أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال














المزيد.....

الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 08:37
المحور: الادب والفن
    



في ليلة ربيعيّة قمراء ، خرج الخُلد من جُحره الواقع في حديقة جميلة لبيت رائع الجمال تسكنه عائلة طيّبة الأصل والنَّسَب ، غنيّة الحال .
نفض الخلد التّراب عن جسده الصغير ، وأخذ يبحث عن صديقه الفأر ، فهو على موعدٍ معه ، وقد دعاه في المرّة الأخيرة لزيارته في بيته الواقع في مطبخ البيت الكبير .
لم يطل بحث الخُلد طويلاً ، فقد انتظره صديقه الفأر كعادته على المقعد الأحمر قُربَ شجيرة الياسمين.
رحّب الفأر بصديقه الخلد وأخبره بأنّ صغاره الثلاثة ينتظرونه على أحرّ من الجمر ، كما تنتظره مائدة ملأى بأطايب الطعام .
وكثيرًا ما حكى الفأر لصديقه الخُلد عن صغاره وعن الحُريّة التي يعيشون فيها وعن هدأة البال ، في حين لم يأتِ الخُلد على ذِكر صغاره الثلاثة أبدًا .
اصطحب الفأر صديقه الخلد فدخلا من جحر صغير في الجدار ، وإذا بهما في المطبخ الكبير .
انبهر الخُلد بالأضواء والأنوار ، واندهش من رؤية الثلاّجة والفرن والطعام ، فقد قضى حياته في الظلام يتلمّس طريقه بين الأنفاق التُّرابيّة الصغيرة ، ولا يخرج إلى فضاء الدّنيا الا ليلا للبحث عن طعام يحمله لصغاره.
أمسك الفأر الخُلد المبهور وقاده إلى المائدة ، فما أن رآه صغار الفأر حتى انفجرت بالضّحك وأخذت تدور حوله مُستهزئة به تشُدّه من ذيله قائلة : مَنْ ضَرَبَكَ ؟!
صرخ الفأر بصغاره ووبّخهم على تصرّفهم المشين واعتذر للضيف ، ثمّ قدَّمَ له أطايب الطعام ، فأكل الخُلد مُجاملةً ، وهو لا يُصدِّق ما يرى ويسمع . تُرى هل هذه هي التربية الحديثة والحضارة التي حدّثه عنها صديقه الفأر ؟!
ودّعَ الخُلد صديقه الفأر ودعاه لردّ الزيارة مع صغاره غدا ليلا في بيته تحت الأرض ، وشدّد الخلد على أن يصطحب الفأر صغاره معه.
وفي الليلة التالية لبس الفأر وصغاره أجمل الملابس ، وخرجوا في منتصف الليل نحو جُحر الخلد ، فوجدوه ينتظرهم مع صغاره هناك.
رحّب الخُلد وصغاره بالضّيوف ودعوهم للدخول ، وكم كانت دهشتهم كبيرة حين وجدوا أنهم لا يروْنَ شيئًا ولا يُبصرون الطّريق، فكلّ شيء ظلام في ظلام .
أمسك الخلد وصغاره بضيوفهم بأدب وقادوهم إلى حيث المائدة المتواضعة ، فقضوا الساعات الطويلة يأكلون ويمرحون ويغنّون حنّى ساعات الصّباح الأولى .
ودَّع الفأر وصغاره مضيفيهم ، ليس قبل أن يعتذر صغار الفأر من الخُلد واحدًا واحدًا قائلين : " الآن عرفنا أنّ في البساطة تسكنُ الأخلاق وتعيش السّعادة .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرمة...لوحةٌ ولا أحلى !
- الجُميزة الدّهرية
- فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات
- كُلّ السِّحر بعينيكي
- أنتَ الماءُ الحيّ
- أنتَ أسيري وسجّاني
- العفو عندَ المَقدِرة
- غاندي:الموعظة دُرّة التّاج
- القِلادة الذهبيّة
- المعمدان الشّاعر
- الفستانُ الليلكيّ
- كأس أوروبا....شهر عسلٍ مُصفَّى
- بُكرا مع الأيام
- موقفٌ رجوليٌّ
- الاعتراف
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة
- راكعةٌ
- الأصدقاء الثلاثة -قصة للأطفال
- سائلي طيفي


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال