمعدات الحديثة لتطوير عملها المعلوماتي وإمكاناتها الفنية . هذه بعض ألأمثلة القليلة جداً من العمل الذي يمكن أن يضطلع به مركز كهذا ، ويا حبذا لو يجري التعاون مع غرفة ينابيع العراق ، غرفة ألأنصار الشيوعيين العراقيين ، لتكون الغرفة هي الحاضنة الإعلامية لمركز كهذا الذي لابد وان تساهم جميع منظمات المجتمع المدني العراقية خارج الوطن على تفعيله للنهوض بعمل المنظمات الديمقراطية التقدمية داخل الوطن وانتشالها من وصاية وإرهاب قوى التخلف والظلام التي لا تريد لمثل هذه المنظمات ان تتواجد على الساحة العراقية ، إذ أن تواجدها يعني تراجع الفكر الظلامي الذي لا يمكن له البقاء مع نور العلم وانطلاق الحضارة البشرية .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقف العراقي في مواجهة الطائفية
- مهرجان نادي الرافدين الثقافي في برلين
- اهازيج الشارع العراقي اليوم
- يا اهل العراق....هل انتم مؤمنون حقاً...؟ فالمؤمن لا يُلدغ من ...
- دروس تموز
- مدينة الثورة ....الإنجاز المسروق
- القضية الكوردية وإشكالات المسيرة 2/2
- القضية الكوردية وإشكالات المسيرة 1/2
- أصحوة أم كبوة....؟
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....3/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل.....2/3
- كتاب جدير بالدراسة والتأمل....1/3
- هوس التكفير في عقول أعداء التفكير
- ألقصف التركي لقرى جبل قنديل له ما يبرره....!!!!!
- سعي الرأسمالية لعولمة العمل بعد عولمة رأس المال
- لقد أهنتَ الشهداء قبل ألأحياء....يا سيادة الرئيس
- لماذا إمتنع السيد ألسيستاني عن ألإفتاء في هذا ألأمر.....؟
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...
- هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ...
- يا وليد الربيع.....نشكوا إليك غيبة ربيعنا


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - صادق إطيمش - الشباب والإرهاب