أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جاسم قاسم - الفكر النقدي الادبي















المزيد.....

الفكر النقدي الادبي


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


الفكر النقدي الأدبي تطوره ونشأته

ان قصة اللقاء الحضاري بين الشرق والغرب هي قصة نهضتنا في العصر الحديث وهي سر المحاورة الثنائية التي جرت بينهما أو الصراع الذي دار بينهما وتولدت عنه ألوان من الصراع احتدمت في حياتنا منذ القرن الماضي ولم تفتر حدتها إلى اليوم وإن العوامل الفعالة في تكوين فكرنا الحديث والتي نعدد منها التعليم والبعثات والرحلات والطباعة والصحافة والترجمة والجمعيات هي أقوى العوامل وأشدها بروزاً وأعمقها أثراً إنما هي نابعة من اللقاء بالحضارة الغربية وتجمع كل الدراسات على أثر هذا اللقاء في قيام نهضتنا الحديثة وعندما نتحدث عن عوامل تأخر بعض الجهات في هذه النهضة ترجح ذلك إلى تأخرها في الاتصال بالغرب وتجعل بعض هذه الدراسات الاتصال به سبباً من أسباب النهضة في حين نرى دراسات أخرى إن السبب الذي أدى إلى ما يراه غيرها أسباباً للنهضة في حين أنه من نتائج هذا الاتصال وقد جرى بعض الدارسين على أن يربط النهضة الأدبية الحديثة لبعض الحوادث الطارئة أو الوقائع السياسية كتولي أحد الولاة المصلحين أو إعلان الدستور سنة 1958 أو قيام حكم وطني أو ظهور بعض الشعراء أو الأدباء الذين قاموا بدور بارز في حركة الأدب العربي الحديث وتعتمد بعض الدراسات إلى اعتبار كل العوامل والمؤثرات مجتمعة سبب هذه النهضة وهذه العوامل والمؤثرات منها ما هو اجتماعي أو اقتصادي أو ثقافي او روحي تضافرت جميعها على إحداثها ولا تتعلق بعامل واحد منها أو ببعضها فقط ((حركة التطور والتجديد في الشعر العراقي الحديث ص38 ، ص48)) وترى بعض الدراسات أن يقظة الفكر العربي قد بدأت قبل الاتصال بالغرب وقبل الحملة الفرنسية ووصول الجمعيات التبشيرية الأوربية مع إنها ترى الاتصال بالغرب من أسباب النهضة وترجع بدايتها إلى بعض الحركات الدينية التي ترى أنها كانت بعيدة المدى في تحرير الفكر ويقظته ولكن إذا استطاعت هذه الحركة أو غيرها أن تحدث تأثيراً في الفكر وأن تغير في بناء بعض المجتمعات فإن الهزة الكبيرة التي تجمع كل المصادر على تأثيرها في حركة الفكر وحتى الفكر الديني إنما سببها اللقاء بالحضارة العالمية والرغبة في الأخذ منها وخاصة في ميدان الثقافة والفنون والآداب وبحثنا يحوي في ميدان الأدب والفكر الحديثين إن صراع التجديد مع المحافظة في الأدب ومادام حوله من مفاهيم ظاهرة تتصل بمضمون الأدب أو شكله أو فنونه إنما كان يدور في إطار الصراع العام أو اللقاء أو المحاورة بين فكرنا والفكر الغربي لقد اصطدم الفكر الشرقي بما أطلع عليه وتهيأ له أن يتعرف على نقيض الحياة التي يحياها وراح يقارن بينها وبين حياته وقد فتحت المقارنة عينه على حقيقة ما كان فيه من أوضاع التخلف والتأخر والجمود الفكري والحضاري فالغرب نقيض للشرق واقعاً وفكراً وصاحب هذه المواجهة وبمقارنة اتجاه نقدي أو انتقادي نقيض للاتجاه الفكري السابق يرفض حالة الجمود والتأخر التي عليها بلاد الشرق أدبياً بما أدركه من مقومات الحضارة في الغرب ويدعو إلى الأخذ بأسبابها فكان الفكر سكون وحركة قبول ورفض إقرار ونقد على العموم فقد ولد اللقاء مع الغرب على الصعيد الأدبي موقفاً نقدياً من الأدب القديم يرفض الأوضاع الأدبية الآسنة لأدب القرون المظلمة (الثابت والتحول -3- صدمة الحضارة –ص40) على أثر إطلاع الفكر العربي على الآداب الغربية التي وجدها تناقض أدبه القديم وترقى عليه بخلوها من القيود البديعية الثقيلة التي تضر المعاني وتحول بين الأديب وبين التعبير الحر عن نفسه وعصره الجديد الذي يريد الانتقال إليه وباشتمالها على طرق في الأدب لا يعرفها الأدب القديم ، يتحدث سلامة موسى عن مرحلة بدء النهضة الأدبية ويقرر أن الدعوة إلى التجديد كان حافزها الاتصال بالأدب الغربي وهي دعوة إلى الانفتاح على هذا الأدب والأخذ منه ترافقها دعوة أخرى انكفأت على القديم وعكست الجوانب غير المشرقة منه، يقول: (( في بدء النهضة العربية الأدبية الحديثة أخذ أدباؤنا ينقبون في أدب الغرب القديم وهذا طبيعي فالناهض يلتفت إلى الوراء يتعرف سبب سقوطه ويبحث عن ثروة أجداده وقد أخذ الأدباء في درس الأدب القديم وكان من سوء حظهم أن وقعت في أيديهم كتب الحريري والهمذاني والخوارزمي وأسلوبها جميعها يتسم بالإفراط في الصنعة والمبالغة في التزويق والزخرفة والتضحية بالمعنى لأجل اللفظ فنشأ عن ذلك هذه الصفات بين أدباءنا كما هو ظاهر من كتاب (مجمع البحرين) الذي وضعه اليازجي في سنة 1855م وجرى فيه على طريقة الحريري أو الفئة الأخرى فهي مجددة راقية في المستقبل لا تزدري بالعرب ولكنها لا تعبدهم وقد احتكت بالأدب الغربي فرأت فيه من الطرائق والأساليب ما ليس في فنون الأدب العربي فاصطنعت ما قدرت عليه (الكلام ما زال للمفكر سلامة موسى )) وهي سائرة في اصطناع القصة والدراما وفنون النحت والتصوير وهي في كل ذلك لا تهمل النظريات العلمية الحديثة لأن الأدب الآن قد اشتبك بالعلم حتى لم يعد الإنسان يجد فاصلاً بينهما ، ولا شك في أن تقدم العالم العربي الآن يتوقف على انتصار هذه الفئة التي تنظر إلى المستقبل في حين أن تلك الفئة الأخرى تنظر إلى الماضي))
((القديم والجديد في الأدب ، سلامة موسى، مجلة الحرية ص27 -29 ، الجزء 1-2، السنة الأولى 1924م) لقد دعا الفكر النقدي الجديد إلى الاسترفاد من أوضاع الأدب الغربي لتجديد الأدب ، كما دعا الفكر الجديد عامة إلى الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لتجديد كل مناحي الحياة، إذ أدرك أن القديم ليس فيه استجابة كاملة لجميع حاجات العصر وعليه فإن كل تحول جذري داخل الأدب العربي لا يعود إلى تجديد التراث في قلب التراث، وإنما يعود إلى التلقيح الثقافي والحياتي العام المسترفد من الموروث الغربي)) ((الفكر العربي في مائة سنة، في الأدب العربي الحديث ، ص189)) وقد تناولت الدراسات في تاريخ الأدب والنقد بيان أهمية ما قام به النقاد رواد الدعوة إلى التجديد وآثارهم التي كان لها تأثيرها البالغ في أغناء الحركة النقدية الجديدة ومنهم أمين مراد وسليمان البستاني وفرح انطون صاحب مجلة الجامعة الذي كان من رواد التفرقة بين المذهبين القديم والجديد في مطلع القرن العشرين ومنهم أحمد فارس الشدياق رائد التجديد من غير منازع في بداية النصف الثاني من