أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - هل قامت الاديان باختزال مفاهيم الانسانية















المزيد.....



هل قامت الاديان باختزال مفاهيم الانسانية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وجدت البشرية على الأرض برؤى وكيفيات مختلفة النظرات الى منشأها ووجودها وكيانها على وجه البسيطة ووحدة الأديان بوجود البشرية وأيضاً باختلاف كثير فإذا كان أرسطو قد عرف الإنسان بأنه (( حيوان ناطق)) أي مفكر فقد عرفه غيره من الفلاسفة بأنه (( حيوان متدين)) فذهب هيجل مثلاً الى أن (( الإنسان وحده هو الذي يمكن أن يكون له دين وإن الحيوانات تفتقر الى الدين بمقدار ما تفتقر الى القانون والأخلاق)) (( هيجل موسوعة العلوم الفلسفية ص1 47 – 48 . دار التنوير بيروت عام 1983 ط1 دار الثقافة بالقاهرة عام 1985 ط2) ذلك لأن التدين عنصر أساسي في تكوين الإنسان والحس الديني إنما يكمن في أعماق كل قلب بشري بل هو يدخل في صميم ماهية الإنسان مثله مثل العقل سواء بسواء (( على حد تعبير ولتر ستيس الومان والأزل مقال في فلسفة الدين ص45 المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر بيروت عام 1967)) . ولعل هذا ما حدا بعض صوفية الإسلام كالجنيد البغدادي وأبن عطاء الله الاسكندري وغيرهما الى القول بأن الإيمان فطري في النفس البشرية التي كانت سابقة في وجودها على البدن وإن البدن هو الذي حجب الإيمان ومنع ظهوره وهي فكرة لخطؤها فيما سموه ((بالميثاق الأعظم )) مستندين فيها الى قوله تعالى (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)) الأعراف ( 172) وإذا سلمنا بأن الحس الديني جزء أساس في تكوين الإنسان وإنه موجود بدرجات متفاوتة عند الناس جميعاً فقد يكون مطموراً عند من يحاول حجبه أو يمنعه من الظهور بل ربما يجحد وجوده وقد يكون عارماً وطاغياً عند الصوفي الذي يرى العقل الألهي في كل حركة كونية من حبة الرمل في الصحراء الى نجوم السماء فلا بد أن نسلم بالتالي: إن تفسير هذا الحس الديني قد خضع لنفس التطور الذي خضع له الإنسان فأختلف وفقاً لمراحل كثيرة لارتباطه إرتباطاً وثيقاً بالإطار الثقافي الذي وجد منه وبعض المفكرين اعتبر أن بعض الأديان أبتكرتها البشرية أفيوناً للشعوب وملهاة لها فتعدد الأديان وتنوعها لحاجة ماسة بشرية الى سد نقصٍ واكتمال أمور أخرى فلديك عبدة الأوثان وعبدة النار وعبدة الأبقار والشمس والقمر وهكذا دأبت البشرية ومنذ وجودها على عبادة الكثير من الأمور شأنها لسد نقص لديها أو مراعاة لمصالح عليا اكتنفها المعبد بشخوصه الموجودين ومن هنا نشأت كثرة من الديانات منذ أن دب على ظهر الأرض الإنسان فكانت الأساطير والخرافات والسحر والشعوذة ومحاولة السيطرة على القوى الخفية والتقرب إليها بالاضاحي والقرابين مما نرفد به تاريخ الشعوب في الشرق والغرب ثم ظهرت الديانات العشرية من زرادشتية الى كونفوشية الى بوذية وصينية.. الخ حتى نزلت الديانات السماوية الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام .. ولقد دأب المسلمون ابان ازدهار حضارتهم على دراسة كل الاديان المختلفة وخصوصاً القريبة منهم لأنهم أدركوا ذلك الدور الكبير الذي يفعله الدين وتأثيراته المتنامية والكبرى على حياة الفرد والأمة حتى قيل أن دراسة شعائر الشعوب الدينية وانتماءاتهم تكشف عن طبائعهم وهكذا سافر ( أبو الريحان ((البيروني)) في القرن الخامس الهجري الى الهند وقضى فيها 40 عاماً يدرس أولاً لغتها القديمة – السنسكريتية- ويتقنها اتقاناً يجعله يترجم الى اللغة العربية عدداً من المؤلفات السنسكريتية. كما يترجم الى السنسكريتية كتاب (أصول الهندسة) لأقليدس والمجسطي لبطليموس ولـ ديورانت قصة الحضارة المجلد الثالث عشر ص 186 ترجمة محمد بدران – لجنة التأليف والنشر بالقاهرة)) وبعد فترة وجيزة كتب الشهرستاني أشهر كتبه الملل والنحل الذي يؤرخ فيه الأديان عصره بمنهج علمي دقيق حتى أنه اشترط على نفسه بمقدمة الكتاب أن يتجنب التعصب والميل مع الهوى يقول: (( شرطي على نفسي أن اورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب لهم دون أن ابين صحيحه من فاسده وأعين حقه من باطله وإن كان لا يخفى على الافهام الذكية في مدارج الدلائل العقلية للمحات الحق ونفحات الباطل)) (( الملل والنحل ص23 طبعة الحلبي عام 1961)9 ولكن مع ذلك التعصب لمذهبه وعده أفضل المذاهب وطعن في الكثير من المذاهب وعد عقائدهم فاسدة وهذا مما يخالف الموضوعية المهمة في هذا المجال إذ تناول الأديان والمذاهب يرجح ما لديه على ما لدى غيره ولا يكتفي بذلك بل يستخدم الطعون والضرب بالآخرين وآراءهم ، وعوداً على بدأ .. فكتب الشهرستاني عن المجوس واليهود والنصارى والمسلمين كما كتب عن الصابئة وعبدة الكواكب والاوثان وعبدة الماء ومعتقدات الهنود لا سيما البراهمة فأصبح كتابه مجمعاً شاملاً للديانات وواقعها.. ولكن لا توجد كتب متخصصة الى الآن إلا ما ندر في تأثير الأديان وواقعها على الشعوب. تقدم لنا الحضارات التي عاشت في بلاد الرافدين على سبيل فرصة فريدة لنشأة الدين لديهم وتطوره في منطقة ذات أجناس وأفراد مختلفين لديهم رؤى عديدة وكبيرة فلقد كشف علماء الآثار عن بقايا أقدم المستوطنات القروية (( جيرمو في العراق كاتل هييوك في تركيا وأريحا في فلسطين )) التي كانت موجودة في الألف السابع قبل الميلاد وكانت لديهم رؤى متطورة وحديثة لتعالمهم مع الأرض بسقيها وحرثها وزراعتها والبناء المتعالي لديهم ولكن الى جانب هذه الأمور كان هؤلاء