أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بطرس بيو - ألأنبياء الحقيقيين














المزيد.....

ألأنبياء الحقيقيين


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 1991 - 2007 / 7 / 29 - 04:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إذا سألت رجل الدين ما هي المنافع التي حصلت عايها البشرية من الأنبياء التقليديين يجيبك أنهم عرفوا الناس على الله و حثوهم على التحلي بالفضائل و منعوهم عن المنكر. يؤكد العهد القديم أن الله خلق الإنسان على صورته. فإذا تفحصت أوصاف الله كما تصوره الأديان السماوية تجد أن العكس هو الصحيح. فالله حسب هذه الأوصاف هو أناني، غيور، منتفم ، حقود و ماكر و هذه أوصاف إنسانية تتعارض مع وصف الله بالكمال. فالواقع أن الإنسان هو الذي خلق الله على صورته. أما التحلي بالفضائل فإن التعصب الأعمى الذي غرسه الأنبياء في نفوس اليشر جعلتهم وحوشاً كاسرة ضد من يخالف دينهم فبدأت الحروب الدينية منذ ظهور أول دين توحيدي و هو اليهودية. ففي العهد القديم يأمر الله بني إسرائيل الإستيلاء على جرش و القضاء على كل من فيها من رجال و نساء و أطفال رضع (العهد القديم – كتاب أيشوع – الفصل السادس – آية رقم 21) و تتكرر أفعال إجرامية كهذه في العهد القديم بمباركة إلهية. ثم أتت المسيحية و رغم أن المسيح أوصى أتباعه أن يحبوا أعدائهم و يديروا الخد الأيمن لمن يلطمهم على الخد الأيسر إستعملت الكنيسة أقسى العقويات على الذين يخالفوتهم في الدين كمحاكم التفتيش و الحروب الدينية. ثم جاء الإسلام فسيطر المسلمون على الأقاليم الممتدة من حدود الصين إلى أواسط فرنسا مروراً بشمال أفريقيا تحت راية الجهاد وأطلقوا عليها صفة "الفتوحات" و خيروا الأقوام الذين سيطروا على بلادهم بين إعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت و لما كان السواد الأعظم من هذه الأقوام معدمين لم يكن لديهم أي خيار سوى إعتناق الإسلام.

و الآن لنتسائل ما الذي فعله هؤلاء الأنبياء لتحسين أحوال البشر؟ فمنذ أن بشر النبي داود بالتوحيد قبل أريعة آلاف سنة حتى أوائل القرن الثامن عشر كان الإنسلن يعيش بمستوى لا يرقى كثيراً عن الحالة البدائية ثم تحرر الناس من سيطرة الدين في الغرب و أخذت العلوم تنشط و إرتفع المستوى المعيشي للبشر إرتفاعاً سريعاً يصورة مذهلة حتى وصل إلى مستواه الحالي و كان الفضل في ذلك إلى الأنبياء الحقيقيين من أمثال كاليليو و نيوتن و آيتشتاين و موزارت و بيتهوفن و دافنجي و أنجيلو و ملتون و شكسسير و غيرهم من القدماء و المحدثين من العمالقة الذين تسلقوا على أكتاف بعضهم البعض ليروا أبعد من من سبقهم ، كما يدعـون هم بأنفسهم فقد قال نيوتن إنني كالقزم الذي يتسلق على أكتاف العمالقة ليرى أبعد منهم. و هؤلاء إستمدوا نبوغهم و عبقريتهم من نبوغ و عبقرية الله و إرتفع الفنانون و الأدباء بالروح الإنسانية قريباً من جماله و عظمته.

قد يرد رجل الدين على ما جاء أعلاه بأن الحياة الحقيقية هي ليست الحياة التي نعيشها على هذه الأرض و إنما الحياة الخالدة التي تأتي بعدها. هذا ما قيل لهم من قبل الأنبياء التقليديين و إذا سألتهم عن الدليل يجيبون "الأيمان". أي أننا يجب أن نؤمن بما قيل لنا تاركين عقلنا و منطقنا في إجازة. ثم من هو النبي إبراهيم الذي يجب أن نصدق كل ما يقوله لنا؟ يصف المعجم البريطاني إبراهيم (*) Unscrupulous Liar” "كذاب مستهتر".

و من الطبيعي لا يمكنني أن أدعي بأن عقل الإنسان كامل شامل. فكما قال عمانوئيل كانت "لا يمكن لعقل الإنسان أن يستوعب سوى العالم المنظور فإذا تعداه يدخل في متناقضات مستعـصية الحل". كلما أستطيع أن أدعـيه أنه لو كان العالم المثالي الموعود هو أضغاث أحلام فقد ضيع رجل الدين المشيتين. و في نظري أن الطريق السليم الذي يجب أن يتبع هو التعامل مع الناس بالمحبة و الإحترام بصرف النظر عن من هو هذا الإنسان و ما هو لونه أو قوميته أو دينه أو معتقداته. و بذلك يكون قد أرضى الله.

Encyclopaedia Britannica – 15th Edition – Micropaedia – Vol. 1 – P. 36C (*)



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقل و الإقتباس في الموسيقى و الأدب
- النقل و الإقتباس في الأدب و الموسيفى


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بطرس بيو - ألأنبياء الحقيقيين