أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - صفحات من الماضي القريب ....المؤتمر الأول لنقابة المعلمين في الجمهورية العراقية














المزيد.....

صفحات من الماضي القريب ....المؤتمر الأول لنقابة المعلمين في الجمهورية العراقية


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 06:39
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الورقة البيضاء
انعقد المؤتمر الأول لنقابة المعلمين العراقيين في قاعة سينما روكسي وحضره جمهور غفير من المعلمين ورجال السياسة والأدب في العراق ،وفي بداية الاحتفال ألقى الأستاذ هديب الحاج حمود وزير المعارف وكالة كلمة الوزارة،ثم تلاه الأستاذ نجيب محيي الدين فألقى كلمة الهيئة المؤسسة لنقابة المعلمين،وقد تصدر منصة الخطابة ممثلو الهيئة المؤسسة السادة:عبد الغني الجرجفجي ونجيب محيي الدين والدكتور مهدي المخزومي وعزيز الشيخ .
وقد ألقى الأستاذ صلاح خالص كلمة اتحاد الأدباء العراقيين أشاد بها بالمعلمين ودورهم في بناء البلد ومشاركتهم في العمل لجماهيري وأسهامهم الفعال في القضاء على النظام الملكي ،ثم ألقى بعد ذلك الدكتور وصفي محمد علي كلمة نقابة ذوي المهن الطبية،وألقى الدكتور رحيم عجينة كلمة جمعية الخريجين،فيما ألقى المهندس عبد الرزاق مطر كلمة نقابة ذوي المهن الهندسية،وتلاه العامل النقابي صادق جعفر ألفلاحي ليلقي كلمة اتحاد نقابات العمال،ثم ألقيت بالنيابة كلمة الهيئة المؤسسة لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة،بعدها ألقى الطالب مهدي عبد الكريم كلمة اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ثم تقدم الدكتور صفاء الحافظ وألقى تقرير الهيئة المؤسسة لنقابة المعلمين،وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء،وأستعرض تاريخ النقابة ونضالها المديد منذ عام 1942 حتى ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة،حيث شكلت الهيئة المؤسسة لأجراء انتخابات ديمقراطية يختار من خلالها المعلمون ممثليهم،وقد حضر (408) مندوب يمثلون الألوية العراقية،وقدم شرحا وافيا للجان المنبثقة عن النقابة والمهام الموكلة إليها.
بعد ذلك ألقى الأستاذ متي الشيخ تقرير اللجنة المالية للفترة الواقعة بين 1/1/1959 حتى افتتاح المؤتمر الأول في 2/2/1959،بين فيه الواردات والمصروفات وأوجه صرفها،وأقر المؤتمر في جلساته المتتابعة الكثير من التوصيات والقرارات وتعديل قنون النقابة ووضع النظام الداخلي لها.
وفي يوم الانتخابات أنطلق المعلمون لاختيار ممثليهم في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد ،دون أن يمارس فيها أي نوع من أنواع الجبر والإكراه الذي كانت عليه الانتخابات الصورية للملكية البائدة،وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرا فوجئ مركز التصويت المخصص لقدامى المعلمين بحضور الزعيم عبد الكريم قاسم،المعلم السابق،ليدلي بصوته في صندوق الاقتراع،وقد تجمهر آلاف المعلمين لتحيته والسلام عليه ثم تحدث كعادته وألقى كلمة عن مستقبل العراق وما يخطط من أجل تقدمه وبناء الغد الأفضل،ولتأكيد عدم انحيازه إلى قائمة دون أخرى،طلب ورقة بيضاء وقعها وأرخها:
الزعيم عبد الكريم قاسم
14/تموز/1958
ثم ألقاها بيضاء في صندوق الاقتراع مع قوائم المرشحين.
وكانت المنافسة حينها شديدة بين القائمة المهنية الموحدة التي تمثل التيار الوطني الديمقراطي،والجبهة القومية التي تمثل التيارات الأخرى من قوميين ورجعيين وإسلاميين،والمرشحون المنفردين،ولأن الزعيم هو زعيم البلاد بمختلف طوائفها وقومياتها واتجاهاتها ،فلم يعلن انحيازه لهذه الجهة أو تلك وأعطي صوته الأبيض حتى يكون الجميع بمستوى واحد في الموازنة والاختيار،وليكونوا على قدم المساواة في الممارسة الديمقراطية الفتية وليعلن أن المرجعية هي الوطن ولا شيء غير المواطن.
وتدور الأيام دورتها وتجري الانتخابات التالية وكان عبد الكريم قاسم في وقتها قد أدار ظهره للقوى الوطنية وأفسح في المجال لقوى الردة والعمالة أن تعود إلى الساحة من جديد ،وأجريت انتخابات نقابة المعلمين وسط هيمنة مقرفة لأشياع النظام الملكية والقوى الرجعية والقومية العميلة،فسخر هؤلاء أجهزة الدولة لخدمتهم وأوعزوا إلى مديريات التربية بعدم السماح للمعلمين الوطنيين والشيوعيين من المشاركة في الانتخابات فيما قامت القوى الأمنية باحتجاز آلاف المعلمين في مختلف المحافظات ،وكان المعلمون على علم بالآجراآت التي ستقدم عليها الحكومة وقواها الرجعية ،فكان المئات من المعلمين قد ساروا على الأقدام وسلكوا طرقا غير مأهولة للوصول إلى المركز الانتخابي وفعلا أستطاع الكثيرون الوصول للمشاركة في الانتخابات ولكن قوى الشرطة والأمن والجيش والمليشيات المسلحة بالهراوات والسكاكين كانت بالمرصاد لمن يفكر بدخول قاعة الانتخاب،فكانت تتعرض لهم قبل الوصول إلى المركز وإذا تسنى لأحدهم تجاوزهم بطريقة ما فيقوم الانضباط والأمن الذي شكل طوقا محكما بمنعه من الدخول ،ووصلت الأمور إلى استعمال القوة والضرب وأصيب العديد من المعلمين فيما أعتقل المئات منهم قبل وأثناء الانتخابات،وكان للرجعيين ما أرادوا ففاز ممثلي القائمة الرجعية في الانتخابات على الطريقة العراقية القومية .
واليوم أخذت الانتخابات أشكال أخرى في التزوير والتلاعب وطرق جديدة مبتكرة واستطاعت القوى الهامشية السيطرة على الكثير من النقابات ،ولعل الأيام المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة تجعل النقابات والجمعيات أبواق مسخرة لأطراف تمسك بالسلطة بيد من حديد ،بسبب الجمود والتراخي الذي أصاب القوى الوطنية وجعلها تعيش في ضياع ليس له مثيل.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وغابت شجرة وارفة من جديد
- الأمجاد العظيمة لنقابة الصحفيين في النجف
- حصاد العمر14 الحكم بالإعدام
- حصاد العمر13 المواجهة
- حصاد العمر(12) معركة الأهوار
- حصاد العمر(9)
- حصاد العمر(10)
- حصاد العمر(11)
- الصراع الحزبي وأثره في فشل النقابات والجمعيات
- حصاد العمر7
- حصاد العمر(8)
- حصاد العمر(6) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- بطلان الفتاوى الاجتهادية
- حصاد العمر (5) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي ...
- بعرس اليتيمه غاب الكمر
- الكيل بمكيالين
- حصاد العمر(4) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- حصاد العمر(3)
- حصاد العمر..(2)
- من هو الأخطر ..البعث أم القاعدة (2)


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين وكيفية الاستعلام عن رواتب التقاعد ...
- ” استعلم عن موعد الصرف واستفيد من الزيادة” الاستعلام عن روات ...
- “متاح الان” موقع التسجيل في منحة البطالة الكترونيا 2024 بالج ...
- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - صفحات من الماضي القريب ....المؤتمر الأول لنقابة المعلمين في الجمهورية العراقية