أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عدنان الظاهر - إلى سعدي يوسف / عتاب ثقيل الوزن














المزيد.....

إلى سعدي يوسف / عتاب ثقيل الوزن


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كنتُ إذ قرأتُ ما كتبتَ قبل يوم أو يومين في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان [ الشعب الأمريكي يحرر الشعب العراقي من جلاديه ] ... كنتُ على وشك أن أكتب رداً موجزاً على مقالتك هذه لكني ترددتُ أو تلكأتُ ولم أفعل . غير أنَّ مقالة الأستاذ مثنى حميد مجيد في موقع صوت العراق لهذا اليوم ، يرد فيها على مقالتك إياها ، شجعتني وأثارت الهمة فيَّ أنْ اردَ عليك وإنْ كنتُ التالي والفضل كل الفضل لمن سبقني فالسابقون أولى بالمعروف !
كيف فاتك عزيزي سعدي يوسف أنْ تعرف أسباب تعهد المرشح الأمريكي الجديد للرئاسة بجدولة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق وإتمام هذا الإنسحاب في فترة 16 شهراً وهي معروفة للداني والقاصي وعلى رأسها خسائر أمريكا البشرية والمالية وتردي سمعتها الدولية وفشل مشروعها الإستعماري الجديد الذي أرادت منه أمريكا أن يكونَ العراقُ اللبنة الأولى في مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد ان فشلت محاولتها الأولى في لبنان ؟ هل في تعهد السيد أوباما بالإنسحاب من العراق علاقة بتحرير الشعب العراقي من جلاديه كما تفضلتَ فكتبتَ ؟ لماذا يحرر الشعب الأمريكي الشعبَ العراقي ومتى كانت أمريكا او حكوماتها المتعاقبة على الحكم في الإدارات الأمريكية المختلفة ... متى كانت حريصة على تحرير الشعوب من حكامها الجلادين وأمامك الكثير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكثير من هؤلاء الحكام الجلادين من أعوان وأصدقاء وصنائع أمريكا ؟ بلى ، المرشح الرئاسي أوباما حريص على تحرير شعبه الأمريكي لا الشعب العراق من هذه الورطة ـ الكارثة التي أوقع المستر بوش وإدارته فيها فتردّى وتردت حكومة المحافظين الجُدد إلى الحضيض بل وإلى أسفل سافلين .
أفهم انك شديد الإعجاب بالولايات المتحدة الأمريكية وقد سبق لك وأنْ عبّرتَ عن هذا الإعجاب في قصيدة لك حملت عنوان
America, America
( كتاب قصائد ساذجة / منشورات دار المدى 1996 )
حيث كررتَ حتى بشكل يبعث الملل في نفس قارئك جملة
God save America
My home, sweet home
وحيث أكدتَ أنتَ بلسانك العربي الفصيح إعجابك بكركرات الممثلة مرلين مونرو وحبك للجينز الأمريكي والجاز وجزيرة الكنز وببغاء جون سلفر ونوافذ نيوأورلينز ومارك توين ومراكب المسسبي وكلاب إبراهام لنكولن وحقول القمح والذُرة ورائحة التبغ الفرجيني . إنْ كنتَ جاداً لا هازلاً ولا هازئاً في الإعراب عن حبك هذا لكل هذه الأمور فإن َّ موقفك من إسم أمريكا ودعوتك لربك أن يحفظ أو ينقذ أمريكا وطناً ووطناً رائعا وليس لذيذاً حسب ترجمتك إذ قلتَ ( يا رب ، إحفظ أمريكا ... موطني ، موطني اللذيذ / الصفحة 89 من كتاب قصائد ساذجة ) ... أقول : في هذه الدعوة وهذه المناجاة الربانية وجهان للتفسير محتملان : وجه حقيقي يكشف عن حبك وهوسك المبكر في حب أمريكا كما هي وبكل من وما فيها ، ووجه آخر لا يخلو من سخرية مبطنة لكني أميل للتفسير الأول إذ إنكشفتَ أخيراً أو فضحت نفسك في مقالتك موضوعة النقاش . كان غرامك بأمريكا يجري في عروقك منذ أن كنتَ في دمشق الشام وما قبل هذه الفترة . كنتَ تحلم بالغرب وأنت في صميم الشرق . كنت مغرماً بالرأسمالية حد العشق الصوفي لكنك كنت في المعسكر الإشتراكي والمناهض للرأسمالية . روحك كانت هناك لكنَّ جسدك كنا هنا في الشرق. كنتَ منقسماً على نفسك وأنت تدري بحقيقة هذا الإنقسام أو الإتفصام . كنتَ تحلم بفرصة مؤاتية تأتيك من السماء السابعة لكي تخلع نفسك عما كنتَ فيه وأن تتجه صوب الغرب الرأسمالي جنة ً أخيرة ً لك . وما أن وافتك هذه الفرصة لاجئاً في لندن حتى إطـمأنت نفسك أنك غدوتَ قريباً جداً من أمريكا . وبالفعل ، ما أنْ أصبح الجواز البريطاني في جيبك حتى أصبحت زائراً دائماً لأمريكا الشمالية تتباهى مثل (( معيدي لندن )) بكثرة هذه الزيارات . أمريكا هي مثلك الأعلى وهي غاية مطامحك حيثُ إختلطت الأمور عليك حتى قبل أن تبلغ الثمانين وهي سن الخَرَف والتخريف . في إندفاعتك الساذجة هذه كشفتَ عن طبيعة نشأتك الريفية الفقيرة الأولى فبهرتك أضواء مدينة نيويورك وملاهيها وشوارعها وناطحات سحابها ودعارتها وجنونها ومخدراتها لذا حقَّ عليك ان تدافع وتمتدح وتزكي مواقف سياسية ( تكتيكية ) للمرشح الأسود(( باراك علي أوباما )) ويخدعك الوهم المضلل والقاتل أنَّ الشعب الأمريكي يحرر الشعب العراقي !! تُرى ممَ يحرره ؟ أمريكا نفسها هي الجلاد الأول والقاتل الأول والغازي والمحتل . إذا إستطاع أوباما ـ بعد وصوله البيت الأبيض ـ فلسوف يقوم بتحرير شعبه أولا وآخراً وليس العراقيين . سينقذ أمريكا من ورطة كبيرة لم تسبقها إلا كارثة الحرب الطويلة في فيتنام . إنه معني ٌّ بالدرجة الأولى والأخيرة بتحرير أمريكا من عصابة ومافيا المحافظين الجُدد وإنقاذها من مستنقع الدم والهوان والذل والخيبة .
ختام وتعليق جانبي : أتساءل فيما لو وصل أوباما البيت الأبيض رئيساً جديداً ونفذ وعده بالشروع بحسب القوات الأمريكية من العراق ... ما سيكون موقف البيادق المعروفة ممن صفقوا وروجوا وتحمّسوا ورقصوا وهزوا الأرداف والأكتاف دون حياء أو أدنى حس وطني ... لإتفاقية القواعد العسكرية والبقاء طويل الأمد على أرض العراق ؟ ما سيكون موقفهم بعد أن يسحب أوباما البساط والأرضية من تحت مؤخراتهم العريضة المعبأة لحماً ومالاً وشحماً ؟ بأي وجه سيواجهون العراق والعراقيين وأجياله القادمة ؟





