أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )














المزيد.....

مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


تأكد لي بعد قراءاتي المتواصلة عن الإبداع الإنساني في كل مجالاته أن لايمكن وضع الإبداع في قوالب مرصوفة وضمن اطر ولوازم وفروض ،
وليس هناك ضوابط نسميها أخلاقية حددتها أدمغة سلفية جامدة ضيقة .
ولا يمكن للإبداع أن يكون إنتاج النخبة إذ ليس هناك مفهوم (الفن للفن)، هذه بلادة وضعف بصر وضيق أفق ، الفن للناس وللتغيير وللتقدم وفهم الواقع وتمثله وبالتالي تشكيله بصيغ فنية ، كيف يكون الفن للفن وأنت قد أخذت مادة الفن من الواقع ؟ لا يجوز ..
وبالتالي فالكتابة هو إبداع وفن لا يحد بقوالب وحدود ولا يكتب لتبرير نفسه، ولا تحتكره (النخبة )الزائفة فأن مسك القلم هو بحد ذاته خروج عن المألوف ألصنمي الجامد نحو فهم الواقع ومحاورته ..

هكذا الشاعرة مليكة مزان .. الشاعرة الامازيغية من الشمال الأفريقي كتبت وتكتب للناس .. للقضية التي تنادي بها ؛ للأرض التي سلبها المحتلون العرب الذين داسوا تراث هذه الأرض وكل أراضي الناس حتى في العراق والشام بغزواتهم الهمجية ، فارضين شوفينيتهم ودينهم الدوغمائي البليد الذي حطم طموح الشعوب في النهوض والتطور والتمدن بعيدا" عن بدوية المحتل الجلف !

من يقرأ للشاعرة ( مليكة مزان ) كأنه يغوص في بحر عميق إذ ربما يغرق إن لم يتهيأ له ..
ومن يكتب عن الشاعرة ( مليكة مزان ) كأنه ينحت في صخر ، وكلما ازداد الطرق كلما تثلـّمت قواطع المعول !!

( مليكة مزان ) شاعرة لها خصوصية في تمثـّل الواقع المفروض ؛ الواقع البوليسي الدامي ، وإخراج النتاج منصبا" في انقلابات الضد : السلطة القامعة السالبة للحق المشروع ذات الدساتير والفتاوى التي تخدم أغراضها تجسدها ( أي الشاعرة ) بالرب بكل غموضه وتخفيه ليمارس سطوته المتوارثة فوق الأرض المغتصبة ( بفتح الصاد ) المتمثلة بالمرأة المنتهكة التي تحارب بسلاحها الوحيد ( الجسد الجريح) لإظهار نتانة الرب : -

* الرب القوّاد :

( من قصيدة / أو أفتح بيتا" للعاهرات )
هو رهان ..
كان عليّ أن أكسبه
أو ..
أفتح بيتا" للعاهرات !
..................
الآن ..
وقد خسرت الرهان
ها الرب يقنع الزبائن ..
باحترام المواعيد ،
بالانتظام في الطوابير ....

فالمقدّس الغائب يكون ذا سطوة مبهمة الوقوع ، حاملة سوط الموت والنار والوعيد ، لكن ما أن ينكشف حضوره وتخرج نوازعه الشخصية بشبقه وخوائه المريض حتى نراه : -

* الرب المفلس المبتذل :

( من قصيدة / سلام هو حضن العاهرة )
آخر يقيناتي :
أن لابد للرب ..
من عاهرة مثلي ،
تحدس ما به ،
تحميه من نفسه ،
من صدماته ،
من إفلاساته ،
من كل المطاردات !

إنها سلطة الدولة الخاوية المتدرعة خلف البوليس والعصا الغليظة ، تخاف الحوار مع الشعب الحقيقي بمطالبه الشرعية ، إذ ما أن يجبر على التحاور حتى يظهر جبنه :-

* الرب الجبان :

( من قصيدة / الكفر ما يرفع نسبة الرب في دمي )
سبحان النار
إذ تأفل الأرباب ،
إذ يشهر عماه كل عمى :
إذ ينادي في كل عمى :
بردا" وسلاما" :
هي نار الشجعان ..
خاشعا" ،
متصدعا" ..
يخر لها أكثر من رب !

ويقيء خوفه وضعفه فيخلق نقيضه : الجسد ، المرأة ، الغواية ، الشيطان !
إذ لا وجود لوجوده دون النقيض ، ليذوب فيه فتتلاشى قدسيته ؛ ليخلق سلاح موته :-

* الرب الخائف :

( من قصيدة / ما لنيتشه أن يشبه عهري !)
كفرا"
بوحدانيته ..
اقترف الرب العالم ،
خوفا"
من وحدته ..
فرض الرب الخلود !

إن شعر السيدة ( مليكة مزان ) هو إبراز واقع الشرق العربي وشمال أفريقيا في تجسيد لسلطة الربّ / السلطة البوليسية / الدكتاتوريات المتوارثة / الممالك الممسوخة عن أباطرة دمويين أمام شعوب مضطهدة مسحوقة مسلوبة الإرادة واحترام الوجود الإنساني والحريات الشخصية والجمعية ،
مسروقة الأرض واللغة والثقافة ..
ويجب أن لا ينظر إلى شعرها من جانب واحد فما تحت الكلمات ، وما كتب بالماء السري خلف الأبيات الشعرية هو كثير .. كثير ، فالشاعرة لا تكتب عن الجسد حين ندقق ، بل أنها بكائية كبيرة وعنيفة .. ملحمة شعب مجروح يلطخ وجوه حكـّامه البغاة بالسخام والوحل في خلق هكذا مبدعين.

لم يكن للجسد يوما" في شعر ( مليكة مزان ) رعشة شبق بل رجفة بكاء ، أو ردّة خوف وكأن لسان الحال يقول :
" من هذا الذي سبقني وقدم جسده قبلي لرصاص
البوليس ؟!
إنها مليكة مزان !! "

هكذا أقرأ شعرها ..



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس هناك مفهوم حياتي غير الكذب ، والدعارة ( الإمارات والممال ...
- مسرحية ( أغتصاب )
- الفن وصراع الأضداد
- ثنائية التفكير والسلوك البشري ( إبليس أو الشيطان مثالا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء الثاني ع ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الحادي عش ...
- ( ألدولة ) في المفهوم الماركسي
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء العاشر
- ليلة مع الأمازيغية ..--قراءة لقصيدة من ينقذ الرب من هكذا عاه ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء التاسع
- أزمة المثقف العربي مع النص المقدس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الثامن
- أوجه الفكر الديني الحقيقية
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السابع
- المرأة في النص الألهي ( اغتصاب مريم العذراء أنموذجا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السادس
- حوار الاديان أم الغاء الاديان
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الخامس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الرابع
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الثالث


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )