أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - مداخلة محايدة بين الأستاذين بهجت عباس وعادل الزبيدي















المزيد.....

مداخلة محايدة بين الأستاذين بهجت عباس وعادل الزبيدي


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 08:26
المحور: الادب والفن
    



[ مداخلة محايدة بين الأستاذين بهجت عباس وعادل الزبيدي لمناسبة خلافهما حول ترجمة قصيدة معينة لجورج كوردن لورد بَيْرِنْ ] عنوانها الأصل هو :
SHE WALKS IN BEAUTY

مقدمة / كتب الشاعر الإنجليزي لورد بَيْرِنْ هذه القصيدة في شهر كانون الثاني عام 1815 بناء على طلب صديقه ( صاحب الشرف دوكلاص كينرد ) لتكونَ ضمن مجموعة مختارة من ألحان عبرية ، وقد نُشرت مع الموسيقى التي نظمها المستر براهام والمستر ناتان . هذه المقدمة هي ترجمة ما كتب بَيْرن نفسه في تقديمه لهذه القصيدة ( من المجموعة الكاملة لأعماله الشعرية ) . فمن ، تُرى ، هذه الفتاة التي " تتمشى في جمال " حسب ترجمة الدكتور بهجت عباس لعنوان القصيدة و " تسير في بهاء " حسب ترجمة الدكتور عادل صالح الزبيدي ؟
القصيدة موضوعة الخلاف هي جزء واحد قصير ( 15 بيتاً ) من مجموعة من القصائد التي وضعها بَيرن تحت عنوان واحد جامع أسماه
" الحان أو أنغام عبرية "
HEBREW MELODIES
إستعرض الشاعر من خلالها تأريخ اليهود في فلسطين وذكر ما لحق بهم من أذى على أيدي بعض الملوك المجاورين مثل ملك بابل بلشاصر الذي ( بلغ الميديون بوابته وإعتلى الفرسُ عرشه ) . ذكر الملك شاؤول ( شاول ) وذكر يهوة ربَّ اليهود كما ذكر منطقة يهودية وإسرائيل وأورشليم من فلسطين القديمة . وإستعار من التوراة العديد مما ورد فيها من قصص منها قصة ذبح القائد الإسرائيلي يفتاح لإبنته قرباناً للرب لا خطأ لكنْ من باب الصدفة العمياء إذ نذر إذا ما إنتصر على أعدائه من بني عمّون أنْ يذبحَ أول مَن يُلاقي في طريق أوبته من المعركة منتصراً فكانت إبنته أول مَن لاح له فنفّذَ نذره . ذكرالشاعر بَيرن بابل ومزامير داوود ودمار أورشليم من قبل القائد الروماني " تيتوس " كما ذكر سنحاريب الآشوري وأيوب وهيكل بعل . ثم خصص قصيدة ثانية من أربعة مقاطع أسماها
" الغزال المتوحش " . في ضوء هذا التقديم المختصر يستطيع القارئ أن يفهم الجو العام الذي قيلت فيه قصيدة " تتمشى في جمال / بهجت " أو
" تسير في بهاء / عادل " . فهل هي فتاة يهودية مسبية في بابل أم إنها رمز لأورشليم أو لمملكة يهوذا أو السامرة ؟ وربما هي إبنة يفتاح القتيلة ظلماً والتي تُقيم بنات إسرائيل مناحات سنوية في ذكرى نحرها قرباناً لرب الجنود يهوة ؟ هل تستحق هذه القصيدة القصيرة جداً كل هذه الأتعاب وكل هذه النقاشات الحادة التي لا تخلو من حرارة ترتفع وتنخفض حسب قوة زخم الكر والفر ؟ خاصة ً وقد عرفنا ظرفها وعرفنا أطرافها وتفاصيل قصتها . أترك الجواب لتقدير القارئ الكريم .
أعود لصلب الموضوع : قرأت ترجمة الصديق العزيز الدكتور بهجت عباس لقصيدة ( تتمشى في جمال ) فأعجبتني وقد طالما أُعحبتُ بترجمات بهجت من الإنجليزية والألمانية إلى العربية ولا من عجب ، فإنه مقتدر وضليع من كلتا اللغتين وقاموسه أو معجمه اللغوي عميق واسع وثري . تتميز ترجمات دكتور بهجت بقوة الفكر وبصرامة تظل تحوم وتدور حول المعاني لإكتشاف أفضل ترجمة ممكنة فهو لهذا يتوسع أحيانا ويختزل أحياناً أُخرَ حسب مقتضيات وضرورات دقة التعبير عما في النص من معانٍ ومجازات وصور وتوريات وإشارات . رأيته ناجحاً دوماً في مساعيه تلك حفاراً تارةً ونحاتاً تارات ٍ أُخرَ متابعاً صارماً في الحساب مع نفسه ولا من عجب فبهجت مركب نادر في أيامنا هذه : دكتور في الصيدلة ومختص في بعض فروع الطب وشاعر ومترجم مالك لناصية ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية ثم الألمانية ( وربما البولندية ، فأم نيران سيدة بولونية ) . تمتاز ترجمات دكتور بهجت بصرامة القوة العقلية ورقابة فكرية واعية ومنطق لغوي ثم شعري وقدرة على إقناع قارئه بصدق ما قد ترجمَ فحرارة روح المترجم فيما يترجم شديدة الوضوح يتحسسها حتى أبسط قارئ للشعر وترجماته .
كما قرأتُ بعد ذاك ترجمة الأستاذ الدكتور عادل صالح الزبيدي " تسري في بهاء " فوقعت على الفور تحت تأثير سحر أسرني من قمة يافوخي حتى أخمص قدمي . حافظ الأخ عادل على إيقاع القصيدة الإنجليزية كما حافظ على نوع معين من التقفيات ، وكلاهما ليس ضرورياً في الترجمة المعاصرة ، لكنَّ الدكتور عادل حمّل نفسه ما تحمل قبله أبو العلاء المِعرّي من مشاق جرّاء إلتزامه بما لا يلزم في شعر العمود العربي القديم. كان الأخ عادل مرهف الحس في ترجمته الرمانسيه حتى لكأنه تعهد أمام الشاعر الإنجليزي أن يلتزم بإيقاعات النص بكل أمانة ودقة . وكان بَيْرن يسمي الإيقاع على ما أحسب
Metre
بالإنجليزية أو
Meter
بالأمريكية ... أو كان يقصد بلفظة ( ميتر ) عدد أبيات الشعر في كل مقطع من القصيدة ونظام تتابع القوافي في آواخر كلمات الأبيات الشعرية. ومن يقرأ اشعار بَيرن يدرك على الفور إنه كان يغير عدد الأبيات وينوّع في القوافي وفي ترتيب تتابعها في الأبيات . ولعل الدكتور المختص الأخ عادل الزبيدي أنْ يثقفنا بالمزيد من علمه في هذا الشأن .
بهجت إذاً مع العقل الكلي الصارم والقدرة على الحفر في الأعماق والنحت علي السطوح . أما الدكتور عادل فإنه رجل الإيقاع ورجل الرومانس البديع الملتزم حتى أبعد حدود الشفافية وأرق النغمات وما الفروق بين ترجمات الرجلين إلا نتاج الفروق ما بين روحيهما وطبائعهما وثقافتيهما وعمق تأثرهما وتبحرهما بلغة الشعر الأصل فضلاً عن اللغة العربية . بهجت عباس عالم أما عادل ( يا أعدلَ الناس ... ) فحالم وما أحوج البشر اليوم كما في كل زمان إلى رجل عالم وآخر حالم فتعالوا نتصافى ونصطلح ونرجع إخواناً يحتاجنا القرّاء ولا سيّما أولئك الذين لا يعرفون لغات ٍ أخرى أو ليس لديهم ما يكفي من وقت لقراءة الشعر الأجنبي بلغته الأم . إنها مساع ٍ حميدة أو أردتها أنْ تكون.
أما الهنات الهينة هنا أو هناك فلنتسامح بشأنها ونعفو عنها وعمّن وقع فيها من باب السهو أو النسيان ولم يُخلق بعدُ مَن لا يخطأ . ولنشطب من قاموسنا البيت الذي قاله قديماً بعض الشعراء :

فعينُ الرضا عن كل ِّ عيبٍ كليلة ٌ
كما أنَّ عينَ السَخط ٍ تُبدي المساويا

ففي عالم النقد لا مكانَ للرضا المطلق ولا من مكان للسخط الدائم .
مع محبتي وإحترامي وتقديري للإخوين العزيزين عادل وبهجت .



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعزة سامية لعشتار بابل
- أسواق النار في بابل
- بين المتنبي وأبي نؤاس
- التوازن العقلي في إحترام مَن يحاورنا
- ابو نؤاس والأمين
- ثانية ً مع الأستاذ النمري
- الفنانة سوزان العبود / راهبة برلين
- ردي على الأستاذ النمري
- لا ... لا من سكوت ٍ بعدَ اليوم !!
- السيد مصطفى الخليل في المحاويل
- أمام ثلاث قاضيات في المحكمة
- متى يسكتُ هذا الناعق ؟
- قانون الكفاءات أو التفرغ العلمي
- لقاء رومانسي مع عشتار بابل
- لا يا هاشمي ....
- إلى سعدي يوسف / عتاب ثقيل الوزن
- رواية ليبية لمحمد العريشية
- مع مظفر النواب في طرابلس [ 1978 1984 ].
- الهازئون بمبدأ السيادة والساخرون من الوطنية ...
- تعليق على مقال حول المعاهدة الأمنية الأمريكية ...


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - مداخلة محايدة بين الأستاذين بهجت عباس وعادل الزبيدي