#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ليبية لمحمد العريشية
- مع مظفر النواب في طرابلس [ 1978 1984 ].
- الهازئون بمبدأ السيادة والساخرون من الوطنية ...
- تعليق على مقال حول المعاهدة الأمنية الأمريكية ...
- حول المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ...
- شارع الرشيد / ذكريات بغدادية
- جوليا ... آلهة الشمس في حمص القديمة
- لعيد مولدها الحادي والثلاثين ...
- الجسد في قصة كرنفال الأحزان
- مع إخوان الصفا
- موت ٌ ورصاص ٌ في الأعراس / كتاب مقامات الإحتراق لسناء كامل ش ...
- العيون في قصص سناء كامل شعلان
- الحب ... الجن ,,, القص الخرافي في كتاب أرض الحكايا / الجزء ا ...
- مع قصص كتاب ( أرض الحكايا ) ... للدكتورة سناء كامل شعلان / ا ...
- عينان في إطار ماس ٍ وعقيق وأخضر
- المعرّي و نيتشة
- المتنبي و نيتشة / شعلة السناء
- قافلة العطش / مجموعة قصصية للدكتورة سناء كامل شعلان
- المعرّي ورسالة الغفران
- المتنبي والثامن من آذار / في يوم المرأة العالمي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عدنان الظاهر - إلى سعدي يوسف / عتاب ثقيل الوزن