الناس على وعي بالقوى الروحية التي يعتمد عليها وجودهم وتشهد على ذلك بقايا المعابد والهياكل وأماكن التضحية وتقديم القرابين والتماثيل وتماثيل الآلهة وغيرها من الأمور ومع ظهور الكتابة التي وجدت أولاً في أوروك (أو ارك)) حوالي سنة 3000 ق. م ظهر مصدر جديد من الشواهد التي زودتنا بالعديد من الوثائق الطينية الكتابة وكذلك بالواح الكتابة التي استخدمت العلامات السومرية والتي بينت فيما بعد أي بعد تفسيرها طرق عباداتهم وأديانهم المختلفة والنماذج من الديانات العراقية القديمة لدى السومرين والتي انعكست فيما بعد على خلفائهم في حكم العراق أي البابليين والآشوريين والعيرميين وغيرهم هو أن الكون يتسم بالنظام وأن كل ما يمكن أن يدركه الإنسان فهو إنعكاس لتجلي العقل الألهي ولنشاط خارق للطبيعة والعناصر التي يتألف منها الكون لدى السومريين هي : السماء والأرض ويعتقدون أن البحر هو سبب انبثاق الكون وهكذا كانت لديهم معابدهم وكهنتهم وفق هذه الظواهر الطبيعية في تحديد الدين لديهم كما وضع السومريون مئات الأسماء المقدسة وصنفوا كل منها على أنه إله ولأله السومرية ( دينثر) وهناك أساطيرهم الكثيرة في تحديد معاني الآله (( كي تعني الأرض أو الأسفل وهي زوجة الأله ويظهر الزوجان معاً في النصوص البابلية القديمة ولقد كان آن إله السماء المذكر وكي إلهة الأرض المؤنثة ملتصقين في البداية ثم تزوجا وانجبا ابنهما أنليك)) وهو إله الجو والعواصف لدى السومريين )) ونحن هنا لسنا بصدد أن نستعرض الآلهة لديهم ولكن كانت تأثيراتها على تلك الشعوب قوية جداً ولها مدياتها الخاصة كذلك كانت الآلهة تتغير لديهم بتغير الحكم فمثلاً عندما هزمت المدينة المجاورة لمدينة أوروك أصبح إلهها أنليك ( سيد الغلاف الجوي والرياح) وهذا كدليل وأصبح آن عبادتهم كانت ملهاة لهم وسداً للنقص لديهم والمناقشات الفلسفية المتعلقة بأدوار بعض هذه الآلهة وقواها النسبية فوجدت تعبيراً عنها في الكتابات والقصص ( الأساطير باوسع معنى لهذه الكلمة ومنها أساطير ملحمة كلكامش وغيرها من الملاحم التي وردت مدياتها التأريخية لهذه الحقبة من الزمن وورد ذكر الآلهة بها كثيراً وذلك مما يدل على تأثير الآلهة والأديان في وجودهم كثيراً ومن أسباب اقتفاء الأقوام للأديان المختلفة هو تغيير نشوءها وعودتها الى الأرض أو الى عوالم خفية فيقص أنكيدو أحلامه على كلكامش ويصف العالم السفلي بأن الحياة فيه كئيبة موححشة فهي إنعكاس شاحب للحياة على الأرض ويروي له كيف سيق الى بيت الظلام وهو يقصد القبر في ذلك:-
الى البيت الذي لا يغادره من يدخله ....
الى الطريق الذي لا عودة منه ....
الى المكان الذي لا يرى سكانه نوراً ولا ضياء ...
حينٌ الغبار طعامهم والطين قوتهم
ملحمة كلكامش
(اللوح السابع ( 34 - 42)
ثم نشأت عبادات أخرى وديانات مختلفة اتخذت من الحاكم نائباً عن الآلهة في الأرض فقد منحته الآلهة سلطة يتصرف فيها كيفما يشاء والآلآلهة تتوقع منه أن يعامل الأيتام والأرامل بكل رقة ورحمة واسعة الى أن تطور الأمر فأُله الحاكم وأصبح هو الإله لدى الكثير من الشعوب ولا سيما المصرية القديمة حيث خوفو وخفرع أصبحا إلهين يُعبدان من قبل الشعوب المصرية القديمة حيث احتفظ علم الآثار من بقايا مصر القديمة بالشيء الكثير الذي يرتبط بالدين أكثر من ارتباطه في الحياة الدنيوية وهذه المادة الدينية تتجلى في التراث المصري القديم بتشييد الأهرامات وتخاذها مقابراً لملوكهم (آلهتهم) ومن المحتمل أن يكون التصور الرئيس الكامن خلف الهرم المدرج هو الصعود الى السماء والى الشمس ولقد عدل التصميم في الأسرة الرابعة لصالح الهرم الحقيقي وأشهر الأمثلة على ذلك هي أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع في الجيزة .. وكتطور تأريخي لعبادة المصريين القدماء فقد كانت عبادة الشمس في هليوبولس حجر مخروطي الشكل يُسمى ( بن بن) هو الذي تمت محاكاته فيما يبدو وإن لم تكن المحاكاة دقيقة في بناء الأهرامات ديانة مصر القديمة أ . أرمان . ت: عبدالمنعم أبو بكر ص68)) وأرتبط هرم خوفو الأكبر في الأذهان كغيره من الأهرامات بأنه معبد للموتى تقام فيه عبادة الملك الميت .. وكان المصريون يعتقدون أن الملك الملك الميت يصحب إله الشمس في رحلته كيما يشهد في عهد جديد ومن الواضح أن ذلك ضمان لبقائه حياً بعد الموت. كذلك كان إختراع الكتابة جزءاً هاماً من التقدم الذي تم مع بداية العصر التأريخي ( 3000 ق. م ) وتمثل ألواح ( الكينا أو نارمو) مرحلة أولية في الكتابة الهيروغليفية فقد نظر المصريون الى الأله تحوت Thoth كاتب الألاه على أنه مخترع الكتابة لكنهم ربطوا بين وظيفته ووظيفة زميلته الإله سشات(( نفس المصدر السابق)) التي يعهد إليها بارشيف الحوليات الملكية ولا شك أن الكتابة كانت دائماً هامة في الطقوس الدينية ولقد اعتقد المصريون أن دورها يجاوز الأغراض المباشرة للتسجيل والتوصيل وهكذا نرى دور الآلهة لدى المصريون القدماء تأثيراتها في كل مدياتهم العامة و الخاصة حتى ضمن الكتابة يعتقدون بتأثيرات الآلهة عليهم كذلك تأثيرات الدين على الشعوب المصرية القديمة حتى على المفاهيم الأخلاقية المتضمنة في الديانة المصرية على نحو أفضل فلو قرأنا (( أدب الحكمة)) بدلاً من تحليل النصوص المخصصة مباشرة للأسطورة والعبادة فالسلوك المستقيم طبقاً لتعاليم (بتاح حوتب) (0 يقول ديورانت عن تعاليم بتاح حوتب إنها من المؤلفات الفلسفية ويرجح تأريخها الى 2800 ق. م أي ما قبل كونفشيوس وسقراط وبوذا بألفي عام و 300.. قصة الحضارة ج2 ص149)9 كما