القرن الماضي وقد قارن بين الشعر التقليدي في عصره وبين الشعر الإفرنجي وعيسى اسكندر المعلوف صاحب كتاب (لمحةفي الشعر والعصر / الذي صدر عن المطبعة العثمانية بلبنان سنة 1898 وأقامه على المقارنة بين الشعر العربي والشعر الإفرنجي ومن الآثار المهمة في تطوير الحركة النقدية وإمدادها بالمثل المنشود والمعايير أو المقاييس المطلوبة في تقويم الجديد وتعميق مجراه: مقدمة الإلياذة لسليمان البستاني -1904م وتاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب لروحي الخالدي ومنهل الرواد في علم الانتقاد لقسطاكي الحمصي -1907 ومقدمة لدراسة بلاغة العرب لأحمد ضيف – 1931 أما ما أحدثته مقدمة الالياذة من التأثير فالدليل عليه شيوعها بين القراء وأهل الأدب منذ ظهورها أما أهمية عمل روحي الخالدي فكان منه فتح مجال المقارنة بين الأدب العربي والأدب الأوربي من حيث تتيح هذه المقارنة إسقاط الحواجز بين الأدبين وتكمن أهمية عمله أيضاً في التنبيه على أهمية الاستفادة من الأدب الأوربي وأما منهل الوراد فهو كتاب افرد للنقد الأدبي في العصر الحديث جامعاً مادته في النقد الأدبي من الأدب الفرنسي ومن المصادر العربية وفيه موازنة بين آفاق النقد العربي القديم وآفاق النقد الأوربي الحديث وكذلك موازنة إضافية بين فنون الشعر الأوربي وفنون الشعر العربي أسهمت في تعميق الإحساس بجدوى اصطناع مقاييس النقد الأوربي أو الاقتباس منه ، وفي حديثه عن الاجناس الشعرية يثبت الحمصي آراءه النقدية ويقارن الشعر العربي بالشعر الأوربي في هذه الأجناس الشعرية وفي كتاب ((مقدمة لدراسة بلاغة العرب)) يقترح أحمد ضيف تحقيق فهم لدراسة الأدب العربي يتفق في هذا المنهج مع دارسي الأدب في الأمم الحديثة من حيث أنه دراسة لكبار عقولهم المفكرة ((الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي ، ج1 ، ص290 – 291 – 319 -329)) وقد قامت حركة التجديد في الأدب العربي تسترفد من الثقافة الأدبية الغربية فهي في المهاجر الأمريكية تأثرت بالبيئة الأمريكية والأدب الأمريكي والإنكليزي ولقد تشابهت مدرسة الديوان مع جماعة أبولو في مصادر الثقافة عندما بشرت بقيم شعرية جديدة استفادتها من اطلاعها على الثقافة الغربية والأدب الغربي ، وخاصة الثقافة الإنكليزية والأدب الإنكليزي وكانت حركة البعث الأدبي والتجديد في مضامين الأدب العربي والخروج بها إلى ميادين الحياة العامة من سياسية واجتماعية وغيرها ، وقد تأثرت هي الأخيرة بالثقافة الغربية ، والمفاهيم الجديدة الزاحفة إلى الشرق في السياسة والاجتماع والفلسفة والتاريخ إن تأثير دعوات التجديد في الأدب العربي بالأدب الغربي هي ظاهرة تواتر الإقرار بها وقد ظلت حركة التجديد العربية تستهدف الأدب العربي وإن تأثر حركة الشعر الحر به وبالشاعر الإنكليزي المعروف (إليوت) أمر معروف وقد بلغ تأثير هذا الشاعر حداً من السعة والعمق يقتضي أن يكون موضوعاً لبحث يتناول ظاهرتين: ظاهرة تأثير إليوت في النقد الأدبي الحديث وفي العراق دعا الذين قادوا حركة التجديد في الأدب إلى الاسترفاد من الثقافة الأدبية الغربية وراحوا يقارنون بين الأدب العربي وأدب القرون المظلمة مستعرضين خصائص هذا الأدب ويفترضون أنهما نقيضان كتناقض الليل البهيم مع الفجر المشرق ويدعون إلى تبديد ظلمة ليلهم البهيم بالفجر الطالع عليهم من الغرب ((كلمة عن الأدب في الماضي)) جميل صدقي الزهاوي مجلة الإصابة ص1 العدد 2 ، الجمعة 17/ أيلول 1926) فالتجديد يعني الأخذ من الثقافة الغربية وقد قلنا سابقاً أن اللقاء بالغرب ولد موقفاً نقدياً رافضاً للأدب القديم ويتمثل هذا الموقف بالنسبة إلى الأسلوب أو طريقة التعبير بالدعوة إلى تغيير الطريقة القديمة فيه فلا يمكن التعبير عن مضمون جديد بشكل قديم فتغيير المضمون وتغيير الأفكار التي يعبر عنها الأدب تستدعي تغيير الشكل وأخذ يشيع التفريق بين الأسلوب العربي والأسلوب الإفرنجي وعمد الأدباء والمثقفون إلى تمييز خصائص هذا وذاك أو تحروا إظهار هذه الخصائص والتدليل عليها وفي العراق أعلن المجددون أنهم ينهجون في أسلوبهم نهجاً مخالفاً لما نهجه القدماء فيه.. هذا ما قاله عنهم الزهاوي المجدد: ((وأكثر ما كان يغيظ الحاسدين هو إني لم أكن أسير على الخطة الموروثة التي كانوا يسيرون عليها بل كنت في الغالب أخالفهم في أسلوبهم وفي المعاني التي لم أقلد فيها من سبقني:
قبسوه من قول من سبقوهم ومن الشمس والكواكب قبسي
أجل كنت أطير في جو غير جوهم محلقاً حين كانوا يسفون وقد أثقلهم جمودهم على القديم فلا يستطيعون أن يرتفعوا أو لعلهم وجدوا الرياح في الأجواء العالية شديدة ، فخافوا على أجنحتهم الضعيفة أن تتكسر:-
وما زلت في جو من الشعر طائراً ومن عادتي أن لا أطير مع السرب
الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي ، ج1 ص38)) وقد ناقش الفكر النقدي الوسيلة والطريقة هذه من خلال بعض المسائل نجملها بما يأتي:-
1- اللفظ والمعنى 2- اللغة 3- القافية والوزن وقد جدد النقاد ملامح الأسلوب الجديد أو العصري بأنها تقضي لما اتسم به الأسلوب القديم منها فإذا كان الشأن في الأسلوب القديم اللفظ فإن الشأن في الأسلوب الجديد للمعنى قبل اللفظ واتخاذ الأخير واسطة للأعراب عن المعنى لا قيمة له بغيره وعندما ميزوا بين المذهب القديم والجديد وضعف اللفظ في المذهب القديم ووضعوا المعنى في المذهب الجديد وكان تصنيفهم للأدباء في هذين المذهبين فيقول الشاعر: إنما غايتي من الشعر معنى .. واضح يامن للبيب التباسه (ديوان الرصافي في المقدمة)) كان الأديب الأوربي حتى القرن الثامن عشر أدبي الخيال ، شاعر العواطف كاتب النزعات والميول النفسية المريضة ، أما في القرن العشرين وما بعده فما هو إلا أديب الحقائق شاعر الفضيلة والنفس السامية ، كاتب الدماغ الفكر فنحن نحتاج اليوم الواقعية في كتاباتنا الشعرية والأدبية لا المخيلات الفاسدة ونحتاج المعاني الدقيقة القادرة على رسم الصورة الشعرية الحقيقية كذلك إعادة النظر في اللغة لكي تنهض إلى مستوى الأفكار الجديدة والشعور العصري والنقاد يرون أن من أسباب قصور الشعر العربي عن بلوغ غايته العصرية قصور لغته عن تلك الغاية.. ومتى تقدمت اللغة تقدم معها الشعر وجاز له حينئذ أن يبلغ غايته في مجراه العصري)) حديث الرصافي مجلة الحرية ص13 ، العدد الأول السنة الثانية 1925)) وليست اللغة سوى واسطة نعرب بها عن أفكارنا وتترجم عن حياتنا وتعبر عن حاجاتنا ولا ريب أن أفكارنا وحياتنا وحاجاتنا اليوم غيرها في زمن آخر ... فكيف نتقيد بلغته وهي قاصرة عن هذه الأفكار وهذه الحياة وسد الحاجات؟ فيجب أن ننتفض من هذا الجمود وأن ننهض باللغة إلى مستوى تكون فيه صالحة لأفكارنا منطبقة على حياتنا العصرية أما القافية والوزن فإذا كان أسلوب النظم القديم ، يتقيد بالقافية والوزن فالأسلوب الجديد يخرج على قيدي الشعر هذين إذ يرى أصحاب الدعوة إلى الجديد أن الشيء الذي يتعجب منه أزيد ما يكون هو أن الأدباء المتقدمين كانوا قد حصروا دقتهم بقافية الكلام ووزنه فقط ((الأدبيات العنيفة والجديدة (( دراسة في ضوء المنهج الجدلي لهيكل)) حتى عرفوا الشعر من خلالها فيصرحون أنهم يخالفونهم في ذلك وينطلقون من مفاهيم جديدة ترى الشعر غي القافية والوزن إذ يراجعون المفهوم القديم للشعر الذي يجده بأنه كلام موزون مقفى ليستبدلوا به مفهوماً جديداً ، يتطلق من قيم جديدة ويتقدم الرصافي بهذا المفهوم الجديد ، يقول ((الشعر كالحسن لا يوقف له عند حد ، وقصارى ما نقول إذا أردنا أن نعرفه أنه مرآة من الشعور تنعكس فيه صور الطبيعة انعكاساً يؤثر في النفوس انقباضاً وانبساطاً ((دروس في تاريخ آداب اللغة العربية ص49)) الشعر إذن شعور ، لا قافية ووزن هذا إذا أرادوا أن يعرفون وإن لم يميلوا إلى ذلك لأنهم يحرصون دوماً لمخالفة القدماء ولأن الجدة أو العصرية تعني محاكاة الثقافة الأدبية الغربية يرى الزهاوي ((أن القافية هي وحدها سبب تقصير الشعر العربي عن اللحاق بالشعر الغربي والدعوة إلى الخروج عليها دعوة إلى الأخذ ببعض أسس الشعر الغربي وإذا كان التجديد يعني الأخذ من الثقافة الأدبية الغربية فإن الدعوة إلى الشعر المنثور دعوة إلى الأخذ منها إذ تهيأ لهم أن يدركوا أن الشعر العربي شعر منثور فإذا عرف بالشعر المنثور بعض الشعراء العرب كأمين الريحاني وجبران خليل جبران فإنهما إنما يقلدان فيهشعراء الغرب فقد احتذى أمين الريحاني وجبران وكثيرون من أهل المهجر طريقة 00والت ويتمان)9 الأمريكي في إطلاق الشعر من قيود الوزن والقافية فابتدعوا طريقة الشعر المنثور في العربية ثم أقام الدكتور نقولا فياض 00 من أدباء سوريا ومصر)) بحركة فكرية حديثة فأوجد أسلوباً جديداً للشعر العربي أطلقه من قيود القافية والوزن كذلك مع الاحتفاظ بالرنة الموسيقية في اختلاط الأوزان ببعضها ((الشعر المطلق ، مجلة الحرية ، ص10) وهكذا فإن الفكر النقدي الأدبي صار له مديات كثيرة نتيجة اختلاطه بالغرب وامتزاجه بالثقافة الغربية وعلى المجددين الأن اتخاذ مواقفهم الريادية لإكساب الشعر تلك الحركة والديمومة الأدبية الفريدة من نوعها في حركة التجديد والابتعاد عن كتابة شعر ليس له وجود أدبي ركيك خالي من المعاني واللغة السليمة القادرة على رسم أجواء ومعالم الأدب العربي فنحن إذا تخلينا عن الوزن والقافية علينا أن نوجد بديلها النوعي المتمثل باللغة والأساليب الجميلة في الطرح والمعاني الرائعة وبالتالي فإن تطور الفكر النقدي سيبنى على هذا الأساس



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية
- ثقافة العصر وتحديات الحداثة
- الطغيان السياسي وجذور الاستبداد


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جاسم قاسم - الفكر النقدي الادبي