انتخابات نقابة الصحفيين ... ما لها وما عليها

ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اخذت الحملات الاعلامية تتصاعد بشكل مضطرد بين مؤيد لانتخابات مجلس نقابة الصحفيين وبين رافض لنتائجها ومشكك بآلية اجرائها , ولكلا الفريقين حججه التي يستند اليها في صحة ادعائه .
ان ما حصل من تداعيات في العلاقة بين الاسرة الصحفية على هامش هذه الانتخابات هو ليس بالامر المستغرب وغير المتوقع ، انما هو امراً عادياً ومرشحاً لان يتكرر في انتخابات نقابية ومنظمات اخرى مثل اللجنة الاولمبية -ــ التي بدت بوادر الاصطفافات فيها تظهر على السطح ـــ وكذلك في انتخابات اتحاد الادباء والكتاب وغيرها من العناوين التي كان لاجهزة النظام السابق تدخلاً سافراً في اعمالها واختيار قياداتها وحتى قبول العضوية فيها . لقد ورثت هذه العناوين منها نقابة الصحفيين تركة ثقيلة ليس من السهل تصفيتها دون عمل دؤوب ومخلص من قبل جميع المعنيين والقائمين على ادارة هذه الواجهات في ظل النظام الجديد ، فالجميع يعلم بالاساليب الرخيصة التي كان يتبعها النظام السابق من اجل تسييس عمل هذه النقابة وغيرها والذي يفترض ان يبقى عملاً مهنياً خالصاً لضمان ادائها السليم بعيداً عن الولاءات ، فقد سهل تدخل اجهزة النظام السابق للكثير ممن هم ليس اهلاً للعمل ولايملكون المؤهلات ولاتتوفر فيهم الشروط المطلوبة ان يتسللوا الى اروقة هذه العناوين والحصول على عضويتها وتشكيل الاكثرية في ملاكاتها كل ذلك كان بمباركة النظام لاسباب معروفة للكثير . لذا قد يكون جانباً من ادعاء المعارضين والمشككين بنتائج انتخابات نقابة الصحفيين ومنها ان عدد كبير من العضويات منحت ليس على اساس مهني انما انتخابي قد يكون صحيحاً وانا اتفق معهم في ذلك كثيراً ولكنني اختلف معهم في توقيت اثارة هذا الموضوع حيث كان الاحرى بالمعارضين ــ وجلهم من اصحاب الباع الطويل في مهنة الصحافة واسماء لامعة في تأريخ الصحافة العراقيةــ ان يتقدموا وقبل فترة من عقد الانتخابات بطلب تشكيل لجنة تضم شخصيات صحفية مشهود لها بالنزاهة والمهنية وتكون محض رضا الجميع لاعادة دراسة ملفات الاعضاء الحاصلين على عضوية النقابة منذ فترة الثمانينيات وابعاد ممن لم يستوف شروط العضوية وتثبيت العدد الحقيقي للاعضاء ومن ثم تحديد تأريخ اجراء الانتخابات لقطع دابر كل تشكيك بنزاهتها وطريقة اجرائها . اما بعد ان تمت الانتخابات وبشكل اصولي وظهرت النتائج ويطلب فريق الغائها فهي سابقة سوف تنعكس سلباً على الانتخابات المقبلة للنقابات والمنظمات الاخرى .
نتمنى من اتحاد الادباء والكتاب ان يستفيد من هذا الدرس ويبادر الى اعادة جرد ملفات العضوية ودراسة صحتها في ضوء الضوابط المقرَة في النظام الداخلي قبل اقدامه على اجراء انتخاباته لتلافي ما يحدث الان من حملات اعلامية وفوضى على نتائج مجلس نقابة الصحفيين .

#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل