أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - الصراع الحزبي وأثره في فشل النقابات والجمعيات














المزيد.....

الصراع الحزبي وأثره في فشل النقابات والجمعيات


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يبدو أن الإرث البغيض للنظام البائد لا يمكننا الفكاك والخلاص منه ولا يزال يلقي بظلاله على الحياة السياسية في العراق،فالأحزاب الوطنية الديمقراطية التي أفرزها التغيير السياسي في العراق استلهمت من النظام ألصدامي الكثير من منطلقاتها ومفاهيمها وتحاول التأسيس على ذات الأرضية القلقة التي كان يرتكز عليها النظام المذكور،فسياسة الإقصاء والتهميش وبسط السيطرة والنفوذ وإلغاء الآخر هي العلامة الفارقة والمميزة للجميع،وكل من يجد في نفسه القدرة والاستطاعة يسعى لإنهاء الآخر وإخراجه من ساحة الصراع باستعمال الأسلحة الجرثومية والنووية والهيدروجينية،وهذا من علامات الديمقراطية الجديدة التي ينادي بها الجميع ويعملون تحت ظلها ووفق برامجها .
ومنظمات المجتمع المدني أصبحت ساحة الصراع لهذه الأحزاب ومركز استقطابها ومد نفوذها،ولو كانت الطرق الديمقراطية السليمة الأساس لهذا الصراع لهان الأمر ولكن الصراع أخذ مديات أوسع وسلك طرقا أدت أو ستؤدي إلى جعل المنظمات المجتمعية أداة للسيطرة وإنهاء الآخر،وبدلا من التعميم سنأتي بنماذج على هذا التشرذم الذي جعل من هذه المنظمات هياكل فارغة تنخرها العثة ويفتتها التناحر والصراع.
تابع المراقبون في كل مكان ما جرى في انتخابات نقابة الصحفيين وما حدث فيها من تلاعب خطير جعل الأقوياء يهيمنون عليها باستعمالهم مختلف الأسلحة ،ولجوئهم إلى أرخص الوسائل في الهيمنة والسيطرة عليها وإعطائها صبغة واضحة تمثل جهات فاعلة لها تأثيرها المعروف في السلطة العراقية بالتعاون مع أطراف ليس لها لون معين وتتلون باللون الذي يفرضه عليها نوع الحكم في العراق،فلو راجعنا الأسماء التي هيمنت على مقدرات النقابة لوجدنا أن جلها أن لم يكن أكثرها له ارتباطاته بأحزاب السلطة أو حزب البعث الحاكم بل أن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أعلن صراحة أنه يبارك هذا التغيير لأنه يمثل بعضا من توجهاته المعروفة في عودة البعث إلى الواجهة،وأن سكوت أطراف أخرى يعني أنها قد أخذت نصيبها في كعكة النقابة ،مما جعل اعتراضات التيارات الوطنية الأخرى غير ذات فائدة بعد أن اكتسبت الشرعية الحكومية والقضائية والعربية التي اتفقت أرادتها على الإبقاء على هذا الوليد المشوه لغاية في نفس يعقوب.
وفي مجال الجمعيات ألفلاحيه أخذ كل حزب في العراق يشكل اتحاده الخاص به حتى أصبح في العراق عشرات الاتحادات التي تستمد قوتها وسلطتها من الحزب الذي أوجدها وبالتالي أصبح هذا التشرذم ضمانا لما آلت إليه أوضاع الفلاحين في تردي الإنتاج الزراعي تمهيدا لجعلها مرتعا للاستثمارات الأجنبية وشركاؤهم في سلطة القرار، وهذه السياسة مررت على الفلاحين البسطاء المفتقرين إلى الوعي والمعرفة والغارقين في الكسل واللامبالاة لعدم وجود القوى القادرة على العمل في أوساطهم وإفهامهم بمخاطر هذا التشرذم والضياع.
وحال النقابات ألأخرى لا يختلف كثيرا ،والعمل مستمر لاحتوائها من الحيتان الكبيرة التي بدأت بتهديم أسسها ومقوماتها بإنشاء كيانات مبعثرة تمثل هذا الطرف أو ذاك وأتوقع أن تقوم هذه القوى وبشكل تدريجي بمد سلطتها على جميع النقابات والاتحادات والمنظمات المجتمعية بإتباعها الوسائل المختلفة ،لتكون هذه المنظمات واجهات لها في تمرير سياستها ،واليوم ليس ببعيد على ذلك والتحضيرات جارية على قدم وساق للسيطرة عليها وربطها بعجلتهم ،إذا لم تسارع القوى الوطنية للعمل يد واحدة لإيقاف هذا الاستلاب والوقوف بوجه هذا ألإخطبوط الذي سيحيلها إلى واجهات رسمية كما كانت عليه زمن النظام السابق،تسير بتوجيهات القيادات التي أوجدتها وبعثت فيها الحياة بما تتملك من قدرات مادية وحكومية لا يمكن للجهات ألأخرى مجاراتها أو الوقوف بوجهها.
أن الواقع الموضوعي يدعوا الجهات ذات العلاقة لدرء الخطر المقبل قبل استفحال الأمور وسيرها بالطريق الخاطئ ،وتأسيسها لنظام جديد يجعل من المستحيل مستقبلا أجراء التغيير المناسب لأنها ستؤسس للبقاء دون أن تستطيع أي قوة أزاحتها أو الوقوف بوجهها .



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد العمر7
- حصاد العمر(8)
- حصاد العمر(6) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- بطلان الفتاوى الاجتهادية
- حصاد العمر (5) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي ...
- بعرس اليتيمه غاب الكمر
- الكيل بمكيالين
- حصاد العمر(4) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هادي)
- حصاد العمر(3)
- حصاد العمر..(2)
- من هو الأخطر ..البعث أم القاعدة (2)
- حصاد العمر..(1) لمحات من سيرة المناضل عبد الجبار علي(أبو هاد ...
- من هو الأخطر..البعث أم القاعدة (1)
- (لو كل يوم جلمة جا ختمنه القاموس)
- أكذب أكذب حتى يصدقك الناس/2
- إلى أين تمضي القافلة بالصحفيين العراقيين
- نفق سجن الحلة ملحمة الملاحم في مسيرة الشيوعيين العراقيين
- أكذب ..أكذب حتى يصدقك الناس
- وعند جهينة الخبر اليقين (حول مجزرة قصر الرحاب)
- مجزرة قصر الرحاب صورة للعراق عبر التاريخ(3)


المزيد.....




- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...
- صلاح الدين السالمي في الهيئة الإدارية لجامعة النفط:
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- Second meeting of the Andean Subregion
- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...
- “بزيادة حتـــى 760 ألف دينار mof.gov.iq“ سلم رواتب الموظفين ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - الصراع الحزبي وأثره في فشل النقابات والجمعيات