أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - متاهة العراق ..














المزيد.....

متاهة العراق ..


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 10:29
المحور: المجتمع المدني
    


حمل كامل شياع كتبه وعاد الى العراق ليس فرحا ً كما كان يأمل في الماضي وكذلك ليس حزينا ً ،لكنه مبتهجا ً على كل حال فهو يعود الى العراق الذي فارقه مدة خمسة وعشرين عاما ً ، لم يعد الدكتور شياع كما عادت العمائم واللحى البيض والصفر والسود ،بل اشترى تذكرة مواطن وعاد ، وما دام قد عاد فقد أصر الناس عليه وكذلك (الرفاق ) أن لا يصمت فهو الباحث والدكتور وعلم ثقافي عراقي ،وهكذا أصبح مستشارا حديثا لوزراة الثقافة العراقية ( الخربانة) ،قبل ثلاثة أيام نزل كامل شياع يتسوق ليس بطاطا ولا طماطا ولا سمك ولا لحم بل يتسوق كتبا ً وحين عاد حاصره القتلة ، وبطلقات نارية لاثمن لها ،تلطخ الدكتور كامل شياع بدمه مثل فرخ بط لا يعرف سوى المسير خلف أمه العراق ،كتب شياع قبل موته يصف موتى العراق الآخرين " بعد هذا الانغمار المكثف في وقائع الموت وأخباره، يسألني البعض أحياناً، ألا تخاف من الموت؟ فأجيب أنا الوافد أخيراً إلى دوامة العنف المستشري، أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم ولا أظنهم يبغون ثأراً شخصياً مني، وأعلم أنني أخشى بغريزتي الإنسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها، وأعلم أنني قبل ذلك كله كثير القلق على مصير أخي ومرافقيّ الذين بملازمتهم لي في سكوني وحركتي يجازفون بحياتهم وحياة عوائلهم. رغم ذلك كله، وبمقدار ما يتعلق الأمر بمصيري الشخصي، أجد نفسي مطمئناً عادة لأنني حين وطأت هذا البلد الحزين سلمت نفسي لحكم القدر بقناعة ورضى. وما فعلت ذلك كما يفعل أي انتحاري يسعى إلى حتفه في هذا العالم وثوابه الموعود في العالم الآخر، فالقضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت. وهذه الحياة ينبغي ألا تكون بالضرورة آمنة شرط أن تشبع الرغبة في الوجود والفعل والانغمار." أي متاهة هذه وإلا من الشكوى ..!!

*****
قبل يومين بثت قناة سي أن أن الأميركية شريط فيديو لفتاة عراقية مراهقة وهي محزمة بـ(الناسف ) ،و تقسم أمام الشرطة بأنها متورطة ،وانها لا تنوي قتل الناس ،لكنها تتلكأ ثم تقول ( أريد أن أتبع والدي ) ،الفتاة لم يظهر وجهها على الشاشة بسبب أخلاقي على ما يبدو ، لكني شاهدت وجهها والفيديو على موقع صحيفة أسترالية، وكانت تتراجف مرتبكة ،خمسة عشر ربيعا ً من العمر ،وان صدقنا إنها كانت تريد الانتحار فهل من يلومها ؟طبعا أول الناس أنا أقول هنيئا لك الموت (غير الإرهابي ) فالنساء هناك لا كرامة لهن سوى الموت لكي يحس البعض بأهميتهن ، أما الموت المرافق لقتل بشر لا تعرفينهم يا ( رانية ) وهذا أسمها، فهذا شغل الرجال الكبار الذين يعتبرونك جارية ووعاء جنسي وضلع لا معنى له.

*****
شرح الباحث الكبير حنا بطاطو في الجزء الأول من كتابه (العراق ) وبكل تفصيل دور العشائر والقبائل العربية والكوردية أثناء العهد العثماني ثم الإنكليزي ،وبين في جداول واضحة ودقيقة كم استفاد زعماء ورؤساء العشائر والقبائل من الإنكليز خاصة في امتلاك الأراضي الخصبة الشاسعة ،بل أطنب في ذكر ان أحد الحكام السياسيين البريطانيين نصح أن يتم تأسيس مدارس خاصة لأبناء العشائر الذهبيين لكي لايتم اختلاطهم بأبناء المدن الفاسدين ،لكن فيصل ملك العراق الأول وافق على الفكرة لمدة ثلاثة أعوام ثم صرف النظر عنها .
وعلى ما يبدو ان العراق هو مجموعة من عشائر ومجتمعه عشائري قبلي ولا يمكن تغييره ،وان المثقفين العراقيين على كثرتهم المليونية لم يستطعوا ،وان استطاعوا في أواخر الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم أن يغيروا شيئا في دينماكية المدن نحو التمدن مع إهمال القرى ،إلا أن العشائر هي الأقوى والأعزّ والأفضل في المجتمع ،على الأقل أنقى عرقا ً وتاريخا ً حسب الآن من رجال الدين التابعين لإيران !! وهم يعتقلون (العقال العراقي) التقليدي بمختلف طياته ،وهذا ما تبين من المؤتمر الأول لقبيلة بني لام الذي عقد في فندق الرشيد ببغداد وحضره السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق .
ومن الواضح فأن من العلمانية والديمقراطية العراقية الحديثة هي الانتماء لعشيرة وقبيلة قوية كبني لام والمشاركة في مؤتمراتها ،أو إذا كنت بلا عشيرة فعليك الانتماء الى حزب أو ميليشيا إسلامية فتكون إسلاميا ً محميا ً ،وإذا كنت مستقلا تبيع شربتا ً أو كبابا ً فأنتظر رحمة من السماء قبل سقوطها على رأسك وأقرأ دعاء :
اللهّم أنت أسمع السامعين فبحق آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد و الأوصياء العظام علي والحسين وفاطمة والعباس ، جفف بقدرتك نفط العراق وأرسل ملائكتك البيض على ظلامه ..آمين.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ، الإسلام والإنسانية..
- لاجئون..خاطف ومخطوف
- كارتشيك الصربي وصدام العروبي
- الجوع والجوع المختلف
- وصايا عراقوية ..
- عراق ُ إيران
- النظرية الصدّامية في القتل العراقي
- مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ
- الموت ... الموت المستمر
- جواميس داخل حسن
- العقلية العراقية : أبيض وأسود
- مرة أخرى :المهدي المنتظر في جنوب العراق
- إسلاميون في كل مكان
- مملكة القبح والظلام
- Teddy bear في السودان..!!!
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - متاهة العراق ..