أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الأديان لم تفد البشر















المزيد.....

الأديان لم تفد البشر


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كان الجهل بالحقائق العلمية فاشياً بين المجتمعات البدائية لجأ الناس إلى عالم الأرواح غير المحسوس – الميتافيزيغي – في محاولة منهم لإيجاد شيء يحميهم من ضرر الظواهر الطبيعية مثل البرق والرعد، ويمنحهم نوعاً من الطمأنينة، فعبدوا ما تيسر لهم وجعلوه إلهاً لهم. وبانتهاء هذه الفترة من تدرج حياة الإنسان كان من المتوقع أن تنتهي الحاجة إلى الأديان وإلى الآلهة التي صنعناها بأنفسنا. ولكن يبدو أن الإنسان قد أصبح مدمناً على تخدير أحاسيسه بتهازيج وتعاويذ الأديان، تماما كما يصبح الشخص الذي يتعاطى الأفيون مدمناً عليه رغم علمه بعدم فائدته له، بل رغم إيمانه المطلق بأن الأفيون مضر بصحته. لكن عادة الإدمان تفوق في تحكمها على الإنسان قوة المنطق.
ويحاول الإسلاميون استغلال هذا الإدمان على الأديان ليبيعوا لنا أوهاماً جديدة كلما سنحت لهم الفرصة. فهاهم الآن يؤكدون لنا أن الإسلام الصالح لكل زمان ومكان، قد أتى لإتمام مكارم الأخلاق، كما يقول الحديث المروي عن محمد بن عبد الله "بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق". وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من مكارم الأخلاق قد اتى به الأنبياء قبل محمد وجاء محمد لإتمامها. فماهي هذا المكارم من الأخلاق التي أتت بها الأديان؟ وهل كان الإنسان قبل مجيء الأديان "السماوية" لا يعرف مكارم الأخلاق؟
المعلومات التاريخية التي بحوزتنا تخبرنا أن الإغريق قد انتجوا فلاسفة وعلماء كثيرين في فترة ما قبل الميلاد عندما كانوا يعبدون آلهة الأولمب المتعددة. وكانت اليونان مليئة بالأساتذة ال sophists أي السفسطائيين، كما يترجمها العرب، رغم أن الكلمة مشتقة من "الحكمة" وهم كانوا حكماء ولم يكونوا سفسطائيين. هؤلاء الأستاذة كانوا يجوبون ربوع البلاد يدرّسون الناس الحكمة والأخلاق المطلوبة في الشخص الذي يُعتبر مواطناً صالحاً. فهل جاءت الأديان بأكثر مما قال به فلاسفة وحكماء اليونان؟
فلو أخذنا الوصايا العشرة التي أتى بها موسى وأخذها عنه من تبعه من أنبياء ورسل، نجدها تقول:
لا تقتل: هذه الوصية الإلهية كانت معروفة لسقراط وغيره من الفلاسفة، بل عرفها حتى الإنسان البدائي الذي مارس القتل وعرف أنه إذا قتل رجلاً أخر فسوف يكون مصيره هو القتل كذلك. فهل تأكيد الأديان لهذه الحكمة جعلها ذات فائدة للبشر؟ فبعد ألف وأربعمائة عام من ظهور الإسلام، ومايقرب من ألفي عام من ظهور المسيحية، هل تعلم الإنسان ألا يقتل؟ فإذا أخذنا البلاد الإسلامية، مثلاً، نجد أن القتل في السعودية في ازديادٍ مضطرد رغم تحسن المستوى المعيشي للفرد وعدم حاجته للقتل أو النهب من أجل الخبز، ورغم أن السعودية تحكمها، إسمياً، الشريعة الإسلامية "السمحة". فقد بلغ عدد حالات تنفيذ القصاص بحد السيف في المملكة في العام المنصرم 101 حالة قصاص، هذا دون الأخذ في الاعتبار عدد حالات القتل التي عفا فيها أهل القتيل عن القاتل، والتي ربما زادت عن عدد الذين نُفذ فيهم الحكم. وقال القحطانى، رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية: "إن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية أوجدت أنواعا جديدة من الجرائم مثل السطو المسلح من قبل عصابات منظمة والتوسع في حالات القتل عن غير عمد وبعض الجرائم التي تهم الرأي العام إلى درجة أنها قد تقود إلى الإعدام مثل الاغتصاب" (إيلاف 26 يونيو، حزيران، 2007). وفي جارتها العراق فإن القتل من أجل القتل قد بلغ مستويات لا تخطر ببال أي إنسان عاقل. فالقتل على الهوية، وقتل الشرف، وقتل النساء غير المحجبات، بل وقتل الأستاذة الجامعيين، وقتل الحلاقين أصبح شيئاً مألوفاً. وكل ذلك القتل يرتكبونه باسم الإسلام السني أو الشيعي. وفي الصومال والسودان والجزائر والمغرب العربي يُقتل الآلاف سنوياً باسم الإسلام لأن الإسلاميين المنتمين لثورات الإنقاذ في تلك البلاد يفجرون الأبرياء من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية "السمحة". وفي أفغانستان يتقاتل الطلبان مع غيرهم من الأفغان من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية التي أرجعت البلاد إلى العصر الحجري في السنوات التي حكم بها الطلبان. وفي باكستان يفجر الانتحاريون السنة أنفسهم وسط المجموعات الشيعية ويرد الشيعة بالمثل. فالوصية الأولى من إله السماء لم تفدنا بشيء.
لا تسرق: وصية موسى الثانية. هل أنهت الأديان "السماوية" السرقة بعد كل هذه السنين من ظهورها؟ ففي الكويت مثلاً، اعلن مسؤول كبير ان الكويت استعادت 548 مليون دولار في شكاوى قضايا رفعتها في بريطانيا واسبانيا في اطار قضايا فساد تورط فيها كويتيون ورعايا اجانب. وقال فؤاد الماجد رئيس الجهاز القانوني للحكومة، "فزنا بقرارات قضائية في بريطانيا واسبانيا واستعدنا بموجبها 11،1 مليار دولار تسلمنا منها حتى الان 548 مليونا". وتشمل القضية الثانية شركة النفط الكويتية الرسمية التي تورط فيها خمسة من قدامى المسؤولين منهم وزير النفط السابق الشيخ علي خليفة الصباح الذي انكر الاتهامات. وثبتت محكمة بريطانية التهم الموجهة الى بعض المسؤولين في شركة النفط الكويتية، بأنهم حققوا بطريقة غير شرعية ارباحا في الثمانينات على حساب شركتهم التي لحقت بها خسائر فاقت ال100 مليون دولار (إيلاف 2 مايو 2007). هذا بالإضافة إلى التلاعب بالمناقصات العامة الذي يقوم به بعض النواب السلفيين كما يرد في الصحافة الكويتية. أضف إلى ذلك السرقات التي يقوم بها عامة المواطنين والمقيمين بالبلد
وفي السودان الذي تحكمة عصابة الإخوان المسلمين باسم الشريعة السمحة كانت جرائم سرقة المال العام قد وصلت إلي 813 مليون دينار (8 مليار جنيه) في 2002 لم يسترد منها الا 8.32 مليون دينار أي 9% تقريبا. المفاجأة المزلزلة فعلا، هي أن الاعتداء علي مال الزكاة كانت نسبته 11% من إجمالي المبالغ المسروقة. هذا يعني أن أموال "السائل والمحروم" التي تقوم بجمعها دولة الإسلام السياسي، من "السائل والمحروم" ذاته، سرقت منها أكثر من مليار جنيه!! (خالد عويس، الحوار المتمدن، 17 أغسطس 2006). فالسرقة هنا يقوم بها حماة الدين ووكلاء الله في أرضه.
وفي دبي ذات الغنى الفاحش، يعيش مجتمع الاعمال في حالة من الدهشة والحيرة في نفس الوقت مع تعرض عدد من الموظفين السابقين في مصرف دبي الاسلامي الى اعتقالات تحت شبهة الفساد كما تقول صحيفة الفاينيشال تايمز الصادرة الاربعاء (زيد بنيامين، إيلاف 25 يونيو، حزيران، 2008). يحدث هذا في أكبر بنك إسلامي يمنع الربا ولا يتعامل إلا بالمال الحلال. ونفس الشيء حدث في البنك الإسلامي الأماراتي بلندن الذي أسسه مسلم باكستاني برأس مال من الأمارات، ونتيجةً للسرقات الهائلة انهار البنك وتوقف عن العمل. وفي مصر المسلمة سرق الإسلاميون كل استثمارات المصريين العاملين بدول الخليج، مما أدى إلى انهيار تلك المصارف الإسلامية. كل هذه المصارف الإسلامية كان يشجع عليها الشيوخ من أمثال القرضاوي ويديرها الإسلاميون.
