أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضمد كاظم وسمي - المكافأة














المزيد.....

المكافأة


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 06:01
المحور: الادب والفن
    



إشرأبت الاغنام برؤوسها الى شفير الوادي .. وهي تتشوف الى خطر غشوم . غلالة كثيفة من دخان الرعب تتصاعد امام اعينها .. الوادي المعشوشب ارتدى ثوباً كأنه الشفق .. شواظ مثل اشواك العقارب تنغرز في شغاف قلوبها . ما ان عسعس الذئب بملامحه المنقبضة حتى تصارمت الضأن .. وتصدعت قلوبها ، وشغر الوادي منها .. فيما انجلت الغبرة عن كبش أقرن يعدو بأجناب تهتز من الفزع في اثر الذئب المنطلق كالسهم . الراعي اعتقل لسانه .. حملق في الهول المرعب بعينين متورمتين صعدت الدموع اليها .. وانفجرت شفتاه عن كلمات صامتة كريح عقيم .. راحت قواه تخور مثلما يحترق عود جاف من التبغ .. وعصاه التي كان يهش بها على غنمه ، صارت هشة لاتنفع حتى في المهارشة .
انطلقت رصاصة من بندقية فارس مستطرق ! .. فنكص الذئب على عقبيه هارباً .. والكبش لما يزل يهرع اليه اينما ولّى ! .. طلقة ثانية حسبها اصابت من الذئب مقتلاً .. تركته كومة بلا حراك ، لكن الخروف (( المسبوع )) لايني يجري بلا هوادة كسيل منحدر .. حتى ارتطم بجثة الذئب .. وقف واجماً كمن اعضله أمر .. جاء الراعي بعينين ستجحظان خارج رأسه في اية لحظة ! .. فيما زادت شرايين رقبته انتفاخاً واستدارة .. حط الفارس على رؤوسهم كقدر .. فتح الذئب اشفار عينيه .. ارتال من الابر المدببة تخترق صدغي الراعي المعقربتين .. اراد ان يتعاقل ، لكنهما انتفضا عدواً باتجاه الجبل المطل على الوادي .. ومـا ان حلّ الذئب بوكره حتى أومأ الى الراعي الذي جلس القرفصاء مرتعداً .. الى جنب الذئب الذي غطّ في نوم عميق بعد جهد وتعب شديدين .. ربما لم يكن الذئب جائعاً .. فيما راح الراعي يدور بعينيه دون ان ينبس ببنت شفة .. دون ان يريم مكانه كقعدد .
بهت الفارس .. ثم طفق يقلب الرأي طويلاً .. وبعد ان زالت عنه غمة الدهشة .. استعاد اتزانه .. بل نكأ جواده بمهماز .. سائقا الكبش المذهول امامه .. واعاد لقطيع الغنم روعه ونزل به في الوادي المعشوشب .. ثم عاد ادراجه صوب الجبل بحثا عن الراعي الذي اسّره الذئب !..حيث لايدري ما وطّن الذئب عليه العزم : ايهصر الراعي بين ذراعين .. ام يفتت رأسه بضربة ناب قاتلة ؟ .. وما ان صار الفارس على باب المغارة حتى اطلق في الهواء رصاصة مدوية .. نهض الذئب مكشراً .. وبدت شرايينه المنتفخة في رقبته متصلبة مثل حبل مشدود من الطرفين .. لكنه توارى في دهاليز المغارة المتشعبة .. فأبتسم الفارس في اغتباط عندما رأي الراعي في مكانه لم يبرحه .. وقد حط عليه الرعب ، وملأ عينيه النوم . ولكن ما ان جأر به حتى فزع وهرب مسابقاً للريح باتجاه الوادي .. اراد الفارس ان يودعه بعد ان اطمأن عليه وعلى قطيعه ، فثارت في نفس الراعي رغبة ملحة لمكافأة الفارس على صنيعه الجميل .. بيد انه كلما اقدم على امر كهذا اسقط بيده .. وأخيراً قرر على مضض اهداءه الكبش (( المسبوع )) .. فتمنع الفارس كثيرا في قبوله .. ثم اخذه بعد كثر الحاح وتوسل .. وسار به الى حيث موطنه .. طالعته بعد طول مسير اضواء النجوم تتلألأ على صفحة ماء النهر كسرب من الفراشات المتراقصة .. اراد الكبش ان يعب الماء فانهارت به ضفة النهر لينزلق الى الاعماق .. ترجل الفارس من جواده وردد حكمته المعهودة "
• ليس من الضروري ان يكون الفارس عبداً لسلاحه في كل مرة .
تجرد من اثوابه وبندقيته ونط الى اعماق النهر لانتشال الكبش .. وما ان صعد به الى سطح الماء حتى قفز الكبش ، وبنطحه مباغته على ام رأس الفارس .. ارسله الى قاع النهر البعيد واسدل على حياته النهاية الابدية .. خرج الكبش من الماء يرقص وينتفض مولياً وجهه شطر الوادي .. استقبله الراعي بابتهاج وانتزع من قرنيه المدماتين شوكة الموت .. وقال في نفسه :
• فما املته وانتظرته حدث بالفعل !!! .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضمد كاظم وسمي - المكافأة