أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الحُرّية - قصّة للأطفال














المزيد.....

الحُرّية - قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 05:53
المحور: الادب والفن
    


كانت الفكرة فكرته، فقد أصرَّ فريد ابن التاسعة على أن يشتريَ له أبوه قفصًا ذهبيًا وفيه طائرا كَنار ، انّه يحبّ الكناري بلونه الأصفر المائل إلى الحُمرة وصوته العذب الرخيم ، فقد شاهده عند صديقه منير .
كان ذلك منذ سنة ، ولكن فريدًا تغيّر في هذه الأيام كثيرًا ، فقد علّمته معلمة الصّفّ والتي يحبّها كثيرًا ، علّمته أنّ الطيور والعصافير خُلقت لتعيش حُرّة تنعم بالفضاء والحريّة والربيع الذي ملأ الأرجاء ، لا أن تُحبس في أقفاص.
لقد فكّر فريد وفكّر ...كيف يمكن أن يحرّر هذين الطائرين الجميلين من الأسر ، صحيح أن والده دفع ثمنهما مبلغًا من المال ، ولكنّ الحريّة أغلى ثمنًا !!.
احتار فريد هل يخبر امّه أم أباه بالأمر ، أم يتصرّف بنفسه ، وحكّ رأسه وضحك...
وفي اليوم التالي عندما جاءت الأم لتطعم الكناريين ، تعجّبت حين لم ترَ الا كنارياً واحدًا.
أين الثّاني تساءلت ، وتساءل الأب ، وتساءل حتّى فريد ، فباب القفص مقفَلٌ ولا أثر للريش بجانبه.
وظلّ اللغز لغزًا ، رغم أن الوالدين نظرا إلى ولدهما نظرة فيها شيء من الشّكّ .
مرّت الأيام والكناري يعيش الوحدة والحزن ، فأقترح الأب أن يشتري كنارياً آخر ، ولكنّ فريد حاول ان يمنع هذه الخطوة ، فاتفق الجميع على التأجيل.
اخذ فريد في عصر احد أيام الربيع المتأخرة القفص الذهبيّ والكناري في داخله، أخذه إلى الحديقة وعلّقه بغصن شجرة التوت ، وما هي إلا لحظات حتى هبط الكناري الثاني على القفص ، وأخذ يزقزق ويشارك شريكه الغناء.
نادى فريد والديه ، ونظر إليهما طويلا ، وكأنه يرجوهما شيئًا .
ولم يخب ظنّه ورجاه ، فها هو الأب يقوم إلى باب القفص الذهبيّ فيفتحه ، لينطلق الكناري الأسير إلى الخارج مسرعًا ومزقزقًا وكأنه يقول : شكرًا ... شكرًا .
وطار الكناريان بعيداً ، وطار معهما فريد إلى غرفته ليعود حاملاً من مُحصّلته مبلغاً من المال ، وعرضه على أبيه لقاء حريّة العصفورين ، ومعتذرا بأنه هو هو الذي حرّر الكناري الأول ، في خطوة لتحرير الثاني .
ضحك الوالدان كثيراً ، ورفضا قبول المبلغ ، بل مدحاه على أخلاقه ومبادئه.
ظلّ القفص الذهبيّ مُعلَّقًا بشجرة التوت ، مفتوح الباب ، عامرًا بالطعام ، يبيت فيه الكناريان ليلاً ، ليطيرا صباحًا على أجنحة الحُريّة ، ليس قبل أن يُغرّدا أغنية الصّباح الجميلة على نافذة غرفة فريد.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنابل الأشعار
- أنا كُلِّي حنين
- البِشّارة عطرٌ يفوح
- الثّعلب التائب- قصّة للأطفال
- قصّتي مع الحياة
- لقاءٌ مع الله
- الحَمَلُ الوديع
- تعالَ يا سيّد
- طفل البوسفور ..قصة للأطفال
- أتراني أحلُم-قصّة للأطفال
- انّه يسوع ...
- يا مكحولة العينين
- عبلّين ...صلاتي
- وجدانيات
- الحُلم -قصّة للأطفال
- ولا أنا ادينُكِ
- ما بين -هكذا- والسَّمَك
- سيّدي ..نرنو اليكَ
- الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال
- الكرمة...لوحةٌ ولا أحلى !


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الحُرّية - قصّة للأطفال