في أول الطريق

ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 04:35
المحور: الادب والفن
    

قاص شاب في بداية الطريق الوعر حصل مؤخرا على جائزة محلية في القصة .. منذ سنة مضت وهو يلح ويصر بإعجاب ودون ملل على تأسيس ناد للقصة في مدينته ، هذا الشاب الطموح الذي لم يبرز اسمه كقاص واعد ولم يطرق باب الصفحات الثقافية بعد ولكنه مخلص وحريص ، قرأت له عدة نصوص فيها نكهة القصة. هو يعلم يقين العلم بأن النادي لن يلقى الترحيب والتشجيع من البعض !! ناهيك بأنهم سيواجهونه بالعويل والشتائم والصراخ الى حد الغثيان كما يقول ! إنهم سيزرعون الأرض الموصلة للنادي بشتى انواع التهكمات وكلمات الهزء والاستهانة .قلت لصاحبي الشاب الطموح حاول ان تجد لك مكانا اخر بين من يحبوك تستطيع ممارسته غير قصة النادي ، رفض بشدة واصر على تأسيس ناديه رغم انهم لم يعرفوه قاصا بعد !
هذه الحكاية تحيلني على مشاريع كثيرة انتهت بسخرية البعض او احكامهم الجائرة منذ أول البوح بها مع انها لم تر النور او تقف على قدميها .. هؤلاء الذين يضعون الطين في عيني القط ، لا احسبهم يريدون شيئا أجمل او أفضل من المشروعات او مخططاتها قبل انطلاقها .. اعتقد جازما ومؤكدا بانهم ( وهم قلة ) لا يريدون رؤية نشاط ما او منجز لأحد يرى حتى لو بصيص من النور وليس كله .. وبذا لا اعتقد بأنهم يبدعون او يخططون لعمل سيهز الكون ! لأنهم وببساطة اصغر من ان يسدوا فوهة بركان غاضب او يمنعون راكضاً صنديداً من الوصول الى هدفه .. هذه هي محنة الأدباء الشباب الذين يريدون ان ينطلقوا بمواهبهم في فضاء الإبداع الوارف ولكنهم يصدمون بأكوام الحجارة تسد عليهم الطريق فمنهم من يضيع الى الأبد ومنهم من يواصل مكرها .. أقول لصاحبي الشاب المتحمس لتأسيس النادي المرتقب ، اعمل بصمت ودع عملك يغيض من يحترق ألما وبغضا ولا تدع أعمالك تتخثر في رأسك ، لأنك ستتعب وتضعف ويصيبك الوهن وتسقط في ارض خواء ..أقول له بان المبدع هو من ينجز أولا ومن ثم يذهب للآخرين لأخذ الرأي والمشورة .. لان تسعة اعشار النجاح هو الثقة بالنفس وقبل كل شيء .. ثمة من يختلف معي في رأيي ولكنني أشجع صاحبي بان يجعل إبداعه في المقدمة وبعدها ليضع من يضع كتل الحديد وصهاريج النار أمامه ، واعتقد انه في نهاية الأمر سيحقق ما يريد ولو كره الحاسدون وسنقف نحن الأقدم منه تجربة،معه برغم ما سيصيبنا من الشظايا.

#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل