أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسر جاسم قاسم - الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية















المزيد.....


الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 07:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية المهندس ياسر جاسم قاسم
تثار في السنين الاخيرة قضية الارهاب وتداعياته الخطيرة على الفكر والانسنة وما يشمل هذين المعنيين من اهمية فكرية في مسيرة الانسانية وقد يتسائل سائل عن هذه التداعيات وارهاصاتها في المجال الانساني وللجواب فالقول بان للارهاب جذورا تاريخية هو شيء مهم في هذا المجال حيث ان للتاريخ دور مهم وبارز في تواجد الارهاب وعلى عدة مستويات :
1- الحروب التاريخية التي خاضها المسلمون الاوائل تركت جذورا ارهابية كبيرة حتى في مجال الفكر الاسلامي المتسامح
.
2- سلطات الاستبداد المتعاقبة على حكم البلاد الاسلامية وتحت مسميات كثيرة كمسمى الخليفة او غيرها من المسميات .
3- علماء الدين الذين يروجون لفتاوى الارهاب والارهابيين الذين يفعلون مال يشاؤون من الاستهتار في حياة الناس والعباد.
4- الحركات الاصولية ومناشئها تاريخيا وما افرزته من غلو وتطرف الى حد اشباع الغرائز الانسانية الجامحة في القتل والتدمير .
5- عدم مواجهة الارهاب فكريا وجذريا وفق ثقافة منشودة تضع صرحا لضرب الارهاب ومنطلقاته الفكرية .
ولو رجعنا الى هذه المستويات الخمسة لمناقشتها مناقشة موضوعية كل على حدة وبداية ندخل في خضم الحروب التاريخية وكيف جذرت للارهاب وبويت له تحت غطاء ديني فبالامكان تقييم الحروب التي ساهمت بمد الحركات الارهابية على قسمين :
الاول:ما عرف تاريخيا باسم حروب الردة واسبابها الحقيقية ودوافعها الكامنة فهذه الحروب اسست منهجية خاطئة جدا في معالجة قضايا وفتن داخلية تعصف بالامة وكن نرى ان لسلطة الخلافة القائمة انذاك راي في اطفاء الحرب الاهلية التي كان سببها امتناع بعض القبائل على دفع الزكاة لمركز الخلافة وذلك من باب الاحتجاج السياسي ليس الا ولكن ما المنتظر من خليفة ناهض باعباء دولة جديدة وكيف يحافظ على مسارها السياسي وهذه الحروب قد سببت ازمات كثيرة ولكن لو نستعرض ولو بشكل سريع الاساليب الارهابية التي تم انتهاجها مع المحتجين ومنهم الحادثة الشهيرة لمالك بن نويرة وكيف ساهم خالد بن الوليد في قتله قتلة مروعة مع جمع من اصحابه واعوانه ووضع رؤوسهم على قدور ثم الطبخ عليها .
فهل من صورة بشعة كهذه وهكذا فقد ساهمت هذه الفتن الاهلية في ضرب الكثير من المنشات الانسانية في هذا المجال.
الثاني: ما عرف تاريخيا باسم حرب الفتوحات وهنا الطامة الكبرى واي فتوحات بل انتهاكات لشعوب مسالمة تم الهجوم عليها بوحشية فائقة وتم نهبها وسلبها وادخالها للاسلام بقوة السيف وهذا مما ياباه الاسلام الحنيف نفسه ولو نلقي نظرة من سجف الزمن لما احدثه الجيش الاسلامي من خروقات فاضحة لكل معاني حقوق الانسان والانسنة لراينا العجب العجاب ولضربت الامثلة الشائنة في هذا المجال ومنها ما يذكره الاستاذ هادي العلوي عن صورة سبايا الفرس في زمن الخليفة الثاني وما افرزه هذا المنظر من حنق وغيظ لابي لؤلؤة الفارسي كانما موقف المسلمين في ذلك الوقت سوغ لهم كل هذه المعطيات وهنا نظرة شاملة لمفهوم الاساءة للرسول الكريم محمد (ص) مفادها ان الاساءة للرسول هو ثمرة من ثمرات الارهاب على المسلمين ان يجنوها وان يكون لهم دوافع في هذا الاجتناء وهذه العبارة قد قالها الاستاذ يحيى عثمان مدير المركز الوطني للدراسات التاريخية والاجتماعية في البصرة وهي الحالة الوحيدة التي انصفت الحالة في نظري فاذا لم يحارب المسلمون هذا الارهاب وقعوا بحباله المترامية وكذلك ساهمت هذه الفتوح والانتهاكات للناس العزل الابرياء برسم صورة تاريخية دموية عن الاسلام ودوره في اشاعة السلام والامان وابتعاده عن هذه المعاني بسبب ما حدث في هذه الحروب، أما يخص سلطات الاستبداد وما أنتجته من ثقافات مغايرة لسلطات الحق والعدل والحرية وهنا نقصد بالتحديد الاستبداد السياسي وهو الذي انتج مفهوم الخلافة والاستبداد السياسي هو الاستيلاء على السلطة والاستئثار بها ومنع تداولها سلمياً وإساءة استغلالها والتوصية بها لأبن أو أخ أو من يختاره المستبد بنفسه والاستبداد هو مصادرة حق الأمة في أن تختار لنفسها من يحكمها وحرمانها من أن يتولى قيادتها أصلح أبنائها ممن تجتمع عليه إرادتها وفي ذلك مصادرة لحق كل مواطن أي مواطن في أن يتولى قيادة الأمة وينكر المستبد حق الأمة في عزله لأنه خليفة للمسلمين وولي أمر لهم كما يصادر الحريات ويمنعها وينكر الرأي الآخر ويتفرد برأيه ضارباً عرض الحائط بضرورة الأخذ بالمشورة وتتسم أعماله بالسفه المالي فلا يرى فرقاً بين ماله الخاص وبين بيت أموال المسلمين فكلها أموال لله يستبيحها كيف يشاء دون مسائلة ويرى بعض الغافلين انه من حسن الحديث عدم النظر في أخطاء السلف والتابعين وكأنهم معصومين ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم فيرون وعلى سبيل المثال عدم انتقاد معاوية بن أبي سفيان بدعوى أنه صحابي ولا يجوز رميه بالاستبداد أو محاكمته أمام تأريخ يتهمه أنه أول من أصل الاستبداد السياسي في الدولة الإسلامية بشكل رسمي ولم تكن له سابقة في الإسلام إذ أسلم هو وأبوه بعد فتح مكة وقد اشتركا في مواطن كثيرة ضد الرسول والمسلمين يقول القديس جريجوري: (( إنه لا يتعين على الرعايا أن يطيعوا فحسب بل يتعين عليهم أيضاً الامتناع عن محاولة الحكم على حياة حكامهم أو نقدها أو مناقشتهم الحساب ويقول: لا ينبغي أن تكون أعمال الحكام محلاً للطعن والتجريح بسيف اللسان حتى لو ثبت أن هذه الأعمال تستحق اللوم ، ومع ذلك فإن أقل ما ينبغي إذا انزلق اللسان إلى استنكار أعمالهم أن يتجه القلب في أسف وخشوع إلى الندم والاستغفار التماساً لعفو السلطة العظمى التي ما كان الحاكم الا ظلها على الأرض)) . ولدى الإطلاع على تأريخ المسلمين نجد أنهم لم يعرفوا حرية الرأي والاختيار ولم يمارسوا الحكم الشورى طوال تأريخهم السياسي كله بعد الخلافة الراشدة ويعتبر رفض الحاكم للمسائلة دخولاً واضحاً في دائرة الاستبداد وهو عين ما حدث بدءاً من النصف الثاني من خلافة عثمان بن عفان ، إذ رفض الاستجابة لطلب أهل مصر والعراق باستبدال الولاة على بلادهم . كما خصّ لأهله وأقاربه بالعطايا والمناصب مما كان له أبلغ الأثر في الثورة عليه، كذلك فقد حرم الحكام المستبدون بأحاديث وضعوها لهم وعاظ السلاطين الذين سنتطرق لهم في هذا البحث الخروج عليهم ورموا الخارجين عليهم بالكفر وكانت ذريعتهم في ذلك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي فسروها على غير مقاصدها أو الأحاديث التي وضعت لهم ونسبت للرسول بعد ذلك، ويرى الكواكبي أن الاستبداد لا يقاوم بالشدة بل يقاوم باللين والتدريج . وهنا لو أردنا أن نناقش هذه الفقرة لرأينا عدم جدواها فالاستبداد لو يناقش باللين بقي الكثير من المستبدين إلى يومنا هذا يعيثون في الأرض الفساد ولكن نرى وعلى مر التاريخ أن اغلب المستبدين كان الخروج عليهم بالقوة سواء بقوة داخلية كثورة الجماهير لإسقاطه أو بقوة خارجية لإسقاطه كما حدث مع الطاغية صدام ، وهذا المفهوم الاستبداد وهو الذي يؤصل مفاهيم الإرهاب وذلك لصلته الكبيرة في إشاعة مفاهيم إرهاب الأمة والجماعة وبالنتيجة وضع السجون وأساليب التعذيب المتنوعة وهذه تساهم في إنتاج ثقافة ومفهوم الإرهاب تحت مسمى الخليفة أو السلطان أو رئيس الجمهورية أو الخ... وهنا أيضاً للتاريخ دور كبير في إشاعة مفاهيم الاستبداد وبالتالي إنتاج ثقافة الإرهاب فيحدثنا التاريخ إن عبدالملك بن مروان كان عابداً زهداً ناسكاً في المدينة قبل الخلافة ولما أفضى الأمر إليه كان المصحف في حجره فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك . وهاهو عبدالملك بن مروان نفسه بعد تولي الخلافة يقول في الخطبة التي ألقاها في المدينة بعد مقتل عبدالله بن الزبير : أما بعد فلست بالخليفة المستضعف ويعني عثمان بن عفان – كما يقول ذلك نبيل هلال هلال في كتابه الاستبداد ولا الخليفة المداهن – ويعني معاوية بن أبي سفيان، ولا الخليفة المافون ويعني يزيد بن معاوية إلا وأني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم تكلفونا أعمال المهاجرين ولا تعملون مثل أعمالهم فلن تزدادوا إلا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هنا إلا ضربت عنقه)) وبالانتقال الى سلطة رجال الدين واستبداد رجال الدين ووضعهم الذي يبغون من خلاله أن يحل الدم الإنساني بناءً على هوية إنسان بغض النظر عن أي مسمى فكري إنساني في هذا المجال نرى أن منطق رجال الدين غير النهضوي وغير المستثمر ولا نقول كلهم هو المسبب لهذه الآهات المجتمعية وهنا وكي لا نبتعد كثيراً عن رجال الاستبداد والسياسيين المسببين للفكر الإرهابي نجد أن هناك تلاقياً فكرياً بين سلطة رجل الدين المستبد وسلطة السياسي المستبد وهنا يقول الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين ما نصه (( وبعد هذا التحول انقسم الناس إلى فريقين متعاكسين: فريق يدعو إلى الخضوع للسلطان مهما كان ظالماً وفريق آخر يدعو إلى الثورة ولوجودالسيف في يد السلطان)) إذن ينبغي من خلال هذا المحور إن هناك تواجداً فكرياً بين وعاظ السلاطين وبين الخلفاء والملوك المستبدين ونلو انتقلنا إلى فتاوى رجال الدين التي تسبب الإرهاب وهنا تكمن الخطورة حيث أن ما يقع اليوم من قتل واغتيال وتشريد وإرهاب بكل أصنافه نسمع من هنا وهناك استنكاراً وشجب لهذه الأعمال ولا نرى أن هناك إدانة واضحة وصريحة لهذه الأفعال الشنيعة التي تحطم المبادئ الإنسانية فهذه السلطة الروحية لرجل الدين المستبد والمتزمت في رأيه يجب أن تكسر لأنها ما عادت تنفعهم كما ان سلطاتهم تنفع لزيادة الاستبدادالقائم والخطاب الديني الراديكالي المتمثل بسلطات رجال الدين الذين يحثون على الإرهاب وعلى أفكار مشوهة ممكن أن تجر المجتمع إلى متاهات عقيمة فقد عرض أحد الطغاة ذات يوم على الفقهاء ورجال الدين استفتاء وجاء مضمونة: ((ايهما خير: المسلم الظالم أم الكافر العادل؟ )) فسكتوا جميعاً عند هذا قام أحد الحاضرين فافتى معلناً: إن الكافر العادل خير من المسلم الظالم)) ثم خرج لا يلوي على شيء وقد كتب الاستاذ عباس العزاوي معلقاً على هذه الفتوى ما يلي( ( لا مجال لقبول هذه الفتوى بعد العلم إن السلطان المسلم مهدداً بالأمة وسخطها عليه وخلعه، والملتزم أن لا تقبل حكومة الكافر وولايته.. واليوم – بصورة عامة – لا ترضى الأمة أن تحكم إلا بنفسها والإدارة أو الإدارة للأمة تختار رئيسها ليمثل رعيتها ويمضي طبقاً ما يريد.. والتهديدات الإلهية كثيرة في لزوم إتباع المسلم دون سواه، وتقييده بما قيده الشارع)) يعلق الدكتور علي الوردي على كلام الاستاذ عباس العزاوي ما يلي:- حين أقرأ هذا التعليق أحسب أن واعظاً يعظنا على المنبر الشريف، يقول الاستاذ العزاوي إن السلطان المسلم أحق بالإتباع مهما كان ظالماً، وحجته في ذلك إن السلطان المسلم يكون مهدداً بالسخط او الخلع وقد نسى الاستاذ العزاوي إن السلطان المسلم أحق بالاتباع مهما كان ظالماً وقد نسى الاستاذ تلك السلسلة الطويلة من سلاطين المسلمين الذين فاقوا نيرون بظلمهم فلم يردعهم عن ذلك سخط أمة أو تهديد لإله وما دام السلطان الظالم محاطاً بالفقهاء والوعاظ وهنا يظهر جليا الدور السلبي الذي يمارسه بعض هؤلاء الوعاظ وامتداداتهم السيئة داخل المجتمع وفي ذلك استثناءات طبعاً. وهنا ننتقل إلى الحركات الأصولية والتي لها امتدادات داخل المجتمع الإسلامي نتيجة فتاوى علماء التطرف فلا توجد حركة أصولية إلا ولها مجموعة من الفقهاء الذين يفتون بشرعيتها ولعل أول حركة أصولية في الإسلام هي حركة الخوارج ومن الحركات الأصولية حركات مسلحة وهنا تقع الطامة الكبرىولو أردنا أن نتفحص في هذا المجال ونبحث الجذور الفكرية للجماعات المسلحة في العراق والتي لها ارتباط مباشر بمفهوم الحركات الأصولية وهنا سأستند في بحثي لهذه المجاميع لبحث الاستاذ أحمد قاسم صالح علي كلية العلوم السياسية جامعة بغداد فظاهرة الحركات الإسلامية راسخة القدم في تاريخ العراق الحديث والمعاصر وهي لم تكن نتيجة لحظتها وهنا تقع الإشكالية بل إن مشروع حزب إسلامي ذي مفهوم شمولي للإسلام قد تم عام 1917 برئاسة محمد علي بحر العلوم حيث قام الحزب والذي سمي بـ (حزب النهضة الإسلامية) وفق الرؤية التي طرحتها مدرسة الشيخ محمد عبده والسيد جمال الدين الأفغاني من حيث الدعوة إلى الوحدة الإسلامية وحل المشاكل للمجتمعات الإسلامية الا أنهم أضافوا فكرة الجهاد كإحدى وسائل التمكين من خلال تشكيل تنظيم عسكري وسياسي في كل أنحاء العراق أولاً ثم البلاد العربية والإسلامية ثانياً والعمل على طرد المحتل وفعلاً قاد الحزب انتفاضة المدينة في 19/آذار/1918 ضد الإنكليز كما أن تلك الأحزاب قد انتهج بعضها أسلوب الكفاح المسلح ضد المحتل الأجنبي عام 1918 أو أسلوب المعارضة الإسلامية ضد الأنظمة المتسلطة مثل حزب الدعوة الإسلامية وهنا عندما أذكر هذه الأحزاب لا أقصد إنها أحزاب إرهابية وإنما أؤرخ لنماذج من حركات وأحزاب أسست لمفهوم الحركات داخل العراق على سبيل المثال واللافت للنظر أن الساحة الإسلامية في العراق قد شهدت تطوراً خطيراً وملحوظاً بعد دخول القوات المتعددة الجنسيات عام 2003 للعراق من خلال تصاعد وتيرة العنف الموجه ضد العراقيين وباسم مقاومة المحتل وتحت غطاء الشرعية الدينية الأمر الذي انعكس سلباً على موقف الفرد العراقي من حالة التدين بصورة عامة من خلال اختيار جماعة (قاعدة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين) وجماعة (جيش أنصار السنة) وغيرها وهنا يغطي الاستاذ أحمد قاسم صالح علي في رؤيته لهذه الحركات وبالشكل التالي:-
أ) الحركات الإسلامية الشيعية/ تتصدرها المرجعيات العليا الموقرة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المقدسة.
