أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفكر بين المراجعة والتقييم














المزيد.....

الفكر بين المراجعة والتقييم


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفكر بمفهومه الشامل أنعكاس للواقع تحكمه عناصر محددة كالزمن، البيئة والمجتمع....لذلك لايجوز إخضاعه للمناقشة والمراجعة والتقييم دون النظر لمعاييره السابقة لتحديد آلية القياس الصحيحة، فالزمن معيار هام لتحديد صواب أو خطأ الأفكار فلايجوز اعتماد آليات الحاضر لتشخيص صواب من عدم صواب أسس بناء فكر سابق، وليس بالضرورة أن يكون كل فكر ماضوي، فكر خاطئ. فضلاً عن أن البيئة تقسر عناصرها على الانصياع فتحدث تأثيرات سلبية أو إيجابية على ماهية التفكير لإنتاج الفكرة، فالعوامل البيئية المختلفة تؤثر بشكل أساسي على عناصر المجتمع فينعكس حراكها على تشكل الواقع الاجتماعي.
عليه لابد من تحديد العناصر البيئة والاجتماعية المؤثرة على منتج الفكر والذي بدوره يعكسه على منتجه الفكري، فهناك حالة تلازم بين العناصر السابقة لايجوز فصلها بعضها عن بعض بغرض المراجعة والتقييم تحاشياً لاختلال حجم (الصدق والفائدة) في إطاره الزماني والمكاني.
يقول (( ماكس فيبر ))" إذا حاولت تفسير واقعة تاريخية بالنظر لقانون عام، فإنك تسيىء فهم سلسلة الأحداث التاريخية المختلفة. فصل الأحداث وتحديد مسبباتها يمنحك قرأءة واقعية وصحيحة".
إن آلية التبسيط والقراءات المبسترة ومحاولات التقديس للأفكار وشخوصها لاتؤسس لحوار جدي في مراجعة وإعادة التقييم لتجديد الفكر، بل تضيف أخطاء جديدة لأخطاء متراكمة، فالخطأ لايؤدي لخطأ ثاني وحسب، بل لكوارث وصراعات دموية جديدة تخوضها الفئات المختلفة من المستهلكين للأفكار المتباينة.
إن إستعارة رداء التاريخ لإلباس الحاضر، لايستر جسده الفكري العاري لإختلاف مقياس الزمن والبيئة ومتطلبات المجتمع لذا يجب تفحص المقولات والمدلولات والصياغات الفكرية السابقة لتكون متوائمة مع مجريات الحاضر فبدون الحذف والمراجعة والإضافة وإعادة التقييم لايمكن رفد الفكر الإنساني بالشيء الجديد.
يشخص (( الياس مرقص )) مسار المراجعة والتقييم الفكري قائلاً:" من تبسيط إلى تبسيط، من تسرع إلى تسرع، من الفكر الماركسي والقومي إلى الفكر الديني، ومن الجماهير إلى الجماهير، ومن إدعاء إلى إدعاء، لا فكر أبداً!. عيب الفترة السابقة كان بين جملة أمور: الاكتفاء بمقولات عامة شبه لفظية، الابتعاد عن دراسة المجتمع والأمة، وحصرها في الاستعمار والأمبريالية، وفي المجتمع الوطني، ومفاهيم كالطبقات وعلاقات نتاج وإنتاج، كإقتصاد وإقتصادية بالمعنى الماركسي الأشهر أو الستاليني والكاريكاتوري في أحيان كثيرة مع اتجاه معارض ورافض لهذا المنحى لكنه وحدوي تبريري...وها نحن الآن أمام عملية تشكل جديدة، لاتلبسه المقولات الطبقية-الاجتماعية السابقة، أمام نمو أنظمة استبدادية، توتاليتارية جديدة، إقطاعية وفردية، كتلية وذرية، حديثة وعريقة جداً، أصلية ومستوردة، قومية وعالمية".
إن الحوار الفكري الشامل، عملية تراكمية لرؤى وأفكار جديدة ترسم مسارات مشخصة ومحددة المعالم لقياس الواقع الاجتماعي بنظرة متمدنة، محلية تصدر رؤى جديدة ولاتستورد رؤى مخالفة تقسر معايير القياس الفكري (الزمن، البيئة، والمجتمع) على إعطاء مبررات غير واقعية، وتفسيرات مبسترة تزيد من حدة التناحر الاجتماعي لتحقيق الأجندة الخارجية وعلى حساب السلم الاجتماعي لمجتمعات تعايشت عبر قرون من الزمن دون أزمات وتناحرات فيما بينها.
لا توجد أزمة فكرية وإنما تأزم فكري، فالخطأ لايكمن بإستيراد (أستعارة) الأفكار الإنسانية وإنما بنوع الفكر وحاجة المستهلكين فالمنتج الفكري ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للاستهلاك في كافة المجتمعات المتباينة بل يمكن أن يكون ضاراً لإختلاف معايير القياس. لذلك يجب إنتقاء الأفكار الصالحة لكسب أكبر عدد من المستهلكين من خلال قياس حجم الصدق والفائدة تحاشياً للكساد الفكري.
يعتقد (( الياس مرقص ))" أنه قبل فترة غير طويلة كنا مع فكرة الركود والنهوض، مع مقولة الانحطاط والتقدم بحجة وجود تبسيط في الثنائيات وهي كذلك قطعاً. أنقلب الكثيرون عليها بدلاً من أن يتفحصوا الكلمات والواقع. هذه الارتدادات في الوسط الفكري التقدمي، ردود فعل وأحياناً عند بعض الماركسين التقليدين والسابقين هي تعويض وتصالح وإسترجاع للجماهير وما شابه، لكن الخطأ لايصلح الخطأ بل ينضاف إليه".
إن المراجعة والتقييم الدوري للفكر كفيل بفتح آفاق ورؤى جديدة تكسر الجمود وتفتت الثبات، تشجع على تلقيح الأفكار المحلية بالأفكار العالمية لرفد الحضارة الإنسانية، فتأطير الفكر الإنساني ( سجنه ) في إطار حزبي بحجة إخضاعه للتطبيق يسيىء للفكر ذاته.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي بين الادعاء والواقع
- الأمة والدولة
- سايكولوجيا السياسي الجاهل
- التعصب الحزبي
- المثقف والسياسي الجاهل
- دور الذوات المُغيبة في السياسة
- السياسون والمجتمع المُغيب
- الفكر والإدراك العقلي
- الفكر والوعي الإنساني (الحاجة والأسبقية)
- الفكر والسياسة
- العلاقة بين النسق الفكري واللغوي
- آليات تنظيم الانتخابات
- حق التصويت للناخب
- الناخب والانتخابات
- مواصفات الناخب والمرشح
- الصلاحيات الدستورية للأقاليم الفيدرالية
- الالية الفيدرالية (الأهداف والفوائد)
- المفاهيم الفيدرالية
- صراع الصلاحيات بين المركز والأطراف
- آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفكر بين المراجعة والتقييم