أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضمد كاظم وسمي - رواتب الموظفين














المزيد.....

رواتب الموظفين


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:46
المحور: المجتمع المدني
    


مقاربة
بعد الإحتلال مباشرة وضع جدول لرواتب الموظفين يتكون من أربعة درجات (( 100- 200- 300- 400 دولار )) .. والدرجة الرابعة تشمل ممن هم بدرجة مدير عام صعوداً .. وبحق يمكن القول أن هذا الجدول كان أقرب الى الإنصاف وتحقيق العدالة منه الى الجدول الذي تلاه .. والذي أساساً بني على الأول ولكن بشكل مشوه يخدم السادة القادمين من الخارج والمتعطشين للدولار والدينار بشكل قل نظيره في التاريخ .. ففي الجدول الأول ثمة نظرة واحدة للموظفين من ادنى السلم الى اعلاه .. أما الجدول التالي والمعمول به حالياً فقد تم فيه تقسيم موظفي الدولة الى فئتين .. الأولى الفئة العادية والتي تشمل الموظفين ما دون درجة المدير العام بغض النظر عن الخدمة والشهادة والتخصص والمؤهلات والعناوين الوظيفية .. وطبعاً مع الأبقاء على المستويات الثلاثة من الدرجات اعلاه بأضافة بعض التعديلات والتحسينات التي لاتغني ولاتسمن من جوع .. اما الطفرة الهائلة فقد حدثت بالدرجة الرابعة صعوداً أي ممن هم بدرجة مدير عام فاعلى .. اذا صارت رواتبهم بالملايين فضلاً على الاضافات الاخرى بين الفينة والفينة من مخصصات ومكافئات ... الخ .
ولو تدرجنا اكثر في السلم لنصل الى الوزراء والنواب فأن الرواتب تصبح بالاف الدولارات الامريكية .. ناهيك عن المنح والمخصصات ورواتب الحمايات والحراس الشخصيين !!.
قبل سنين عديدة قرأت مقالاً في احدى الصحف يتناول موضوعة الرواتب في احدى الدول الاسكندنافية .. وقد اجرى صاحب المقال مقارنة بين راتب رئيس الدولة كاعلى مسؤول في السلم الوظيفي .. وبين راتب لموظف خدمة وكانت المفاجأة التي لن انساها ماحييت .. هي ان راتب رئيس الدولة يزيد بسبعة اضعاف على راتب موظف الخدمة .. وما بين هذين الحدين تقع رواتب بقية موظفي الدولة كبيرهم وصغيرهم .. هذه العدالة الإجتماعية العجيبة .. تجري في بلد غير مسلم .. يطبق النظام الإقتصادي الرأسمالي القائم على الفوارق الطبقية .. بلد لايكترث قليلاً او كثيراً بالقيم الدينية والإخلاقية لأنه يستلهم المباديء العلمانية في نظرته الى الى العقائد والأخلاق .. لكن .. هلموا معي لنجري مقارنة بين راتب أعلى مسؤول .. وراتب موظف خدمة في العراق الجديد .. لا أظنكم ستصدمون إذا علمتم أن الفارق ربما يتجاوز الألف ضعفاً أو يزيد إذا أضفنا المخصصات والمكافآت والمصروفات الأخرى ... الخ . طبعاً المقارنة المفارقة الرهيبة تأتي على جل المسؤولين الكبار بهذا النحو المؤلم .. هذه اللاعدالة الإجتماعية تجري في بلد مسلم أكثر قادته ينتمون الى تيارات إسلامية ترفع شعارات العدالة الإجتماعية والمساواة ليل نهار !! وإنك لتنحني إجلالاً للحى الزهد .. والسبح النسكية .. والشفاه التي لا تكاد تهجع من فرط البسملة والحمدلة والحوقلة .. أما الأيادي المحلاة بالمحابس الفضية فإنها لتترفع بشمم عن الدولارات وتكاد لا تمسها لأنها (( وسخ دنيا )) .. ولكنها تقبض بعنف على الشيكات ضمن حيل شرعية تبيح ما لا يباح !!! .
أزاء هذه المفارقة الرهيبة التي تقسم موظفي الدولة الى فئتين الأولى : الفئة المحرومة والتي تعد أساس الإدارة عملاً وخبرة ومؤهلات ، والفئة الثانية : الفئة القارونية .. التي يفتقر جل أعضائها الى الخبرة والخدمة لكنهم يقضمون معظم الإعتمادات المخصصة في الموازنة لرواتب موظفي الدولة .. لابد أن تقوم الحكومة الجديدة التي تدعي إنها حكومة وحدة وطنية تريد إعادة النظر في ترتيبات الدولة لوضعها على الطريق الصحيح .. بإعادة النظر في سلم الرواتب .. وجعله سلماً موحداً يشمل جميع موظفي الدولة وفق أسس ومعايير واضحة ومنصفة للجميع .. والله المستعان .





#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل السياسة الخارجية للنظام العربي
- المكافأة
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضمد كاظم وسمي - رواتب الموظفين