أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القومية-؟














المزيد.....

ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القومية-؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


"المفاوِض الفلسطيني" يفضِّل، ويحاوِل، حل "الدولتين"، فإذا ما فشِل هذا الحل، أي إذا ما أفشلته إسرائيل، فيفضِّل "الهروب إلى الأمام"، أي إلى حل "الدولة الواحدة ثنائية القومية"، وكأنَّه يُشْهِر على إسرائيل هذا "الخيار ـ الحل"، فيملك، على الفور، "ورقة تفاوضية ضاغطة ورابحة"، فتُلبِّي، عندئذٍ، شروط ومطالب الفلسطينيين لجعل حلِّ "الدولتين" حقيقة واقعة.

أمَّا "المقاوِم الفلسطيني"، أي "حماس" المسيطرة على قطاع غزة المحاصَر في مناخ الوقف المتبادل للأعمال العسكرية بينه وبين إسرائيل، والذي (أي هذا "المقاوِم الفلسطيني") يَعْدِل "شقيقة المفاوِض" أزمةً ومأزقاً، فيرفض رفضاً باتَّاً الحلَّيْن معاً، وكل حلٍّ يمكن أن يتضمَّن اعترافاً فلسطينياً ما بإسرائيل، فقبل تحرير فلسطين، كل فلسطين، يمكن فحسب التوصُّل إلى اتفاق مع الدولة اليهودية على "هدنة"، وكأنَّ "التحريرين" الأوَّل والثاني لقطاع غزة، مع عواقبهما، يَعِدان الشعب الفلسطيني بـ "فتح قريب" لفلسطين كلها!

بقي "الثالث" وهو إسرائيل؛ وهذا "الثالث" يرفض رفضاً باتَّاً حل "الدولة الواحدة ثنائية القومية"، ويسخر منه، ويفهمه على أنَّه علامة يأس تفاوضي فلسطيني كبرى، مؤكِّداً قبوله فحسب حلَّ "الدولتين"، على أن يؤسِّس هذا الحل لـ "اليهودية الخالصة (أو شبه الخالصة)" لدولة إسرائيل من الوجهة الديمغرافية (والحقوقية) فبعضٌ من اللاجئين الفلسطينيين (يَعْدِلون قطرة في بحر اللجوء الفلسطيني) يمكن أن تُحَلَّ "مشكلتهم الإنسانية" في إقليم "الدولة اليهودية"، وكفى الله إسرائيل شرَّ "حق العودة"!

"العاصمة"، أي عاصمة دولة فلسطين، لن تكون "القدس الشرقية"، ولن تكون "في" القدس الشرقية، "الآن"؛ وهذه "الآن" قد تستمر زمناً يقاس بعشرات السنين، فرئيس الوزراء الإسرائيلي الفاسِد حتى في تفكيره السياسي والتفاوضي يريد "التأجيل".. تأجيل بحث هذا "الملف"، أي "ملف القدس"، فحركة "شاس" قد تخرج من ائتلافه الحاكم إذا ما تجرَّأ على فتح هذا "الملف" للبحث أو النقاش.

وبما يشبه "المبضع" يَرْسُم "الحدود النهائية"، فالمناطق الفلسطينية (في الضفة الغربية بمفهومها الفلسطيني) المهمة (لإسرائيل) استيطانياً وأمنياً ومائياً و"ثقافياً" تُضَمُّ فوراً إلى إقليم دولتها، ويتحوَّل، بالتالي، خطَّ "الجدار الأمني" إلى "خطٍّ حدودي دائم" مع "الشطر الشمالي (غير المتِّصل جغرافياً)" من "دولة فلسطين".

وعندما.. عندما يقع "التحرير الثالث" لقطاع غزة، أي "تحريره"، هذه المرَّة، من سلطة "حماس"، ويستعيد "الشطران" وحدتهما، بالتالي، تفي إسرائيل بالبقية الباقية من التزاماتها، فتُوسِّع مساحة "القطاع" من خلال ضَمِّها جزءاً صغيراً من أراضيها الصحراوية في النقب إلى هذا "الشطر الجنوبي" لـ "دولة فلسطين"، ثمَّ تَفْتَح، ضِمْن أراضيها، وتحت سيادتها، ممرَّاً بين "الشطرين"، يمكن تسميته "ممر الحق (الفلسطيني) في المرور الحر"!

هذا "الاقتراح" الإسرائيلي ليس باقتراح لتحقيق السلام، فهو في حقيقته التي لا يشوبها وهم ليس سوى طريقة إسرائيلية لـ "دفن أنابوليس" مع تحميل الفلسطينيين (الذين لم يتَّعِظوا بالتجربة التفاوضية الأخيرة و"القاتلة" لزعميهم عرفات) مسؤولية الفشل وإضاعة "فرصة أنابوليس الذهبية"!

إنَّها اللعبة السخيفة ذاتها، فالمفاوِض الفلسطيني يُقْتَرَح عليه اقتراحاً عسلياً (في عيون العالم) مسموماً (في عيون الفلسطينيين) فإذا رفضه (لأنْ لا خيار لديه سوى رفضه) اتُّهِمَ بأنَّه غير راغِب في السلام، أو غير قادر على قبول السلام.

إذا كان كل الكلام السياسي الآن ثرثرة، فَلْنُثَرْثِر معهم..

ثمَّة خيار "لحلٍّ ثالث"، يتخطَّى "الخيارين"، محتفِظاً، في الوقت نفسه، بـ "الإيجابي" منهما. إنَّه خيار "الدولتين المنفصلتين ثنائيتي القومية بعاصمتهما الواحدة الموحَّدة ثنائية القومية".

لِتُعْلَن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمةً مشترَكة لـ "الدولتين": "دولة إسرائيل الثنائية القومية" و"دولة فلسطين الثنائية القومية". "دولة إسرائيل" تضمُّ أيضاً "عرب إسرائيل" مع بعضٍ من اللاجئين الفلسطينيين؛ و"دولة فلسطين"، التي حدودها النهائية تطابِق "خط الرابع من حزيران (1967)"، يبقى فيها كل المستوطنين، وتلقى من المساعدة الدولية والإقليمية ما يُمَكِّنها (اقتصادياً في المقام الأوَّل) من أن تكون (فِعْلاً لا قولاً) دولة الشعب الفلسطيني بأسره.

وتوصُّلاً إلى مزيدٍ من "المساواة"، لا يُقْتَطَع أي جزء من إقليمي الدولتين، وتَسْتَقْبِل إسرائيل من اللاجئين الفلسطينيين ما يَعْدِل عدد المستوطنين الباقين في إقليم "دولة فلسطين"، ويتولَّى مجلس مشترَك، تُوزَّع مقاعده مناصفةً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إدارة شؤون "العاصمة المشترَكة ثنائية القومية".

وهذه الثرثرة إنَّما هي غيضٌ من فيض ما نملك من ثرثرة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!
- -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!
- ما هو الكون؟
- مؤتمرات تكافِح الفساد بما ينمِّيه!
- الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!
- -قضاءٌ- وظَّف عنده -القضاء والقدر-!
- جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!
- تفاؤل رايس!
- ثلاثية -الإيمان- و-العقل- و-المصلحة-!
- -المجلس الأعلى للإعلام- إذ حسَّن -مسطرته-!
- ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القومية-؟