أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شحات ديسطى - ِقاعة السعادة














المزيد.....

ِقاعة السعادة


محمد شحات ديسطى

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


فى الطريق إلى قاعة السعادة على كورنيش النيل ، يظل النيل دائماً وأبداً هو سر الوجود ومحور الحياة فهو الذى يمنح العشاق والبسطاء السعادة فى ليالى الحر الرطبة ، إلا أنه أصبح اليوم يقسم البشر طبقاً لمكانتهم ، فعلى جانبيه تتحدد مكانة البشر فكلما اقتربنا إلى جواره كلما عُرفت منزلتنا فى المجتمع، فى الطريق تذكر أول لقاء بينهما بعد غياب سنوات الدراسة فى قاعة أفراح وحيدة على نفس النيل ... كان يطارد صورتها على صفحة النيل ، يناجيها ويستبد به الشوق لرؤيتها ،لم يضن الزمان عليه بهذا اللقاء ، كانت المفاجأة عندما رأها أمامه، شعر بأنه مؤيد من السماء وأن أحلامه تحقق كفلق الصبح ،بادرته بالتحية وتمنت له السعادة ، لم يدر أنها تزوجت بالقادم من بلاد النفط إلا عندما رأى الذهب يطوق جيدها ومعصمها، فى ذلك اليوم أقسم أن يكون أحسن حالاً منها ، سيجتهد فى عمله حتى يصل إلى أعلى الدرجات ، وسوف تندم أنها لم ترتبط به ، فهذا الذهب ما هو إلا قشرة استهلاكية ستزول مع الأيام ، كانت أحلامه تملأ الكون عدلاً ورحمة وأن يصبح الناس سواسية كأسنان المشط ، كان يؤمن أنها دورة لا محالة زائلة، وبعد سنوات يأتى إلى نفس الطريق ليجد النيل وقد أمتلأ بالقاعات والمبانى الشاهقة التى يسكنها الأغنياء لم يعد به مكان للبسطاء ،اليوم أصبحت كل أحلامه مجهضة ..رأهن بأنه سيصبح أحسن منها فأصبحت أكثر منه غنىً ، وراهن أن ميزان العدل سيسود وأن تصبح قيمة الإنسان بعمله وفكره ، فأصبح الإستهلاك هو سيد الموقف لم يدر بعد أنه فى زمن العولمة المتوحشة وأنه تخلف عن الركب كل هذه السنوات ، حتى فى عمله لم يستطع أن يقاوم الفساد ، ولم يصبح من المقربين المحظوظين وهاهو اليوم ذاهب لفرح ابن رئيسه فى العمل ـ الذى يعده لخلافته ـ والذى يتزوج من أبنة أكبر " العملاء " بالعمل والويل لمن لا يحضر هذا الزواج ويباركه فعيون رئيس العمل فى كل مكان لتحصى من حضر ومن لم يحضر وخوفاً من سخطه ، يدخل القاعة الضخمة والفخمة فى آن ، ينظر للعيون فى كل اتجاه والعيون معلقة بلحظة دخول العروسان ، تتقدم الزفة مجموعة من الفتيات القاصرات يلبسن ملابس بيضاء تشبه الفراشات ، يحيطن بالعروسين يخلع ذلك رمزية بالحور فى الجنة ، ينشرن البسمات ليوحين للحضور بالسعادة ..إلا أن عينيه إلتقت بإحداهن وهى تلمع كأنها ممتلئة بالبكاء،لم تخدعه تلك الابتسامات البلاستيكية المصطنعة ،كاد قلبه أن يتمزق فهو يعلم أنهن فتيات فقيرات أتين لصنع البهجة مثل البنفسج ، فالمسالة ليست فناً يدافعن عنه ولكنها أكل عيش !!...خرج مسرعاً حزيناً من قاعة السعادة ليلعن الفقر ويتمنى أن يكون رجلاً لــــ..........



#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الإمتحان
- لقاء
- عرق الثقافة
- رسالة إلى صديقى المبدع
- قصة داعية
- صحيفة الحوار المتمدن نموذج الحرية المتعين فى الواقع العربى
- الساق صاحبة الكرامات ...!!!
- المبارزات الطائفية هى المقدمة الطبيعية لتحقيق الفوضى الخلاقة
- عبد الكريم نبيل سليمان بين حرية التعبير والمراهقة الفكرية
- هل الإخوان سبب فساد الحياة السياسية المعاصرة ؟؟
- الرجل والكرسى
- الفقراء لا يدخلون البرلمان
- إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى
- الوعى فى مواجهة الثقافة السمعية
- السقوط المبين للإخوان المسلمين
- الوعى المفقود


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شحات ديسطى - ِقاعة السعادة