وضعوا رباً للحقيقة والعدالة والوفاق وهي اإلهة ( ماعب) وهناك نصوص تمتدح فضائل أخرى كالتواضع وضبط النفس والصبر والحكمة فهناك نقوش جنائزية لنبيل من الدولة القديمة جاء فيها (( لم أتفوه قط بقولٍ سيء ضد الناس لشخص ذي نفوذ فقد أردت أن تكون صورتي حسنة أمام (( الإله العظيم)) لقد قدمت الخبز للجائع وكساء للعاري )) والإشارة هنا الى الإله العظيم تعني الإيمان بيوم الحساب بعد الموت لديهم (( الإله العظيم وسيد القضاء لديهم هو اوزريس)) نفس المصدر السابق. وكان الخلود أيضاً هو من هاجس تأثير الأقوام السابقة والأمم السالفة حيث اتخذووا من الأديان وتأثيراتها عليهم اسلوباً لخلودهم وسداً لهذا التفكير الذي أرقهم لا سيما ملوكهم فلدى المصريين القدماء التوحد مع اوزريس هو الأمل الأساسي للخلود فكانت هذه نظرة المصريين القدماء كما كان للسومريين أسلوبهم في الخلود الذي جسته ملحمة كلكامش وفي انتقاله الى اليونان وكان اسمها في أرجوس ( هيرا) أي السيدة وفي الحضارة اليونانية هناك الكثير من الديانات والعبادات التي أثرت في هذه الشعوب ومنها الإله زيوس حين جاء الهيللينون الى الجنوب في الألف الثانية ق.م وجلبوا معهم إله السوء. لهذا كان العظيم ديوس أو زيوس ومعنى الكلمة ( السماء ومن الطبيعي أن يمر الإله نفسه بألوان من التحولات المختلفة ففي كريت حيث وجدت حكايات كثيرة عن مولد زيوس امتزج بالإله المحلى بالخصوبة وتوصي أسماءه المتعددة بأنه كتبت له السيادة على وظائف معظم الآلهة المتخصصين فقد أدرك اليونانيون على نحو غير عادي وجود إله عالٍ محيط بكل شيء وأصبح زيوس هو الإله الذي ترى الاستقامة وظهر اتجاه نحو وحدنية ممكنة وتطلب عيد الإله زيوس في أولمبيا عقد هدنة بين اليونانيين المتحاربين وهكذا نرى الآلهة في هذه الحضارات الثلاثية العظيمة وهي حضارة بلاد الرافدين والمصرية والحضارة اليونانية القديمة نراها تشترك أي الحضارات برعايتها للآلهة وحسب حاجات مجتمعاتها من حيث حاجتها لأنهاء الحروب أو الخلود أو الكتابة أو الأكل أو الشرب أو السفر أو علاقاتها مع بقية الكائنات فنرى قوة الدين وتأثيراته في هذه الشعوب تكاد تكون طاغية على جميع أساليب الحياة لديهم وفي نقلة نوعية الى الديانات في بلاد فارس ولقد كشفت ديانات الهند وإيران تحت التأثير الأزلي وعن عدد من الخصائص المتماثلة فهناك عدد من الآلهة يظهر في كلا الحضارتين على سبيل المثال – الإله متى – وهناك تصورهما المشارك لنظام الكون كما كان لطقوسهما الدينية الكثير من السمات المشتركة ويرجع السبب في ذلك الى اشتراك الشعبين في حاجات متشابهة استطاعت اسطورة الإله مترا أن تحلها لديهم حيث تكشف ديانة الأربعين عن طريقة حياتهم فهي ديانة شعب يعيش على مقربة من الطبيعة ، ويجد فيها المتعة ويخشاها في آنٍ معاً كما ظهرت لديهم الديانة الزرادشتية في شمال شرق إيران وزرادشت أو ( زور أستر) وهو الاسم الذي شاع عند اليونان ولكن اسم زرادشت شاع لدى إيران وهنا تتقدم الديانة الزرادشتية بالكثير من الأمور على الديانات القديمة فالله سبحانه وتعالى عند زرادشت هو السيد المهيمن الحكيم خالق السماوات والأرض وهو الأول والآخر ومع ذلك فهو الصديق الذي دعاه منذ البداية ولا يمكن أن تكون لله علاقة بالبشر فرحه المقدسة هي التي تقيم الحياة وخلق الرجال والنساء وتعارضه الروح الشريرة أو المدمرة ويؤمن الزرادشتيون بالملائكة المقربون وهم يجلسون أمام عرش الإله ولهم مكانة خاصة في طقوس الزرادشتيون لأنهم يحرسون العناصر التي يتألف منها العالم ( النار والتراب والماء.. الخ) والديانة الزرادشتية في جوهرها ديانة مرحة فمثلاً في اليوم المخصص من أيام الشهر لإله يوم الحساب لا ينصحون المرء أن يكتئب ( أما في يوم رشن) فالحياة مرحة ولك أن تفعل ما تشاء في قدسية (( كتاب تسينر (( تعاليم المجوس)) ص108)) (( رشن اسم اليوم الثامن عشر من كل شهر شمسي )) المعجم الذهبي للغة الغارسية ص297 د. محمد التويخي)) وهكذا نرى تأثير الديانات في داخل المجتمعات وحسب الحاجات لتحقق الكثير من أسس الكثير من الديانات ومنها الديانة الزرادشتية ومن الديانات المهمة كذلك هي الديانة الهندوسية التي يرجع تأريخها الى أكثر من ثلاثة آلاف سنة ويعتنقه اليوم مئات الملايين ويصفه دكتور جفري بأنه الذي يريد وصف الدين الهندوسي كأنه يصف فيلاً وذلك لأنه دين بلا عقيدة محددة با أن محاولة تعريفه ذاتها مشكلة عسيرة فالحكومة الهندية تعرف الهندوسي بأنه الشخص الهندي ولا بد أن نضيف الباكستاني والنيبالي والسنغالي الذي ليس مسلماً ولا مسيحياً ولا زرادشتياً ولا يهودياً أما من الناحية الدينية فهم أي الهندوس أتباع للإله فيشنو أو شيفا أو الإلهة شاكتي أو تجسيداتهم أو مظاهرهم أو زواجهم أو ذراريهم وهكذا فالديانة الهندوسية التي تتمركز في الهند أتباع كثيرون جداً ونحن في هذه الدراسة لسنا بصدد وصف الديانات بقدر ما نحن نريد أن نعرف تأثيراتها داخل المجتمعات وأغلب مظاهر القسوة والظلم نراها لدى الهندووس وأكبر دليل على ذلك حرقهم لموتاهم بعد الموت حيث تحرق الجثة بينما يطوف أهل الميت حول المحرقة لا في اتجاه عقارب الساعة الذي يبشر بالسعادة بل عكس إتجاهها وبعد ذلك يغتسلون ويعودون الى البيت في موكب يتقدمه أصغر الأبناء سناً وهم يعتقدون أن الروح تكتسب بذلك بدناً رقيقاً يمكنها من القيام بالرحلة مع الآباء والأجداد إن الأديان التي تكونت في العالم وتطورت لهي أديان كثيرة جداً ومتعددة ولا يمكن لشخص مهما كانت قدراته وإطلاعاته كثيرة أن يحيط بها الأديان .
ولو ننتقل إلى جوانب مهمة في الأديان وعلى ماذا تقوم فالدين بشكل عام بحاجة إلى مكان يتواجد فيه المتدينون لتداول الأفكار التي يقوم عليها الدين والايدولوجيا المرتبطة به ويكاد يكون اسم المكان الذي يتواجد فيه المتدينون هو المعبد ومن الديانات المهمة التي تتخذه مكانا لها هي الديانة البوذية والمعبد هو دائما بناء يحيط به سياج وقد لا يحتوي المجمع على معبد والمجمع هو سلسله كاملة من المعابد او معبد واحد ويحرس مدخله عادة تماثيل منفردة ذات وجوه عابسة يعتقد انها تمنع الشر وتغطى المعابد في العادة بالورق لان المتعبدين يكتبون التماساتهم على قصاصات من ورق بعد ان يلوكوها بافواههم الى التماثيل فاذا التصقت بها كان معنى ذلك اجابة الالتماس وكثيرا ما يحتوي المعبد على باغودا هذا بالنسبة إلى الديانة البوذيه وهذا يجعلنا نفكر ان الاساس الايدولوجي للدين واحد من حيث تواتر الاعتقاد وهذا واضح عند المسلمين عندما يكتبون أوراقهم ويرمون بها بعد ان يكتبون حاجاتهم في أضرحة الأولياء والصالحين ويحتوي المحراب الرئيسي على مذبح به شموع مضاءة مع تماثيل لبوذا والبوذات المنتظرين بودساتفا والهة الهند ديفا وحول المذبح صناديق تشتمل على السوترا(النصوص) ولن تحصل فرقة واحدة على الشريعة الصينية برمتها بل سيكون لكل فرقة ان تنتقي منها النصوص التي تعتقد انها هي النصوص الأصولية المعتمدة وتختلف الصورة المركزية فوق المذبح تبعا لكل فرقة ويقوم الكهنة بإنشاد النصوص وتلاوة الصلوات بمصاحبة الطبول والأجراس وحرق البخور ونادرا ما يحضر المؤمنون العاديون هذه الصلوات فعبادة هؤلاء شخصية الى حد كبير وهي تنحصر في كثير من الأحيان في بوتسودن المنزل ((مذبح الأسرة البوذية في اليابان وهو أشبه بخزانة الحائط التي تشمل مجموعه من الأرفف يوجد فيها عادة ما يسمى باله الرف كما تحتوي على ألواح لذكرى الأسلاف ومجموعه من الشموع والبخور كما تقدم إليه الزهور في الطقوس اليومية وفي المناسبات ))وتقدم كثير من المعابد بصورة أساسية وجبات وفقا لحاجة النفس كما تزودهم بتذكارات وتنقش أسماء المساهمين في موارد المعبد المالية على بعض الأشياء المقدسة أو الزخارف التي يمكن وضعها في مذبح الأسرة في المنزل ويتأكد الجو الصوفي الغامض للمعبد بتوزيع التمائم والرقى مع شيء خاص بالمعبد البوذي هو ميدالية تشيه القديس كريستوفر ((شخصية ازدهرت في القرن الثالث الميلادي لقديس يرعى المسافرين ثم أصبح في القرن العشرين راعيا لركاب السيارات وسائقيها ورغم انه من أشهر القديسين وأكثرهم شعبية فليس ثمة ما يؤكد وجوده التاريخي ))لسائقي السيارات الأجرة المنهمكين في عملهم في طوكيو أما الكهنة في معظم فهم على استعداد لتأدية الطقوس العامة والشعائر الخاصة حيث لا يطلب من التوسل أكثر من التوفير الخرافي لصحة النصوص الدينية وبغض النظر عن حقيقة تقول بان عقيدة الاناتا للأرواح تكمن في قلب البوذية فان قوة عبادة الأسلاف كما تمثل في القيام بالطقوس الجنائزية والتذكارية للمنوفي تشغل الكاهن أكثر بكثير مما يشغله التعليم المنتظم للبوذية ونتيجة لذلك كان عيد أو بون الذي يقام في وقت معين من السنة وهو أكثر الأعياد شعبية اذ يعتقد إن أرواح الموتى قد عادت إلى موطنها الأصلي فيتم الترحيب بها بالفوانيس والألعاب النارية لقد ظهرت لوحات الأسلاف في مذبح الأسرة وهي التي يعتقد ان أرواح الأسلاف تسكنها ووجدت لها مكانا فيه ابتداء من القرن الثالث عشر الميلادي فأصبحت تعبد جنبا إلى جنب مع التماثيل الصغيرة لبوذا ونسخ من النصوص المقدسة .
إما بالنسبة إلى موضوع قرابين النذور فهناك فارق بسيط على المستوى الشعبي بين ممارسة الشنتو الذين هم احد أقطاب البوذية فهناك نذور للشفاء من المرض ونذور للحمل السهل أو الولادة الآمنة للطفل كما يقدم نموذج للثدي قربانا أثناء الصلاة ليكون لبن الأم غزيرا وتقدم مغرفة للطفل أثناء الصلاة لكن إذا كان قاع المغرفة غير صالح فان الإجهاض يكون موضوع التوسل وتقدم شخصيات الدهارما أي بوذي دهرما المؤسس المزعوم لبوذية زن بغير عيون حتى يستجاب الطلب .
قد يسال سائل ويقول لماذا هذا التفصيل بذكر هذه العبادات الدينية البحتة عند البوذيين وللجواب نقول ان هذه التفاصيل وبالكثير منها نجدها موجودة عند المسلمين مثلا وقد تكون عند بعض المذاهب أكثر منها في غيرها من المذاهب وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه من تشابه الأساس الايدولوجيي الديني للكثير من الأديان وهذا شيء مهم جدا من حيث تشابه الأساس واختلاف المظاهر العامة تبعا للزمكان الذي تنطلق منه الأديان .
وبصورة عامة لم تستطع الحركات الجديدة أن تحظى باعتراف شعبي حتى العصور الحديثة فقد ظلت البوذية لمائتين وخمسين عاما خلال حكم اسرة شوجن توكوجاوا ((وهي حقبة استمرت في تاريخ اليابان من 1603 إلى 1858 وهي آخر فترة من تاريخ اليابان قبل دخولها العصر الحديث وكلمة شوجن تعني المحارب أو الحاكم العسكري وهو لقب اتخذه لنفسه الإمبراطور اياسو مؤسس الأسرة )) وهي الديانة الرسمية على الرغم من حدوث امتزاج على المستوى الشعبي بين أفكار ديانة شنتي والأفكار البوذية .
إلى هنا نكون قد أحطنا بشيء بسيط من هذه الديانة المهمة والتي تقوم على أساس وجود المعبد كمنطلق لترويج ايدولوجيتها .
كما لا ننسى التشابه الكبير لدى هذه الديانة مع بعض الديانات حيث لدى أتباعها معابد كبيرة تزار ويحج إليها فكان هذا العصر عصر قيود صارمة فزيارة الهيكل المحلي أو الاحتفال بأعياد المعبد أو الحج إلى هياكل مختلفة خصوصا هيكل ايس الكبير كانت هي وحدها المناسبات التي يستطيع فيها الشخص العادي أن يخرج على نماذج السلوك المتعارف عليها أو يسافر فيما وراء الحدود المحلية وقد كان أراد الحج بشكل خاص شيئا محببا إلى نفوس عامة الشعب كما كان يطلق عليه اوكاجه ما يرى الذهاب لتقديم الشكر .
