-حين يتكرر الوقت...يتوقف-خطوة شعرية واثقة

ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 08:57
المحور: الادب والفن
    

ان تضع خطوتك الأولى لمشوارك الإبداعي في مكانها الصحيح ، فهو المؤشر على تمهلك، ومعرفتك للطريق الذي سلكته ، وسعيك في ان تكون لك بوصلة تقودك الى عالم تتجاوز فيه ما بدأه الآخرون.
تصدق هذه الملاحظة على مجموعة " حين يتكرر الوقت ... يتوقف " للشاعر "سعد ناجي علوان" والصادرة عن "مركز تواصل لبحوث التنمية والحوار المدني" . فقد جاءت قصائدها وهي تؤشر هذا المسعى بدءً من عنوانها الرافض للجمود والتقوقع عند حالة او مكان ما والإشارة على ان هذه هي النهاية – التوقف – التي علينا ان لا نتجه اليها بإرادتنا ، لذا فليس مصادفة ان يفتتح الشاعر مجموعته بحالة الحركة في قصيدة "كارولينا ايليكا" ويجعلها مقدمة لها :
"اما قلبي
فيركض بين جذوع التفاح والخوخ"
انه شاعر عرف ان طريقه ليس سهلاً ، بل طويل وشاق ، ولابد من اجتيازه بحذر وخطوات واثقة حيث يبوح عن ذلك في "حكمته":
"عليّ ان اخفض من ظلي قليلاً
واتكلم بصوت مستقيم
عليّ ان اوقظ شمسي
فالليل طويل "
ان الشاعر "سعد ناجي" يحاول جاهدا ًان يؤسس لتجربته بداية موفقة ومؤثرة من خلال توظيفه لصور الحياة اليومية في قصائد بالغة التركيز تميزت بنفس شعري قصير واقتربت كثيراً من "الومضات الشعرية " جاءت على شكل مواقف تأملية زاوجت بين الشيء ونقيضه وتميزت بالوضوح والمباشرة مما تركت وقعا طيبا لدى القارئ ،كما في قصيدة "بدءً:
"الكل يكذب
حين يتسع الوقت
للصدق"
وكذلك في قصائد أخرى منها "مقهى" :
" نادل ابيض كالقبلة
وزبائن كالإعصار"
كما يكشف الشاعر عن مخيلة واعية في اعادة تصوير الاشياء أو تأكيد المعنى او لنقل تعريفها، فـ"النسيان "هو" افق هجرته الطير وغفت سنابله" وكذلك "الليل" فهو "ايقونة لص، حكايات عاطلة ، زورق امرأة ، غراب" أو في قصيدة "تسام" حيث يصفه "ان تكون دون ابِ، شجرة تورق في الخريف، دون دمعتين"
وفي قصيدة "تمارين أبجدية امرأة"يجمع الشاعر في- انفعالات هادئة ـ بين الغنائية والوصف والشكوى مقدما لنا خطابا من الوجد ينثال علينا كنفثات من المطر حيث يقول فيها:
" في عينيك نهاراتي
أحلامي المؤجلة
وقصائد نسيتها كي اقبلك"
"حين يتكرر الوقت... يتوقف" قصائد مرّكزة ،صافية ، تفرض عليك الوقوف عندها لتأمل حسن صياغتها ورشاقة مفرداتها ، انه جهد شعري يبشر بولادة قصيدة شابة تشق طريقها بثقة صوب الكمال والتألق .

#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل