أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - لا تحملونا -جميلة- يا انصار حزب الله ...















المزيد.....

لا تحملونا -جميلة- يا انصار حزب الله ...


نجاح بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلن الاخ عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان،وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح امس، ان رفات جثة الشهيدة دلال المغربي، لم يكن ضمن صفقة تبادل الاسرى التي ابرمها حزب الله مع الكيان الصهيوني مؤخرا، موضحا ثبوت ان رفات جثتها غير موجود.

وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني أكدت قبل تنفيذ الصفقة بيوم واحد أي في 15- 7 – 2008 ، ان رفات الشهيدة دلال المغربي لن يسلم الى حزب الله في اطار صفقة التبادل بين الجانبين.

ولا ينتقص هذا الخبر من قيمة ما قام به حزب الله من تحرير لاسراه واسترجاع جثامين 199 شهيدا، ولكن اهمية الخبر في انه يكشف كم هو حجم العاطفة التي تحرك الناس ، وكم هو محزن ان تكون العاطفة هي التي تؤجج اقلام بعض الكتاب.
فكم هم الكتاب الذين وضعوا اسم الشهيدة دلال المغربي في عناوين مقالاتهم للدلالة على عظمة الانجاز الذي قام به حزب الله ، وكم هم الذين يحاولون بناء امجاد شخصية وسياسية على عظام الشهداء والشهيدات، وكم هم الذين يظنون ان بالعاطفة تتحقق الامنيات؟

كثيرون للاسف تحركهم العاطفة وتحركهم المشاعر ، ولا يقيموا وزنا للعقل او المنطق او الواقع، فمع انني مسرورة لان جثمان الشهيدة دلال المغربي بقي يزكي تراب الوطن ، وانها ظلت مستريحة تتنفس هواء الوطن ، الا انني اشعر بالاسف لاولئك الذين تقودهم العواطف والمشاعر ولا يقيموا وزنا للعقل الذي وهبهم الله .
فهنيئا لك يا شهيدتنا البطلة سكناك في تراب وطننا الغالي.

اما من يعتقدوا بان تجربة حزب الله بخطف جنود العدو لاستعادة الاسرى الفلسطينيين من سجون العدو تمثل نموذجا يقتدى ، فاقول ان لكل حدث في الدنيا ظروفه الخاصة ، تتحكم فيها مجموعة من العوامل ، فعندما نجحت الجبهة الشعبية القيادة العامة (وتجربتها اقدم واكبر وعدد الاسرى الذين حررتهم القيادة العامة اضعافا مضاعفة من الذين حررهم حزب الله) كان لذلك ظروفا مختلفة تماما عن الظروف التي احاطت بتجربة حزب الله، ومع ذلك تجاهلها الكثير من الكتاب الفلسطينيين، يعد ان اخذتهم السكرة بعملية الرضوان، فيما الكتاب اللبنانيون لم يتجاهلوها في تقييمهم لما سمي "بانجاز حزب الله" واعادو الى الاذهان تجربة احد الفصائل الوطنية الفلسطينية.
فلماذا لم يتفضل احد من الكتاب الوطنيين جدا "حراس المشاعر والعواطف" ليقول ان حزب الله استفاد من خبرة المقاومة الفلسطينية سواء في قتال العدو او في تحرير اسراه؟
لماذا يا حراس المشاعر والعواطف تتجاهلون الانجازات العظيمة التي حققها شعبكم وحققتها ثورتكم؟
لماذا تهللون وتكبرون وتطربون عندما يحقق غير شعبكم انجازا مهما كان صغيرا وتسنون اقلامكم لتشويه الثورة الفلسطينية وتحقرون القيادة الفلسطينية ويصل الامر ببعضكم للمطالبة بالقيام بانتفاضة على السلطة الوطنية؟
ويصل الامر بالبعض الاخر للمطالبة بانهاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح من الوجود وهي صاحبة الرصاصة الاولى مفجرة الثورة صانعة تاريخ شعبنا المعاصر، ولا ينبري أي منكم حتى بكلمة واحدة اعتراضا ؟
احدكم سن قلمه ضد من اسماهم الماجورينفي دفاعه عن حزب الله ، واخرون وزعوا التهم شمالا ويمينا الى درجة الخيانة بحق من حاول ان يضع الامور في نصابها ، وانبرى المفتونون بحزب الله في تعداد المناقب والانجازات ، دون أي محاولة لقراءة الاحداث من كافة زواياها.
اما من يظنوا بان الدور الملهم لحزب الله في تحرير اسراه ، سيستفاد منه في صفقة مبادلة شاليط فاقول لهم انتم واهمون.
صحيح ان كلا تجربتي حزب الله وحماس في خطف جنود العدو كانت لها نفس النتائج المرة كالعلقم، فالاولى ادت لحرب تموز الدموية المدمرة، والثانية ادت الى سقوط اكثر من الف شهيد والاف الجرحى والمصابين والثكالى في غزة ، واتبعت بالانقلاب على السلطة الشرعية للفلسطينيين الذي جاء لغزة بالمرض والفقر والبطالة والجريمة والقمع والاستبداد والقهر.
لكن ورغم تشابه النتائج بين اثار الخطف الاول والثاني الا ان النتائج المتعلقة بالتبادل لن تتكون متشابهه.
فشاليط ليس الا رقما سياسيا في اجندة العدو الصهيوني ، كما هو رقما سياسيا في اجندة حماس يستخدمه كليهما في تحسين اوضاعه السياسية ، ولما كان تحسين الاوضاع السياسية لحزب الله ينعكس على الداخل السياسي اللبناني بمزيد من الفرقة والتعنت والارباك والارتباك ويشغل كافة الاطراف اللبنانية في الصراع على النفوذ والسلطة، فمن مصلحة اسرائيل تحسين ذاك النفوذ.
الا ان تحسين النفوذ السياسي لحماس امر يختلف فلا بد اولا من ان تضمن صفقة التبادل الا توظف عملية التبادل بتحسين النفوذ السياسي لحماس في مواجهة الكيان المغتصب ، بل في مواجهة السلطة الوطنية الشرعية ، وذلك ليس خشية من حماس بالمعنى الاستراتيجي وانما لاضعاف السلطة الوطنية كي تقدم المزيد من التنازلات .
فالكيان الصهيوني يستخدم اسلوبا بات واضحا وهو تعزيز نفوذ المناوئين والمعارضين للسلطه لاضعافها لتمرير شروطه.
فادعاء البعض ودون خجل ان الكيان الصهيوني يدعم السلطة وان السلطة اصبحت وكيلا حصريا للعدو، فهذا ادعء باطل يندرج في اطار الحلمة الاعلامية والسياسية الشرسة على السلطة الوطنية ، ويدلل على صفاقة سياسية يحركها الانتماء الحزبي والاطماع السلطوية.
فالعدو لا يريد سلطة قوية يلتف حولها الشعب بكل قواه ومقوماته ، بل يريد سلطة ضعيفة مهزوزة لا تحظى باحترام وتقدير شعبها ، حتى تكون قادرة على تقديم التنازلات ، والتي ستكون ملزمة لكل الشعب ، باعتبارها سلطته الشرعية ، وعند أي محاولة من الشعب لتعديل أي من بنودها المجحفة سيتم رفع سيف الشرعية والاعلاء من وزنها ومن مكانتها.
فهل يدرك البعض جوهر الصراع السياسي الدائر؟ هل يتعظ البعض من الاف التجارب التي خاضها شعبنا، هل يحترم البعض نضالات وانجازات هذا الشعب العظيم ؟ اشك في ذلك فسيظل البعض يقدم خدمات جليلة للعدو واذا اخذت بحسن النية اقول دون ان يدري.
دققوا النظر بما يجري في غزة يا من لستم ماجورين ولا خونة ولا صهاينة ولا امريكان ، ويا من تسهرون على حماية القيم الوطنية، ويا من ترون ان أي معارضة لافكاركم العاطفية التي ليست لها صلة بالفهم السياسي للاحداث، ويا من تضعون كل من يعارضكم في خانة العمالة والارتماء في احضان العدو الصهيو اميركي ، ويا من ترون بوجهة النظر المعارضة لكم انها جزءا من خطة ممنهجة ضد المقاومة وقيم المقاومة. دققوا النظر لتعرفوا في صف أي معسكر تقفون.
وللشهيدة دلال المغربي اقول : يا شهيدتنا البطلة لا نريدك ان ان تأتي الينا بل نحن الذين سنبذل الغالي والنفيس لنعود اليك.
نجاح بدران
[email protected]






#نجاح_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطر الاعظم يتربص بغزة
- ما هي اهداف حماس ولماذا تستهدف فتح وكيف؟؟
- حزب الله لم ينتصر في تموز
- شهداء البنزين في امريكا وشهداء الخبز في مصر
- رسالة الى السيد اوباما : لن نقبل باقل من دولة فلسطينية مستقل ...
- اقامة دولة فلسطينية احد شروط تحسين صورة امريكا في العالم
- الحواجز الامنية تحيل واشنطن الى -بغداد- او رام الله
- الشيخ حسن نصر الله يكذب


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - لا تحملونا -جميلة- يا انصار حزب الله ...