إن ما تناولناه سابقا كان بمجمله ظواهر دينية قديمة وحديثة وأوجدنا لها الأساس الايدولوجي الذي يحكمها بمجملها ولكن لم نأخذ العلاقة بين الدين والعلمانية وهذه مسالة مهمة جدا لان نظرتنا ينبغي أن تصبح اشمل وأوسع فتتجاوز مثال الإسلام إلى غيره من الأديان فنحن نريد أن نأخذ بعين الاعتبار الظاهرة الدينية ككل وليس فقط احد تجلياتها كالإسلام مثلا أو المسيحية وهنا يكاد يكون أفضل من تناول هذه المسالة الدكتور محمد أركون وفي الواقع انه توجد أدبيات غزيرة حول العلمنة أو المسيحية والعلمنة ولكن لا توجد دراسات كثيرة حول العلمنة والدين لماذا؟ لان البحث العلمي المتقدم أكثر في الغرب ليس فقط في مجال العلوم الدقيقة وإنما حتى في مجال علوم الإنسان والمجتمع أقول إن مثل هكذا بحث يقدم معرفة عن الأديان لا تتجاوز تاريخ الأديان التي يحصر تدريسها في معاهد نادرة ومتخصصة جدا وبالطبع فان الدراسة تنصب أكثر على المسيحية دين أوربا والغرب عموما وإما الإسلام فقد ترك للمستشرقين الذين يمثلون باحثين هامشيين في الجامعات الفرنسية على حدج تعبير أركون وأما المعرفة بالأديان الأفريقية فهي اقل لأنها بحسب زعمهم ذات أصل وثني وملتصقة بالعقلية البدائية وبالتالي فهي من اختصاص علم العراقة أي علم خصائص الشعوب وعاداتها الاجتماعية ولغاتها وهذا العلم عرضة للجدل والأخذ والرد كما انه ذو حضور ضعيف في الجامعات أيضا يمكننا أن نقول الشيء نفسه تقريبا عن الأديان الآسيوية فما الذي نعرفه مثلا بشكل جدي عن البوذية أو الهندوسية أو الزرادشتية أو المانوية ؟ قليل جدا وربما لاشيء حتى في أوساط الجمهور المثقف .
إذن فقد كانت إحدى نتائج ما يسمى بالعلمنة او الدنيوية حصول الاستبعاد العقلي والعلمي لقطاع كامل من قطاعات المعرفة هذا على الغم من انه قد أدى دورا أساسيا في التوليد التاريخي لمجتمعاتنا بما فيها المجتمعات الأوربية أو الغربية.
وهنا بالذات تنبثق حالة الإسلام بصفتها تحديا فالإسلام مرتبط جدا من الناحية العقلية والثقافية بالفكر الأوربي الغربي ولكنه كدين وكمسار تاريخي لمجتمعات عديدة غير مدروس إلا قليلا وغير معروف بل انه مرفوض ومرمي فنحن نلاحظ إن العديد من معاهد تاريخ الأديان في الغرب لا تمتلك كراسي جامعية خاصة بالإسلام.
هذا طبعا للتعرف على مسالة الدين الإسلامي باعتباره جزءا من الأديان الرئيسة في العالم فالدين أو الأديان في مجتمع ما هي عبارة عن جذور ولا ينبغي علينا هنا ان نفرق بين الأديان الوثنية واديان الوحي((هذا يعني ان جذور الأديان كلها أو بالأحرى الحاجة الدينية شيء واحد في نهاية المطاف وبالنسبة لأعماق كل فرد او مجتمع بشري))
وهنا استعير سببا لاركون يقول فيه إن هذا التفريق أو التمييز هو عبارة عن مقولة تيولوجية تعسفية تفرض شبكتها الإدراكية او رؤيتها علينا بشكل ثنوي دائما ان النظرة العلمانية تعلن بأنها تذهب إلى أعماق الأشياء إلى الجذور من اجل تشكيل رؤيا أكثر صحة وعدلا ودقة بالطبع فنحن لا نريد ان نقلب كل شيء رأسا على عقب وإنما ان نعيد النظر والتقييم لكل شيء من خلال نظرة اخرى جديدة ففيما وراء التحديدات التيولوجية ((المقصود بالقوالب التيولوجية الموروثة التي ترسخ خصوصية كل دين وتعزله عن أي علاقة مع الأديان الأخرى لكي يبدو فريدا من نوعه ومتفوقا على كل ما عداه ولكن في ما وراء كل هذه الخصوصيات المركبة تيولوجيا تقبع جذور عميقة واحدة هي التي يصفها أركون . وهي التي تكشفها المنهجية الانتربولوجية المقارنة التي تتوصل للقبض على العناصر المشتركة بين كل البشر ))نجد إن كل الأديان قد قدمت للإنسان ليس فقط التفسيرات والإيضاحات وإنما أيضا الأجوبة العملية القابلة للتطبيق والاستخدام مباشرة في ما يخص علاقتنا بالوجود والآخرين والمحيط الفيزيائي الذي يلفنا بل وحتى الكون كله وفيما وراءه بالأشياء المدعوة فوق الطبيعة أو خارقة للطبيعة أي تلك التي تتجاوز تلك الطبيعة المحسوسة والقابلة للملاحظة والعيان فالأديان تذهب بعيدا حتى تصل إلى ذلك العالم الفوق طبيعي وقد اعتبرت هذه الأجوبة بمثابة المتعالية والصحيحة التي لا تقبل النقاش وبالتالي فهي لم تعد مادة للملاحظة والتحليل العلمي من قبل عقلنا البشري وإنما هي تخرج عن دائرة هيبته وهيمنته ولهذا السبب فنحن ندمجها في حساسيتنا الأكثر عمقا ليس فقط عن طريق اللغة وإنما أيضا عن طريق الشعائر والعبادات :أي عن طريق تدريب معين لجسدنا (كما في الصلاة مثلا)ونحن نعلم انه عندما نجسد الحقائق فينا بالمعنى الحرفي لكلمة التجسيد أي عندما نصهرها في أجسادنا فإنها تصبح مرتبطة كليا ونهائيا بكينونتنا العميقة وتصبح بالتالي مرتبطة بشبكة الإدراك التي سوف تتحكم منذ الآن فصاعدا بكل وجودنا وسلوكنا على مثل هذا المستوى العميق والجذري ينبغي أن نحاول فهم بنية الساحة الدينية والطريقة التي تمارس عليها دورها هذه الساحة في المجتمعات البشرية المختلفة .
وبهذا المعنى يشير أركون إن كل ما ندعوه بالأديان ((أي كل الأديان دون استثناء)) ليست إلا عبارة عن أنماط للصياغات الطقسية والشعائرية التي تساعد على دمج الحقائق الأساسية وصهرها في أجسادنا هذه الحقائق التي سوف تتحكم بوجودنا كله هكذا نلاحظ مثلا إن المسلم يقوم ببعض الحركات الجسدية لتأدية صلاته وإما المسيحي فيقوم بحركات جسدية أخرى ،وكذلك البوذي يقوم بحركات مختلفة وهلم جرا........
سوف أتقدم أولا: بالملاحظة الأساسية التالية : إن ما ندعوه بالعقل لا يمارس فعله أبدا بشكل مستقل على عكس ما أوهمنا بذلك تاريخ طويل من الفلسفة واللاهوت في الغرب الأوربي كما في الإسلام .
والعقل يمارس فعله ودوره دائما على علاقة مع الخيال والمتخيل وقد لاحظنا منذ فترة قريبة فقط ان المؤرخين المحدثين كجورج دوبي مثلا وعلماء الاجتماع ابتداوا يدرسون ما يدعونه بالمتخيل الاجتماعي وهو يشكل احد الأبعاد الحاسمة لكل وجود اجتماعي ولكن هذا الفضول المعرفي لا يزال حديث العهد.
وهذا المنظور المعرفي في رؤية الأشياء لم يدخل بعد إلى الساحة العقلية والفكرية للمجتمع الفرنسي ولا للمجتمع الألماني أو الأمريكي .
ونلاحظ إن الساحة السياسية تلعب هنا دورا حاسما بالقياس الى الساحة الفكرية العقلية ثم بالقياس إلى الساحة الدينية وتداخلهما مع بعضهما البعض وكما نرى فلا نمتلك أية وسيلة لإقامة مراتبية هرمية أو سلم أولويات بين مختلف هذه الساحات كيف يمكن لنا أن نحدد مثلا فيما إذا كانت القوى السياسية للدولة الخليفية هي التي فرضت تشكيلة للساحة الفكرية والساحة الدينية الإسلامية أم إن العكس هو الصحيح ؟
بمعنى ان الساحة الفكرية والساحة الدينية هما اللتان فرضتا القوة السياسية لدولة الخلافة هنا نجد ان مشكلة العلائق بين الدين والسياسة تطرح نفسها بكليتها ولا نستطيع أن نغلب احدهما على الآخر بالسهولة التي يفعلها بعضهم وإذا ما حسمنا الأمر بشكل مسبق مرة أخرى فإننا نهجر ارضية التحليل ونسقط مباشرة في مجال الخيال أو المتخيل او الايدولوجيا ،((وهنا استعير ما يقوله أركون من إن الماركسية الارثذوكسية قد حسمت الأمور بنوع من التسرع عندما أعلنت بان العامل الاقتصادي هو الحاسم بالتاريخ وفي كل الظروف والأحوال، وعندما أعلنت أيضا بان العامل الديني ينتمي إلى طبقة البنية السطحية لا البنية العميقة التحتية لتشكيل التاريخ ((بنية فوقية )) ولكننا نعلم اليوم من خلال اكتشافات علماء الانتربولوجيا المعاصرين إن الأمور أكثر تعقيدا من هذه التبسيطة الفجة التي يزعمون فالتاريخ لا يحسم عن طريق عامل واحد عادة وإنما عن طريق عدة عوامل وأحيانا يكون هذا العامل أكثر أهمية من ذاك بحسب الظروف والأحوال المعاشة . يضاف إلى ذلك بان عامل الخيال أو الأسطورة أو البنية الفوقية قد يتحول أحيانا إلى قوة مادية ضاغطة على مصير التاريخ والمجتمعات البشرية مثله في ذلك مثل العامل المادي العادي وأكثر عندئذ تتحول البنية الفوقية الى بنية تحتية حقيقية .
إن الأشياء تمارس دورها بكل ارتياح وحبور في الخيال أو المتخيل فإذا قلت كما يقول المسلمون عادة بأنه لا توجد سيادة سياسية على وجه الأرض غير مرتبطة بالسيادة الإلهية ومرتكزة عليها وخاضعة لها فاني اسقط في أحضان المتخيل الواسع الكبير بمعنى إني اترك أرضية ة الواقع كليا ذلك انه يكفي أن يفتح المرء عينيه قليلا لكي يكتشف إن العكس هو الصحيح :فالواقع إن الأنظمة السياسية ذات الطبيعة القسرية المتشنجة إلى ابعد الحدود كما يقول أركون إلى ابعد الحدود والمعتمدة على القوة المنظمة بشكل حديث كجهاز البوليس والجيش والإعلام هي التي تمارس سلطة طاغية عن طريق استغلال الدين والواقع ان الدين يهيمن بالفعل ولكنه لا يحكم في أي مكان وعلى الرغم من ذلك فان الخطاب الاجتماعي يقول بان الله والدين الموحى هو الذي يحكم أو ينبغي أن يحكم ولكن الواقع يكذب هذا الخطاب ويقول بان الحكام الفعليين ليسوا خاضعين أبدا لكلام الله ولم يخضعوا أبدا له حتى في القرون الوسطى وهنا في هذه النقطة بالضبط نلتقي بالتداخل والتشابك المستمر بين الخيالي والعقلاني فما ندعوه بكلام الله هو في الواقع عبارة عن مجموعه نصوص من توراة وأناجيل وقران وهذه النصوص متروكة لتفاسير رجال الدين والفقهاء الذين يحددون معناها ودلالاتها ولكن من هم هؤلاء الفقهاء وماذا يمثلون في أثناء الفترة الكلاسيكية من تاريخ الفكر الإسلامي راح أتباع العلوم الدينية ينهضون في وجه أتباع العلوم العقلية أي الفلاسفة والمتكلمين المتأثرين بالفلسفة الارسطو طاليسية وكان الصراع الحاصل بين كلا الاتجاهين قد حدد حجم وحدود العقل الإسلامي كما يحدد أركون .وطريقة تركيبه والية اشتغاله وهذا يعيدنا إلى اللغة والثقافة والى كل ما تطرق إليه المفكرون من طريقة اشتغال والية الساحة الفكرية في مجتمع بشري معين بمعنى آخر فان ذلك يعيدنا إلى سلطة اللغة والى التأويل والتفاسير التي هي من صنع القوى الاجتماعية الموجودة والمتنافسة من اجل السيطرة على الساحة السياسية ثم على الساحة الفكرية أيضا لهذا السبب نرى ان القول بان هذه الحكومة أو تلك في السياق المسيحي او الإسلامي او أي سياق آخر مرتكزة على إرادة الله يعني السقوط في نوع من الخيال أو المتخيل

الشعائر الدينية وقدرتها على فرض الادلجة :

كانت هذه المفاهيم مهمة جدا على مستوى فهم الدين ككل وعلاقته بالكثير من الحياة الاجتماعية العامة حيث تتبين هذه العلاقة من خلال فهم الأدوار المهمة التي يجب أن نفهمها في الدين وعلينا فهم مسالة أخرى ان كل هذه الظواهر الدينية التي تطرقنا إليها في بداية بحثنا هذا تعتبر يقينيات دوغمائية للإيمان التقليدي والمسلمات المتشنجة للنظام المغلق وهذه المسلمات تتقاطع مع الحداثة العقلية ونحن نتحدث اليوم عن البحث الحر والشارد عن الحقيقة كما كان الصوفي يعبر عن حرقته ولوعته وعن نقص إمكانياته ولغته فيما يخص التوصل للالتحام بمطلق الله وهنا لا يفوتني أن أشير إلى ظواهر دينية مهمة وهي ظاهرة الشعائر الدينية المتواجدة في أرضية كل دين والتي هي تساهم في زيادة الالتحام بين المؤمنين ودينهم وهذه الشعائر تلفها الدوغمائية ويسير الناس بها من حيث لا يشعرون وبالنتيجة تفرض الشعائر أجندتها الخاصة وتسهم والى حد بعيد في اخذ الناس إلى الايدولوجيا المرسومة لوضعهم تابعين إلى جهات دينية أعلى والظاهرة الدينية تكون مؤثرة إذا كان الزخم السكاني المكون لها كبيرا وأساسيا وهذا ينشئ طبعا لكون الظاهرة مليونية وهنا أتوقف كي أشير إلى ظاهرة المآتم الحسينية كظواهر دينية في المجتمع العراقي وهذه الظاهرة المليونية والتي تكونها مجالسها وأمسياتها ذات الكثافة السكانية وبالنتيجة هي ظاهرة ذات تأثير كبير ومباشر على المجتمع وعلى سير بناءه طبعا أساسها الامتداد التاريخي لها واستمرت تسيرها عواطف الناس إلى أن وصلت إلى زمن اختلف الناس في كيفية قيادة هذه الشعائر(الظواهر الدينية الكبرى ) وفي كيفية التعبير عنها ونلاحظ إنها اليوم أخذت أبعادا كبيرة وعلى رأسها تعدد الظواهر والشعائر المعبرة عن الظاهرة هذه أي تشعبها إلى إبعاد كبيرة وكثيرة على المستوى الظاهري من خلال التعبير عن قرب استشهاد الإمام الحسين بن علي إلا وبدأت الأعلام ذات الألوان المتعددة بالظهور فقد تكاثرت الألوان وأصبحت ذات دلالات دوغمائية وذلك لان الكل يعرف إن الأسود دليل الحزن والأحمر دلالته الدم والأخضر شعار أهل البيت ولكن ما هو دليل اللون البرتقالي والأصفر والبنفسجي وهكذا ترى هذه الألوان المتعددة ذات دلالات دوغمائية غير مفهومة والناس تقدسها وهناك من يدفع طبعا إلى فرضها واقعا دينيا مقدسا وبالتالي مال المغزى منها؟ اعتقد إن المجتمع سيصبح منقادا لا يملك لنفسه نفعا وقدرة على التفكير وسيدب فيه الانكسار والضعف لأنه منقاد بصورة عاطفية من قبل رجالات يوهموه بالقداسة وبالتالي لديهم غرض أساسي من عدم حض المجتمع على ترك بعض الظواهر الشعاراتية الدينية وذلك كي يصنعوا مجتمعا غير مفكر وبالتالي منقاد نحن هنا لسنا بصدد النيل من هذه الظواهر الدينية بقدر ما نحن بحاجة إلى مصلحين من داخل المؤسسة الدينية يحضوا المجتمع على نبذ بعض الظواهر التي لاتمت بصلة إلى بعض القضايا الدينية إن الظواهر الدينية التي هي ليست من صلب الدين تعشش في العقول الخاوية وهذه صورة حقيقية لها وذلك

لان العقل عندما يفقد قابليته على التفكير ويكون خاويا يكون مسلكا سهلا لكي تعشش فيه الأفكار الخاوية وبالتالي تجعل منه عقلا تابعا مطيعا غير قادر على التفكير وهذا يقود الناس إلى ظاهرة انفجار الأفكار نتيجة القداسة الموهومة لان هذه الأفكار عندما تجد لها في العقل الخاوي مكانا سيكون من السهل بقائها ثم تقديسها شيئا فشيئا وبالتالي تصبح هذه قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة في المجتمع وتسبب الانهيارات المجتمعية وهذه الانهيارات تحدث قبلها مرحلة مهمة وهي مرحلة هدر الفكر لأنه عندما يكون هدرا للفكر ستعقبه حتما نتائج سلبية وعلى رأسها فكر الهدر حيث سيكون للهدر فكرا قائما بحد ذاته وهذا ما أشار إليه الدكتور سليمان إبراهيم العسكري في إحدى افتتاحيات مجلة العربي والشكل التالي يوضح هذه المسالة :

فقد قابلية العقل على التفكير مرحلة الخواء العقل انفجار الأفكار هدر الفكر
الفكري المطيع

فكر الهدر الانهيارات المجتمعية .
شكل رقم ((1))

حيث يتبين من الشكل خطورة الموقف الديني المتشنج للقضايا حول مسائل الشعائر الدينية وهذا يبين لنا ما تعرض له بعض المصلحين من داخل المؤسسة الدينية عندما هبوا يبينون للناس مصداقية بعض الشعائر التي تخصص المذاهب المعينة ومنهم السيد النائيني وفكره الإصلاحي أو السيد محسن الأمين ألعاملي أو هبة الدين الشهرستاني وبالتالي أصبحوا هؤلاء خارج قوس المرجعيات الدينية لأنهم انتهجوا الإصلاح المحرر للناس من القيود الجبرية المفروضة على حياتهم العقلية مما حدا بالبقية ممن يمتلكون حسا إصلاحيا معينا بالابتعاد عنه وذلك كي لا يقعوا ما وقع المصلحون من قبلهم وهنا استعير مقولة المرحوم الدكتور علي الوردي الرائعة عندما قرر بان المرجعيات الشيعية خرجت من سطوة الحكومات إلى سطوة العامة أي ليست لديها قدرة اليوم على مواجهتها حتى لو كان لدى هذه المرجعيات حسا إصلاحيا وذلك خوفا منهم نتيجة القداسة التي أحاطت شعائر العامة .فالتسليم المطلق بهذه المفاهيم واضرابها حتى من قبل مفكرين ينعتون أنفسهم بالاستنارة وينزلق بعضهم فيصفهم بها لهو احد مظاهر الأزمة الحادة التي يعانيها الفكر الإسلامي المعاصر ولقد عقدت عشرات الندوات في مختلف الدول لتشخيص علل تلك الأزمة بهدف الاهتداء إلى علاج لها ولكن دون جدوى وفي رأينا إن في مقدمة أسباب العجز عن ذلك هو دوران المشاركين في تلك الندوات في فلك هذه المفاهيم المسلمات وعدم امتلاك الشجاعة لمواجهتها وبيان ما فيها من خطأ وصواب بل إنهم يعدون مناقشتها او حتى الاقتراب منها من المحرمات التابو وهذا ينطبق على سائر الأديان لاشتراكها كما أسلفنا بالايدولوجيا مع إنها ليست نصوصا مقدسة ولا هي من أركان الدين ولا من دعائمه بل إن بعض الأفراد والهيئات اخذ يزايد على تلك المسلمات فرأينا من يقيم مؤتمرات أو ينشئ مراكز أبحاث حول الإعجاز العلمي التي تنضوي عليه النصوص ومحاولة استخراج نظريات علمية منها وذلك بنسبة أمور إلى النصوص بعيدة كل البعد عنها أو لي أعناقها او تفسيرها تفسيرا ساذجا او تفسيرا يخرج عن شروط التفسير المعروفة ولكن في نظر بعضهم كل هذا لا يهم والمهم هو استنطاق النصوص بنظريات علمية حديثة ،ومن أسف ان من بين من يشارك في تلك المزايدات وفي ذلك العمل أساتذة جامعات وأكاديميون ولعل دوافعهم معروفة بل مكشوفة وكان المنتظر منهم ان يبادروا بنقد تلك المفاهيم وتفنيدها وبيان زيفها ولا يشكل ذلك مساسا بالعقيدة ان الانعتاق من قيود تلك المفاهيم (المسلمات) سوف يثري الفكر الديني وإذا أردنا أن نتخصص أكثر الفكر الإسلامي ويضيف إلى الإسلام ذاته قوة وحيوية وعافية تزيل عنه علامات غير مفهومة .