أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شحات ديسطى - الرجل والكرسى














المزيد.....

الرجل والكرسى


محمد شحات ديسطى

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 04:28
المحور: كتابات ساخرة
    


أصبح دوره مهماً هذه الأيام فكل حالم بكرسى العضوية يحتاج لمثله ……كان الوحيد الذى يحتكر هذه المهنة … والآن أصبح هناك دخلاء على المهنة مع ازدياد عدد المشتاقين لكرسى العضوية… وربما يمتاز عنهم بحكم الريادة والملكات الشخصية فقد حباه الله ببسطة فى الجسم فهو طول بعرض يسمونه ( صدر مجلس ) ….فعندما ينادى المنادى على وفاة أحد المتوفين ولا سيما لو كان من أحد الأسر الكبيرة تنفرج أساريره …تعلو وجهه الفرحة فهذا اليوم هو يومه يوم الجد والاجتهاد … يلبس أفخر ما عنده من ثياب ويحمل مسبحته ويحرص على الحضور مبكراً ليحتل المقعد الرئيسى فى صدر سرادق العزاء… لا يشغله أحد فى السرادق عينيه على باب السرادق …….حتى المحيطين بالمقرئ الطامعين فى نفحاته المتأوهين بإعجاب لتلاوته - حتى وهو يتلو آيات العذاب - ينافسهم فى الحضور مبكراً ….لايهمه من هم عن يمينه أو شماله حتى محترفى الخطابة الذين يحضرون مبكراً كى يستولوا على الميكرفون بعد التلاوة لإشباع رغباتهم المكبوتة فى الغثاء ( عفواً فى الخطابة) كل ذلك لا يشغل باله كل همه وما يشغل باله هو مجيء النائب المنتظر الذى يحلم بكرسى العضوية ….تعلو وجهه علامات الترقب والقلق كلما مر الوقت …..يصفر وجهه وتعلوه ابتسامة باهتة … تقتله الدقائق … وتذبحه الثوانى … تسرع يديه على المسبحة …. ماذا عساه أن يحضر … لقد تأخر عن الموعد المحدد … ربما يريد أن يمتلئ السرادق حتى يكون حضوره مهيباً عيناه مازالت مستقرة على باب السرادق……وفجأة تنفرج أساريره ويعلو وجهه المكفهر ابتسامة إنها لحظة الفرج …. لقد حل بطلعته البهية … ينتفض من مكانه واقفاً تاركاً له الكرسى الذى حجزه من وقت مبكر … لا يعيره الحالم بالكرسى أدنى اهتمام…. كل ما يشغله هو توزيع السلامات والقبلات على الجالسين عن اليمين وعن الشمال ….والجميع لاهى عن المأتم … عن المقرئ … عن الحزن ( اللى معدلوش جلال) … ينسحب من المكان تاركاً الكرسى كى يجلس عليه النائب المنتظر الحالم دائماً بكرسى العضوية….. يذوب وسط الحاضرين ينزوي …لم يعد هو صدر المجلس ….. لم يعد يزين الكرسى الرئيسى …. ينتهى المقرئ من تلاوته …. " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ويسرع الخطيب المفوه ليستولى على الميكرفون ويرفع عقيرته ليذكرنا بالموت …ومتاع الدنيا الزائل …. يرجع بيته سعيداً مرتاح البال … مستقر الخاطر …لقد أدى واجبه كاملاً فى الحفاظ على الكرسى حتى وصول النائب الحالم بالكرسى .



#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء لا يدخلون البرلمان
- إطلالة على المشهد الانتخابي المصرى
- الوعى فى مواجهة الثقافة السمعية
- السقوط المبين للإخوان المسلمين
- الوعى المفقود


المزيد.....




- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شحات ديسطى - الرجل والكرسى