أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - ولا أنا ادينُكِ














المزيد.....

ولا أنا ادينُكِ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 07:34
المحور: الادب والفن
    


قبل ألفين ونيّف من السّنين ، أشرقت الشّمس على أورشليم ، فغسّلتها بالنور وطهّرتها بالمحبّة ، هذه المدينة كعادتها تَعِجّ باليهود والرومان واليونانيين وكل الشعوب ، البعض يشتري ويبيع ويتجوّل، والبعض الآخَر يعرِّج الى الهيكل.....هيكل الربّ .
والربّ هناك في الهيكل ، في إحدى زواياه ، هناك منذ الصّباح الباكر يعلّم ، فشبعه إرضاء الله الآب وعمل مشيئته.
ربّ الهيكل في الهيكل، يتحلّق حوله الشعب بأعداد كبيرة،
ليعلّمهم هذا النجّار الإله ، الراعي الصالح الذي يسهر على رعيته ، وهمّه الأول تخليص النفوس من قبضة أبي الكذّابين إبليس ، انه يعلّمهم ويرشدهم ، هذا الذي تساءل عنه الفريسيون وسألوا :من أين له هذه الحكمة، أليس هو أبن النجّار يوسف ؟
انه ابن الله يا سادة ، ابن العليّ ، عمانوئيل ، الله المُتجسّد ، الذي كتب عنه موسى والناموس !!
وفجأة ....تدافع وهمهمة وصياح وضجيج آتٍ من الخارج ، ويدخل الشيوخ أولا ثم باقي الشعب يدفعون بصبيّة ، امرأة ، قضَّها الألم والخجل ، تُنكّس وجهها الشّاحب وعينيها الغائرتين في التاريخ ...يدفعونها فتقع أمام الربّ.
لقد امسكت المسكينة بذات الفعل !! وناموس موسى ، ناموس الحرف يقول: الرجم بالحجارة حتى الموت ، فالتطهير لا يأتي الا بالرجم والموت!
" يا معلّم هذه المرأة امسكت وهي تزني بذات الفعل" يجب ان تُرجم.
انهم يُبيّتون للرب ويُضمرون شرّا ، هل سيكسر هذا الذي كسر أكثر من مرّة وصيّة السّبت فشفا قبل أيام مريض بيت حسدا ، هل سيكسر اليوم وصيّة موسى بالرجم ؟ أم يكسر تعاليمه هو ، أليس هذا الذي قال بالأمس على الجبل " أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم" اغفر ، سامح سبع مرات سبعين مرّة ، وأخرج أولا الخشبة من عينك فترى جيدأ ان تُخرج القشّة من عين أخيك!!
هل يتجاسر ويُفضّل تعاليمه على تعاليم موسى؟ ومن أدراكَ ما موسى؟!!
ويكتب يسوع على الارض ولا يرفع عينيه ، يكتب ...
ماذا يكتب لا أدري ، ولا يدري احد ، أكتبَ ميثاق المحبّة ، أم خطايا البشرية جمعاء ، أم كتب تاريخ الأزل في حروف ، لستُ أدري ولكنني أدري شيئًا واحدًا أنّه أفحمَ الشيوخ قبل الشباب ، فقد انتصب بعد إلحاحهم وأعلن" تمرّده" المبارك ، بل أعلن محبته الرائعة للبشر الخُطاة ، وكلّنا من هذا الصِّنف .
"مَن كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر "
ما هذه الإجابة ؟! ذُهل الشيوخ ، انّه يُصيبهم في الصّميم ، فالكلّ أخطأوا وزاغوا ، والكلّ يخطئ كلّ يوم وكلّ لحظة ، لماذا هذه المِسكّينة فقط ؟
وانتصبت خطاياهم أمامهم متحدّية ، فلم يجدوا بُدًّا من الانسحاب ، من الهَرَب ، الشيوخ أولا، مُنكّسي الرؤوس...فقط قبل دقائق دخلوا هم أنفسهم رافعي الهامات ، ماذا حدا وبدا؟
وعاد الرب الى الانحناء ثم انتصب فلم ير أحدًا الا المرأة الخاطئة ، فرمقها بنظرة حنان أبوية وقال : " أما دانكِ أحدٌ؟" فقالت لا يا سيّد ، فقال لها يسوع " ولا أنا ادينكِ ، اذهبي ولا تخطئي أيضًا " .
وأقف عند هذه "لا تُخطئي" واقف عند هذه التي حُكمَ عليها بالموت رجمًا قبل لحظات ، فجاء قاضي القضاة ، القاضي العادل وأطلق سراحها ...حرّرها من الخطّة ، حرّرها من الدّينونة ومن الحرف ، وأعادها الى الحياة ، بل الى جِدّةِ الحياة .
ما أروعك يا ربّ ، وما أعدلك!!




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين -هكذا- والسَّمَك
- سيّدي ..نرنو اليكَ
- الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال
- الكرمة...لوحةٌ ولا أحلى !
- الجُميزة الدّهرية
- فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات
- كُلّ السِّحر بعينيكي
- أنتَ الماءُ الحيّ
- أنتَ أسيري وسجّاني
- العفو عندَ المَقدِرة
- غاندي:الموعظة دُرّة التّاج
- القِلادة الذهبيّة
- المعمدان الشّاعر
- الفستانُ الليلكيّ
- كأس أوروبا....شهر عسلٍ مُصفَّى
- بُكرا مع الأيام
- موقفٌ رجوليٌّ
- الاعتراف
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - ولا أنا ادينُكِ