لماذا لا نعترف ان الحريات جميعها على سبيل المثال شخصية أو سياسية أو اعتقاديه أو إبداعية في الأديان السامية الإبراهيمية الثلاث( اليهودية أو الموسوية والنصرانية أو المسيحية والإسلام....) ليست مطلقة بل هي مقيدة ومقننه ويتعين عليها الا تخرج من سور الدين العظيم والذي يدعي خلاف ذلك لا تسعفه النصوص وتنقض ادعاءه ممارسات الرموز الدينية الكبيرة في أكثر الحالات ولماذا لا نقر بان حقوق الإنسان في كل تلك الحريات لم يتوصل إليها البشر إلا بتضحياتهم الكبيرة وان هناك من النصوص ما يشهره بعضهم في وجه تلك الحقوق وهنا لو استعرضنا أراء بعض المفكرين في هذا المجال ومنهم خليل عبد الكريم حيث يقرر إن التجمد على النصوص والتعبد لها هما الوجه المقابل لجحود فضلها لأنه نكران للمغزى الذي استهدفته ألا يدرك عبدة النصوص لماذا يتمسك طواغيت الحكم في الدول العربية والإسلامية خاصة أولئك الذين يعرفون زيفا وبهتانا لافتة تطبيق الشريعة لماذا يتمسكون بالشورى ويعضون عليها بالنواجذ ويتجاهلون نصوصا اشد إلزاما من آيتي الشورى تتناول أمورا أخرى على قدر بالغ الخطورة سواء في مجال الحكم أو في نطاق المالية العامة للدولة أو في ميدان حقوق الإنسان أو واجباتهم نحو المحكومين يسمونهم الرعية وهنا نأمل ألا يعتقد البعض بان الدعوة إلى نزع القداسة الزائفة عن هذه المفاهيم (المسلمات) لا مقصد من ورائها الا الاختلاف إن الغاية منها هو الكشف عن القيم البكر العذراء الغضة التي تضمنتها النصوص والتي هي جوهر رسالة أي دين وممكن أن تكون هادية للحق وهنا اختم بمسالة مهمة جدا بالنسبة للأديان وهو إنها بحاجة الى حوار ما بين معتنقيها كي لا تنشب الصدامات والحروب فيما بينهم ويعتبر بعض المفكرين أن حوار الأديان هو جزء من حوار الحضارات وذلك لأن بعض الأديان أسس لوجود حضارات كديننا الأسلامي الحنيف الذي أسس لحضارة الأسلام المترامية الأطراف وحوار الأديان هو السبيل الوحيد لرفعتها وسموها وشموخها لا سيما الأديان الثلاث المسيحية واليهودية والإسلامية. إن الانفتاح على الأديان بعملية حوارية تنشئ بين ممثليها لهوَ حضارة بحد ذاتها وتطور تصبو إليه البلاد كي ترتفع اعلام النهضة عالياً وللحوار متطلباته المشروعة والمهمة التي لا يمكن أن تنشئ إلا من خلالها ومن ضمنها ثقافة الإختلاف ومداركها لدى العلماء فالذي اختلف معه لا أحلل سفك دمه أو أضربه وإنما أحاول أن أُدرج الحوار بكل متطلباته الحثيثة والزمانية فالقرآن الكريم يقول (( وجادلهم بالتي هي أحسن.. )) وبالتالي سنضمن إنفتاح الحضارات على بعضها من خلال تجاوز الأديان .. وبعض المفركين يعتبر أن حوار الأديان ليس جزءاً من حوار الحضارات لأن الكثير من الأديان لم يؤسس لحضارات عريقة وكبيرة ما لم تقم على أساس ديني فلو أن سائل يسأل هل قامت الحضارة الآشورية أو الأكدية على أسس دينية ؟ فالجواب فهي لم تقم على أساس ديني ولكن وجد الدين داخلها لتنظيم شؤونها ولأحراز رضا الآلهة ولالهاء الناس ولسد نقص شديد لديهم أو لدى الحكام وبقيت مسألة مهمة ألا وهي سلطة رجال الدين التي يجب أن لا تتنفذ داخل الدولة ومؤسساتها الحديثة وذلك لجعل الدين في منتهى القدسية وعدم المساس به لأن السياسة هي بحر مترامي الأمواج والذي يدخل معتركها لا بد أن يصيبه الكثير من الانتقادات والضربات والكمات ولكي نحافظ على قدسية الدين وجلالته وحكمته علينا أن نجعله بعيداً عن مرامي السياسة التي لا ترحم أحداً. إن الدين مهذب الشعوب والسبيل الناجع لتحاور الأديان هو إلتقائها في نقطة واحدة مشتركة فيما بينها وجعلها بداية للحوار وبذلك سيكون الحوار سليماً وسيكون للدين دور في حياة الأمة كبير ومهم وهنا ينبغي التركيز على دور المواطنة . ففي الهند مثلاً 82% يدينون بالهندوسية و12% بالإسلام و3و2% المسيحية و2% السيخ و4% بوذيون . هذه الهند التي تموج بهذه الأديان استطاعت أن تجعل من حق المواطنة نبراساً للتعايش والتكافل في أمة واحدة ولا شك أن التعليم الجيد والديمقراطية المثابرة كانتا درعاً واقياً لهذه المواطنة.

المصادر :
1- هيجل موسوعة العلوم الفلسفية ص1 47 – 48 . دار التنوير بيروت عام 1983 ط1 دار الثقافة بالقاهرة عام 1985 ط2.
2- عبد الكريم،خليل ، الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية ،الطبعة الأولى 1995 ،دار سينا للنشر .
3- أركون،محمد ،العلمنة والدين الإسلام المسيحية الغرب،دار الساقي ،ط الثالثة 1996م.
4- الشهرستاني، الملل والنحل، طبعة الحلبي عام 1961.
5- بار ندر،جفري،ت:عبد الفتاح،إمام، سلسلة عالم المعرفة ،مايو 1993م،الكويت .
6- ولتر ستيس ألومان ،مقال في فلسفة الدين، المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر، بيروت عام 1967.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الدكتورة نوال السعداوي
- اس وتراب ..... دلالات فنية ومسيرة شعرية قراءة في مجموعة احمد ...
- المجتمع بين الواقعية والرمزية دلالات اليوتوبيا في تجسيد الوا ...
- الفلسفة التربوية لمعاني الثورة وأسس التربية التاريخية في نظر ...
- العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة و ...
- العولمة ..الاتجاهات والمناهج الفكرية
- اشكالية الشرق والغرب في الاتجاهات الفكرية
- العقل الايماني وارتباطه بمظاهر العنف
- هشام شرابي قراءة في نظرية البعث الاسلامي والاصولية
- الفكر النقدي الادبي
- الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية
- ثقافة العصر وتحديات الحداثة
- الطغيان السياسي وجذور الاستبداد


المزيد.....




- المسجد الأقصى على موعد مع استفزاز إسرائيلي جديد من نوعه في ذ ...
- رئيس وزراء اليونان إلى تركيا.. ويفتح ملف -الكنيسة التي تحولت ...
- متى يكون المسلمون أغلبية في أوروبا؟
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- فيديو خاص: نداء عاجل من طلاب موريتانيا إلى الأمة الإسلامية؟ ...
- خطة مدغشقر.. يوم قررت ألمانيا النازية ترحيل اليهود إلى مستعم ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- التردد الجديد.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على عرب سات و ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - هل قامت الاديان باختزال مفاهيم الانسانية