وفي الجزائر تسطو الجماعات الإسلامية على البنوك وتسرق الأموال التي تعتبرها غنائم. ويشهد اكبر تنظيم مسلح في الجزائر انقساما حادا بين قياداته بسبب ما يعتبره «سوء ادارة لأموال الغنائم»، في اشارة الى الاموال التي سطا عليها التنظيم من بنوك او اخذها عنوة من مواطنين. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» ان النزاع الحاد الذي تشهده قيادات الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بسبب الاموال أدى إلى التخلي عن أحد أعمدة التنظيم المسلح. ويتعلق الأمر بعبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم) الذي يعد قائد أهم مناطق نشاط المسلحين. وذكرت المصادر أن «تائبا من الإرهاب»، تحدث عن «خلاف كبير نشب بين مجلس أعيان الجماعة السلفية وأبو الهيثم قائد المنطقة الثانية، حول أموال ضخمة تتبع للجماعة حجزتها مصالح الأمن منذ أسابيع شرق العاصمة». وأوضحت المصادر أن قيمة الأموال المحجوزة تفوق 500 ألف دولار، تمثلت في مجوهرات ومحلات وعربات وعقارات «اشتراها» سعداوي، حسب المصادر، بأموال السطو على البنوك ومقار البريد ومن «رسوم» فرضها المسلحون على سكان مناطق شرق العاصمة (بوعلام غمراسة، الشرق الأوسط 17 ديسمبر، كانون الالأول، 2006). فيبدو أن أكبر السرقات يقوم بها ممثلو الله في الأرض من الإسلاميين الذين يرغبون في تطبيق الشريعة حتى يتسنى لهم سرقة ما تبقى من الأموال. فالأديان قد زادت الطين بله في موضوع السرقة.
لا تكذب: الوصية الثالثة الموسوية. هل هناك بلد إسلامي أو مسيحي أو يهودي يلتزم مواطنوه الصدق؟ البلاد العربية مبنية على الكذب بين المواطنين وبين الحكام. الكل يكذب والإسلام نفسه يبيح الكذب في لبوس "التقية" ويبيح الكذب في الحرب لأن "الحرب خدعة" كما قال محمد بن عبد الله. وأباح الإسلام للرجل أن يكذب على زوجته. وأباح مفتي مصر الشيخ على جمعة للبنت التي فقدت عذريتها وأجرت عملية ترقيع أن تكذب على عريسها. وحتى عندما كان النبي حياً بينهم كذبوا عليه عندما طلب منهم التحضير لغزوة تبوك، فقال له القرآن "عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين" (التوبة 43). وعندما نزلت آية الملاعنة وجاءه رجل يشتكي أنه وجد العبد سُحيم على زوجته، أحضر محمد الزوج والزوجة وحلف كلٌ منهم أربعة مرات أنه صادق والخامسة، لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. ومع ذلك عندما ولدت الزوجة تبين للجميع أنها كذبت ولم يعاقبها محمد لأنها حلفت خمسة مرات. فالكذب في الإسلام من الممارسات المعترف بها. والحلف، مثل الصلاة، لا ينهى عن الفحشاء والمنكر، كما هو المفروض.
لا تزني: الوصية الرابعة. فالدعارة، وهي أقدم مهنة عرفتها البشرية، ما زالت منتشرة في جميع بلاد العالم، بما فيها البلاد الإسلامية التي تحكمها حكومات إسلامية، مثل إيران والسودان والسعودية. وفي أفغانستان قالت السيدة جلالي حبيب، وهي مدرسة سابقة، ومرشحة للبرلمان، عبر المترجم الدكتور وليد تميم: " ان حقوق المرأة ومكافحة البطالة والمخدرات ومحاربة الدعارة التي بدأت تظهر كتجارة مستترة في الشارع الافغاني تحتل النصيب الاكبر في حملتها الانتخابية." (الشرق الأوسط 27 أغسطس، آب، 2005). ودويلات الأمارات قد امتلأت بالنساء الروسيات والمغربيات والجزائريات اللاتي غرر بهن تجار الجنس. ومع هذا يسافر مئات الآلاف من الأمارات والكويت والسعودية إلى بانكوك وغيرها من دول شرق آسيا بغرض السياحة الجنسية. وجميع البلاد الإسلامية بها ملاجيء للقطاء من أطفال السفاح بالإضافة إلى آلاف عمليات الإجهاض التي تتم في الأزقة والبيوت والمستشفيات. وبيوت الدعارة الخفية في إيران والسودان ومصر والمغرب العربي لا تُحصى. فهل أفادت الأديان في منع الدعارة والزنى؟ بل بالعكس فإن أكثر حالات ممارسة الجنس مع الأطفال، بنات وصبيان، يقوم بها رجال الدين من شيوخ وقساوسة. واللواط بالبلاد الإسلامية أكثر بكثير من بلاد الغرب.
أكرموا آباءكم وأمهاتكم: الوصية الخامسة. هذه الوصية كانت معروفة منذ أيام سقراط الذي اشتكى في مرة أن الأطفال في إيامه أصبحوا لا يحترمون كبار السن، ويأكلون وأفواههم مفتوحة. وهذا يعني أن احترام الكبار كان معروفاً قبل سقراط. فهل كنا نحتاج إلهاً ليخبرنا أن نحترم والدينا؟
لا تشهد بالزور: الوصية السادسة. جميع المحاكم في العالم تحتوي على الكتب المقدسة التي يحلف عليها المتهمون والشهود أنهم لن يقولوا إلا الحق. ومع ذلك فإن الغالبية العظمي تكذب، كما تثبت نسبة الإدانات في غالبية القضايا. والعالم الإسلامي لا يختلف عن العالم الغربي في الكذب رغم الحلف على المصحف. بل بالعكس فإن العربي المسلم إذا طلبت منه أن يحلف بالسيدة زينب وهو كاذب، فلن يحلف. أما إذا طلبت منه أن يحلف على المصحف فإنه لن يتردد في ذلك، وهو يعلم أنه كاذب. فأديان التوحيد خلقت أناساً يؤمنون بالأولياء أكثر من إيمانهم بالإله، ولم تنه الكذب أو حتى تقلل منه. والإسلام قد طلب شاهدين عدلين ليقلل من شعادة الزور، وما زالت شهادة الزور هي الغالبة في جميع البلاد.
لا تشتهي زوجة جارك أو ابنته أو خادمته: الوصية السابعة. ربما يحاول بعض الناس تفادي الوقوع في اشتهاء زوجة الجار، ولكن من منا يستطيع أن يقول صادقاً أنه لم يشته زوجة جاره، الصغيرة الجميلة. إنها طبيعة الإنسان. وقد عرف هذه الوصية شعراء ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية، فقال عنترة بن شداد:
أغشى فتاة الحي عند حليلها *** وإذا غزا في الحرب لا أغشاها
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها
وقال المقنّع الكِندي:
أرى دار جاري إن تغيّب حقبةً *** عليّ حراماً بعده إنْ دخلتها
قليلٌ سؤالي جارتي عن شؤونها *** إذا غاب ربُ البيت عنها هجرتها
وبقية الوصليا العشرة كانت عن توحيد الإله وعدم عبادة الأصنام وعدم الإساءة إلى اسم الإله. فالوصايا العشرة التي أتى بها موسى واقتبستها المسيحية واقتبسها محمد، لم تفد البشر شيئاً لأنهم لا يطبقونها رغم مرور أكثر من ثلاثة آلاف عام منذ ظهور موسى. فماذا أخذ الناس من الأديان؟
أخذنا من الأديان كراهية المخالف لنا في المعتقد أو الممارسات، فأنشأنا محاكم النفتيش في القرون الوسطى في أوربا، وما زلنا نقيم محاكم التكفير بحق الشيعة والبهائيين والأيزيدية وغيرهم. وكذلك نكفّر كل المفكرين والفلاسفة الذين لا يعتقدون بما يعتقده شيوخ الإسلام. وتعلمنا أن نقتل بعضنا بعضاً إرضاءً لإله مختفي في الفضاء الخارجي ولم يجرؤ حتى الآن على إظهار نفسه للملايين الذين يتحاربون باسمه. كل ما تبقى من الأديان هو الشعائر والحركات الطقوسية مثل الصلاة والحج والصيام، وجميعها نفعلها من أجل الغير حتى يصفونا بالتقوى. فالحاج يرجع من حجه ليجد باب بيته مدهون بالدهن الأبيض ومكتوب عليه الأدعية والآيات القرآنية حتى يراها الجميع ويعرف أنه قد حج. وصلاة الجماعة نؤديها بالمكرفونات حتى يسمع الجميع ويعرف أننا خاشعون لله ونؤدي صلواته في مواعيدها. ونخرج من الجامع لنرتكب الخطايا. أما الصيام فهو تمثيلية كبري إذ نأكل في الإفطار والعشاء أكثر مما نأكله في اليوم العادي. ونجبر المطاعم والمقاهي أن تسكّر أبوابها حتى يعلم الجميع أننا دولة إسلامية. فالمسلم يستاء إذا رأى غيره يأكل في رمضان، بدل أن يزيده ذلك زهوا بإيمانه وصومه.
يتضح لنا الآن أن جميع التعاليم التي أتت بها الأديان كان الإنسان يعرفها قبل ظهور تلك الأديان، فماذا استفدنا من المئة وعشرين ألف رسول ونبي الذين أرسلهم الله، كما تقول المصادر الإسلامية؟ لا شيء يفيد البشرية. وأين هي مكارم الأخلاق التي أتى محمد لإتمامها؟ هل تمثلت مكارم الأخلاق في الاغتيالات السياسية التي أمر بها محمد أتباعه، أم في إبادة بني قريظة وسبي ونكاح نسائهم، أم في الشروط العمرية التي فرضها عمر بن الخطاب على نصارى الشام؟ أخلاق المجتمعات الأوربية الحديثة أفضل عشرات المرات من مكارم أخلاق الأديان.
قد يقول قائل إن وضع الإنسان الراهن ليس خطأ الأديان التي بينت له الطريق القويم لكنه لم يتبعها. ونرد على ذلك بأن الأديان كلها من صنع الإنسان وأنها وضعت قوانين تخالف طبيعة الإنسان ولا يمكن تطبيقها بدون آليات دنيوية تفرض على الناس اتباع تلك القوانين. فلو كانت القوانين الدينية فعلاً من عند أله خالق لعرف ذلك الإله أن قوانينه لا يمكن تطبيقها، وعليه يجب تعديل القوانين أو تغيير طبيعة البشر حتى يتبعوا التعاليم الدينية. وكاتب القرآن قد عرف هذه الحقيقة ولذلك ظل يكرر في القرآن أن أكثر الناس لا يؤمنون:
ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا (الإسراء 89)
ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً (الفرقان 50)
وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين (يوسف 103)
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون (الأنعام 116)
وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون (يوسف 106)





#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فرق بين الإسلام وغيره من الأديان
- منطق الأطفال في الإيمان
- الصلاة على محمد
- الإسلام هو الإشكال وليس الحل
- خداع وتنتاقضات القرضاوي 2
- عبث نواب الإخوان الأردنيين
- خداع وتناقضات القرضاوي 1
- الإسلام والعقل والزيتون
- عندما يلجأ المسلمون إلى الخداع
- بعض تناقضات السنة المحمدية
- الشيخ القرضاوي وإنكار الحقائق المؤلمة
- الفرق بين الشيخ والقس
- لماذا نساؤنا أشجع من رجالنا؟
- تأويل القرآن من أجل احتكار العلم 2-2
- تأويل القرآن من أجل احتكار العلم 1-2
- لو شاء الله لما فعلوه
- وفاء سلطان بين بلدوزر الإسلاميين ونقد العلمانيين
- الجهل بالجنس ولا العلم به
- عماد مغنية وأبومصعب الزرقاوي شهداء
- أكذوبة -لا إكراه في الدين-


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الأديان لم تفد البشر