1- الخط الجهادي
2-حزب الله في لبنان كمثال.
كذلك تيار السيد مقتدى الصدر في العراق برز عام 2003 امتداداً لحركة المرجع الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)
ونحن هنا نذكر هذه الحركات ليست كحركات أصولية لها امتدادت ولكن كحركات لها وجودها في العراق.
ب- الحركات الإسلامية السنية:
1- الخط السياسي مثل الأخوان المسلمين بتفرعاتهم.
2- الخط الرسمي يمثلها الجهات الرسمية المرتبطة بالدولة مثل مؤسسة الأزهر في مصر.
3- الخط الصوفي
4- السلفية العلمية ومثلها علماء المملكة العربية السعودية
5- السلفية الجهادية مثل تنظيم القاعدة ،ا لجهاد الإسلامي (مصر) ، الجماعة السلفية للدعوة والقتال (الجزائر).
ولو أخذنا الحركات الإسلامية السلفية الجهادية وهي الحركات التي تستند على نفس الأسس والمنطلقات الفكرية والعقائدية للسلفية العلمية لكن تختلف معها في جانب تشكيل الجماعة وقد بدأت بوادرها في أفغانستان عام 1979 عندما هاجر الشباب المنخرط بهذه الحركات كالسعودي واليمني والخليجي للجهاد.
وهنا الكلام ما زال للاستاذ أحمد قاسم ((فنجد إن تنظيم الجهاد قد بدأت بواكيره الأولى عام 1968 بين مجموعة من طلبة الثانوية كان على رأسها أيمن الظواهري، وقد تلقت تلك المجموعة أولى مفاهيمها عن الإسلام في مسجد الكيخيا في القاهرة التابع لجماعة انصار السلفية حيث تعلموا التوحيد ومجمل العقائد ومحاربة البدع إضافة إلى تأثيرهم بفكر سيد قطب وكتابه معالم في الطريق ونتيجة لطبيعة الظروف السياسية في مصر وبداية ظهور الفكر الجهادي كان في شمال العراق عام 1978م عندما بدأت بوادر ظهور تيار سلفي علمي يختلف عن التيار الذي يمثله الأخوان المسلمين والذي ظهر في كردستان عام 1957 وأولى المجموعات المسلحة التي ظهرت كانت تحت اسم الجيش الإسلامي الكردستاني وفي العام 1985 تم تشكيل (الرابطة الإسلامية الجهادية) وعند النظر في البرنامج السياسي الذي طرحته بعض الأحزاب الإسلامية المعتدلة في العراق نرىإن هذا البرنامج يحارب من قبل حركات متطرفة وذلك لأن هذه الحركات الأصولية هي ضد الاعتدال ومثالنا على ذلك الحزب الإسلامي العراقي وعند النظر في البرنامج السياسي الذي طرحه الحزب نجد أنه تعرض للكثير من المعوقات ليس من قبل الأطراف السياسية الأخرى كبعض الأحزاب الدينية أو الأحزاب العلمانية أو حتى من قبل سلطات الاحتلال بل من قبل الجماعات المسلحة الإسلامية الأصولية التي فرضت على طائفة معينة النهج المسلح ووصمت كل طرف يتعامل بوجهة سياسية بأنه كافر ومرتد وعميل ووجب قتله وهذا ما حدث فعلاً وضربت مقرات الحزب في كل من الفلوجة وديالى وغيرها من قبل حركات راديكاليةوهذا كمثال بسيط نسوقه في هذا المجال والأمثة كثيرة ولكن ليس كل ما يعرف يقال. إن الرؤية الفكرية والسياسية التي تتبناها الجماعات المسلحة في العراق تلقي بظلالها السلبية على المشهد السياسي المستقبلي للعراق خاصة فيما يتعلق باحتمالية تصاعد وتيرة عمليات العنف التي تستهدف العراقيين من السنة والشيعة على حد سواء بحجة محاربة الموالين للمحتل هذا إضافة إلى عدم شرعية الإجراءات الديمقراطية الجارية في البلد حسب رؤيتهم القاصرة والتي ستعمل على تكريس الهيمنة الأمريكية على العراق من خلال تشكيل حكومة خاضعة للمحتل حسب نظريتهم كما إن السلوك الاحادي الذي تتبناه هذه الجماعات وهو الخيار المسلح أضعف في حقيقة الأمر الدور السياسي الذي يمكن أن يلعبه أبناء السنة سواء كان ذلك على مستوى كتابة الدستور أو المشاركة في حكومةحاضرة او مستقبلية وإدارات الدولة المختلفة وهذه الرؤية ناتجة عن موقف تلك الجماعات الداعي إلى حصر النشاط السياسي للشعب العراقي في بودقة الأعمال العسكرية من دون وضوح لأي مشروع سياسي بديل تطرقه هذه الجماعات.
والنقطة الخامسة في بحثنا هذا وهي عدم مواجهة الإرهاب فكرياً وجذرياً وفق ثقافة منشودة تضع صرحاً وحداً للارهاب ومنطلقاته وهذا يرجعنا تقريباً إلى بعض مفاهيم التاريخ التي انطلقت منها مفاهيم الإرهاب ومنها الفتاوى التي هي مؤصلة تاريخياً والتي تعطي الضوء الأخضر لتكفير الآخرين وإهدار دمهم ومنها ما جاء في هذا المجال عن لسان أبن كثير ما نصه ((من ظن بالصحابة ظناً سيئاً أهدر دمه)) فمجرد الظن يهدر الدم فكيف إذا كان هناك كلاماً وانتقاداً فاضحاً لهم، يتبين أن جذور الإرهاب تاريخية وليست حالية وهنا يذكر الدكتور شاكر النابلسي في كتابه اسئلة الحمقى في السياسة والإسلام السياسي ما نصه ص13: ((لو كان لدى العرب مرآة مجلوة ليروا فيها صورتهم اليوم وامتلكوا الشجاعة الكافية للنظر في المرآة لأصابهم الفزع والفجيعة وانتابهم الهول لقبح صورة وجههم في هذه المرآة، ثم يعلل ذلك في قوله ((لأننا أصبحنا أكثر الأمم إرهاباً وسفكاً للدماء في العالم في هذا الزمان من التاريخ الذي توصلت فيه الأمم إلى حل مشاكلها المختلفة بالحوار وباللجوء إلى الدبلوماسية)) وهنا سأذكر في هذا المجال بعض ما ذكره الدكتور شاكر النابلسي من فجائع وتأشيرات للإرهاب والإرهابيين فيقول: (( ففي تقرير صدر منذ مدة يقول إن ثروة الشيخ القرضاوي، أحد فقهاء سفك الدماء في العالم العربي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، وإنه خسر في بنك التقوى وحده مبلغ ثلاثة ملايين دولار نتيجة لإغلاقه بمساع أمريكية وهذا هو سر حملة القرضاوي الضارية على أميركا)) الإٍسلاميون الذين خطفوا الإسلام وسرقوه وزوروه وأسقطوا اياته التي جاءت تنبئ بما حدث قبل أربعة عشر قرناً ويزيد هم الذين يقودون الآن العرب إلى محرقة إنسانية كما يعبر عن ذلك الدكتورشاكر النابلسي .
وفي حقيقة الأمر إن مواجهة الإرهاب يتطلب الغوص في كنهه وجذوره التي اصلت لوجوده تأصيلاً حقيقياً وفي نتيجة الأمر إن ما نراه اليوم من تواجد لهذا الزخم الهائل من فتاوى الإرهاب ومن تواجد الإرهاب في الساحة العالمية والعربية والعراقية إنما له جذوراً تاريخية حتى وله جذوراً إسلامية تتسوغ له بما يفهمه الجهلة من القرآن الكريم وخطه التسامحي العظيم.
والإرهاب بكل أشكاله ومصنفاته يتقاطع مع مشاريع الأنسنة في أي مشروع حيوي عالمي وهذا واضح جلياً لأن الإرهاب لا ينظر إلى إنسانية الإنسان بل ينظر إلى الإنجراف الأهوج الذي يريده الإرهابيون ويريدو أن يحققوه في ساحتهم اللامسؤولة والدعوة اليوم تشمل الجميع إلى النظرة بصدق وشفافية إلى صد الخطر المتفاقم الذي ياخذ الجميع على حين غرة ويستهدف التسامح والحوار والمؤسسات الديمقراطية وكل نواحي الحياة الحرة والسليمة... .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العصر وتحديات الحداثة
- الطغيان السياسي وجذور الاستبداد


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسر جاسم قاسم - الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية