أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - أيامي تسير أيضا














المزيد.....

أيامي تسير أيضا


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 08:55
المحور: الادب والفن
    



أيامي تسير بشكل حسن .. لا أحد هنا يتوكأ على عصاي ، وظهري مبريُّ كأنف فرنسي..
الصباح يشرع لي أبوابا من يقظة ، والليل يجرجرني الى مكائد الأحلام..
أحلم بعافية تكفي لمضاجعة ألف شبح !!
دائما أسير منتصبا .. لا أعثر بيوم نازل من التقويم .. ولا أصعد بيد عفريت الى معارج الهاوية..
أنا كائن أتمطى على مقامي بين الرأس وهامة القدم..
لا ُأؤخر حلما . ولا أحرق يوما ..
تترى أيامي حلوة كنبيذ
منتصبة كدكة بار عتيق .
...............
أيامي تسير وأنا معها .. نتجول في المسرات ، نبحلق في الذي أتى متأخرا جدا
ونتذكر أن لنا بيتا يريدنا قبل نهاية المسرّة...
ونتذكر أن البيت في نهاية الشارع
يفرّقنا جرس النزول ...
والباص يمضي بالأيام ...
وأنا أترجل والمسرات تحيط بيّ كهالة من الحظ
.............
5 lilac Place
هو عنواني الجديد ....
أعني أنني أعيش في شارع الليلك .
هو ليس بزهرة ، بل عطفة من شارع طويل..
دائما أقطعه وقلقلي يتبدد على خزائن يَقينه.
جاري يلعب الغولف.. وزوجته تتابع لعبة السوكر " كرة القدم عندنا"
هو أشقر وهي رشيقة
هو ليس أصلع مثلي
وهي لا تجيد الطبخ مثل زوجتي
هو من أستراليا
وهي من التاج البريطاني
ونحن من أعماق سومر ...
... في السبت ليلا نلتقي... هو يداعب كلابه.. وأنا أسقي أزهار الجوري ..
زوجته غالبا ما تكون جذلاء، ورائحة الويسكى الأيرلندي تصدح من مفاتنها ..
أُذكّرها بالإحتلال البريطاني للعراق والجنرال مود ... ومقابرهم هناك ...ووو
تنتشي وتملأ ذاكرتها الملكية بالرحيق .. وتكللّ ذاكرتي بغار مديحها..
"You have great memory"
جارتي تحب زوجتي أيضا، لأنها ليست ملكة مثلها...
تطبخ يوميا... روائح مطبخنا تعيد لها مجدها الملكي ، ونحن مثل عبيد في سفينة أستقرت في جزيرة نائية.
......
أنا وزوجتي نخاف كلبيهما الودودين جدا,,,
لكن أطفالي تواءموا مع الكلاب، يلعقون بعضهم بعضا ، وجاري يضحك من جهلنا بشروط العيش في هذا العالم
...............
أيامنا تسير ولا أحد يرجعها الى الوراء
الشوارع وعلامات المرور والشرطة كلها تسير معنا
لامطبات ولا أنفاق...
يسير الشاب المملوء صحة وخيلاء بجنب عجوز تغذّ الخطى للّحاق بمسابقة القطط ..
لا أحد يوقف الخيول أو الكلاب عندما تنطلق في مضاميرها.
الكلّ مسّمرون على الشاشة منتظرين البطاقة الرابحة..
وعندما ينتهي السباق يمزقزن بطاقاتهم ويرمونها في سلّة المهملات ..
هم يحترمون أصول اللعب، ولا يمزقون أيامهم بوجه الريح
.. في اليوم التالي ، قطعا الأيام تسير
لكنها ليست في الريسزز او في البار !
جاري الأسترالي " الاسكتلدني المنشأ" يسابق الليل لإدراك الصباح
يذهب الى عمله سائقا لشاحنة طويلة .. طويلة
أما جانيت ، زوجته الملكة البريطانية فهي تعمل " نيرس" بارت تايم" في مستشفى المعاقين عقليا..
ونحن متخومون بأحلام اليقظة وأبتكار السراب.
.....
أيامنا تسير ولا تتعكز
تقفز من ظل الى ضلال
لكن الناس هنا.....
يطيرون جذلين بالبيرة والواين والويسكي و يحتفون بتفاصيلهم اليومية
ونحن ننحب بأول كأس
ذاكرتنا من دموع
وذاكرتهم من شموع
جارتي تشرب الويسكي
وجاري يعتّق النبيذ
هم يعرفون هذا عن إجدادهم
ونحن ماذا نعرف ....!!؟؟
نسكر في الأسكتلندي المغشوش والعرق المحلي المُغمس بالشبهات .. ونتخبط ...
ننحب كثيرا والمآتم تعشعش في حناجرنا ، والندم مزّتنا ...
الغربان هنا تفتتح الصباحات بسوادها الجميل
تنعب . تنعب .... بلا شؤوم
ونحن نعيش على صدى فيروز يهدهد عربتنا " هالسيارة مش عم تمشي"
انا مُحتفٍ بالصباح، بالطبيعة
بالسيدة التي ترافق كلبها، التي وعدته أن لا يزعج ضيوفها القادمين من الشرق البعيد، وتقضي الليلة بسلام..
أن تُبكّر في ملاعبته فجرا في يوم السنة الجديدة ..
يا لها من نذور!!
فتاة تتطوح من السكر نذرت هي الأخرى روحها للُسكر حتى الصباح ولكنها نسيت لمن كان نذرها، فنامت على العشب كقطة أليفة، ولم توقظها الشرطة ..
وانا أمتلك تاريخا من التحسب والتوجس والريبة واليقظة ..
تاريخ من النوم بعين واحدة ، واحتساء أردأ الكحول لمواجهة اسوأ الأحتمالات !
هي الأيام تسير ، محمولة و متقاطعة و مكتنزة...................
أشتهي دائما أن أقصّ يومي ككعكة ميلاد ..
أو أتزحلق على زيت نوادرها..
أقهقه كثيرا....
لكن ذاكرتي مشبّعة بزيت يتكاثف على نوافذ الروح ويمنع الرؤيا ..



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
- صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
- محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
- حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
- شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما ...
- لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
- الحكمة .. بعد خراب البصرة
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس
- الألم بوق الله
- السياسي العراقي وضرورة التفاعل مع الواقع الآن ؟
- شحاذة وطنية !!
- الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
- الإلتفات الى العقل
- حصان الوطنية وعربة المأرب
- درس في الاختلاف
- غاستون باشلار والحلم على لهب شمعة
- علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟
- ثرثرة فوق جثة الموت _ سركون بولص يرحل الى مدينة أين


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - أيامي تسير أيضا