أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - الشيخ حسن نصر الله يكذب















المزيد.....

الشيخ حسن نصر الله يكذب


نجاح بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل التقدير للانجاز السياسي الذي حققه حزب الله ، باسترداد الاسرى اللبنانيين من سجون العدو الصهيوني، وهنيئا لسمير القنطار ورفاقه بالحرية، وهنيئا للمقاتلة الفلسطينية دلال المغربي التي عادت بجثمانها شهيدة تساهم برفع معنويات الفلسطينيين وتاكيد ثقتهم بالنصر والعودة.
انه نصر سياسي كبير ولا شك، استحق هذا الحشد الرسمي والشعبي وهذا التقدير لمن صنع هذا الانجاز.
لكن هل يجوز المبالغة الى درجة تصوير المشهد كانه معجزة من السماء، وهل هو نصر لحزب الله فقط ام هو نصر للعدو الصهيوني ايضا ، بل انه يكشف مدى حرص العدو على جثث قتلاه واسراه ، مما يكشف مدى احترامه وتقديره للفرد والانسان الاسرائيلي.
انها معركة بمقاييسها ومفاهيمها التي تفرضها موازين القوى وتعقيدات الصراع ، وبلا شك ان الفرح يتسلل الى قلوبنا عندما يتحقق ولو نصرا صغيرا مهما كان حجمه لكثرة الهزائم والتراجعات التي تمر بها الامة وعلى كل صعيد.
لكن من كان طبعه المبالغة سواء لاسباب نفسية للشعور بالسعادة حين يريد وبالالم والمعاناة عندما يشاء.
او بهدف رفع المعنويات وحشد الهمم واشاعة نوع من التفاؤل والامل وهي كلها مبررات صحيحة ولا غبار عليها.
الا انه وفي كل الاحوال وايا كانت الاسباب لا يجوز تأليه الاشخاص وتقديسهم، ولا يجوز ان يستخدم العامل الديني في تفسير كل الاشياء والاحداث. واعتبار نصرالله اضاف نصرا الهيا على نصر تموز الالهي في عام 2006
ومن الاهمية بمكان التوضيح بانني لست سنية او شيعية بل انا ضد التزمت من الطرفين وضد المنطق الديني في التعامل مع حقائق الواقع وبالتالي فان ما سيرد لاحقا في مقالي ليس تهجما على المذهب الشيعي او رموزه واتمنى الا يستغله المتزمتون من احزاب التلف والصلف من الطرفين ووضعي في خانة أي منهم.
وبعد هذا التوضيح اتسائل هل ما تحقق بالامس كان حدثا سياسيا ام دينيا ؟ وهل تحرير القنطار سيغير مجرى التاريخ ام ان الحدث استغل سياسيا من قبل حزب الله في سياق معركته السياسية والجماهيرية ؟
وهل استعادة جثمان دلال المغربي ورفاقها سيرفع الاحتلال عن 10 كيلو متر مربع من اراضي فلسطين ام انه حدث انساني ومعنوي لا اكثر ولا اقل؟
ثم لماذا لم يتمكن حزب الله من تحرير أي اسير فلسطيني في حربه لاسترداد الاسرى؟
مرة اخرى انا لا اقلل او استهين بانجاز حزب الله بتحريره الاسرى اللبنانيين.
غير ان تحويل المناسبة وتوظيفها في اطار الحرب المذهبية الجارية في كل بلاد المسلمين (مجازا) واسمها الصحيح بلاد العرب، ففي ذلك متاجرة بارواح الشهداء والام الاسرى ومعاناة المناضلين.
فحرب تموز قررها العدو وهو الذي حدد تفاصيلها ووقائعها باعتراف نصر الله في مناسبة سابقة انه وقيادة حزبه لم يكن في تصورهم ان خطف جنديين سيؤدي الى قيام العدو الصهيوني بحربه الدموية على لبنان وفقدان الاف القتلى والجرحى وما صاحبها من تدمير وتشريد.
لا شك ان حزب الله ابلى بلاء حسنا في تلك الحرب حين تمكن من الصمود وتمكن بنفس الوقت من قصف مدن رئيسية في فلسطين وادخل الرعب بنفوس سكانها اليهود، واربك حسابات المؤسسة العسكرية الصهيونية، لكن الشعب اللبناني ايضا تكبد الكثير من الخسائر بالارواح والممتلكات.
وقد ايد حزب الله ونصر الله كل الشعوب العربية تقريبا ، هذه الشعوب التي لا يحرك وجدانها سوى العاطفة والمشاعر التواقه لاي نصر ومهما كان الثمن.
ولم يخطر ببال احد الا قلة قليلة من ذوي البصائر ان الحرب التي فجرها اختطاف جنديين صهيونيين ما هي الا معركة في الاطار الداخلي اللبناني لتحسين مواقع حزب الله في التركيبة السياسية الداخلية. واتهمت كل من مصر والسعودية والاردن بالعمالة لامريكا والعدو الصهيوني، لانها قالت وكشفت ان الحرب عن كونها حربا في الاطار الداخلي اللبناني وانسجاما مع تعليمات الفقيه الايراني.
وهل تخرج عملية تحرير الاسرى عن اطار هذه المعركة؟
الم تكشف الاحداث اللاحقة ان حزب الله عمل على استغلال القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين واستغلال مشاعر البسطاء من عوام المسلمين لتحقيق اهدافه السياسية الخاصة مثله مثل ابطال الانقلابات العسكرية العربية في الخمسينات والستينات؟
ولو لم تكن كل هذه الاحداث منذ تموز وقبل تموز وبعد بعد تموز هي احداث سياسية لها اهدافها ومراميها اللبنانية الداخلية وانها جزء من التفاعلات المحلية، وانها تنسجم مع تعاليم وتعليمات الفقيه الايراني ، هل كان لبنان ليشهد فراغا دستوريا ويبقى بلا رئيس لاكثر من ثمانية اشهر وبلا مجلس نواب لمدة تقارب السنتين ، وفشل حتى الان من تحقيق الوفاق السياسي.
من المبرر ان تنطلي الاكاذيب على بسطاء الناس لكن لا افهم كيف تنطلي على من يستطيع حمل القلم للتعبير عن وجهة نظره اللهم الا اذا كان ليس كل من استطاع ان يخط سطرين على ورقه يكون قد خرج من اطار الناس البسطاء من اطار العوام.
الم ينتبه الكثير من المدعين ممن يعتبرون انفسهم كتابا ومثقفين الى كذب الشيخ نصرالله يوم امس عندما قال للاسير المحرر سمير القنطار ممازحا "خليك جنبي هون كل هالحرب قامت عشانك"؟؟؟؟
كيف يا شيخنا تقوم كل هذه الحرب من اجل رجل مهما كان واي كان ؟؟ هل عدنا الى عصر الحروب الهلينية فتقوم الحرب ويموت من يموت من اجل هيلانه في حرب طرواده؟
هل ما قلته يا شيخ يتفق مع عشرات الخطابات منذ حرب تموز وحتى الان ، اين ذهبت عباراتك عن تحرير الارض ورد العدوان وحتى تلك العبارات التي كررتها مرارا عن دوركم في تحرير فلسطين.
لماذا لم تقل للشعب اللبناني اثناء القصف الدموي لبيروت وكل لبنان من طائرات وبوارج ومدافع وصواريخ العدو الصهيوني وسقوط الشهداء تحت الانقاض وعلى الطرقات ان اصبروا يا اهل لبنان ، فحرية سمير القنطار تستحق عشرات الالاف من الارواح وتدمير نصف لبنان.
ماذا تتصور كيف كان اللبنانيين سيردوا عليك لو قلت ان الحرب والدمار والتدمير هي من اجل تحرير سمير القنطار؟؟
انت تكذب يا شيخنا ، فالحرب لم تكن من اجل عيون سمير القنطار، بل ان الحرب اصلا لم يبدأها حزب الله باعترافكم شخصيا ، لم تكن تصوراتكم تذهب ابعد من كونها حادثا صغيرا سيؤدي الى مفاوضات مع العدو يحقق حزب الله من خلالها نصرا سياسيا يستثمره في صراعه الداخلي.
نحن نقر بقدرتك يا شيخ نصرا الله على اثارة عواطف الجماهير تارة باسم الدين وتارة باسم الوطن وتارة باسم سمير القنطار الذي تم توظيفه جيدا في المعركة الجماهيرية والاعلامية التي يتقن ادارتها وتنفيذها السيد حسن نصرالله.



#نجاح_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح بدران - الشيخ حسن نصر الله يكذب