شهامة المتحاربين تجاه العدو

بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 03:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

من التقاليد التي كانت تتبع بين المتحاربين حتى الحرب العالمية الأولى هي الشهامة بالتعالمل مع العدو و أبرز مثال على ذلك هدنة عيد الميلاد التي حدثت بين الجيشين البريطاني و الألماني عام 1914 . فمما قاله الملازم في الجيش البريطاني مالكولم كندي أن في صباح يوم 23 ديسمبر بينما كان جنوده مشغولون بتغريغ المياه من الخندق جلب الحرس الواقفون خارج الخندق إنتباهه إلى مجموعة من الجنود الألمان واقفين خارج خندقهم من دون أسلحتهم يؤشرون بأيديهم بإتجاه الخطوط البريطانية إشارات مسالمة مما أربك الملازم وإحتاركيف يتصرف ثم أتته أوامر من رئيسه أن يمتنع عن رميهم بل يتخذ الحذر خوفاً أن تكون هذه خدعة من العدو. ثم تطور الوضع إلى تلاقي الطرفان في منتصف الأرض التي تفصل بين المتحاربين و تبادل السيكار والأطعمة والمشروبات والتباري في لعبة كرة القدم.
و في مذكرات الأمير ولهلم قائد الجيش الخامس الألماني إبن القيصر ولهلم إمبراطور ألمانيا أن أحد الضباط في جيشه و أسمه كرجهوف و الذي كان من المغنين المعروفين أخذ يغني أحدى مدائح عيد الميلاد في ليلة عيد 1914 فرأوا عدداً من الجنود الفرنسيين واقفون خارج خندقهم يصفقون للمغني.
يوم عيد الميلاد عام 1914 وهب القيصر ولهلم إمبراطورالمانيا خمس سيكارات لكل أسير من الجيش البريطاني.
و في الجبهة الفرنسية النمساوية تم جلب فرقة سيمفونية من باريس و أخذت تعزف المارسييز في الخندق. فلاحض الفرنسيون أن قائد الفرقة النمساوية و هو أمير من العائلة الإمبراطورية النمساوية واقف خارج الخندق في الجهة المقابلة وهو يأخذ التحية للسلام الجمهوري الفرنسي.
و عندما إستسلم قائد الفرقة البريطانية الجنرال تاوزند عام 1916 بعد حصار دام عدة أشهر في الكوت في العراق إلى نور الدين باشا قائد الجيش التركي رفض نور الدين باشا أن يستلم سيف الجنرال تاوزند عندما أراد الأخير تسليمه إياه. وفي أستنبول حيث تم إحتجاز الجنرال تاوزند عرض أنور باشا رئيس الوزراء في حينه عليه أن يتركه يتصرف بحرية بشرط أن يقسم بشرفه العسكري أن لا يهرب فرفض الجنرال تاوزند أن يفعل ذلك معلقاً أن هرب الأسير من أسره هي من واجبات الجندي.
و في الجبهة الروسية في الحرب العالمية الأولى في شتاء 1915-16 توقف القتال بسبب شدة البرد و حوالي الساعة الخامسة مساءً من عيد القيامة ظهر فجأةً حوالي عشرون جندياً روسياً من خنادقهم متجهين نحو خنادق الجيش الألماني حاملين سلال مليئة بالأطعمة و قناني الفودكا و النبيذ مستصحبين معهم فرقة الجيش الموسيقية فتقدم أحد الجنود الألمان و سألهم عما يريدونه فأجابوا أنهم يودون تقاسم الأطعمة و الشراب معهم بمناسبة العيد فخرج الألمان و شاركوهم بالوليمة.
و كانت الحرب الدائرة في جبهة شمال أفريقية في الحرب العالمية الثانية بين الجيشين
تلقب بحرب الأسياد البريطاني و الألمان Gentlemen’s War
فإن دلت مبادرات كهذه على شئ إنما تدل على أن الإنسان بطبيعته مخلوق إجتماعي وأن ألعنف و الرغبة في أيذاء الغير هي خصال طارئة.

#بطرس_بيو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات